تباين كبير ورغبات متنافرة.. من يحكم غزة في اليوم التالي للحرب؟
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
مع اقتراب الحرب في قطاع غزة من تخطي عتبة الثلاثة أشهر، بدأ إسرائيليون وفلسطينيون وأميركيون وآخرون التحدث بانفتاح أكبر عما سيعقب انتهاء الحرب التي اندلعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وذكرت وكالة رويترز في تقرير لها اليوم أن الخطط المطروحة التي تجري مناقشتها لن ترضي رغبات جميع الأطراف، لكنها ستقدم إطار عمل لأي مفاوضات قد تحدث، خاصة في ظل التباين الكبير في المواقف بين الأطراف المتداخلة في الحرب الدائرة بالقطاع.
الحديث عن مستقبل غزة يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 90 يوما والذي خلّف أكثر من 22 ألف شهيد وقرابة 58 ألف مصاب فضلا عن تدمير البنية التحتية الأساسية في القطاع المحاصر وفقا لمسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية حماس والأمم المتحدة.
إسرائيلففي تل أبيب صار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أحدث مشارك في الصراع وذلك بحديثه أول أمس الخميس عما وصفها بخطة "لليوم التالي"، حيث تضع خطته تصورا أن يحكم الفلسطينيون من دون حماس غزة، وأن تعود وحدة مهام إعمار القطاع، وأن تضطلع مصر بدور بارز، وأن يمتلك جيش الاحتلال الحرية في تنفيذ العمليات حسب الحاجة لضمان ألّا تشكل غزة بعد ذلك أي تهديد أمني.
وذكر غالانت في بيان أنه "لن تحكم حماس غزة، ولن تحكم إسرائيل مدنيي غزة، سكان غزة فلسطينيون، لذلك ستتولى هيئات فلسطينية المسؤولية، بشرط ألا توجد أعمال عدائية أو تهديدات لدولة إسرائيل"، على حد قوله.
وقدم غالانت قليلا من التفاصيل حول ما سيبدو عليه الحكم الفلسطيني، قائلا "ستستغل الهيئة التي ستسيطر على الأراضي قدرات الآلية الإدارية الحالية (المجتمعات المدنية) في غزة، وهي جهات محلية غير عدائية".
تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي تزامنت مع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اضطلاع السلطة الفلسطينية بدور في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب على غزة.
الولايات المتحدةوحول موقف الولايات المتحدة مما سيجري في غزة بعد الحرب يرى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن ترغب برؤية توحيد الضفة الغربية وغزة تحت حكم بقيادة فلسطينية، قائلا "وذلك ما نعمل على تحقيقه على المدى الطويل".
وأضاف المتحدث الأميركي أن ثمة حاجة إلى فترة انتقالية، "لكن تلك هي الرؤية التي سترون وزير الخارجية يحرز تقدما فيها خلال هذه الرحلة على مدى الأسبوع المقبل"، حيث يعقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مزيدا من المناقشات حول الكيفية التي ستُدار بها غزة خلال جولة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط بدأها أمس الجمعة بزيارة تركيا وستشمل 5 دول عربية وإسرائيل.
مصروعن موقف مصر التي لعبت دور الوسيط في المفاوضات الإسرائيلية مع حركة حماس طيلة سنوات، نقلت رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين الشهر الماضي أن حماس وحركة الجهاد رفضتا اقتراح القاهرة بأن تتخلى عن السلطة من أجل إقرار وقف دائم لإطلاق النار.
وأشار المصدران ـ وفقا لرويترزـ إلى أن مصر اقترحت إجراء انتخابات وقدمت ضمانات لحماس بعدم ملاحقة أعضائها أو محاكمتهم، لكن الحركة رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديها.
موقف حماسوردا على الاقتراح المصري، قال مسؤول في حركة حماس لرويترز إن مستقبل غزة لا يمكن أن يحدده سوى الفلسطينيون أنفسهم؛ وهو ما يجعل أي تنازل عن السلطة تحت تهديد إسرائيلي غير مقبول.
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في خطاب الشهر الماضي إن "أي ترتيب في غزة أو بشأن القضية الفلسطينية من دون حماس أو فصائل المقاومة هو وهم وسراب".
السلطة الفلسطينيةجاء موقفها على لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا إلى وقف فوري للحرب في قطاع غزة وعقد مؤتمر دولي للسلام للتوصل إلى حل سياسي دائم يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
وجدد عباس في مقابلة أجرتها معه رويترز في الثامن من ديسمبر/كانون الأول تأكيد موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده، مشيرا إلى أنه -بناء على اتفاق دولي ملزم- سيعمل على إحياء السلطة الفلسطينية الضعيفة وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تم تعليقها بعد فوز حماس عام 2006.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی قطاع غزة غزة بعد
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الدولة تدرك المشهد السياسي منذ اليوم الأول للحرب على غزة
قال العقيد حاتم صابر، الخبير الأمني والعسكري، إنّ الدبلوماسية المصرية منذ بداية العدوان على قطاع غزة تدرك تمامًا عواقب ما حدث خلال ال15 شهرًا الماضية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية كانت على قراءه جيدة للمشهد السياسي قبل اندلاع الأزمة، وكان هناك عدد من السيناريوهات التي جرى إعدادها لإدارة الأزمة.
لا سبيل لتنفيذ مخطط التهجيروأضاف «صابر»، خلال مداخلة مع الإعلامية شيرين عفت، ببرنامج «اليوم»، المذاع عبر شاشة قناة «دي ام سي»، أنّ المخطط الأمريكي الإسرائيلي يريد تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم لنسف القضية الفلسطينية من مضمونها وهو ما أكدته الدولة المصرية مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد سبيل لتنفيذ هذا المخطط مهما كانت النتائج والعواقب.
المخططات الأمريكية الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيينوتابع: «القيادة السياسية المصرية تدرك ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة حال تنفيذ المخططات الأمريكية الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم وتصفية القضية»، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني تحمل ما لا يتحمله بشر من قتل وعدوان وإبادة جماعية على مدار 15 شهرًا.