سيادة الرئيس بوتين المحترم.. لماذا تأخرتم؟
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
المحامي ناصر الماغوط إن دولة روسيا الاتحادية تحارب وحدها كل حلف الناتو على الأرض الأوكرانية بكل ما لديه من أسلحة ومعدات حربية منذ الرابع والعشرين من شهر شباط عام 2022 وحتى اليوم دون حدوث أي إشارة إلى أن الأمور سوف تحسم قريبا. يوم بدأت العملية العسكرية الخاصة كنا نظن بأن روسيا سوف تكتسح أوكرانيا بأيام، وحتى روسيا ذاتها، بدأت عمليتها بهجوم استهدف كامل التراب الأوكراني وكادت تدخل إلى كييف قبل تغير خطتها لأسباب – سيتم كشفها لاحقا – وتركز فقط على إقليم دونباس ذي الأغلبية الروسية والذي كان يتعرض لاعتداءات متكررة من قبل القوات النازية الأوكرانية الت واصلت قصفها للإقليم بعد انقلاب عام 2014.
وللتذكير فقط بهذا التاريخ، فقد قامت يومها ما تسمى الثورة الأوكرانية التي أطلق عليها أسماء هوليودية مثل ثورة “الكرامة الأوكرانية” أو ثورة الميدان الأوروبي عام 2014 حين انتهت سلسلة من الأحداث العنيفة التي شارك فيها متظاهرون وشرطة محاكفة الشغب ومسلحون مجهولون غير معروفة قرعة أبيهم من أين في العاصمة كييف، وتم طرد الرئيس الأوكراني المنتخب فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ حينها إلى روسيا. وبنظرة نقدية يمكننا أن نقول بأنه كان على روسيا أن تتحرك في اليوم التالي لذلك الانقلاب الذي أوصل نظاما مواليا للولايات المتحدة، ومنذ ذلك اليوم، بدأ تدريب القوات الأوكرانية وتزويدها بالأسلحة وتشجيع النازيين الجدد على الاعتداء على المواطنين الروس في إقليم دونباس وروسيا تتفرج كل هذه الفترة حتى طفح الكيل بها عام 2014 معقول أن الأمن الروسي لم يرصد كل ذلك؟ لقد تم جر روسيا إلى هذه الحرب، بعد أن تم استفزازها مرارا وتكرارا من خلال أوكرانيا وضمها للناتو ونشر أسلحة استراتيجية على حدود روسيا وتهديد الأمن الروسي من أجل ضرب روسيا وتقسيمها وإضعافها لأن الولايات المتحدة لا تريد دولة قوية أخرى غيرها في العالم. ومع ذلك، وحتى اليوم، فإن روسيا تخوض حربا نظيفة وأخلاقية، فهي لا تضرب المدنيين ولا المؤسسات أو المنشآت المدنية، ولم تعلن نيتها إسقاط النظام العميل الذي هو مجرد ألعوبة بيد الولايات المتحدة ويسعى لتهديد أمن روسيا. وأحرى بروسيا بعد أكثر من ستة عشر شهرا على بدء الحرب أن تغير استراتيجيتها العسكرية وتعلن أنها تخوض حربا لتغيير النظام الموالي للولايات المتحدة الذي يهدد أمن ووجود روسيا. وإن كان بالإمكان، فإنني أقترح أن تعمل أجهزة الأمن الروسية على اختراق القوات الأوكرانية والتواصل مع ضباط أوكرانيين لتشجيع حدوث ثورة أو انقلاب على الرئيس الألعوبة زولنسكي وإقامة نظام مستقل عن الولايات المتحدة يمكن الاتفاق معه على وقف الحرب وضمان احترام المصالح الأمنية والإقليمية المشروعة لروسيا ووقف انجرارها في مشاريع أمريكية هي السبب في الدمار والخراب والتهديد للأمن العالمي وللبيئة. على هذه الحالة، فإن الحرب ستطول، وكلما طالت فإنها لن تكون في مصلحة روسيا والعالم. روسيا تمتلك أكثر من خمسة آلاف رأس نووي، ولديها ترسانة من الصواريخ الفرط صوتية تتفوق فيها على الولايات المتحدة، حينها ستجد نفسها مضطرة لاستخدام السلاح النووي، وبهذه الحالة، فإن الولايات المتحدة سترد بالمثل، وفي هذه الحالة ستكون الحرب العالمية الثالثة والأخيرة. وهنا تحضرني مقولة لآينشتاين. فقد سئل عن تصوره عن حرب عالمية ثالثة، فقال بأن ليس لديه أي تصور عن حرب عالمية ثالثة، لكن لديه تصور عن حرب عالمية رابعة. كيف ستكون؟ فأجاب آينشتاين بأنها ستكون عبارة عن مبارزة بين شخصين بدائيين كل واحد منهما يمسك خشبة أو عصا. وهذا يعني بأن الحرب العالمية لن تبقي ولن تذر. أمريكا لا يهمها أي شيء، هي مستعدة أن تدمر العالم، وتدمر شعبها مقابل أن تبقى هي سيدة العالم، ولا تؤمن بأن الحياة عبارة عن دورات ولكل دولة وحضارة عمر ينتهي لتنشأ بعدها دولة أو حضارة أخرى وهكذا. ولأنها كذلك، يجب الضرب بيد من حديد على أذرعها وعملائها. وهذا ما يجب فعله في أوكرانيا. وبهذه المناسبة أنا أستغرب بأن الصين تراقب كل تلك الحشود وشحنات الأسلحة إلى تايوان ولا تعمل شيئا. يجب أن تغتنم هذه المناسبة وتضرب ضربتها في تايوان وتعيد تلك الجزيرة المارقة إلى وطنها الأم. أما أنها تنتظر فستتعقد الأمور أكثر وتزداد الترسانة العسكرية الغربية قوة في تايوان وكل هذا سيكون له عواقب وخيمة لأن الصين هي أيضا دولة نووية ولديها مئات الرؤوس النووية. وحري بها أن تدعم روسيا في هذه الحرب لأن الدنيا دين ووفا، غدا عندما تبدأ الحرب في تايوان، وهي لا بد أنها واقعة، فإنها ستكون بحاجة لمساعدة روسيا التي نأمل أن تكون قد انتهت من حرب أوكرانيا. بقي أن نقول، بأن العالم أحوج ما يكون اليوم لسلطة عليا “حكيمة” غير تلك العصبة من اللصوص وقطاع الطرق التي تسيطر عليه اليوم. يجب على روسيا أن تكثف مواجهتها وتضرب بأقوى ما لديها للقضاء على ذلك النظام الألعوبة، وإلا فإن الوقت يمر، والدول الغربية قد تكون قدرتها على التحمل أكثر لأنها دولة غنية، بينما روسيا دولة تواجه كل ذلك الحلف وحدها. ومع ذلك كلنا ثقة بأن روسيا ستنتصر، لماذا؟ لأن الباطل كان زهوقا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المساعدات العسكرية الأمريكية لكييف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية ضخمة لكييف، بلغت قيمتها 65.9 مليار دولار، شملت أنظمة دفاع جوي وصواريخ متطورة ودبابات ومعدات قتالية متنوعة.
غير أن هذا الدعم دخل مرحلة جديدة، بعدما أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الاثنين، قرارًا بوقفه مؤقتًا، ما يثير تساؤلات حول مستقبل المساعدات الأمريكية وتأثيراتها على موازين القوى في الحرب.
من بايدن إلى ترامب.. تحول في نهج واشنطن
خلال فترة حكمه، تبنّى الرئيس السابق جو بايدن موقفًا ثابتًا في دعم أوكرانيا، مؤكدًا "الالتزام الأمريكي بسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، لكن مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت واشنطن إعادة النظر في سياساتها، حيث اتجه الرئيس الجديد إلى نهج أكثر براجماتية، قائم على ربط استمرار الدعم العسكري بالتزام كييف بخطوات سياسية نحو السلام.
تفاصيل الدعم العسكري الأمريكي قبل قرار التجميد
1- أنظمة الدفاع الجوي
لمواجهة الهجمات الجوية الروسية، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بثلاث بطاريات من صواريخ "باتريوت" المتطورة، إلى جانب 12 صاروخًا من طراز "ناسام"، وأنظمة "هوك" المضادة للطائرات، وأكثر من 3,000 صاروخ "ستينغر" المحمول على الكتف. كما قدمت واشنطن 21 رادارًا متطورًا لتعزيز قدرات كييف الدفاعية.
2- الصواريخ والمدفعية الثقيلة
أكثر من 200 مدفع هاوتزر عيار 155 ملم و3 ملايين طلقة مدفعية.
72 مدفع هاوتزر عيار 105 ملم ومليون طلقة ذخيرة.
40 راجمة صواريخ "هيمارس" و10,000 صاروخ "جافلين" المضاد للدبابات.
120,000 سلاح مضاد للمركبات و10,000 صاروخ مضاد للدبابات "تاو".
3- الدبابات والمركبات المدرعة
31 دبابة "أبرامز" المتطورة، و45 دبابة "T-72B" سوفياتية التصميم.
300 مركبة قتالية من طراز "برادلي" و1,300 ناقلة جنود مدرعة.
أكثر من 5,000 مركبة عسكرية من نوع "همفي" و300 سيارة إسعاف مدرعة.
4- الطائرات والمروحيات
رغم رفض واشنطن إرسال طائرات مقاتلة مباشرة، فإنها زودت كييف بـ 20 مروحية عسكرية "Mi-17"، بالإضافة إلى عدة نماذج من الطائرات المسيرة لدعم العمليات الهجومية والاستطلاعية.
5- المعدات الإضافية
أكثر من 500 مليون طلقة للأسلحة الخفيفة.
أنظمة دفاع ساحلية، وألغام "كلايمور"، ونظارات للرؤية الليلية.
أكثر من 100 ألف سترة واقية من الرصاص، وأنظمة اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية.
ما بعد 20 يناير.. تسليم محدود ودعم مشروط
مع تولي ترامب منصبه في 20 يناير، استمرت واشنطن في إرسال بعض الإمدادات العسكرية، لكنها اقتصرت على الذخائر والأسلحة التي أُقرت سابقًا في عهد بايدن، مثل القذائف المدفعية والأسلحة المضادة للدبابات. لكن القرار الجديد بتعليق المساعدات يُعد نقطة تحول رئيسية، حيث يضع كييف أمام معضلة سياسية وعسكرية.
انعكاسات القرار الأمريكي على الحرب
ضغط على أوكرانيا: قد يدفع القرار الأوكرانيين إلى مراجعة استراتيجيتهم العسكرية والدبلوماسية، خاصة أن الدعم الأوروبي وحده قد لا يكون كافيًا لتعويض المساعدات الأمريكية.
فرصة لموسكو: قد تستغل روسيا هذا التطور لتعزيز مكاسبها الميدانية، مستغلة أي تراجع في القدرات الدفاعية الأوكرانية.
انقسام في الغرب: بعض الدول الأوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا، قد تضطر إلى تكثيف دعمها العسكري لأوكرانيا، بينما قد تتبنى دول أخرى موقفًا مشابهًا لواشنطن، داعية إلى حلول دبلوماسية.
هل هو تعليق مؤقت أم بداية لتغيير استراتيجي؟
بينما تؤكد إدارة ترامب أن القرار ليس إلغاءً دائمًا للدعم، بل تعليقًا مؤقتًا، يبقى السؤال المطروح: هل ستستخدم واشنطن هذا التعليق كورقة ضغط لإجبار كييف على قبول تسوية سياسية، أم أنها بداية لتوجه جديد قد يُفضي إلى إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية في الصراع؟ الأيام المقبلة ستكشف إلى أي مدى سيكون لهذا القرار تأثير على مستقبل الحرب في أوكرانيا.