أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان دراسة جديد بعنوان «تأثير الصراع على التنمية في سوريا» والتي ترصد من خلالها التأثير السلبي الذي أحدثه الصراع المتفاقم في سوريا منذ أكثر من 12 عامًا على جميع جوانب التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال اتباع نهجًا مختلطًا لجمع البيانات النوعية والكمية، وإجراء مراجعة شاملة للأدبيات والتقارير ذات الصلة للتوصل إلى فهم شامل للصراع السوري وتأثيره على التنمية.

وذلك بالتزامن مع التحديث الشفوي للجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية، والمنعقدة على هامش أعمال الدورة ٥٣ لمجلس حقوق الإنسان.

أخبار متعلقة

سوريا: استمرار إرسال الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا غير أخلاقي

الاتحاد الأوروبي «قلق» إزاء عدم تجديد قرار أممي بخصوص مساعدات سوريا

المركز الروسي للمصالحة يسجل 14 انتهاكا لبروتوكول «منع الاشتباك» في سوريا

وتناولت الدراسة التي تتكون من أربعة محاور أساسية، الأثر الاقتصادي، الاجتماعي، والسياسي للصراع، وتحديات وفرص إعادة الإعمار والتعافي، كما أكدت ماعت من خلال دراستها على أن الصراع في سوريا أدى إلى تعطل سلاسل التوريد والتجارة، وارتفاع مستويات التضخم والبطالة، وتسبب في دمار واسع النطاق للصناعات والبنية التحتية للبلاد، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وأنظمة المياه والصرف الصحي، وقوّض النمو الاقتصادي والنظام السياسي وحقوق الإنسان في سوريا، بالإضافة إلى أنه تسبب في نزوح ملايين الأشخاص بشكل جماعي من منازلهم من أجل البحث عن ملجأ لهم في البلدان المجاورة أو داخل سوريا نفسها، وهو ما خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وأدى إلى خسارات فادحة على صعيد التنمية.

وفي هذا السياق، صرح أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت، أن تأثير العوامل الخارجية على التنمية في سوريا، حيث أن الإجراءات المختلفة التي اٌتخذت على الصعيد الدولي فاقمت من مصاعب وخسائر التنمية في سوريا عوضًا عن أن تؤدي إلى تحسينات على مضمار التنمية بجميع جوانبها، حيث أدى عزل سوريا عن جامعة الدول العربية، وفرض العقوبات والتدابير الأحادية القسرية من قبل الدول الغربية على سوريا، ومنع تقديم المساعدات والدعم والمعونات الدولية للحكومة السورية، إلى تفاقم خسائر التنمية في سوريا، وخلق تداعيات خطيرة على جميع جوانب التنمية في سوريا، وهو ما أثر بالضرورة على رفاهة وجودة حياة المواطنين في سوريا.

وطالب «عقيل» المجتمع الدولي بالعمل على إلغاء العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، والسماح لها بالوصول إلى السوق الدولية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات والدعم المالي اللازم للحكومة السورية من أجل دعم جهود التنمية وإعادة الإعمار والتعافي.

ومن جانبه أضاف شريف عبدالحميد؛ مدير وحدة الآليات الدولية بمؤسسة ماعت، أن الحرب والأعمال العدائية المندلعة في سوريا منذ أكثر من 12 عامًا لها تأثير عميق وبعيد المدى على النسيج الاجتماعي في سوريا، حيث تسبب الصراع في مقتل أكثر من 400 ألف شخص وأجبرت أكثر من نصف السكان على الفرار من منازلهم والبحث عن الأمان سواء داخل حدود البلاد أو خارجها، كما تسببت الحرب أيضًا في حدوث تدهور كبير في نوعية حياة السوريين، حيث أصبح نحو 90 في المائة من الأسر في سوريا يعيشون في الوقت الحالي في حالة فقر، وأصي «عبدالحميد» المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتحمل مسئولياتهم في توفير الظروف الآمنة لعودة اللاجئين والنازحين إلى بلادهم وإعادة تأهيل المناطق المتضررة لتمكينهم من العودة والاندماج في المجتمع.

فيما قال أحمد عيسى الباحث بمؤسسة ماعت أن خسائر الصراع السوري تقدر بأكثر من 530 مليار دولار، حيث تسببت في تدمير نحو 90 في المائة من البنى التحتية الأساسية بما في ذلك الطرق والجسور والمصانع ومصافي النفط وشبكات الري ومصادر المياه، الأمر الذي أضر بشدة بالقدرة الإنتاجية للبلاد وأعاق النمو الاقتصادي. مشيرا لتأثير الصراع على القطاعات الاقتصادية في سوريا، خاصة على الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الزراعي وقد أدي لإنخفاض بأكثر من 30٪ بين عامي 2010 و2020، كما انخفض إنتاج الصناعة التحويلية في سوريا بنحو 43٪ وتراجع إنتاج الصناعة الاستخراجية بنحو 90٪ في عام 2020 مقارنة بما كان عليه في عام 2010. وقد أوصي «عيسي» المنظمات الإنسانية بضرورة استمرار تقديم المساعدات اللازمة للمدنيين المتضررين من النزاع الدائر في سوريا، وذلك من خلال توفير الغذاء والماء والدواء والإيواء والرعاية الصحية.

ماعت سوريا الصراع في سوريا

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ماعت سوريا أکثر من

إقرأ أيضاً:

شما المزروعي: الابتكار الأساس في تحقيق التنمية

أبوظبي: ميرة الراشدي
انطلقت أمس فعاليات النسخة الأولى من «منتدى الرعاية الاجتماعية 2024» تحت شعار «تعزيز الابتكار والتعاون في مجال الرعاية الاجتماعية»، الذي يستمر لمدة يومين، بتنظيم من دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بالتعاون مع شركة ديلويت الشرق الأوسط.
وأشادت شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، خلال كلمتها حول أهمية المنتدى، بكونه منصة حيوية تسهم في تعزيز مفهوم الابتكار في القطاع الاجتماعي، مؤكدة أن الابتكار هو الأساس في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأضافت: إن المنتدى يمثل فرصة لتبادل الخبرات والتجارب التي تسهم في إثراء العمل الاجتماعي والارتقاء به إلى مستويات جديدة، مع التركيز على تطوير مبادرات مستدامة تسهم في تعزيز رفاهية الأفراد والمجتمعات.
من جهته، أشاد الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع - أبوظبي، بالتفاعل الكبير الذي شهدته فعاليات اليوم الأول من المنتدى، مشيراً إلى أن المداخلات المتنوعة التي قدمها الخبراء الدوليون أسهمت في إثراء جلسات المنتدى، وأكد أهمية المنتدى في صياغة مستقبل الرعاية الاجتماعية، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الابتكار في هذا القطاع، مضيفاً، «نطمح لأن تكون أبوظبي نموذجاً يحتذى به في تقديم الرعاية الاجتماعية».
ومن جانبها أكدت حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في حكومة دبي، أهمية إشراك جميع الجهات المعنية وأصحاب الاختصاص والخبراء في نقاش معمّق حول سبل تطوير المهنيين العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية، ومواجهة التحديات المستقبلية في القطاع.
وشهد اليوم الأول للمنتدى حلقة نقاشية حول «التوجهات والاتجاهات العالمية في مجال الخدمات الاجتماعية»، حيث تم استعراض الاحتياجات الناشئة والأساليب المبتكرة ومستقبل تمكين ودعم الأفراد والمجتمعات حول العالم.
كما تحدث السير جيفري جون مولغان، أستاذ الذكاء الجماعي والسياسات العامة والابتكار الاجتماعي في كلية لندن الجامعية، المملكة المتحدة، في كلمته الرئيسية حول أحدث التوجهات العالمية في تصميم وتقديم الخدمات الاجتماعية.
واختتمت فعاليات اليوم الأول بالجلسات الفرعية التي تناولت مواضيع مختلفة مثل الابتكارات في الخدمات الاجتماعية، وتطور القوى العاملة في القطاع الاجتماعي والتطوير المهني المستمر، إضافة إلى موضوع نمو وجودة حياة الأطفال من خلال الفنون التعبيرية.
وتضمن المنتدى أكثر من 40 متحدثاً من قادة الفكر والخبراء العالميين، مع تنظيم 10 ورش عمل وجلسات تفاعلية.
وشهد المنتدى توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الجهات المشاركة لتعزيز التعاون في مجال الرعاية الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • الدولية للهجرة تعيد أكثر من 11 ألف مهاجر من ليبيا إلى بلدانهم في 2024
  • الدولية للهجرة تعيد أكثر من 11 ألف مهاجر إلى بلدانهم في 2024
  • شما المزروعي: الابتكار الأساس في تحقيق التنمية
  • مسئول أممي يطالب بضغط دولي لوقف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
  • الحكيم يطالب المجتمع الدولي بإرغام الكيان الإسرائيلي على إيقاف اعتداءاته سريعاً
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تواصل مستمر مع كل أطراف الصراع في أوكرانيا
  • أيمن أبو العلا يطالب المجتمع الدولي باتخاذ اللازم لوقف التجاوزات الإسرائيلية في حق الشعب اللبناني
  • نصية: قرار غفار بإلغاء ضريبة 27% المفروضة على مبيعات النقد الأجنبي لن ينفذ على أرض الواقع
  • أكثر من 160 ألفًا غادروا لبنان إلى سوريا خلال أسبوع
  • تراجع اهتمام الروس بكرة القدم بعد العقوبات المفروضة على الرياضة الروسية