• السيد مدير المخابرات “هل تُصلح المُخابرات ما أفسدته السياسات ؟” هذا سؤال أجبنا عليه في سلسلة مقالات تحليلية لادواركم المتاح إدراكها إعلامياً – لا شك ان ما خفي وغيرمُتاح أعظم وأجلً – إبان قيام جهاز المخابرات العامة بإحداث العديدة من الإختراقات في علاقات السُودان مع دول الجوار والقرن الإفريقي قبل حرب التمرد ، خاصة الجارة “اثيوبيا” إبان التوترات على خلفية ملف آراضي الفشقة السودانية، وتمكن الجهاز بخبرة السنين في الاصلاح والتطبيع بين البلدين، فكان لقاء (البرهان -ابي احمد) التمهيدي في (كينيا) على هامش الإيقاد ًعقبه لقاء (بحر دار الموسع) على هامش ملتقى تانا الأمني.

• الشاهد في تلك الإختراقات ان جهاز المخابرات السوداني، رغم (مصابه وما أصابه)، لا زال يُتقن قواعد وفنون اللعبة والمهارات الدبلوماسية إضافة لإمتلاكه خيوط المعلومات ومواكبة التطورات والمتغيرات التي تعينه على التنبؤ والإستشعار للعب هذا الدور.

• ولكن ثمة أسئلة بخصوص راهن العلاقات السودانية مع دول القرن الافريقي التي تشهد تنافس وحروب أصلها ومسبباتها وادوات اشعالها وإطفائها إستخبارية غير مرئية يُعد فكها وتركيبها في الغُرف الخبيثة المغلقة والمُعتمة، وهي أخطروأنكا من الحروب العسكرية ودونكم الحرب التي نعيشها قرابة العام الا قليلا.

• علاقات السودان بدول المنطقة ليس كما كان عليه في السابق قبل الأربعة سنوات الماضية الأسفة وقميئة ، خاصة اثيوبيا ، كينيا ارتريا ، وما يجب ان يكون عليه الموقف السوداني والتعاطي الناجع ، ولكن الموقف ظل كما هو إن لم يكن اسوأ، ودونكم ما آلت اليه العلاقات مع “اثيوبيا” المتسلطة منذ وساطتها المشؤمة في مشاركة السلطة مع مكون مدني وطني إتضح فيما بعد عمالته وخضوعه لها.

• نعلم ان السياسة والساسة هم سبب هذه الإنتكاسة ، ونعلم ان جهاز المخابرات تمكن من التدخل وأفسد عمل السياسيين ، وأصلح ما يُمكن إصلاحه وأحدث إختراق مشهود في العلاقة مع أثيوبيا .

• ولكن يظل التعدي الأثيوبي الكيني السافر والواضح وصريح في الشأن السوداني ومساسه البيًن بالسيادة والكرامة الوطنية محل حيرة وتساؤل لتجاوزه لكل القوانين والأعراف التي تضبط وتحكم العلاقات بين الدول ، ويـُقابل ذلك بردة فعل سودانية تدعو للدهشة والإستغراب أحياناً ، والضحك والبكاء أحياناً أخرى ، مثال لذلك، ردة فعل الخارجية السُودانية المتأخرة والمُبكية، عندما تمخض جبلها عن مجرد استدعاء لسفيرها في ” نيروبي ” للخرطوم للتشاور حول استقبال “كينيا” لقائد التمرد ؟ وغضت الطرف عن قائمة طويلة من التعديات و التدخلات السافرة تمارسها “كينيا” ، أما “أثيوبيا” حدث ولا حرج.

• السيد مدير المخابرات ، إجتهدتم مشكورين ، وبادرتم مأجورين ، وأقبلتم على “أثيوبيا” التي أدبرت ، واصلحتم العلاقات معها، ومددتم يد “البرهان” لأبي أحمد لكنه سريعاً ما عضها،أفلم تكونوا مدركين لنواياه وغدره ؟ ولمُكره وخُبثه؟

• بالمقابل الجارة “إرتريا” أقبلت وأيدت وصدقت ، ويد رئيسها “افورقي” ما زالت مبادرة و ممدودة ، ويد الرئيس “البرهان” ما زالت مغلولة الى عنقه ؟ لماذا؟ وكيف يستقيم ان تقبلوا على من أدبر وغدر؟ وتعرضوا عن من أقبل وبدًر؟.

• الجارة (ارتريا) علاقتها مع السُودان بعكس (اثيوبيا) التي جاهرت بالتأمر مع الإمارات وكينيا بدعم ورعاية المليشيا الإرهابية بجناحيها العسكري والسياسي ، فجعلت من عاصمتها “أديس أبابا” ملاذاً آمناً وحاضنة للعملاء والجواسيس الذين يتأمرون ويكيدون للسودان ، بينما (ارتريا) التي وقفت مع السودان ودعمت الشعب السوداني وقواته المسلحة قولاً وفعلاً فجعلت من عاصمتها “أسمرا” ملاذاً آمناً لكل السودانيين الفارين من آتون الحرب وعاملتهم معاملة المواطن الإرتري، وذهبت (ارتريا) الى ابعد من ذلك بالاسهام الجاد في مساعي الحل ضمن (مبادرة دول الجوار) واردفتها بمبادرة خاصة تنتظر القبول، ولكن كل ذلك قوبل ببرود وإعراض لا يشبه العرف الدبلوماسي ولا الشعب السوداني الذي عُرف عنه رد الجميل بأحسن منه ، لماذا هذا ؟ وماذا هناك؟؟ و(مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ؟

• خلاصة القول ومنتهاه: –
السيد مديرجهاز المخابرات العامة ، لا خير فينا ان لم نقولها لكم ،فتخيروا موقفكم من خلال موقعكم ما بين حرف إن:-
– إن كنتم تعلمون وتعملون عليه فهذا مُـطمئن ويكفي.
– إن كنتم تعلمون ولا تعملون فهذا مقلق ومؤذي.
– إن كنتم تعلمون، والعمل لا تستطيعون فهذا مؤسف ومُخزي.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: العركي المؤامرات عمار يكتب

إقرأ أيضاً:

بولتيكو: قرار «تيك توك» يفجّر أزمة جديدة في علاقات الاتحاد الأوروبي مع الصين

رأت مجلة بولتيكو الأوروبية، أن الحكم الصادر ضد «تيك توك» من قبل هيئة حماية البيانات الأيرلندية يمثل تحولًا جذريًا في نهج الاتحاد الأوروبي تجاه الصين، إذ إنها المرة الأولى التي تُترجم فيها المخاوف الأوروبية من قوانين المراقبة الصينية إلى إجراء قانوني صارم، ما ينذر بتوتر متصاعد في العلاقات بين بروكسل وبكين.

وذكرت المجلة الأوروبية في تقرير اليوم الجمعة، أن الغرامة القياسية البالغة 530 مليون يورو التي فرضتها هيئة حماية البيانات في أيرلندا على تيك توك تجاوزت كونها مجرد عقوبة تقنية، لتتحول إلى رسالة سياسية حازمة: قوانين المراقبة الصينية تتعارض جوهريًا مع قيم الاتحاد الأوروبي في حماية بيانات مواطنيه.

ويضع هذا التطور العلاقات الرقمية بين الاتحاد الأوروبي والصين على مفترق طرق، ويهدد مستقبل الأعمال التي تعتمد على نقل البيانات بين الجانبين. وللمرة الأولى، بات الاتحاد يطبق قواعده الصارمة لحماية الخصوصية خارج الإطار الأميركي، موجّهًا أنظاره إلى بكين بدل واشنطن.

وقالت الهيئة الأيرلندية إن تيك توك خالفت اللائحة العامة لحماية البيانات من خلال إرسال بيانات مستخدمين أوروبيين إلى الصين دون ضمانات كافية تحميهم من تدخل الحكومة الصينية.

وأشارت إلى أن الصين لا تقدم ضمانات تتماشى مع المبادئ الأساسية للاتحاد، مثل كرامة الإنسان وسيادة القانون.

ورغم أن القرار لا يعني حظر تيك توك، إلا أنه يمكّن السلطات من فرض رقابة موسعة على عملياتها، ويزيد الضغوط على الشركات الأوروبية لإعادة النظر في تعاملاتها مع الصين، في ظل القوانين الصينية التي تسمح لأجهزة الأمن بالوصول إلى أي بيانات بحوزة شركات محلية.

وردّت الشركة الصينية بغضب، معتبرة أن القرار يهدد القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي وأنه يفتح الباب أمام سابقة خطيرة قد تمس آلاف الشركات الأخرى التي تستخدم نفس الآليات القانونية لنقل البيانات.

وأشارت كريستين جراهن، مديرة السياسات العامة لـ تيك توك في أوروبا، إلى أن مشروع Project Clover، الذي استثمرت فيه الشركة 12 مليار يورو لإنشاء مراكز بيانات أوروبية تحت رقابة مستقلة، لم يكن كافيًا لإرضاء المنظمين.

وتساءلت: إذا لم تكن هذه الإجراءات كافية، فما هو المقبول إذًا؟.

ويرى محللون أن هذا القرار لا يستهدف تيك توك فقط، بل هو تحذير ضمني لكل شركة تنقل البيانات إلى الصين.. ويقول تيم رويجليج، كبير محللي الشأن الصيني في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، إن القوانين الصينية تضع الشركات أمام معضلة قانونية: لا يمكن لشركة صينية أن ترفض طلبًا من جهاز أمن بحجة أن البيانات مخزنة في الخارج.

ويُرجّح أن تتبع قرارات مماثلة قريبًا، مما قد يؤدي إلى إعادة هيكلة شاملة لتدفق البيانات بين الاتحاد الأوروبي والصين، في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية والقلق من النفوذ الرقمي لبكين.

مقالات مشابهة

  • بولتيكو: قرار «تيك توك» يفجّر أزمة جديدة في علاقات الاتحاد الأوروبي مع الصين
  • محافظ أسوان يتعهد بتذليل أي عقبات أمام تمكين المرأة بجميع المجالات
  • بيع محال تجارية وصيدلية ووحدات إدارية بمدينة حدائق العاصمة
  • مطلوب وقع في قبضة المخابرات
  • وزير العدل يؤكد مواصلة ملاحقة كل الدول التي اجرمت في حق الشعب السوداني
  • النائبة حنان عمار: العمال سلاح التنمية وثورة مصر الحقيقية
  • صقر غباش: الإمارات تبني علاقات تعاون وصداقة مع دول أمريكا اللاتينية
  • محمد بن زايد يستقبل جوزاف عون في أبوظبي.. وهذا ما أكد عليه الرئيسان
  • صقر غباش يبحث مع رئيس مجلس الشيوخ في بوليفيا تعزيز العلاقات البرلمانية
  • بعد تورطها في عرقلة عمل المينورسو.. البوليساريو تتودد إلى الأمم المتحدة