شمال سوريا- يبحث زاهر العبيدو عن فرصة عمل جديدة في مجال الصحة المجتمعية ضمن المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق شمال غرب سوريا منذ أكثر من 10 سنوات.

وكان زاهر يعمل ضمن إحدى المنظمات الدولية الناشطة في المنطقة ولكنه فقد وظيفته هو وأكثر من 100 موظف آخرين بسبب توقف مشاريع برنامج الغذاء العالمي شمال سوريا.

ويعبّر -في حديثه للجزيرة نت- عن يأسه وإحباطه من حصوله على عمل جديد جراء ندرة فرص التشغيل وتخفيض المنظمات الإنسانية عدد العاملين معها إثر توقُّف مشاريعها في الشمال السوري.

ويقول العبيدو "خلال يوم وليلة انقلبت حياتي رأسا على عقب، كنت أتقاضى راتبا بـ500 دولار، ويكفيني لنهاية الشهر، وأساعد عائلة أخي الذي فَقد حياته على يد النظام السوري".

أكثر من 100 موظف بالمنظمات الإنسانية شمال سوريا فقدوا عملهم بسبب توقف مشاريع برنامج الغذاء العالمي (الجزيرة) تداعيات سلبية

وتسبب تخفيض برنامج الغذاء العالمي دعمه -إلى مستويات كبيرة خلال عام 2024 في شمال سوريا- في فصل المنظمات الإنسانية مئات من موظفيها، مما نجم عنه فقدان العوائل دخل أبنائهم.

كما توقفت عشرات المشاريع الإنسانية التي أثّرت بشكل مباشر على قطاعات الصحة والنظافة والتعليم، إضافة إلى تخفيض الدعم المالي المقدم للنازحين لأكثر من النصف، فيما حوّلت منظمات إنسانية الدعم المقدم بشكل شهري إلى آخر كل شهرين.

وفي هذا السياق، أكد مصدر في وكالة "الأوتشا" التابعة للأمم المتحدة -للجزيرة نت- أن البرنامج أوقف دعمه للمنظمات بسبب انخفاض التمويل، إذ إن منظمة الغذاء العالمي كانت تُدخل شهريا 260 ألف سلة لمناطق شمال غرب سوريا، إلى جانب مشاريع التعليم والمياه المقدمة من المنظمة الدولية للهجرة "آي أو إم" (IOM) والتي يستفيد منها عشرات آلاف النازحين.

وقال إن مشاريع بناء الكرفانات والصرف الصحي وترحيل القمامة -المدعومة كلها من وكالات الأمم المتحدة- بدأت بالتوقف إثر التخفيض الجديد.

وأشار المصدر ذاته إلى وجود مخاوف من تحوُّل الوضع في شمال البلاد إلى كارثي وحدوث مجاعة خلال العام الجديد إذا استمر نقص المساعدات وانسحاب المنظمات.

بدوره، أطلق فريق "منسقو استجابة سوريا" نداء مناشدة عاجلا لتغطية القطاعات الإنسانية في شمال غرب البلاد.

وقدّر الفريق حاجة القطاعات من الدعم كالآتي:

قطاع التعليم: 24 مليون دولار. قطاع الأمن الغذائي وسُبل العيش: 32 مليون دولار. قطاع الصحة والتغذية: 13 مليون دولار. قطاع المأوى: 32 مليون دولار. قطاع المياه والإصحاح: 18 مليون دولار. قطاع الحماية: مليون دولار. قطاع المواد غير الغذائية: 9 ملايين دولار.

 

 

"وضع كارثي"

وقال مصدر في الفريق -للجزيرة نت- إن الوضع الإنساني بات كارثيا. وطالب كافة المنظمات والهيئات الإنسانية بالمساهمة الفعّالة في تأمين احتياجات الشتاء للنازحين في المخيمات بشكل عام.

ودعا المصدر نفسه إلى العمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفا، وحث المنظمات على إصلاح الأضرار السابقة في المخيمات، وشبكات الصرف الصحي، وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام، والعمل على رصف الطرقات في المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.

ومع دخول العام الجديد، ووفق فريق الاستجابة، ارتفع سعر سلة الغذاء المعيارية الكافية لإطعام أسرة مكونة من 5 أفراد لمدة شهر واحد، إلى نحو 98 دولارا (2,793 ليرة تركية) بزيادة قدرها 147 ليرة عن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو ما يستهلك 67% من راتب عامل مياومة لمدة شهر كامل، بعد ارتفاع نسب التضخم في المنطقة إلى 75.04% مقارنة بالعام الماضي.

وارتفعت نسبة المخيمات التي تعاني انعدام الأمن الغذائي إلى 88.7%، وتعاني 95.1% منها صعوبات في تأمين الخبز.

ووصل عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية إلى 4.4 ملايين مدني بزيادة قدرها 11% عن العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بمقدار 17.3% حتى نهاية السنة الحالية نتيجة تغيرات سعر الصرف وثبات أسعار المواد الغذائية على المستوى المرتفع، وزيادة أسعار بعض المواد الأخرى، وفق فريق الاستجابة.

أكثر من 70% من الأسر شمال سوريا خفّضت عدد وجباتها الأساسية (الجزيرة) "عجز هائل"

من جهته، يشكو سامر سليمان -الذي يقطن في مخيم بمنطقة رأس الحصن- من انخفاض المساعدات الإنسانية المقدمة له إلى النصف، إذ كان يتسلّم العام الماضي 104 دولارات شهريا، في حين بات يتسلم 65 دولارا هذا الشهر.

وقال سليمان، للجزيرة نت، إن العوائل كانت مقسمة لـ3 فئات، الأولى تتسلم 117 دولارا والثانية 104 دولارات والثالثة 52 دولارا، من قبل منظمة "أكتد" العاملة بريف حلب وإدلب.

وأضاف أنه، في هذا العام، خفضت المنظمة المبلغ، حيث وزعت للفئة الأولى 65 دولارا وللثانية ما بين 33 و52 دولارا، وللثالثة 25 دولارا، وهو مبلغ لا يكفي مدة يومين لأي عائلة.

وأوضح جميل سلوم -وهو عامل في المجال الإنساني- أن التخفيض الجديد دفع السكان إلى تقليل عدد الوجبات اليومية وكميات الطعام للحصول على المستلزمات الأساسية، "في خطوة جديدة نحو الهاوية وزيادة الفجوات في تمويل الاستجابة الإنسانية في سوريا".

وأضاف أن نسبة أعداد الأسر التي خفّضت عدد الوجبات الأساسية بلغت 71.2%، في حين وصلت -ضمن المخيمات- إلى 93.8%.

وأشار سلوم إلى عجز هائل في عمليات الاستجابة الإنسانية دون أي إعلان من الأمم المتحدة عن تمويل عمليات الاستجابة الشتوية، الأمر الذي يظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموما والنازحين في المخيمات بشكل خاص خلال فصل الشتاء الحالي.

يُذكر أن عشرات المنظمات الإنسانية المحلية والدولية العاملة في مناطق شمال غرب سوريا أوقفت عشرات المشاريع التابعة للأمم المتحدة، وخاصة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، مما تسبب بفقدان مئات العائلات للمدخول الوحيد للمعيشة وارتفاع مستوى البطالة لديهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المنظمات الإنسانیة الغذاء العالمی ملیون دولار فی المخیمات للجزیرة نت شمال سوریا شمال غرب

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: الهجمات على مستشفيات غزة لها تأثير مدمر على المدنيين

حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الهجمات على المستشفيات شمال غزة في الأيام الأخيرة لها تأثير مدمر على المدنيين الذين ما زالوا في المناطق المحاصرة، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا".

رئيس وزراء فلسطين يؤكد ضرورة التنسيق لضمان توزيع المساعدات بصورة عادلة في غزة خبير عسكري: إسرائيل تسعى لتقسيم غزة عبر خطة "الجنرالات" الحربية

وأعرب المكتب، اليوم الثلاثاء، عن القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المستشفى الإندونيسي في شمال غزة اليوم، وأجبر من فيه على الإخلاء.

وأضاف أنه في الأيام الأخيرة، وردت تقارير عن هجمات في وحول مستشفيي العودة وكمال عدوان، وهما المرفقان الصحيان الآخران اللذان لا يزالان يعملان بشكل محدود في شمال غزة.

وأوضح المكتب أن هذا يأتي في وقت يستمر الحصار الإسرائيلي على بيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء من جباليا في محافظة شمال غزة لليوم التاسع والسبعين على التوالي.

وكانت الأمم المتحدة وشركاؤها يضغطون للوصول إلى المنطقة على أساس يومي من أجل تقديم الدعم لآلاف الأشخاص الذين ما زالوا هناك في ظروف مزرية.

وأشار المكتب إلى أنه رغم ذلك، حتى الآن في شهر كانون الأول/ ديسمبر، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 48 من أصل 52 محاولة من الأمم المتحدة لتنسيق الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة في الشمال، وقال إنه رغم الموافقة في البداية على أربعة تحركات إنسانية، إلا أنها واجهت عوائق.

وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه منذ تكثيف العدوان الإسرائيلي على شمال غزة في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2024، لم يتم تسهيل أي من المحاولات التي تنسقها الأمم المتحدة للوصول إلى المنطقة بشكل كامل.

وأشار إلى أنه في جميع أنحاء قطاع غزة، تم تسهيل 40 في المائة فقط من طلبات التحركات الإنسانية التي تتطلب التنسيق مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي هذا الشهر.

وفي الوقت نفسه، تشير تقديرات جديدة للأمم المتحدة وشركائها إلى أن ما لا يقل عن 5000 أسرة كانت تقيم في منطقة شرق مدينة غزة التي خضعت لأمر إخلاء إسرائيلي جديد أمس الاثنين.

وقال المكتب، إنه في وسط وجنوب غزة، وجد تقييم جديد أجراه الشركاء العاملون على التخفيف من الجوع في غزة أنه خلال النصف الأول من شهر ديسمبر، هيمن الخبز والبقوليات على وجبات الأسر للشهر الثالث على التوالي، مع غياب أنواع أخرى من الطعام في الغالب.

وتشير التقارير إلى أن 90 في المائة من الأسر عانت من انخفاض إضافي في القدرة على الوصول إلى الغذاء مقارنة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر وسط انخفاض توافره وارتفاع أسعاره بشكل كبير.

مقالات مشابهة

  • تقرير: تأثير الضائقة الاقتصادية على التبرعات الخيرية في موسم الأعياد 2024
  • الأمم المتحدة: الهجمات على مستشفيات غزة لها تأثير مدمر على المدنيين
  • منظمة الصحة العالمية تطالب بتوفير 56.4 مليون دولار لدعم احتياجات سوريا الصحية
  • دولة آسيوية تقدّم حزمة مساعدات لفلسطين بقيمة 100 مليون دولار
  • انفجار سيارة ملغومة في شمال سوريا يوقع ضحايا في منبج
  • سوريا: تحديد مهلة لتسليم الأسلحة بحوزة عناصر النظام السابق والأهالي
  • 145 مليون دولار لدعم 5 ملايين سوري في أكبر نداء إنساني دولي
  • الإعيسر : (110) مليون دولاراً حجم الخسائر الأولية في قطاع الثقافة والآثار والسياحة جراء عدوان المليشيا
  • خسائر أولية تقدر بـ 110 مليون دولار في قطاع الثقافة والآثار والسياحة
  • السودان: الأزمة الإنسانية والصحية غير مسبوقة