خلافات متفاقمة حول ميزانية إسرائيل 2024 لتمويل مخصصات احتياطي الجيش
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
إسرائيل – حمل الإعلان المشترك لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الدفاع يوآف غالانت، بإطلاق برنامج “التجنيد للاحتياط”، في طياته خلافات داخل الحكومة، حيال مصادر تمويل هذا البرنامج ضمن موازنة 2024.
وبرنامج التمويل للاحتياط المخصص لدفع تعويضات، وتوفير هبات ومساعدات، وغطاء مالي لجنود الاحتياط وعائلاتهم، والشركات المتضررة جراء الحرب على قطاع غزة.
يأتي الإعلان عن البرنامج وسط استمرار جيش إسرائيل بتسريح المزيد من قوات الاحتياط، وذلك بغية إعادتهم إلى سوق العمل وتحريك عجلة الاقتصاد الذي تضرر بفعل الحرب جراء تغيب قرابة 350 ألفا تم استدعاؤهم لخدمة الاحتياط لأكثر من شهرين ونصف الشهر.
ويستدل من البرنامج المخصص لدفع تعويضات لقوات الاحتياط بتكلفة إجمالية تبلغ 9 مليارات شيكل (2.5 مليار دولار)، أنه لا يوجد توافق بشأن مصدر التمويل للبرنامج الذي من المفروض إقراره ضمن قانون الموازنة للعام 2024.
وبحسب البرنامج، الذي ستناقشه الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية الأحد المقبل، ستدفع تعويضات بقيمة تصل إلى 30 ألف شيكل (8333 دولارا)، لكن جندي احتياط مقابل الخدمة خلال فترة الحرب، بينما سيتم تعويض جنود الاحتياط أصحاب الشركات والمصالح التجارية، بحسب المعايير العامة التي حددت مقابل التعويض عن الخسائر للمصالح التجارية والشركات في البلاد.
وفي ظل غياب مصادر واضحة لتمويل برنامج تعويض الاحتياط والشركات المتضررة، تتصاعد وتيرة الخلافات داخل حكومة بنيامين نتنياهو، بشأن تحويل ميزانيات اتفاقيات الائتلاف الحكومي لتغطية جزء من نفقات الحرب على غزة.
وخلال المناقشات حول التعديلات المطلوبة لموازنة 2024، اقترح الطاقم المهني في وزارة المالية إغلاق 10 مكاتب وزارية غير ضرورية، لكن دون أن يبدي أيا من الوزراء المدرجة، فيما أبدى سموتريتش معارضته للمقترح.
بالإضافة إلى ذلك، جددت كتلة المعارضة المطلب الداعي إلى تحويل ميزانيات اتفاقيات الائتلاف الحكومي المدرجة ضمن موازنة 2024، لتغطية نفقات الحرب، وضمنها إقامة صندوق خاص بكلفة 10 مليارات شيكل (2.75 مليار دولار) لتعويض قوات الاحتياط، وهو ما اقترحه رئيس المعارضة يائير لبيد.
وفي ظل الحرب على غزة وتأزم الاقتصاد والركود بسوق العمل، تواجه حكومة إسرائيل الـ37 المؤلفة من 31 وزارة الكثير من التحديات الداخلية سواء الاجتماعية، أو السياسية، أو الاقتصادية، وتتكون الحكومة الائتلافية من 6 أحزاب هي: الليكود و”يهودية التوراة”، و”شاس”، و”الصهيونية الدينية”، و”عظمة يهودية” و”نوعم”.
خلافات وفوضىويعتقد الصحفي الاستقصائي في موقع “شومريم”، شوكي سديه، أن المناقشات بشأن موازنة للعام 2024، ستظهر عمق الخلافات بإسرائيل بكل ما يتعلق في إقرار الموازنة، وكذلك رصد المزيد من الميزانيات لتغطية نفقات الحرب أو زيادة الميزانيات المخصصة لوزارة الأمن وكذلك برنامج تعويض الاحتياط.
وأوضح سديه أنه دون إلغاء المكاتب والوزارات الحكومية غير الضرورية “والتي لم تقم بأداء أي وظيفة خلال الحرب”، فإن العجز سيتفاقم بالموازنة حتى لو تم توسيع إطار الميزانية لتبلغ 600 مليار شيكل (165 مليار دولار)، قائلا إن “ذلك يفرض ثمنا باهظا على المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي.
وأشار إلى أن “وجود الوزارات غير الضرورية فقط من أجل الحفاظ على الائتلاف الحكومي تعكس الفوضى الإدارية التي رافقت الحكومة خلال الحرب، وذلك عبر الاستيلاء على الموارد المالية للجمهور وتخصيصها لفئات وقطاعات مشاركة بالحكم، من خلال سياسات تافهة، منفصلة عن المصالح الوطنية”.
في الموازنة المعدلة لعام 2023، والتي صادق عليها الكنيست، بلغت تكلفة المكاتب الوزارية غير الضرورية ما لا يقل عن 1.35 مليار شيكل (375 مليون دولار)، وبالنسبة لموازنة 2024 والتي لم يتم اعتمادها بعد يتوقع سديه أن تزداد ميزانية المكاتب غير الضرورية.
وبعد نشر قرار بنك إسرائيل خفض الفائدة، وعلى خلفية انتقادات المحافظ أمير يارون للحكومة بشأن سياساتها المتعلقة بالموازنة في ظل الحرب والخطوات التي لم يتم اتخاذها بعد لخفض العجز، رفض سموتريتش توصيات يارون التي تدعو إلى إلغاء المكاتب الوزارية غير الضرورية ورفع الضرائب، بحسب ما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت.
ونقلت الصحيفة عن سموتريتش قوله إن “مصدر تمويل ودفع التعويضات لقوات الاحتياط سيكون من الميزانية المخصصة لوزارة الأمن وستكون على حساب شراء الذخيرة والمعدات”، بيد أن نتنياهو صرح بأن وزارة الأمن ستحصل على ميزانية إضافية بقيمة 20 مليار شيكل (5.5 مليارات دولار)، مشيرا إلى أن هذه الزيادة لا تشمل برنامج “التجنيد للاحتياط”.
سموتريتش (يمين) يرى مصدر تمويل تعويضات الاحتياط سيكون من الميزانية المخصصة لوزارة الأمنويعتقد مراسل الشؤون الاقتصادية لصحيفة يديعوت أحرونوت غاد ليؤور، أن محافظ بنك إسرائيل بقراره خفض الضريبة بهذه الظروف لجأ إلى اعتماد “العصا والجزرة”، مع الحكومة، لكن يقول: “ربما لن يفهم نتنياهو وسموتريتش التلميح هذه المرة أيضا بشأن السياسات الاقتصادية التي يجب اعتمادها بظل الحرب وضرورة إجراء تعديلات على الموازنة”.
واعتبر أن الحكومة ومن أجل الحفاظ على الائتلاف تتصرف بشكل غير مسؤول، وقد يُصنف بـ”السلوك الطفولي” للوزراء.
وتتصرف حكومة نتنياهو -حسب ليئور- وكأن الأمر لا يعنيها، وليس لديها توجه لإجراء تعديلات على الموازنة أو المساس بميزانيات الائتلاف، مما سيدفع نحو عجز هائل بالموازنة ويشكل تهديدا لاستقرار اقتصاد إسرائيل.
عندما تنظر إلى النماذج الاقتصادية التي تفسر أضرار الحرب، يقول المحلل الاقتصادي في صحيفة “كلكليست” شلومو تيتلبوم إن “من الواضح أن أحد المصادر الرئيسية لتراجع النشاط الاقتصادي هو التعبئة الواسعة للاحتياط. وإن دفع الرواتب والتعويضات لجنود الاحتياط هو التكلفة الصغيرة نسبيا، بيد أن الثمن الباهظ يرجع إلى حقيقة أن هؤلاء الاحتياط لا يعملون”.
وبحسب بيانات وزارة المالية، فقد غاب 140 ألف عامل عن الاقتصاد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب الخدمة العسكرية، علما أن تجنيد 100 ألف جندي احتياطي يكلف حوالي 100 مليون شيكل (28 مليون دولار)، يوميا، ويضاف إلى ذلك التكلفة غير المباشرة للإنتاج المفقود البالغة 100 مليون شيكل أخرى يوميا.
من الواضح للجميع حتى في هذه اللحظة – يضيف المحلل- أنه “في خضم القتال، هناك العديد من الجنود الذين يمكن إعادتهم إلى سوق العمل، وإلى اليوم هناك عدد كبير جدا من جنود الاحتياط في المقرات وفي العديد من الأماكن الأخرى، وإذا لم يتم تسريحهم، فسندفع ثمنا باهظا يستنزف الاقتصاد”.
المصدر : الجزيرةالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: غیر الضروریة وزارة الأمن
إقرأ أيضاً:
كالكاليست: صفقات ومدفوعات مثيرة للجدل في ميزانية الليكود
كشفت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية عن تفاصيل مالية لحزب الليكود خلال السنوات الأخيرة، مسلطة الضوء على إنفاق مبالغ ضخمة في مجالات تثير تساؤلات.
تقرير كالكاليست -الذي استند إلى وثائق رسمية مقدمة إلى مراقب الدولة- أظهر نمطا من تحويل الأموال إلى شركات وأفراد مرتبطين برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما يفتح الباب أمام شبهات فساد واستغلال للمال العام، وفق الصحيفة.
شركات وأشخاص مقربونوبحسب التقرير، دفع الليكود نحو 200 ألف شيكل (52 ألف دولار) لشركة "برسبشن شيفوق" المملوكة للإسرائيليين أينهورن ويوناتان أوريتش المقربين من نتنياهو والمتورطين في قضية "المستندات المسربة".
وتلقت الشركة هذه الأموال لقاء إنتاج محتوى فيديو دعائي خلال الانتخابات.
يذكر أن أينهورن يعيش حاليا في الخارج، وهو مطلوب للتحقيق بتهمة تسريب معلومات لصحيفة "بيلد" الألمانية، ويخضع أوريتش للتحقيق أيضا بسبب علاقته بالقضية.
التقرير كشف عن تخصيص 32 ألف دولار لشركة "ديركت فولس" المملوكة لشلومو فيلبر شاهد الدولة السابق في قضايا فساد نتنياهو (رويترز)وكشف التقرير عن تخصيص 123 ألف شيكل (32 ألف دولار) لشركة "ديركت فولس" المملوكة لشلومو فيلبر شاهد الدولة السابق في قضايا فساد نتنياهو لتنفيذ استطلاعات رأي.
واستفادت هذه الشركة -وفق كالكاليست- بشكل كبير من ميزانية الليكود، إذ أنفقت مئات آلاف الشواكل على استطلاعات رأي أجرتها.
والمثير للجدل هو أن النيابة العامة ألغت اتفاقية شاهد الدولة مع فيلبر في 2024، مما يزيد الشكوك بشأن العلاقة بينه وبين الحزب، وفق الصحيفة.
تمويل نشاطات ميدانيةوأفاد التقرير بأن الليكود دفع 200 ألف شيكل (52 ألف دولار) إلى يوناتان أخيّا -وهو ناشط يميني متطرف يدعم ضم الضفة الغربية- لتنفيذ ما وصفت بـ"حملة ميدانية".
كما دُفعت مبالغ إضافية إلى ناشطين آخرين متورطين في أنشطة مثيرة للجدل، مثل الهجوم على شخصيات قضائية وأمنية في إسرائيل.
وكشف التقرير عن إنفاق 654 ألف شيكل (171 ألف دولار) على إعلانات في الشوارع خلال فترة الانتخابات، بما في ذلك 80 ألف شيكل (21 ألف دولار) لحملات دعائية على فيسبوك.
كما دُفعت مبالغ لمجلات ومواقع إعلامية موالية للحزب، وإحدى هذه الجهات مجلة "هكول بوليتيكا"، وتلقت 100 ألف شيكل (26 ألف دولار) منذ عام 2019.
التقرير رصد ارتفاعا كبيرا في المصاريف القانونية إذ تضاعفت من 627 ألفا في 2022 إلى مليون دولار في 2023 (رويترز)ورصد التقرير ارتفاعا كبيرا في المصاريف القانونية، إذ تضاعفت من 2.4 مليون شيكل (627 ألف دولار) في 2022 إلى 4 ملايين شيكل (1.04 مليون دولار) في 2023.
وقد أثار هذا الارتفاع تساؤلات بشأن مدى قانونية هذه النفقات، خصوصا أنها جاءت بالتزامن مع محاكمات نتنياهو في قضايا فساد.
وعلى الرغم من تسجيل فائض قدره 14.6 مليون شيكل (3.8 ملايين دولار) في 2023 فإن التقرير أظهر أن الحزب عانى من عجز قدره 2.5 مليون شيكل (653 ألف دولار) في 2022.
وأشار التقرير إلى أن الإيرادات -التي بلغت 46.6 مليون شيكل (12.2 مليون دولار) في 2023- جاءت أساسا من تمويل الدولة ورسوم العضوية، مما يثير مخاوف بشأن استغلال المال العام لدعم المصالح الشخصية والسياسية، وفق مراقبين.