سودانايل:
2025-04-02@09:08:37 GMT

أحمد عثمان عمر يعيد انتاج سرير بروكست (Procrustes)

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

الصديق الدكتور أحمد عثمان عمر يعيدنا مشكورا الي عهد الاساطير الاغريقية، فها هو يعيد انتاج اسطورة سرير بروكرست (Procrustean bed) اليونانية، ويطبقها على واقعنا السياسي الراهن. ويقدم رؤية عدمية للصراع السياسي في السودان، وجهود إيجاد اختراق لإيقاف الحرب. رؤية تبني على منهج ابيض او اسود، على نحن وهم، كل شيء أو لاشئ.

وأستخدم كل مهاراته كمحامي شاطر للدفاع عن كل ذلك. وتجاهل ان هذا البلد يتميز بالتعددية، في كل شيء، وهذا التنوع والتعدد ينتج أفكارا وتيارات متباينة. الطرح الصحيح هو اعتماد الحوار العقلاني بين تلك الكتل والاتجاهات، وخلق توافق حول ما يجمع بينهما، ويكون مخرجا لبلادنا من الكارثة المصيرية، التي تحق بها. أما فرض رأي واحد تحت مسمى التغيير الجذري، فهو إضافة حقيقية للضعف والتشتت والتقزيم، وإعلاء الذاتي على الموضوعي.
تقول الأسطورة اليونانية ان بروكرس كان حدادا ماهرا وقاطع طريق. وكان يملك سريرا حديديا صنعه بنفسه. يقوم بروكرست بدعوة أي مسافر ليحسن ضيافته، ويصر عليه ان يبيت معه، ويدعوه الى النوم في هذا السرير. وكان بروكرست مهووسا بأهمية ان يناسب طول الضيف السرير. وكان يتسلل بعد ان ينام الضيف. فاذا كان الضيف أطول من السرير قام قطع أرجله ليتناسب مع السرير. وإذا كان أقصر من السرير، مط جسم الضحية حتى تتكسر مفاصله، ويساوي جسمه السرير بالضبط. ولم يكن لاحد ان ينجو من هذا المصير المرعب، الا من وافق طوله مقاس السرير.
أن هذه الشخصية الميثولوجية هي مثال رائع على من يعتبر أن مقاييسه الشخصية وافكاره وقناعاته هي الأفضل للكون، بينما المختلفين عنه مجرد أشياء لا فائدة منها، ويجب إزالتها.
ولديهم في أذهانهم سرير بروكرست، ولا يقبلون أي شخص كما هو، بل يبادرون إلى حشره بالقوة في صورة يصنعونها له ويتخلصون مما لا يوافقهم. لهذا يجب علينا أن نقذف بهذا السرير خارج أذهاننا ونعلم أن للناس مقاسات وعقول ورؤى مختلفة، وألا نحشرهم في قالب نصنعه حسب هوانا ثم نلومهم أذا خالفوه.
هناك مغالطة سرير بروكرست (Procrustean bed)، ويطلق عليها لفظ البروكرستية وتعبر عن أي نزعة إلى «فرض قوالب» جبرية على الأشياء (الأشخاص أو الأفكار..) أو ليّ الحقائق أو تشويه المعطيات، وأن نفرض حقيقة ثم نبحث عما يدعمها، ونفسر المعطيات بما يطابق افتراضاتنا، لكي تتناسب قسراً مع مخطط ذهني مسبق.
الآن يعمل الصديق العزيز احمد على حشر شعبنا، بكل تنوعه، في سرير التغيير الجذري. ويقوم بإزالة كل الأفكار الأخرى والتيارات الأخرى، والتنظيمات الأخرى، من المجال العام في بلادنا. وان يصبح الرأي الواحد الأحد هو السائد. ألم نقرأ عن التجربة السوفيتية، حيث كان الحزب الشيوعي هو الكل في الكل. وحتى داخل الحزب هناك رأي واحد هو رأي السكرتير العام، ولا رأي غيره.
وجهت تقدم الدعوة الى قائد الجيش وقائد الدعم السريع لاجتماع لمناقشة إمكانية إيجاد اختراق لإيقاف الحرب المدمرة. لم يرد قائد الجيش، ولكن قائد الدعم السريع رد بالقبول. هل بمنطق أحمد عثمان أن نرفض اللقاء، والدعم السريع طرف أساسي في الحرب. وهل، في أي مكان في هذا العالم الذي نعيش فيه، تم إيقاف حرب بدون مشاركة الأطراف المتحاربة. وما يثير الانتباه ان د. أحمد عثمان في كل مقالاته لا يوضح لنا كيف ننهي الحرب مع شعار لا تفاوض. وكيف نحل الدعم السريع الذي اثبت في ميدان المعارك ان أقوى من الجيش أو لا يقل عنه قوة؟
أن مضمون وجوهر الطرح هو ان تستمر الكارثة ويموت الناس وتتدمر البلد كليا، في انتظار ان نبني تحالف التغيير الجذري، وأننا لن نمد يدنا لكل القوى الموجودة في الساحة، فهم دعاة التسوية، والهبوط الناعم، وشراكة الدم، والأهم انهم عملاء للإمبريالية والبنك الدولي.
اعلان أديس أبابا هو جهد يشكل خطوة في الطريق الصحيح، علينا النظر اليه بانه بداية طريق شاق وصعب لتحقيق السلام. وكل جهد انساني فهو يحتاج للتقييم والنقد، بتوضيح النقاط الإيجابية للحفاظ عليها وتطويرها. وبنقد جواني القصور لتقديم بدائل أفضل. والأهم أن هناك قوى مدنية، تؤمن بالديمقراطية، تسعى لإيقاف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للملايين من أبناء شعبنا الذين يضورون جوعا. المهم ان نشيد بعدد من المساهمات الإيجابية التي قدمت نقدا موضوعيا للاتفاق بغرض تطويره. وأتمنى ان تتقدم مجموعات اخري بآرائها سعيا وراء تجويد الاتفاق والبناء عليه، وليس هدمه بجرة قلم.
في المقالات القادمة سأقدم نماذج من تجارب البلدان التي انهت الحكم العسكري أو الشمولي بمنهج عقلاني يدرس الواقع جيدا ويعرف موازين القوى، ويتحرك في حدود قدرات الفاعلين فيه.

 

siddigelzailaee@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أحمد عثمان

إقرأ أيضاً:

البلاد تدخل دائرة التغيير المناخي: انخفاض مفاجئ بدرجات الحرارة وأمطار رعدية في نيسان - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

أوضح المتنبئ الجوي رياض القريشي، اليوم الثلاثاء ( 1 نيسان 2025)، أن منتصف نيسان الجاري سيشهد انخفاضًا مفاجئًا في درجات الحرارة في العراق حيث ستتراوح درجات الحرارة العظمى خلال النهار بين العشرينيات بعد أن كانت تصل حاليًا إلى 30 درجة مئوية.

وقال القريشي لـ"بغداد اليوم"، إن "منتصف نيسان المقبل سيشهد انخفاضًا عابرًا في درجات الحرارة، حيث ستسجل العظمى خلال النهار انخفاضًا يتراوح بين 7 إلى 8 درجات، لتقترب من العشرينيات، بعدما كانت تبلغ 30 درجة حاليًا"، مبينًا أن "درجات الحرارة الصغرى خلال الليل ستنخفض إلى ما دون العشرينيات".

وأضاف أن "هذا الانخفاض ليس موجة باردة أي أنه لن يستمر لعدة أيام"، مشيرًا إلى أن "المعلومات حول هذا التغير ستكون أكثر وضوحًا خلال الأيام المقبلة، خاصة فيما يتعلق بدرجات الحرارة".

وأوضح القريشي أن "هناك احتمالية لتساقط الأمطار خلال فترة الانخفاض، كما حدث في الأيام الماضية حيث ستكون متفرقة في المحافظات وتأخذ الطابع المزني، أي أنها ستكون مصحوبة بعواصف رعدية وقد تكون غزيرة في بعض المناطق وخفيفة في أخرى".

وأشار إلى أن "نيسان الجاري سيشهد متغيرات مناخية في مختلف المحافظات سواء في المناطق الغربية أو الشمالية أو الوسطى أو الجنوبية"، مؤكدًا أن "الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة منتصف الشهر سيكون عابرًا، وليس موجة باردة مستمرة".

ومن المعروف أن العراق يتمتع بمناخ حار وجاف في الغالب، إلا أن فصول الربيع والخريف تشهد أحيانًا تغييرات مفاجئة في درجات الحرارة، مما يزيد من تعقيد التنبؤات الجوية.

هذه التغيرات لا تقتصر فقط على درجة الحرارة، بل تشمل أيضًا هطول الأمطار والظروف الجوية غير المستقرة، التي تؤثر على قطاعات الزراعة والاقتصاد بشكل عام.


مقالات مشابهة

  • جحر الضب العلماني وأسر التقليد للماضي.. مشاتل التغيير (12)
  • سلوى عثمان: ذهبت لشيخ بسبب السحر.. وأؤمن بالحسد
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: إنسانيات وأسفل سافلين
  • الأغذية العالمي: إغلاق المخابر بغزة لعجزنا عن دعم انتاج الخبز
  • البلاد تدخل دائرة التغيير المناخي: انخفاض مفاجئ بدرجات الحرارة وأمطار رعدية في نيسان - عاجل
  • أبرز محطات الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
  • القيادي الجنوبي محمد علي أحمد: الحرب في اليمن مستمرة عبر وكلاء الخارج لتعذيب الشعب
  • جبريل ابراهيم يحذر من تحشيد جديد لـ” الدعم السريع” ويؤكد أن الحرب لم تنته بتحرير الخرطوم
  • تياترو الحكايات|علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي
  • البرهان: لا مصالحة مع "الدعم السريع".. وحميدتي: الحرب لم تنته بعد