سنوات قضايا ومحاكم .. قصة خلاف أم كلثوم وزكريا أحمد على أموال
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
يصادف في ذلك اليوم 6 يناير 1896، ميلاد شيخ الملحنين زكريا احمد، أحد عمالقة الموسيقى العربية وكان قد ولد لأب مصري حافظ للقران وأم من أصل تركي، دخل الكتاب ثم درس بالأزهر ، وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد ذى صوت حسن ..
درس زكريا الموسيقى على الشيخ درويش الحريرى الذي ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ على محمود ، كما أخذ زكريا الموسيقى على الشيخ المسلوب وإبراهيم القبانى وغيرهم .
في عام ١٩١٩ بدأ زكريا رحلته كملحن بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها ، حيث قدمه الشيخ على محمود والشيخ الحريرى لإحدى شركات الإسطوانات في عام ١٩٢٤ بدأ التلحين للمسرح الغنائي ، ولحن لمعظم الفرق الشهيرة مثل فرق علي الكسار ونجيب الريحانى وزكي عكاشة ومنيرة المهدية وغيرها ، وبلغ عدد المسرحيات ٦٥ مسرحية لحن خلالها أكثر من ٥٠٠ لحن .. البيت هيقع فوق دماغي .. استغاثة عجوز بالمسئولين لإنقاذه في ذكرى عقاب مارتن لوثر .. ما معنى الحرمان الكنسي ؟ الشيخ زكريا و أم كلثوم :
تاريخ العلاقة بين أم كلثوم، المطربة الشهيرة، والشيخ زكريا أحمد، الملحن المشهور، كان حافلاً بالإنجازات والخلافات. استمرت خلافاتهما لمدة تقارب الـ 13 عامًا، وبدأت بخصومة كبيرة نشبت بينهما. كان السبب الرئيسي لهذه الخلافات مطالبة الشيخ زكريا بالحصول على مستحقاته المادية عن ألحانه التي تم تسجيلها على أسطوانات أم كلثوم وبثها عبر الإذاعة المصرية. ورفضت أم كلثوم هذه المطالب بحجة أنها تمتلك تنازل خطي من الشيخ زكريا يفيد بأنها تملك حقوق تلك الألحان.
قد اعترفت أم كلثوم في بعض الأحيان لبعض المقربين منها بأن الشيخ زكريا له حقٌ في مطالبته، ولكنها كانت تعتبره يبالغ في المبلغ الذي يطلبه. فقد كان يردد دائمًا بأن "أم كلثوم ليها عندي وزة وأنا ليا عندها 40 ألف جنيه"، وكان ذلك يشير إلى هدية عبارة عن إوزة قدمها لها عندما زارها في منزل أبيها في بلدة طماي الزهايرة، وهي مسقط رأس أم كلثوم.
لجأ الشيخ زكريا وأم كلثوم إلى القضاء لحل الخلاف بينهما. واستمرت الخلافات بينهما لفترة طويلة، وفقد الشيخ زكريا حق تسجيل ألحانه على أسطوانات أم كلثوم. ولكن في عام 1960، أمام عبد الغفار حسني، رئيس محكمة القاهرة، تم التوصل إلى اتفاق للصلح. قال القاضي في جلسة المحكمة: "إن المجتمع العربي يتمنى بصدق سماع أم كلثوم وهي تغني بألحان زكريا". فرد الشيخ زكريا قائلاً إنه يعتبر أم كلثوم "كسيدة مطربات الشرق"، وهدفه هو خدمة الفن في شخصها. وأجابت أم كلثوم قائلة: "إنها تقدِّر زكريا وتشعر بالراحة معه فعلاً".
وانتهت الخلافات بينهما بعد توقيع اتفاق يقضي بأن ك يلحن الشيخ زكريا ثلاث أغنيات لأم كلثوم مقابل سبعمائة جنيه لكل لحن، ويقدم الألحان الثلاثة في العام ذاته 1960، في المقابل يتنازل زكريا عن دعواه ضد أم كلثوم وعن الحكم الذي صدر لصالحه عام 1958".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زكريا أحمد الشيخ على محمود ام كلثوم الموسيقى العربية نجيب الريحاني أم کلثوم
إقرأ أيضاً:
مسرح المدينة يحيي اللقاءات الثقافية بعد الحرب: الموسيقى تولّد الأمل
كتبت فيفيان حداد في" الشرق الاوسط": يشهد "مسرح المدينة" في قلب بيروت، نشاطات مختلفة تصبّ في خانة إحياء اللقاءات الثقافية بعد الحرب. ويأتي حفل "التناغم في الوحدة والتضامن" لفرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية" من بينها. وهو يُقام يوم 29 كانون الأول الحالي، بقيادة المايسترو فادي يعقوب، ويتضمَّن أغنيات وطنية وأناشيد خاصة بعيد الميلاد.يوضح مدير برنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية"، الدكتور نبيل ناصيف، لـ"الشرق الأوسط"، أنّ الحفل يهدف إلى إرساء الوحدة بين اللبنانيين، والموسيقى تُسهم في تعزيزها. ويتابع: "الوحدة والتناغم يحضران بشكل ملحوظ. فالفرق الموسيقية والمُنشدة المُشاركة تطوّعت لإحيائه من جميع المناطق. لمسنا هذه الروح أيضاً من خلال مسابقة سنوية لفرق كورال المدارس، فلاحظنا تماسكها وحبّها الكبير لإعادة إحياء موسيقى زكي ناصيف. أجيال الشباب تملك علاقة وطيدة بوطنها وجذوره، عكس ما يعتقده البعض". يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح. يُعلّق ناصيف: "لا نقيمه من باب انتهاء الحرب، وإنما ليكون دعوة من أجل غدٍ مفعم بالأمل. فالحياة تستمرّ؛ ومع قدرات شبابنا على العطاء نستطيع إحداث الفرق". يتألّف البرنامج من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية. في القسم الأول، ينشد كورال برنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية" تراتيل روحانية مثل "يا ربّ الأكوان"، و"إليك الورد يا مريم"، وغيرهما.
وفي فقرة الأغنيات الوطنية، سيمضي الحضور لحظات مع الموسيقى والأصالة، فتُقدّم الفرقة مجموعة أعمال لزكي ناصيف وزياد بطرس والرحابنة. يشرح ناصيف: "في هذا القسم، سنستمع إلى أغنيات وطنية مشهورة يردّدها اللبنانيون؛ من بينها (وحياة اللي راحوا)، و(حكيلي عن بلدي)، و(اشتقنا كتير يا بلدنا)، و(غابت شمس الحق)، و(مهما يتجرّح بلدنا). اللبنانيون يستلهمون الأمل والقوة منها. فهي تعني لهم كثيراً، لا سيما أنّ بعضها يتسّم بالموسيقى والكلام الحماسيَيْن".
يُنظَّم الحفل بأقل تكلفة ممكنة، كما يذكر ناصيف: "لم نستعن بفنانين لتقديم وصلات غنائية فردية من نوع (السولو)، فهي تتطلّب ميزانيات مالية أكبر لسنا بوارد تكبّدها اليوم. وبتعاوننا مع (مسرح المدينة)، استطعنا إقامته بأقل تكلفة. ما نقوم به يشكّل جسر تواصل بين اللبنانيين والفنون الثقافية، وأعدّه جرعة حبّ تنبع من القلب بعد صمت مطبق فرضته الحرب". تتألّف الأوركسترا المُشاركة من طلاب الدراسات الموسيقية في "الجامعة الأميركية"، وينتمي المنشدون في فريق الكورال إلى "مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت"؛ من بينهم أساتذة وطلاب وموظفون، إضافة إلى أصدقاء تربطهم علاقة وثيقة مع هذا الصرح التعليمي العريق.
أشرفت على تدريب فريق الكورال منال بو ملهب. ويحضر على المسرح نحو 30 شخصاً، في حين تتألّف الفرقة الموسيقية من نحو 20 عازفاً بقيادة المايسترو فادي يعقوب.
يعلّق الدكتور نبيل ناصيف: "من شأن هذا النوع من المبادرات الفنّية إحياء مبدأ الوحدة والتضامن بين اللبنانيين. معاً نستطيع ترجمة هذا التضامن الذي نرجوه. نتمنّى أن يبقى لبنان نبع المحبة لأهله، فيجمعهم دائماً تحت راية الوحدة والأمل. ما نقدّمه في حفل (التناغم في الوحدة والتضامن) هو لإرساء معاني الاتحاد من خلال الموسيقى والفنون".
ثم يستعيد ذكرى البصمة الفنية التي تركها الراحل زكي ناصيف، فيختم: "اكتشف مدى حبّ اللبنانيين للغناء والفنّ من خلال عاداتهم وتقاليدهم. تأكد من ذلك في مشهدية (الدلعونا) و(دبكة العونة)، وغيرهما من عناصر الفلكلور اللبناني، وارتكازها على لقاءات بين المجموعات بعيداً عن الفردية. متفائل جداً بجيل الشباب الذي يركن إلى الثقافة الرقمية ليطوّر فكره الفنّي. صحيح أنّ للعالم الافتراضي آثاره السلبية في المجتمعات، لكنه نجح في تقريب الناس مختصراً الوقت والمسافات".