أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية  أنه لولا لجوء العائلة المقدسة إلى مصر لقضى على المسيحية فى مهدها، وبهذا فمصر حافظت على الديانة المسيحية وكانت سببًا فى انتشارها فى أنحاء العالم بنشأة الرهبنة بمصر وانتقالها إلى العالم، كما كانت مصر أرض نزول التوراة على نبى الله موسى على جبل طور سيناء، كما أنقذت مصر العالم الإسلامى والحضارة الإسلامية من غزو المغول الذين يقضون على الأخضر واليابس وكادوا يفتكوا بالدولة الإسلامية لولا تصدى مصر لهم

موعد مباراة تشيلسي وبريستون اليوم في كأس الاتحاد الإنجليزي

المسار الجديد 

وفى إطار احتفال المصريين مسيحيين ومسلمين بعيد ميلاد السيد المسيح يرصد الدكتور ريحان مسارًا جديدًا للعائلة المقدسة يضيف ثلاثة محطات هامة وهى دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر ودير الملاك ميخائيل بمنيا القمح بالشرقية وطريق الشيخ فضل إلى محافظة المنيا باعتبار أن العائلة المقدسة سلكت طريقًا سريًا فى رحلة الذهاب لخوفها من مطاردة هيرودس وجنوده وخشية القبض عليهم، ورحلة جهرية عند عودتها والمرتبطة بالاحتفالات الخاصة بالعائلة المقدسة التى سجلت تراث عالمى لامادى باليونسكو، وذلك من خلال قراءة علمية لكتاب الدكتور حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا الحاصل على وسام فارس من إيطاليا " المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر"  والذى أهدى منه نسخة  لقداسة البابا تواضروس الثانى

الطريق السرى 

ويوضح الدكتور ريحان أن الطريق السرى كان منذ قدومهم من فلسطين حتى وصولهم إلى الدير المحرّق وكانوا يتحركون بسرية تامة خوفًا من أن يلحق بهم جنود هيرودس ويقبضوا عليهم 

وبدأت الرحلة السرية فى مصر من رفح "رع بح" ثم العريش وقد أقام بها نبى الله إبراهيم تعريشة لزوجته سارة للإقامة بها فسميت العريش، ثم الفرما وتعنى الأرض اللزجة وهى برامون بالقبطية وتعنى الوقفة، فحين تقف فى الفرما فأنت بين قارتى آسيا وإفريقيا ثم إلى بلبيس "بربس" وبها معبد الإله بس القطة، ثم تل بسطا "باستت" وهى القطة، ثم موقع كفر الدير بمنيا القمح بالشرقية حيث البئر الشهير بئر شيشنق وبه حاليًا كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح 

ويؤكد الدكتور ريحان أن لجوء العائلة المقدسة إلى موقع كفر الدير بمنيا القمح له أسباب منطقية فحين استراحت العائلة بتل بسطة تحت شجرة طلب السيد المسيح أن يشرب فدخلت السيدة العذراء مريم المدينة تطلب ماء من أهلها ولكن للأسف لم يعطيها أحد، فرجعت السيدة العذراء إلى السيد المسيح الذي قام بانباع بئر ماء شربوا منه جميعًا وباركه السيد المسيح، ونتيجة سوء معاملة أهل تل بسطا اتجهت العائلة إلى أقرب مكان وهو موقع كفر الدير الذى يبعد 10كم عن تل بسطا  

وقد أكدت الاكتشافات الأثرية لحفائر جامعة الزقازيق وجود البئر الذى أنبعه السيد المسيح، ففى أكتوبر 1977 تم اكتشاف بئرًا للمياه فى تل بسطة شمال صالة الأعمدة للمعبد الكبير مبنية بالطوب الأحمر عمقها 6.

60م تعود إلى العصر الرومانى وأثناء أعمال الكشف تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية، ويرجح أنه البئر الذى أنبعه السيد المسيح، ونشر ذلك علميًا الدكتور محمود عمر محمد سليم عام 2000 تحت عنوان "بئر العائلة المقدسة فى تل بسطة" كما أشار الدكتور حجاجى إبراهيم إلى وجود بئر شيشنق بموقع دير وكنيسة الملاك ميخائيل

ونوه الدكتور ريحان إلى أهمية موقع دير الملاك ميخائيل حيث تتعامد الشمس في ظاهرة فلكية تحظى بزيارة المصريين مسلمين ومسيحيين ثلاث مرات سنويًا، أول مايو على مذبح القديس مار جرجس فى عيد استشهاده، و19 يونيو على مذبح الملاك ميخائيل فى عيده و22 أغسطس على مذبح السيدة العذراء فى عيدها ولكن حجبت أشعة الشمس عن هذا المذبح نتيجة إضافة مبنى خرسانى للخدمات الكنسية على واجهة الكنيسة عام 1984‪ ‬‬‬‬‬‬

ومن موقع كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح إلى سخا بكفر الشيخ ومنها إلى نبع الحمراء بوادى النطرون، ومن وادى النطرون إلى سمنود بالغربية ثم إلى موقع شبرا الخيمة حاليًا بالقليوبية ثم إلى باسوس ثم مسطرد ثم أون "الحلمية والمطرية وعين شمس" ، ثم المرج "المراجو" ثم اتجهوا إلى طريق الزعفرانة حاليًا إلى موقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وتفجرت هناك الآبار، ثم طريق الشيخ فضل وبه قرية الشيخ فضل، وهو طريق يؤدى إلى محافظة المنيا حاليًا ثم إلى الجرنوس بمغاغة وبها بئر مياه ثم عبروا بالمعدية إلى جبل الطير بسمالوط ثم الأشمونيين ثم بئر السحابة أو الصحابة والإسمين صحيحين فمن أسماء السيدة مريم السحابة ثم كوم ماريا إلى دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة

الرحلة العلنية

ويشير الدكتور ريحان إلى الرحلة العلنية والتى بدأت بعد موت هيرودس الملك الذى كان يطلبهم وبدأوا يتحركوا جهرًا بين الناس فاتجهوا إلى درنطة "درنكة" بأسيوط وأبحروا فى نهر النيل ثم عبروا بالمعدية إلى موقع المعادى حاليًا ثم إلى موقع بئر رومانى يشغله ضريح أبو السعود الجارحى الآن ثم إلى الموقع الذى بنى عليه جامع عمرو بن العاص وبه بئر قديم شربت منه العائلة المقدسة ثم البئر خارج حصن بابليون،  ثم مغارة أبوسرجة، ثم حارة زويلة وبها بئر وصهاريج ثم باسوس إلى مسطرد وأون ثم تل بسطة ومنها إلى الفرما ورفح إلى فلسطين

تطوير المسار

ويطالب الدكتور ريحان باعتماد الكنيسة للمسار الجديد لأهمية النقاط المضافة وضرورة أن يشملها التطوير كسائر المحطات المعتمدة، حيث تسعى الدولة بكل وزاراتها وأجهزتها المعنية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية كل محطات المسار ففى شمال سيناء تم تخصيص 10.8 مليون جنيه لتحسين ورفع كفاءة البنية التحتية بالفرما والمناطق المحيطة بها وإقامة متحف ومركز للحرف التراثية من الكليم البدوى ومنتجات سعف النخيل، وفى الشرقية تم إقامة سور يحيط بتل بسطا مزود ببوابات إلكترونية وممر داخلى وتزويدها ببرجولات خشبية إحداهما للبئر المقدسة، وفى الغربية تم إعادة تأهيل المسار وتطوير كل العناصر التى تحقق الرؤية البصرية الجمالية للمسار، وفى سخا بكفر الشيخ تم تطوير المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء مريم 

وفى وادى النطرون تم تطوير المسار بطول 26كم وتركيب لوحات إرشادية وبانرات ورصف وتوسعة أربع طرق بطول 26كم وتطوير البنية التحتية وتأهيل الطرق المؤدية لأديرة الأنبا بيشوى والأنبا مقار والباراموس والسريان وتم تحديد أماكن التخييم

وفى القاهرة تم حل مشكلة الصرف الصحى بمنطقة شجرة مريم بالمطرية وتجميل المنطقة، وبمحيط مجمع الأديان بمصر القديمة تم دهان كل العقارات المطلة على جامع عمرو بن العاص بألوان موحدة وتدعيم الخدمات الأمنية والانتهاء من البرجولات الخشبية والمظلات الخرسانية وزرع النخيل بطول المسار

وفى جبل الطير التى تستقبل 3 مليون زائر سنويًا من المسيحيين والمسلمين خلال شهر مايو من كل عام تمت أعمال تطوير شاملة منها ترميم الكنيسة الرئيسية والمدخل الرئيسى لها والاستراحة والطريق السياحى وتمهيد الطريق المؤدى إليها بالبازلت وأعمال التشجير، وفى دير المحرّق تطوير المناطق المحيطة بالأديرة والكنائس وتجديد الأسوار الخارجية لها وإقامة بوابات ومناطق لانتظار الزوار والأتوبيسات والسيارات وطلاء المنازل المجاورة وتخطيط الشوارع وتركيب الإنترلوك وتطوير وتبطين وتدبيش ترعة القوصية المؤدية إلى دير المحرّق 

ويؤكد الدكتور ريحان بأنه رغم كل هذا التطوير إلا أنه لا توجد رحلات خاصة لزيارة المسار حتى الآن بل هى الرحلات النمطية المعروفة لمواقع بعينها وذلك لأن منظمى الرحلات الدولية لديهم برنامج ثابت حتى الآن خاص بالسياحة إلى مصر وتتعامل معهم الشركات بشكل نمطى لاستمرار تدفق السياح، وهذا يتطلب وجود مستشار سياحى بالدول السياحية يقوم بالتنسيق والتواصل مع منظمى الرحلات وفقًا لأحدث التطورات خاصة فى ظل النمو السريع فى تنمية وتنشيط السياحة فى مصر


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خبير الاثار الديانة المسيحية العالم الإسلامي العائلة المقدسة الملاک میخائیل الدکتور ریحان السید المسیح بمنیا القمح إلى موقع تل بسطا طریق ا ثم إلى حالی ا

إقرأ أيضاً:

رجل يكتشف مقبرة آثار في "حوش" منزله

اكتشف رجل فرنسي أثناء تجديد قبو منزله مقبرة تحتوي على عشرات الهياكل العظمية التي تعود إلى العصور الوسطى مع عشرة التوابيت.

قال علماء الآثار إن البقايا التي تم اكتشافها في إحدى ضواحي جنوب باريس قد تؤدي إلى فهم أفضل للسكان الذين عاشوا في المنطقة خلال أوائل العصور الوسطى والعصور القديمة الذي سبقها.

وبحسب صحيفة "اندبندنت"، نزل علماء الآثار إلى قبو الرجل وحفروا مساحة 52 متراً مربعاً، ولاحظوا أن المدافن كانت مرتبة في صفوف متوازية، وهي الممارسة التي يبدو أنها استمرت طوال القرون السبعة التي استخدمت فيها المقبرة، بين القرنين الثالث والعاشر الميلاديين.

وتشير الحفريات الأخيرة إلى أن المقبرة كانت أقدم مما كان يعتقد في السابق، حيث يعود تاريخ المدافن الأولى إلى أواخر العصور القديمة منذ أكثر من 1500 عام.

طورت ممارسة الجنازة مع بداية العصور الوسطى حوالي عام 500 بعد الميلاد، حيث تم دفن الجثث في توابيت من الجبس.

كانت هذه الممارسة منتشرة على نطاق واسع بشكل خاص في منطقة إيل دو فرانس حيث كانت الجدران الخارجية للمقابر مزخرفة في بعض الأحيان.

 

وقال علماء من "أركيودونوم"، وهو مركز أبحاث أثرية يساعد دائرة الآثار الإقليمية، إن أياً من التوابيت الموجودة في القبو لم يكن مزخرفاً، و"جميعها تحتوي على جثة واحدة متوفاة بينما من الشائع العثور على عدة جثث"، مضيفين أن التوابيت وضعت جنبًا إلى جنب في ترتيب يشبه المروحة.

ولم تكن المقابر تحمل أي علامات خاصة، لكن إحداها كانت مغطاة بكتلة من الحجر الناعم المقطوع والمنحوت، وقال علماء الآثار إنهم غير متأكدين من الشكل الأصلي للكتلة.

وأوضح الباحثون أن "الزخارف التي تظهر على الجانب الآخر من التوابيت الجصية تظهر بشكل منتظم، وتستحضر المجال الجنائزي، ولكن أيضًا الزخارف التي يمكن أن تظهر على واجهات أماكن العبادة المسيحية".

وقال علماء الآثار إنهم يأملون في تحليل الهياكل العظمية في المختبر لتحديد جنس المتوفين وعمرهم عند الوفاة وظروف معيشتهم.

وقال العلماء إن المزيد من الدراسات قد تساعد في "فهم أفضل للسكان الذين عاشوا هنا خلال العصور القديمة والعصور الوسطى، ولكن أيضا لفهم تطور التقاليد الجنائزية خلال هذه الفترات".

مقالات مشابهة

  • أستاذ تاريخ: الأزهر حافظ على المذهب السني في مصر والعالم الإسلامي
  • فيلم عنب يحصد إيرادات ضعيفة بآخر ليلة
  • 10 صور ترصد آثار انهيار عقار بحي الجمرك الإسكندرية
  • رجل يكتشف مقبرة آثار في "حوش" منزله
  • “إيرادات ضعيفة" .. ماذا جمع فيلم عنب بآخر ليلة ؟
  • يحتل المركز الثالث.. تعرف على إيرادات فيلم "عنب" في السينما المصرية أمس
  • أين سيُدفن نصر الله ؟
  • آخر إيرادات فيلم عنب بالسينمات المصرية
  • 100 ألف.. فيلم "عنب" يتراجع في تحقيق الإيرادات
  • بالفيديو.. آثار الدمار لموقع اغتيال حسن نصر الله