طور العلماء فئة جديدة من المضادات الحيوية تقتل البكتيريا المقاومة للأدوية، والتي تعد أكبر تهديد لصحة البشر.

وتغلب عقار "زوسورابالبين" (Zosurabalpin) على سلالات شديدة المقاومة للأدوية من بكتيريا "الراكدة البومانية" (Acinetobacter baumannii) المقاومة للكاربابينيم (مضاد حيوي)، في نماذج الفئران المصابة بالالتهاب الرئوي والإنتان.

إقرأ المزيد بعد "كوفيد-19".. ما الخطر المهدد للبشرية عام 2024؟

وقد أشاد العلماء بهذا الاكتشاف ووصفوه بأنه "مثير" وقالوا إنه يوفر "أملا واضحا" في علاج حالات العدوى الأخرى التي يصعب علاجها.

ويجري الآن اختبار الدواء في التجارب البشرية.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تُصنف بكتيريا الراكدة البومانية على أنها الأولوية التي تتصدر قائمة مسببات الأمراض التي تشكل تهديدا عاجلا لصحة الإنسان، إلى جانب الزائفة الزنجانية  (Pseudomonas aeruginosa) والأمعائيات، أو كما تعرف أيضا باسم البكتيريا المعوية (Enterobacteriaceae)، وهما نوعان آخران من البكتيريا سالبة الغرام المقاومة للأدوية.

وتقتل البكتيريا المقاومة لمضادات الحيوية (AMR) أكثر من مليون شخص على مستوى العالم كل عام، مع تحذير منظمة الصحة العالمية (WHO) من أن الكوكب يتجه نحو عصر "ما بعد المضادات الحيوية".

وتشير التوقعات بشأن ما يطلق عليها اسم "الوباء الصامت"، إلى أن مقاومة مضادات الحيوية يمكن أن تودي بحياة 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050. وانتشارها يجعل العدوى المنتظمة والعمليات الجراحية الروتينية تهدد الحياة.

ومع ذلك، قال الباحثون إن عقار "زوسورابالبين"، الذي تصنعه شركة الأدوية السويسرية العملاقة Roche، يمكنه تدمير بكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم (CRAB) "بشكل فعال"، والذي حذر الأطباء من أنه وباء في المستشفيات.

وهذا الكائن الذي صنفته منظمة الصحة العالمية "أحد مسببات الأمراض الخطيرة ذات الأولوية الأولى"، يمكن أن يسبب التهابات دموية وصدرية خطيرة للغاية لدى مرضى المستشفيات المصابين بأمراض خطيرة.

إقرأ المزيد بقايا المعقمات والمنظفات قد تكون السبب وراء مقاومة البكتيريا القاتلة للمضادات الحيوية

وفي الوقت الحالي، يموت حوالي 40-60% من المصابين ببكتيريا الراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم.

ومن الصعب علاج المرض لدرجة أنه لم يتم ابتكار دواء جديد لعلاج العدوى منذ أكثر من 50 عاما، وذلك لأن البكتيريا محاطة "بغشاء" سميك يحميها من الهجوم.

وقالت البروفيسورة لورا بيدوك، المديرة العلمية للشراكة العالمية لأبحاث وتطوير المضادات الحيوية (GARDP)، إن هذا الهيكل الصعب "يجعل من الصعب للغاية إدخال الأدوية إليه وإبقائه في الداخل".

ولكن يبدو أن عقار زوسورابالبين يدمر قدرة الكائن الحي على الحفاظ على هذا الغشاء الواقي الرئيسي.

وقالت البروفيسورة لورا: "إنه أمر مثير حقا، وهو ليس مفيدا لهذا النوع من البكتيريا فحسب، بل يمكن البناء عليه بالنسبة للآخرين أيضا".

وأضاف الدكتور مايكل لوبريتز، الرئيس العالمي للأمراض المعدية في شركة Roche: "هذه هي المرة الأولى التي نجد فيها شيئا يعمل بهذه الطريقة، لذا فهو فريد من نوعه في تركيبه الكيميائي وآلية عمله".

ومع ذلك، أكد أن اكتشاف هذا العقار لن يحل وحده التهديد الذي تشكله العدوى المقاومة لمضادات الحيوية على الصحة العامة، ولكنه يمهد الطريق للأدوية المستقبلية باستخدام نفس الآلية.

وأوضحت البروفيسورة لورا: "التجارب السريرية الكاملة تستغرق الكثير من الوقت، عدة سنوات. وفي الواقع، تكلف الملايين لإجرائها". مشيرة إلى أنه على الرغم من العقبات، هناك "أمل أكيد".

نشر العلماء نتائج تجاربهم التي شملت عقار زوسورابالبين في مجلة Nature.

المصدر: ذي صن

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض تجارب دراسات علمية طب مضاد حيوي منظمة الصحة العالمية

إقرأ أيضاً:

القمة الثقافية - أبوظبي تلقي الضوء على العلاقة الحيوية بين الثقافة والإنسانية

تُنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الدورة السابعة من القمة الثقافية أبوظبي في الفترة من 27 إلى 29 إبريل 2025، في منارة السعديات في المنطقة الثقافية في أبوظبي. وتجمع القمة مجموعة من القادة والفنانين والمفكرين والمبدعين والمبتكرين لتبادل وجهات نظر جديدة حول إعادة تصوّر المستقبل، عبر سلسلة من الندوات والحوارات الإبداعية ودراسات الحالة والنقاشات الفنية وورش العمل.

وتحت شعار «الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد»، تلقي هذه النسخة الضوء على العلاقة الحيوية بين الثقافة والإنسانيّة، بظلّ فترة من التحوّلات المتسارعة التي شهدها الرّبع الأول من القرن الحالي والتي أدّت إلى إيجاد شعورٍ بعدم الثقة في المستقبل. ستدفع هذه القمّة إلى إعادة التفكير بصورةٍ جماعية في مفهوم تحرير الإنسان والإنسانية، والسّعي لإيجاد أرضيّة مشتركة جديدة لبناء مستقبلٍ مستدام.

ويتضمن برنامج القمة عدداً من الكلمات الرئيسية والجلسات الحوارية والمحاضرات والحوارات مع الفنانين وورش العمل والحوارات الإبداعية، وجلسات مخصَّصة للنقاش عن السياسات، والعروض الثقافية.

وتتطرق القمة إلى ثلاثة مواضيع فرعية، ففي اليوم الأول تركِّز على «إعادة تشكيل المشهد الثقافي»، فمع استمرار التحوّلات الكبرى في توزيع القوى في عالمٍ يتميّز بالثورة الرقميّة والتّفاوت الاقتصادي والتقلّبات الجيوسياسية، يعاد تعريف الهويّات الثقافية وقِيم المجتمع. وتتناول الجلسات تأثير هذه التّحولات على إنتاج الثقافة واستقبالها واستهلاكها، وتناقش دور القطاع الإبداعي في توجيه البشرية من حالة غموض وصولاً إلى مستقبلٍ واعد.

أخبار ذات صلة مواقع عروض الألعاب النارية في إمارة أبوظبي خلال عيد الفطر نمو اقتصاد إمارة أبوظبي بنسبة 3.8% خلال 2024

وفي اليوم الثاني تناقش القمَّة «الحدود الجديدة لبيئة ما بعد الإنسان»، فمع التقدّم السريع في التكنولوجيا، ويشمل ذلك الذّكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والدراسات البيئية، يُعاد تعريف مبدأ الإنسانية. وتبحث جلسات هذا اليوم في كيفية تمكين الثقافة من ضمان تعزيز هذه التغيّرات وانعكاسها على التجربة الإنسانية، ويلقي البرنامج الضوء على كيفية عمل القطاعات الثقافية والإبداعية من خلال تكييف نماذج أعمالها وبنيتها التحتية وسياساتها، للاستفادة من الفرص التي توفّرها هذه الحدود الجديدة.

وفي اليوم الثالث تناقش القمة موضوع «أطر جديدة لإعادة تعريف الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد»، وكيف تعمل الجهود الإبداعية والتعاونية وتصاعد النهج العالمي على تعزيز المرونة والشمولية والاستدامة. وتتناول الجلسات كيف يساعد كل من الابتكار الثقافي والتكنولوجيا في إعادة تشكيل السّرديات وإيجاد أرضية مشتركة جديدة للتغلب على الصراعات العالمية. ومن خلال القيام بذلك، يصبح ممكناً اعتماد نماذج إنسانية تمّ اختبارها مسبقاً للانطلاق نحو الازدهار في عالمٍ سريع التغيّر.

وتُنظَّم القمة بالتعاون مع عدد من الجهات العالمية، من أبرزها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، وإيكونوميست إمباكت، ومتحف التصميم، وجوجل، ومتحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، وأكاديمية التسجيل. ومن الشركاء الإضافيين، إيمج نيشن أبوظبي، والاتحاد الدولي لمجالس الفنون والوكالات الثقافية، والمجمع الثقافي، وذا ناشيونال، ونادي مدريد، وبيت العائلة الإبراهيمية، ومتحف اللوفر أبوظبي، وبيركلي أبوظبي، وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية والمعهد الفرنسي.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • اكتشاف مضاد حيوي جديد قادر على التصدي للبكتيريا المقاومة للأدوية
  • كيف يقضي طلاب السكن الجامعي عطلة عيد الفطر المبارك؟ ‏
  • القمة الثقافية - أبوظبي تلقي الضوء على العلاقة الحيوية بين الثقافة والإنسانية
  • بعد وفاة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
  • نال جائزة العام.. أفضل علاج يقضي على تجعيد الشعر
  • بعد رحيل الفنانة إيناس النجار داخل المستشفى.. هل انفجار المرارة يسبب الوفاة؟
  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • الصحة: فحص 7 ملايين و881 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة
  • تأثير المضادات الحيوية على القدرات المعرفية
  • القابضة للأدوية: نتواصل مع القطاع الخاص لجذب استثمارات لتصنيع الأدوية البيولوجية