إسرائيل تتحرك دوليا لمواجهة قضية الإبادة الجماعية أمام العدل الدولية
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تسعى إسرائيل، إلى حشد ضغط دولي ضد الدعوى القضائية التي أقامتها جنوب أفريقيا ضدها، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في حربها في قطاع غزة.
وذكر تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، وترجمه "الخليج الجديد"، أن الهدف من هذا الحشد، هو تجنب قرار مؤقت من المحكمة بوقف القتال على الفور، وهو ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، حين قالت إن تل أبيب متخوفة من أن تصدر محكمة العدل الدولية، "قرارا بوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة"، دون تفاصيل أخرى.
ونقل التقرير عن برقية أرسلتها وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى سفاراتها في الخارج، طالبت فيها ممثليها بالضغط على الدبلوماسيين والسياسيين في البلدان المضيفة لهم، لإصدار بيانات تعارض قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.
والأسبوع الماضي، أقامت جنوب أفريقيا قضية تتهم فيها غسرئايل بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وفي تقريرها المؤلف من 84 صفحة، قالت جنوب أفريقيا إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تنتهك التزامات تل أبيب بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، التي تعرف الإبادة الجماعية بأنها "أفعال ترتكب بقصد التدمير، كليا أو جزئيا، لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية".
وتضيف أن تصرفات إسرائيل في غزة "له طابع إبادة جماعية لأنها تهدف إلى تدمير جزء كبير" من السكان الفلسطينيين في القطاع.
اقرأ أيضاً
جرائم الإبادة الجماعية بغزة.. المحاكمة الدولية لإسرائيل في 6 أسئلة
وطلبت جنوب أفريقيا من المحكمة إصدار أمر عاجل يعلن أن إسرائيل تنتهك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948 في حربها على قطاع غزة.
كما دعت بريتوريا من المحكمة إلى اتخاذ إجراءات مؤقتة عاجلة، بما في ذلك إصدار أمر لإسرائيل بتعليق حملتها العسكرية في غزة، أثناء سير القضية.
ورفضت إسرائيل القضية باعتبارها "لا أساس لها من الصحة"، قبل أن تهاجم جنوب أفريقيا، ووصفت خطوتها "بمؤامرة الدم"، لكنها، على عكس القضايا السابقة المرفوعة أمام المحاكم الدولية، قررت المثول أمام المحكمة، لأنها من الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية.
وسيمثل إسرائيل في محكمة العدل الدولية المحامي البريطاني مالكولم شو، وهو خبير بارز في النزاعات الإقليمية، ومختص بقانون الإبادة الجماعية، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ومن المقرر أن تعقد محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات استماع علنية لنظر الدعوى يومي 11 و12 يناير/كانون الثاني الجاري، حيث سيتعين على إسرائيل الرد لأول مرة على سقوط نحو 23 ألف شهيد وأكثر من 57 ألف مصاب في غزة، معظمهم من النساء والأطفال.
وتقول برقية وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "الهدف الاستراتيجي" لإسرائيل هو أن ترفض المحكمة طلب الأمر القضائي، وتمتنع عن تحديد أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وتعترف بأن الجيش الإسرائيلي يعمل في قطاع غزة وفقا للقانون الدولي.
اقرأ أيضاً
11 يناير.. أولى جلسات محاكمة إسرائيل على جرائم الإبادة في غزة
وجاء في البرقية التي حصل موقع "إكسيوس"، على نسخة منها من 3 مسؤولين إسرائيليين مختلفين "قد يكون لقرار المحكمة آثار محتملة كبيرة لا تتعلق بالعالم القانوني فحسب، بل لها تداعيات عملية ثنائية ومتعددة الأطراف واقتصادية وأمنية".
وجاء في البرقية أيضًا "إننا نطالب ببيان علني فوري لا لبس فيه بالنتيجة التالية: أعلنوا علنًا وبشكل واضح أن بلدكم يرفض الاتهامات الأكثر فضيحة وسخافة والتي لا أساس لها ضد إسرائيل".
وتنص البرقية على أنه بموجب اتفاقية عام 1948، يتم تعريف الإبادة الجماعية على أنها خلق ظروف لا تسمح ببقاء السكان والنية لإبادتهم.
وتابعت البرقية إنه لذلك من الضروري تسليط الضوء على جهود إسرائيل لزيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة وتقليل عدد القتلى المدنيين.
وفي البرقية، صدرت تعليمات للسفارات الإسرائيلية بأن تطلب من الدبلوماسيين والسياسيين على أعلى المستويات "الاعتراف علناً بأن إسرائيل تعمل (مع الجهات الفاعلة الدولية) على زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، فضلاً عن تقليل الأضرار التي لحقت بالمدنيين إلى الحد الأدنى، بينما تتصرف" دفاعًا عن النفس بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
كما صدرت تعليمات لسفراء إسرائيل بالعمل بشكل عاجل للحصول على مثل هذه الإفادات قبل الجلسة التي تبدأ في 11 يناير/كانون الثاني.
اقرأ أيضاً
صحيفة عبرية: إسرائيل تقرر المثول أمام العدل الدولية للرد على دعوى جنوب إفريقيا
وقيل لهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيرسل رسائل إلى العشرات من زعماء العالم على نفس المنوال.
وسبق أن رفض جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الأربعاء، القضية، وقال إنها "لا أساس لها من الصحة، وستؤدي إلى نتائج عكسية".
لكن الدول التي تدعم الفلسطينيين، بما في ذلك تركيا والأردن، دعمت القضية.
وأحكام محكمة العدل الدولية ملزمة قانونا، إلا أن قضاة المحكمة ليس لديهم السلطة لإجبار أي دولة على تنفيذ الأحكام.
والعام الماضي، حيث رفضت روسيا أمراً قضائياً بإنهاء غزوها لأوكرانيا.
وأنشئت محكمة العدل الدولية في يونيو/حزيران 1945، وهي الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، وبدأت أنشطتها في أبريل/نيسان 1946 بقصر السلام بمدينة لاهاي، العاصمة الإدارية لهولندا.
اقرأ أيضاً
هآرتس: إسرائيل تخشى اتهامها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة
والمهام الرئيسية للمحكمة تشمل فضّ النزاعات القانونية التي تنشأ بين الدول وفقا للقانون الدولي، وتصدر توجيهات قانونية بشأن تفسير وتطبيق الاتفاقيات الدولية.
وتتألف المحكمة، التي تختص فقط بالنزاعات بين الدول، من 15 قاضيًا يعملون لمدة 9 سنوات ويتم انتخابهم بشكل مشترك من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن. وتغطي الأمم المتحدة كامل مصاريف محكمة العدل الدولية.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حركة "حماس"، بعد هجومها غير المسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي خلف نحو 1140 قتيلا، قبل أن تقتاد نحو 250 شخصا إلى غزة، أفرج عن نحو 100 منهم خلال هدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
ومنذ ذلك الحين، خلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية 22 ألفا و600 شهيد في قطاع غزة المحاصر، معظمهم من المدنيين وبينهم النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007.
فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 85% من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
اقرأ أيضاً
جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل أمام الجنائية الدولية بارتكاب أعمال إبادة في غزة
المصدر | أكسيوس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل إبادة جرائم حرب حرب غزة جنوب أفريقيا العدل الدولية محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا إبادة جماعیة فی قطاع غزة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير العدل يفتتح مجمع الشهر العقاري بالغردقة.. ويتفقد محكمة البحر الأحمر
توجَّه المستشار عدنان فنجري، وزير العدل، صباح اليوم السبت، إلى محافظة البحر الأحمر، لافتتاح مجمع خدمات الشهر العقاري والتوثيق بالغردقة وتفقد مقرات محكمة البحر الأحمر الابتدائية.
ورافق الوزير كل من المستشار أحمد عبود رئيس مجلس الدولة، والمستشار عبدالرزاق شعيب، رئيس هيئة قضايا الدولة، والمستشار عبدالراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية، والمستشار ربيع قاسم، مساعد وزير العدل لشؤون صندوق أبنية دور المحاكم والشهر العقاري، والمستشار وفاء حرز مساعد وزير العدل لشؤون التفتيش القضائي، والمستشار يوسف الكومي مساعد وزير العدل لشؤون الشهر العقاري والتوثيق، والمستشارون الأمناء العامون لمجلس الدولة وهيئتي قضايا الدولة والنيابة الإدارية، ولفيف من قيادات الوزارة.
مجمع خدمات الشهر العقاري والتوثيقوافتتح الوزير مجمع خدمات الشهر العقاري والتوثيق بالغردقة، واستمع إلى شرح مفصل عن مكونات مبنى المقر وآليات العمل به، وتفقد الحاضرون مبنى المجمع المكون من دور أرضي يضم مكتب توثيق الغردقة، ومأمورية الشهر العقاري بالغردقة، ودور علوي يضم مكتب توثيق الغردقة ثان النموذجي، ومكتب البحر الأحمر الرئيسى، ويضم المبنى لأول مرة مكتب ترجمة الغردقة ويقوم بترجمة الوثائق والمحررات من اللغة العربية وإليها، وكذا اللغات الأجنبية.
وخلال الجولة التفقدية، صرح المستشار عدنان فنجري وزير العدل، بأن المجمع قد رُوعي في تصميمه استخدام أحدث التقنيات التي تسهِّل تقديم الخدمات للمواطنين وتُمكن ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من الاستفادة منها، مشيدًا بالنقلة النوعية التي شهدتها منظومة الشهر العقاري من حيث التوسع في تقديم الخدمات وتقريبها إلى المواطنين والارتقاء بمستواها وميكنتها.
جدير بالذكر أن مكتب الشهر العقاري والتوثيق بالبحر الأحمر يتكون من عدة مكاتب إدارية وعدة نوافذ لاستخراج الصور والشهادات، وأن كل من مأمورية الشهر العقاري ومكتب توثيق الغردقة يتكون من عدة نوافذ مخصص إحداها لذوي الهمم وكبار السن، كما يتكون مكتب توثيق الغردقة ثان النموذجي من عدة مكاتب إدارية، وأن مكتبي التوثيق الأخيرين يقومان بكل أعمال التوثيق المختلفة ويعملان بصورة مميكنة وبنظام الشباك الواحد، وفقاً لمنظومة التحول الرقمي، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً.
ثم تفقد الوزير مقرات مجلس الدولة وهيئتي قضايا الدولة والنيابة الإدارية بالغردقة، والتقى المستشارين والقضاة وأعضاء الجهات والهيئات القضائية العاملين بمحافظة البحر الأحمر.
وأكد فنجري، خلال الجولة، أن وزارة العدل لا تدخر جهداً في دعم جميع الجهات والهيئات القضائية من أجل تعزيز منظومة العمل بالوسائل التكنولوجية الحديثة، بما يكفل تحقيق العدالة الناجزة ليحصل كل مواطن على حقه في أسرع وقت ممكن.
ثم انتقل الوزير يرافقه الحاضرون إلى مجمع محاكم البحر الأحمر، إذ تفقدوا مبنى المحكمة الابتدائية، وقاعات الجلسات وغرف المداولة والمكتب الأمامي، ومقر النيابة العامة واستراحة القضاة واستراحة المحامين، والتقى عدد من المحامين في مقر نقابتهم الفرعية بالمحكمة، إذ أكد على دورهم القانوني المهم ومشاركتهم القضاة وأعضاء النيابة العامة في أداء رسالة العدل السامية.
كما عقد لقاء مع قضاة محكمة البحر الأحمر الابتدائية وأعضاء النيابة العامة، بحضور المستشار رئيس محكمة استئناف قنا، والمستشار رئيس المكتب الفني لمحكمة الإستئناف، والمستشار رئيس محكمة البحر الأحمر الابتدائية، والمستشار محام عام أول نيابة البحر الأحمر الكلية، أكد فيه على ضرورة مواصلة تطوير المنظومة القضائية، والارتقاء بجودة عملها، بُغية تيسير وصول العدالة للمواطنين.
وخلال الزيارة التقى «فنجري» عددا من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالبحر الأحمر، وعددا من المواطنين استمع إلى طلباتهم ووجه بفحصها، وشدد على أهمية تقديم الخدمات للمواطنين في أفضل صورة، مؤكدًا على ضرورة الحرص على حسن معاملة المواطنين.