البرهان يخسر سياسيا، وحميدتي يتقدم في الميدان الديبلوماسي !!
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
يبدو ان خطاب الجنرال عبدالفتاح البرهان ،القائد العام للقوات المسلحة ،رئيس مجلس السيادة الانتقالي،الذي وجهه للجيش فعي جبيت ،مساء امس ،الجمعة ،الخامس من يناير،هو آخر خطاب له، والحرب تقترب من نهاياتها. فقد قال - في الخطاب الذي اثارت لغته الحادة ،ولازالت ،ردود افعال عنيفة في الداخل - كل ما عنده، ولم يستبق شيئا.
يعتبر الرهان على مستنفري، الحركة الاسلامية، تحت عنوان المقاومة الشعبية ،اخر محاولة لابقاء الحرب مشتعلة ، علامة بارزة على تراجع مبدئي من قبل دعاة الحرب ومشعليها،من فلول النظام المقبور والاسلاميين، عن الاعتماد كليا،على الجيش ،بعد انسحاب احدى فرقه من مدني عاصمة ولاية الجزيرة ،اثر تقدم قوات الدعم السريع في المنطقة. وهو انسحاب سبقته انسحابات مماثلة للجيش من بعض مواقعه في غرب السودان. وعلامة من علامات نهاية الحرب،عمليا.
ومع ان خطاب جبيت ،الانفعالي،اتسم برد الفعل القاسي والحاد، ايضا، على حديث للجنرال محمد حمدان دقلو ،حميدتي،خلال لقائه مع قادة تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية ،"تقدم "، في العاصمة الاثيوبية ،اديس ابابا،مؤخرا،بما انطوى عليه من تكريس للجنرال حميدتي كطرف في التسوية السياسية الجارية لازمة البلاد،عبر اعلان اديس ابابا ،الا انه يبدو من الجلي، ان الخطاب الرسمي، في عمومه، حول قضايا الحرب والسلام في البلاد، لم يتطور ،من قبل سلطة الامر الواقع، ويرتقي ،لمخاطبة الراي العام،في الداخل والخارج،بطريقة مقبولة وعقلانية ،منذ حديث البرهان امام الجمعية العامة للامم المتحدة في اخر اجتماعاتها،بعد ان وضح بشكل ملحوظ ،تخلف هذا الخطاب، وعدم قبوله في مختلف الاوساط السياسية، الاقليمية والدولية.وفيما ينعزل البرهان، مجددا ،في بدروم التعنت والانفعال والرفض السلبي لمساعي وجهود السلام،فانه يخسر ،مرة اخرى ، في الميدان السياسي والديبلوماسي ،لصالح الجنرال حميدتي، الذي يقدم نفسه،منذ بعض الوقت ،ضمن ترتيب اقليمي ودولي ،كداعية للسلام،يجد خطابه الترحيب و القبول ، وبما يعمق عزلة البرهان، ويضاعف خسائره السياسية ،قبيل انعقاد الجلسة الوشيكة ، التي تجمعه مع حميدتي،في جيبوتي،وفقا لمقررات قمة ايغاد الاخيرة حول السودان.
الارجح ،حتى الان ،ان يمتنع البرهان عن لقاء د.عبدالله حمدوك ووفد تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية ،الذي التقى حميدتي،في اديس ابابا ،مؤخرا، كامتداد للجهود الاقليمية والدولية الرامية لانهاء الحرب. ويفشل هذا اللقاء في مهده، منذ ان رفض مقدما،اعلان اديس ابابا الموقع بين حميدتي والتنسيقية ، والذي سيكون،على الارجح ،هو موضوع اللقاء.من الناحية الاخرى ،لم يحدد البرهان،على نحو قطعي، ما اذا كان سيقابل حميدتي ام لا. فخطاب جبيت ، الذي غذى الخصومة السياسية بخصومة شخصية ،من شأنه ان يثير بعض الاشكالات على طريق اللقاء. وقد تفسده ان تم.
ربما يكون لقاء البرهان -حميدتي،المرتقب،اخر فرصة للسلام ،ويعني الفشل في عقد اللقاء ،ايا كانت الصعوبات التي تكتنفه،او في ابرام اتفاق لانهاء العدائيات ووقف اطلاق النار فورا مرحلة جديدة من تصعيد القتال وتوسيع دائرة الحرب ،في المناطق التي لم تصلها الحرب بعد ،وما يتصل بذلك من تفاقم معاناة المواطنين،الذين باتوا يتشردون من مركز ايواء الى اخر بحثا عن امان مغقود.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ادیس ابابا
إقرأ أيضاً:
كيف قادت الكراهية سياسيا هولنديا من اليمين المتطرف إلى الإسلام؟
وفي حوار مع برنامج "المقابلة"، كشف كلافيرين عن تفاصيل رحلته من التشدد اليميني إلى البحث الروحي، مُرجعا تحوّله إلى "إجابات منطقية" وجدها في الإسلام وسط صراع مع العلمانية الأوروبية.
وُلد كلافيرين عام 1979 في أمستردام لعائلة بروتستانتية متشددة، حيث كان والده مساعدا في الكنيسة، وتلقى تربية دينية صارمة تشمل الصلاة قبل وبعد الوجبات، وقراءة الكتاب المقدس يوميا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كلما حرقوا مصحفا وزعنا ألفا.. هكذا يدافع يميني هولندي سابق عن الإسلامlist 2 of 4اليمين المتطرف بأوروبا بين دعم أجندة ترامب وتحفظ حذر من سياساتهlist 3 of 4زعيم هولندي متطرف يدافع عن الإبادة الجماعية في غزةlist 4 of 4اليميني الهولندي خيرت فيلدرز يتعهد بدعم إسرائيلend of listوفي هذا السياق، يقول كلافيرين "كنا نذهب إلى الكنيسة كل أحد، وكان جدي يُشدد على أهمية الحفاظ على التقاليد المسيحية في مواجهة التهديدات الخارجية".
درس الفلسفة والعلوم الاجتماعية، وتأثر بأحداث 11 سبتمبر 2001، التي عززت لديه صورة الإسلام كـ"إيديولوجيا عنيفة".
وفي عام 2004، تفاقمت كراهيته بعد اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان غوخ على يد متطرف إسلامي، مما دفعه للانخراط في السياسة كـ"دفاع عن المسيحية".
ذراع فيلدرز اليمنىوانضم كلافيرين إلى حزب "الحرية" اليميني المتطرف عام 2010، ليصبح نائبا في البرلمان والذراع الأيمن لزعيم الحزب خيرت فيلدرز، وخلال تلك الفترة، قاد حملات عنيفة ضد المسلمين، داعيا إلى حظر المدارس الإسلامية، وإغلاق المساجد، وفرض ضرائب على الحجاب، كما وصف القرآن بأنه "كتاب سموم".
إعلانلكن شراكته مع فيلدرز انهارت عام 2014، بعد رفض الأخير تعديل خطاب الحزب ليفصل بين معاداة الإسلام ومعاداة المهاجرين، وفي ذلك يقول كلافيرين: "طلبت منهم التركيز على الإسلام كدين، لا على المغاربة أو الأتراك، لكنهم رفضوا.. غادرت الحزب لأنني أدركت أن كراهيتهم شمولية".
وبدأت نقطة تحول كلافيرين عام 2014، عندما شرع في تأليف كتاب ضد الإسلام، لكن بحثه قاده إلى مفاجآت غير متوقعة، ويقول في ذلك: "قرأت سيرة النبي محمد (عليه السلام) من مصادر إسلامية، مثل كتاب حياة محمد لمارتن لينجز، واكتشفت إنسانا غفر لقاتل عمه حمزة، وحافظ على أخلاقه حتى في الحرب".
وأثناء كتابته، عادت إليه أسئلته الطفولية عن الثالوث المسيحي، التي لم يجد إجابات مقنعة لها من رجال الدين، فيقول: "سألت كهنة بروتستانت وكاثوليك عن كيفية الجمع بين الأب والابن والروح القدس، فكانت إجاباتهم غامضة.. بينما وجدت في التوحيد الإسلامي بساطة منطقية".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، أعلن كلافيرين إسلامه خلال عشاء مع ناشري كتابه الجديد "من المسيحية إلى الإسلام"، حيث نطق الشهادتين أمام جمع من الأئمة والصحفيين.
وخلال تذكره لهذه اللحظة الحاسمة، يحكي كلافيرين "بينما كنت أرتب كتبي، سقط القرآن مفتوحا على آية: "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ"، وشعرت حينها أن المشكلة كانت في قلبي، لا في عقلي".
ردود فعل عنيفةوكانت ردود الفعل عنيفة، حيث تلقى أكثر من ألفي تهديد بالقتل، ووصفه فيلدرز بسخرية بـ"النباتي الذي يعمل في مسلخ"، وحتى زوجته المسيحية تفاجأت، لكنها تقبلت الأمر بشرط ألا يؤثر على تربية أطفالهما، الذين بدؤوا يسألون عن الإسلام مؤخرا.
ويرى كلافيرين أن تحوله يعكس أزمة الهوية في أوروبا، حيث تدفع العلمانية المتطرفة الشباب إلى البحث عن إجابات روحية.
إعلانوفي كتابه، يشير إلى أن الإسلام قد يصبح "الدين الرئيسي" في القارة خلال عقود، رغم كونه أقلية الآن، قائلا: "العلمانية تريد محو الله، لكن الفراغ الروحي سيدفع الناس نحو الإسلام، فهو الوحيد الذي يقدم إجابات واضحة".
وينشط كلافيرين مؤخرا في الدعوة عبر منظمة "تجربة الإسلام"، التي تستخدم الواقع الافتراضي لتعريف الأوروبيين بالدين، مستهدفين 20 ألف مشارك.
ويقول السياسي الهولندي السابق "كنت أزرع الكراهية، والآن أسعى لإصلاح ما دمّرته. الإسلام وحّد قلبي وعقلي، وهذا مصدر سعادتي".
9/3/2025