الأسبوع:
2025-04-24@22:55:31 GMT

لعله خير

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

لعله خير

قال تعالي فى كتابه الكريم: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، سورة البقرة 216.

ويعني ذلك: أن الإنسان يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، فيصيبه الجزع والحزن، ويظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وطموحاته وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وهدية في شكل بلية، وفوائد نظنها مصائب، ومنافع للإنسان من حيث لا يحتسب، والعكس صحيح: فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خير، وفعل المستحيل للحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد.

. .لعله خير.

هناك مثل (رب ضارة نافعة) لم يأتِ من فراغ، فقد نمر بالكثير من الظروف والأمور المحزنة، ونشعر أننا خسرنا الكثير، وربما ذلك الضرر قد أزال عنه مصيبة كبيرة قد تحصل لنا مستقبلاً، أو تأتي بعدها منفعة عظيمة.

وقد نرى مواقف ونسمع قصصاً كثيرة في ذلك، مثلا أن رجلاً قدم إلى المطار، وكان حريصاً على رحلته، وهو مجهد بعض الشيء، فأخذته نومة ترتب عليها أن أقلعت الطائرة، وفيها ركاب كثيرون يزيدون على ثلاثمائة راكب، فلما أفاق إذا بالطائرة قد أقلعت قبل قليل، وفاتته الرحلة، فضاق صدره، ولم تمض دقائق على هذه الحال التي هو عليها حتى أعلن عن سقوط الطائرة، واحتراق من فيها بالكامل، فسبحان الله. لعله خير.

وهناك من التاريخ عبرة وقصص، فكثير من الناس عاشوا حياة مؤلمة، تحمل فوائد لاحقة لأصحابها ولغيرهم، كسجن بعض العلماء الذي ساعدهم في تأليف كتب قيّمة كالعلامة الفقيه السرخسي رحمه الله الذي ألف كتابه المشهور: (المبسوط) إملاء على طلابه، وغربة وسفر العلامة ابن القيم الذي يسر له تأليف كتابه المعروف: (زاد المعاد)، وفقدان بصر بعض الشعراء والأدباء (ابن المعري) الذي كتب أجمل القصائد، وكذلك الأديب (طه حسين) حيث كتب مذكراته مع فقدان بصره، وكثير ممن أعطى العلوم الثمينة في ظروفه العصيبة.. فالإنسان يواجه في حياته العديد من المواقف السارة أو المحزنة، ويمر بحالات ضارة أو نافعة، فهل يتقبل ويصبر ويتذكر أن لله تعالى حكمة بالغة في كل أمر حتى إن كان ظاهره سيئاً! وأنه تعالى ينفعك مستقبلاً بغيرها ويعطيك ما تتمناه! فما على الإنسان إلا اليقين بأن الله لا يخذل الصابرين ويعوضهم الخير الكثير.

لذلك عندما يصيب شخص ما ظروف سيئة في حياته، لا ينبغي له أن ييأس من رحمة الله، فالله عز وجل له حكمة في كل أمر يصرفه حتى إن بدا ظاهره سيئًا، حتى في أبسط الأشياء كالشوكة التى تصيب الإنسان بالأذي، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة».

وفى النهاية

كل الأشياء التى تقع لنا أو تصيبنا ما هى إلا رسائل لتغيير مسارنا الي ما هو أفضل وأصلح لنا. وكل شيء عنده بمقدار، لهذا تكون أمورنا كلها خير أن نحن أحسنا قراءة الرسائل الربانية.

فما ضاقت إلا فرجت، وما تعسرت إلا تيسرت، وما اشتدت إلا سهل، وما أتى هم إلا اتبعه فرح وسعادة بإذن الله

فرب الخير لا يأتي إلا بالخير.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لعله خير

إقرأ أيضاً:

البابا الذي عشق كرة القدم: من هو لاعبه المفضّل؟

البابا الذي عشق كرة القدم: من هو لاعبه المفضّل؟

مقالات مشابهة

  • سلطان يشهد انطلاق «مسقط للكتاب» ويوقع نسخاً من كتابه «البرتغاليون في بحر عُمان» (فيديو)
  • سلطان يشهد انطلاق «مسقط للكتاب» ويوقع نسخاً من كتابه «البرتغاليون في بحر عُمان»
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»
  • وزير الخارجية الإيراني يوقع كتابه "قوة التفاوض" في معرض مسقط الدولي للكتاب.. الجمعة
  • التحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي الذي وقف وقفة مشرفة
  • البابا الذي عشق كرة القدم: من هو لاعبه المفضّل؟
  • أمير تبوك يستقبل المواطن ناصر العسيري الذي تنازل عن قاتل شقيقه لوجه الله تعالى
  • سلامي يوقع كتابه: "تعويض المصابين في حوادث العربات ذات محرك"