الجزيرة:
2024-12-31@15:19:14 GMT

تصاعد الدعوات الإسرائيلية للتطهير العرقي في غزة

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

تصاعد الدعوات الإسرائيلية للتطهير العرقي في غزة

لا تجد المأساة الإنسانية في أنحاء غزة قدرا من التعاطي في الخطاب العام الإسرائيلي، إذ تظل الأولوية هي هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

وفي الواقع، فإن قرع طبول الحرب المتواصل من القادة الإسرائيليين وغيرهم من السياسيين قد حث على مصير أكثر تدميرا للقطاع.

ومع عودة بعض السكان إلى منازلهم المدمرة، يضغط وزراء إسرائيليون لإعادة الاستيطان.

وأشار إيشان ثارور في عموده بصحيفة "واشنطن بوست" إلى دعوة أعضاء في الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة المكتظ بالسكان، والإبادة الكاملة للقطاع كعلامة على الانتقام، وإفقار شعبه إلى درجة أنهم لا يملكون أي خيار. ليبقى خيارهم الوحيد هو ترك وطنهم.

وفي هذا الأسبوع وحده، ظهر برلماني من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو على شاشة التلفزيون وقال إنه من الواضح لمعظم الإسرائيليين أن "جميع سكان غزة بحاجة إلى التدمير". وبعد ذلك، قالت سفيرة إسرائيل في بريطانيا تسيفي هوتوفلي للإذاعة المحلية إنه لا يوجد حل آخر لبلادها سوى هدم "كل مدرسة، وكل مسجد، وكل منزل" في غزة لتدمير البنية التحتية العسكرية لحماس.

وأردف ثارور أن هذا الخطاب المتراكم يشكل جزءا من طلب الدعوى المؤلف من 84 صفحة الذي قدمته حكومة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية أو الفشل في منعها.

وأكدت دعوى جنوب أفريقيا أن السلطات الإسرائيلية فشلت في قمع "التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية" من قبل مجموعة من السياسيين والصحفيين والموظفين العموميين الإسرائيليين.

ويشمل ذلك شخصيات يمينية متطرفة مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين لا يخفيان رؤيتهما لغزة مُطهرة عرقيا.

التهجير القسري

وقال سموتريتش في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد الماضي إن ما يجب القيام به في غزة هو تشجيع الهجرة. في حين دعا بن غفير في مناسبة أخرى إلى التهجير القسري الفعلي لمئات الآلاف من القطاع.

وألمح الكاتب إلى أن الدعوات الإسرائيلية للتطهير العرقي الفعلي والاستيطان الإسرائيلي المحتمل في غزة قد لا تنعكس في الموقف المعلن للحكومة الإسرائيلية في زمن الحرب.

ونقل عن بعض زملائه قولهم "في السر، يقول المسؤولون الإسرائيليون إن المقترحات لنقل سكان غزة تنبع من الضرورات السياسية لائتلاف نتنياهو واعتماده على الأحزاب اليمينية المتطرفة للحفاظ على السلطة".

وقال شخص مطلع على المحادثات داخل الحكومة الإسرائيلية لواشنطن بوست، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، لأنه غير مخول بمناقشة الأمر علنا إن "المتخصصين في الجيش والمؤسسة الأمنية يعرفون أن هذا ليس في نطاق الاحتمالات. هم يعرفون أنه لا يوجد مستقبل بدون الغزيين في غزة والسلطة الفلسطينية كجزء من الحكومة".

وختم الكاتب تحليله برسالة مشتركة كتبتها مجموعة من الإسرائيليين البارزين يوم الأربعاء، ومنهم مشرعون سابقون ومثقفون، تدين السلطات القضائية الإسرائيلية لعدم كبح جماح خطاب "الإبادة الجماعية" المنتشر. وقالوا إنه للمرة الأولى التي يمكنهم أن يتذكروها، تحولت الدعوات الصريحة لارتكاب فظائع ضد ملايين المدنيين إلى جزء مشروع ومنتظم من الخطاب الإسرائيلي. وباتت تلك الدعوات أمرا يوميا في إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

عندما كشح عمر البشير (الحلة) !!

خالد ابواحمد

حادثة إغلاق مكتب قناة (سودانية 24) في القاهرة في أعقاب بثها حلقة من برنامج (دائرة الحدث) تحدث فيها الأمين السياسي للمؤتمر السوداني المهندس شريف محمد عثمان ذكرتني بالاحتفال الكبير الذي نظمته الحكومة السودانية في نهاية التسعينات (تقريبا) لافتتاح مجموعة مصانع (جياد) الذي صرفت فيه الملايين من الدولارات، ودعت لحضوره وفودا من دول عربية وأجنبية، واجتهد المكتب الصحفي برئاسة الجمهورية في كتابة خطاب تم إعداده بعناية فائقة يقرأه رئيس النظام آنذاك أمام الحشود المحلية والاقليمية والدولية، بحضور كُبرى القنوات الفضائية العالمية التي اتفقوا معها على بث الاحتفال والخطاب الرئاسي، الذي أرادوا منه تجميل صورة الحُكم في البلاد، وإعطاء صورة مغايرة للصورة المعروفة عالميا مستضيفا للعديد من الحركات المتشددة في السودان وقياداتهم ومن الذين نفذوا محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، ودعم النظام لجيش الرب الذي كان يقاتل الحكومة اليوغندية..إلخ.
كان الخطاب تصالحيا ورّكز على التنمية والتطور، والانفتاح على العالم، وأن النظام يقود البلاد لمرحلة جديدة كليا، وكان الفريق الذي أعد الخطاب قد اتفقوا مع (الرئيس) على عدم الخروج عن النص، لأنه كُتب ليحقق أهدافا معينة تبعد عن النظام العداوات، خاصة وأن السودان كان من ضمن الدول الراعية للإرهاب ومغضوب عليه من الجميع، كان قادة النظام يُعولون على الخطاب الرئاسي ليبدوا صفحة جديدة..!.
في اليوم الموعود واللحظة التاريخية والحشود وكاميرات الفضائيات العالمية في كل الزوايا والاركان، اعتلى (الرئيس) المنصة، وبدأ في قراءة الخطاب والجميع في حالة متابعة، أما الذين كتبوا الخطاب كانوا في حالة ترقب وقلق شديدين، وخوف أن يخرج (الرئيس) عن الخطاب كما تعود دائما، وفجأة بدأت الهتافات بالتكبير والتهليل تزداد شيئا فشيئا، واهتز المكان وسريعا تفاعل (الرئيس) مع الهتافات وعلا صوته شيئا فشيئا، تماما مثل المذيع الرياضي المشهور عصام الشوالي في مباراة طرفها (ريال مدريد) و(برشلونة) واللاعب (ميسي) في مواجهة حارس (ريال مدريد) وملايين المشاهدين في العالم على حافة اعصابهم، وفجأة يخرج عن النص مع التكبير والتهليل، وفي هذه اللحظة الجماعة الذين كتبوا الخطاب الرئاسي قاموا من مقاعدهم يولولون، فإذا بـ(الرئيس) يكشح (الحلة) في وجه الجميع ويصرخ بأعلى صوته:
(السودان من اليوم سيصنع من الإبرة حتى الصاروخ).
اهتزت أركان المكان بالهتافات الداوية لبرهة من الزمن، بطبيعة الحال أن عضوية النظام لم يفهموا شيئا غير أن نظامهم القائم من اليوم سيصنع الأسلحة وبكل أنواعها ومن أصغر قطعة حتى الصواريخ ليواصل سياسته التي أدخلته في زمرة الدول الراعية للإرهاب، داخليا كان الاستياء شديدا لكن في صمت شديد، كانوا يعتقدوا بأن الخطاب الرئاسي إذا تمت قراءته على النحو الصحيح سيكون نقطة تحول، لكن (الرئيس) ضيع كل الجهود، تماما مثل حلقة برنامج (دائرة الحدث) بقناة (سودانية 24) كانوا يعتقدوا بأن من رشحوه للمشاركة في هذه الحلقة التلفزيونية في مواجهة الأمين السياسي للمؤتمر السوداني المهندس شريف محمد عثمان سيحقق لهم المكاسب ويُثبت لهم خطط الكذب التي دفعوا من أجلها الأموال الطائلة لكن المهندس الوطني الغيور شريف محمد عثمان أثبت الحقيقة التي يخافون اقتناع الناس بها.
الخلاصة أن الجماعة دائما مشكلتهم مع الحقيقة، فهم أعداءها ولو كلف ذلك الدم والمال وهذا ما يحدث الآن على أرض الواقع.

khssen@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بوتين يوجه خطاب رأس السنة إلى الروس.. هذا ما قاله
  • في خطاب رأس السنة..بوتين: كل شيء سيكون على ما يرام
  • عندما كشح عمر البشير (الحلة) !!
  • دقيقة واحدة فصلت بين مسؤول أممي كبير وبين الموت على يد “الإسرائيليين” في مطار صنعاء:“ إسرائيل “ تهين الأمم المتحدة في صنعاء
  • عام كامل على متابعة إسرائيل أمام العدل الدولية.. ما الذي تحقق؟
  • إسرائيل تدعو لتصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" بعد تصاعد التهديدات في الشرق الأوسط
  • مجلس الأمن يناقش الصراع بين إسرائيل والحوثيين بعد تصاعد الهجمات بين الجانبين
  • صحافة عالمية: تدمير المستشفيات في غزة يندرج ضمن التطهير العرقي
  • "البرغوثي" يُحذر من نوايا الاحتلال توسيع جريمة التطهير العرقي لتشمل غزة
  • باحث: الزواج في الريف أكثر استقرارا من الحضر