توقع بنك قطر الوطني QNB نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.9% خلال العام الحالي، وهو نفس معدل العام الماضي تقريبا، معتبرا أن هذه النسبة الأكثر تفاؤلا من كافة التوقعات.
وفي حين أن وجهة نظر البنك لا تختلف جوهريا عن كافة الترجيحات، لكن توقعاته تختلف بشكل كبير من حيث الاقتصادات الرئيسية أو الاقليمية.
وأشار بنك قطر الوطني في تقريره الأسبوعي إلى أن أداء الاقتصاد العالمي يظل فاترا عام 2024، حيث سينمو بأقل من متوسطه على المدى الطويل، مرجحا أن تنمو الاقتصادات الرئيسية الثلاثة (الولايات المتحدة ومنطقة اليورو والصين) بشكل أبطأ من متوسطاتها طويلة الأجل، لكن فيما يتعلق بالأداء مقارنة بكافة التوقعات اعتبر أن هناك إفراطا في التفاؤل بشأن النمو في الولايات المتحدة وفي التشاؤم بشأن النمو في منطقة اليورو والصين.


ولفت التقرير إلى التوقعات الاقتصادية لعام 2024 المتأثرة بما حدث لمعنويات المستثمرين عام 2023، عندما قوبلت التوقعات الأولية السلبية بمفاجآت إيجابية على مستوى الاقتصاد الكلي.
وقال التقرير: شهدت توقعات "بلومبرغ" للنمو العالمي زيادة كبيرة بمقدار 80 نقطة أساس طوال عام 2023، وبعد أن كان يشير إلى نسبة عند مستوى الركود تبلغ 2.1% في يناير، تحول إلى نسبة مقبولة بدرجة أكبر تبلغ 2.9 % في ديسمبر، ونتيجة لذلك، أصبح المحللون أكثر حذرا هذا العام بشأن توقعاتهم.
وتشير توقعات "بلومبرغ" حاليا بشأن النمو العالمي إلى توسع ضئيل، رغم أنه لا يزال إيجابيا، إذ تبلغ نسبته 2.7%عام 2024، وهو ما يشير ضمنا إلى تراجعه عن العام الماضي، ما يحافظ على النمو عند مستوى أقل بشكل ملحوظ من المتوسط الطويل الأجل البالغ 3.4 %.
وأوضح التقرير أن توقعاته للنمو في الولايات المتحدة تختلف تماما عما هو متضمن في إجماع التوقعات، قائلا : "في حين يتوقع أغلب المحللين أن تحقق الولايات المتحدة هبوطا ناعما يتراجع بموجبه النمو بشكل تدريجي، فإننا نتوقع انكماشا اقتصاديا أكثر حدة".
وأضاف "ينبغي أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 0.6 % في عام 2024، أي أقل بكثير من نسبة 1.2% المتوقعة في استطلاع "بلومبرغ" ومتوسط النمو على المدى الطويل الذي يبلغ 2% ، بل تشير وجهة نظرنا إلى حدوث ركود قصير وطفيف في الولايات المتحدة في النصف الأول من عام 2024".
وارتكزت وجهة نظر التقرير بشأن الأداء الأضعف للولايات المتحدة على ثلاث نقاط رئيسية، أولا، بدأ الاقتصاد الأميركي يتباطأ بسرعة، إذ بعد نمو استثنائي للناتج المحلي الإجمالي بلغت نسبته 4.9% على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2023، يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن نموا بنسبة 2.0% فقط في الربع الرابع.
أما النقطة الثانية فتمثلت في الانخفاض الحاد للاستثمارات، والثالثة في تحول تأثير السياسة المالية في الولايات المتحدة بسرعة من داعم إلى معيق.
ولدى تناوله واقع النمو الاقتصادي في منطقة اليورو والصين، توقع التقرير أن يتفوق الأداء على إجماع التوقعات، ففي منطقة اليورو، وعلى الرغم من استمرار حالة الركود الناجمة عن تشديد الأوضاع المالية وضعف الطلب الخارجي والهشاشة الدائمة في مجال الطاقة، هناك مجال لحدوث تحسينات متواضعة.
ورجح التقرير أن يعود التضخم إلى المستوى المستهدف بسرعة أكبر مما هو متوقع حاليا، ومن شأن الانخفاض السريع للتضخم في ظل أسواق عمل قوية نسبيا أن يؤدي أيضا إلى مكاسب في الدخل الحقيقي، ما قد يؤدي إلى تعزيز استهلاك السلع الكمالية.
وقال في ذات الصدد: "لذلك، من المرجح أن يشهد اقتصاد منطقة اليورو نموا متواضعا، لكنه أعلى من إجماع التوقعات، وتبلغ نسبته 0.8%عام 2024، غير أن ذلك يظل ضعيفا مقابل المتوسط طويل الأجل البالغ 1.4% ".
أما بخصوص الصين فقد بين التقرير، وجود مجال كبير أمام الهيئات الحكومية لتبني سياسة التحفيز ومنع حدوث تباطؤ أكبر، حتى في ظل كل التحديات القائمة حيث من المقرر أن تستمر إصلاحات الاقتصاد الجزئي وتتحسن تدريجيا معنويات الأعمال، ما يعيد حالة الحيوية والحماس التي تضررت جراء التشديد التنظيمي منذ عام 2022.
وأخيرا، من شأن البلاد أيضا أن تستفيد من تعافي قطاع التصنيع العالمي، ونتيجة لذلك، توقع التقرير أن تحقق الصين نموا معتدلا تبلغ نسبته حوالي 5% عام 2024، أي أقل من المتوسط طويل الأجل البالغ 6.2%.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: بنك قطر الوطني فی الولایات المتحدة منطقة الیورو التقریر أن عام 2024

إقرأ أيضاً:

مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟

تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، مع تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحرب التجارية مع الصين، وذلك على الرغم من إعلانه تعليق الرسوم الجمركية التي تستهدف دولا أخرى لمدة 90 يوما.

وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز”، “انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” لشهر مايو المقبل بنسبة 0.61% إلى 61.97 دولار للبرميل، فيما تراجعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” لشهر يونيو المقبل بنسبة 0.73% إلى 65 دولارا للبرميل”.

ووفق الوكالة، “بعد تعليق واشنطن التعريفات الجمركية الجديدة على معظم الدول باستثناء الصين، استقرت عقود الخام القياسية على ارتفاع بنسبة 4% يوم الأربعاء بعد انخفاضها بنحو 7% خلال الجلسة الماضية”.

وأضافت، “كذلك رفع ترامب رفع معدل التعريفة الجمركية على الصين إلى 125% اعتبارا من الآن، بدلا من التعريفة البالغة 104% التي أعلن عنها في وقت سابق من يوم الأربعاء”.

وقال خبراء استراتيجيات السلع في شركة “آي إن جي” في مذكرة بحثية يوم الخميس إن “الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة على الصين تترك الكثير من عدم اليقين في الأسواق”.

وأضافوا أن “هذا الغموض لا يزال من المرجح أن يؤثر سلبا على النمو العالمي، وهو ما يشكل بوضوح مصدر قلق للطلب على النفط”.

بدورها ذكرت “بلومبرغ” أن الصين “كانت أعلنت رفع الرسوم المفروضة على السلع الأمريكية إلى 84% اعتبارا من اليوم الخميس”.

وقال استراتيجي السوق لدى منصة “آي جي” ييب جون رونغ: “قد نتوقع أن تستأنف أسعار النفط اتجاهها الهبوطي الأوسع بمجرد أن يتلاشى التفاؤل حول الإعفاء الأخير من الرسوم الجمركية”.

وأضاف ييب: “لا تزال الرياح المعاكسة على جانب الطلب قائمة، مع تعرض توقعات النمو في الصين للخطر بسبب الإجراءات الانتقامية المستمرة”.

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط تنخفض مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • انخفاض أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • تراجع أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.. كيف أصبحت أسعار النفط؟
  • منظمة التجارة العالمية تحذر من عواقب تقسيم الاقتصاد العالمي إلى كتلتين
  • صحف العالم.. ترامب يطبق قراراته بمضاعفة الجمارك على الصين بنسبة خرافية.. ومخاوف كبيرة من تهاوي الاقتصاد العالمي
  • النفط يهوي بعد فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 104% على الصين
  • سلاح إيران السري.. كيف سيُسقط الاقتصاد العالمي في 24 ساعة؟
  • الأغذية العالمي: قلقون إزاء وقف الولايات المتحدة تمويل المساعدات الغذائية الطارئة
  • إبراهيم شعبان يكتب.. الرسوم الجمركية.. ترامب يلقي قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي