الاردن: معدل الجرائم الالكترونية… وجهة نظر
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
د. مفضي المومني في الطريق… وبصفة الإستعجال على الدورة الإستثنائية لمجلس النواب قانون الجرائم الإلكترونية… ونشرت في الأمس مسودة القانون المعدل، والتي وشحت بغرامات جديدة تصل عشرات الآلاف من الدنانير… ومزيد من القوننة لضوابط التعبير. كلنا ضد استخدام وسائل الإتصال الحديثة وغيرها بشكل سلبي، سواء للقدح والذم أو التشهير أو إغتيال الشخصية أو الإعتداء على الخصوصية أو الطعن بالثوابت وغيرها… ومع ضبط وتجريم من يفعل ذلك ولكن هنالك ملاحظات يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار: 1- الديموقراطية أساس رفعة وتقدم الأمم… والحريات العامة وحرية التعبير كفلها الدستور… وفي التقارير العالمية تراجعنا بشكل كبير… والمزيد من القوانين… والوصاية على الحريات وتغليظ العقوبات… يفرغ الديموقراطية من مضمونها… لأن بعض النصوص مطاطة… ومزاجية المسؤول موجودة… واحتمال التوجيه والاستخدام الخاطئ للنصوص قائم… وفي المجمل ستشكل مثل هذه القوانين حالة رعب وإسكات لمن يريد النقد أو الإصلاح والتعبير عن الرأي… سيما وأن القانون السابق ساهم في تكميم الأفواه ولو من باب ( التقيا)، والقوانين الأخرى تغطي الكثير من الممارسات والمعاملات والسلوكات… ، ولم يثبت لتاريخه أن تغليظ العقوبات توقف الوقوع في الأخطاء.
.واكبر مثال قانون السير..!. 2- أكثر من سيعاني من تبعات القانون الجديد الصحفيين والإعلاميين ومؤسساتهم… فشعرة معاوية بين الخبر والسبق الصحفي… والنقد والرقابة ستكون حاضرة… ولكن باتجاه الحد من الإبداع… أو الذهاب للصحافة العالمية أو إستخدام الأبواق الخارجية التي تتربصنا… كثرة التعديلات والوصايات والعقوبات ستصنع إعلاماً مرتجف… لا يعرف إلا استقبل وودع…! أو إعلام تسحيج مطلق… وقتل للإبداع الإعلامي والصحفي… ولا نغفل إنفلات البعض على القلة… فيمكن معالجتهم بما هو موجود من تشريعات. 3- مهمة المشرع واصول التشريع؛ أن تكون التشريعات رصينة تحمل الديمومة وتنظم وتشرع ولا تحتمل التغييرات المتلاحقة والمتسارعة ولا تحمل اللغو فالمشرع لا يلغو..!، لأن رصانة التشريعات تضمن ديمومتها… وتسهل تطبيقها، وتحافظ على استقرار التعاملات، والعكس صحيح، والمشرع عندما يضع التشريع يأخذ بالأسباب الفقهية والقانونية والقضائية، ويأخذ بعين الإعتبار التطورات الإجتماعية والإقتصادية، والتي قد توجب التعديلات، ولكن بمدد وفترات طويلة ولا يكون التعديل بضغوطات أو بردات فعل أو تأثيرات وإملاءات داخلية أو خارجية…!. 4- من أهم مبادئ التشريع والعقاب هو المصلحة العامة وتحقيق العدالة وإشاعة الرضى وكذلك المنفعة التي تتحقق بعدم التكرار للمخالفة أو الجريمة، ويجب ان تتناسب العقوبة مع الفعل والسلوك. 5- صحيح أننا مع مقولة (من أمن العقوبة أساء الأدب)، ومع تناسب العقوبة مع الفعل والسلوك، وأضيف هنا ( ولست خبير قانوني أو متخصص ولكن كرؤيا لمواطن عادي)… أنه يجب على العقوبات وبالذات النقدية المادية أن تتناسب مع مستويات الدخل، (ليس من باب التشجيع على المخالفات بل لأن الأنسان بطبعه خطاء… ولو كانت القوانين وحدها توقف الجرائم لأغلقت المحاكم منذ زمن..!)، فالحقائق تقول أن صراع الخير والشر إلى قيام الساعة، وهنا نلاحظ أن تغليظ العقوبات النقدية في القانون الجديد بعشرات الآلاف من الدنانير خارجة عن حدود إمكانيات المخالفين، وهذه العقوبات ليست موجهة للأغنياء… فالفقير والموظف والعامل قد يخالف ويخطئ، ولو افترضنا مرور هذا الإغراق في الغرامات… فمن أين سيدفع من يخالف، فالأرقام لا تتناسب مع الدخول وليست قابلة للأستعمال والتطبيق في ظروف مجتمعنا… فهل سنرى أعداد كبيرة وافواج جديدة ستغادر البلد لعدم القدرة على الدفع أم سيزج فيهم بالسجون..! ال 40 ألف وال 10 دنانير توجع الفقير المخالف الذي لا يملك ذات الوجع… وتحدث ذات الردع، وأصحاب الأموال الاغنياء المخالفين لا يهمهم قيمة الغرامة في النهاية، وبين هذا وذاك سيواجه المجتمع مشاكل جديدة أختلقها التشريع..!. 6- ثم أين دور التربية والمدرسة والجامعة، والدولة والمجتمع والقدوات والأسرة ووسائل الإعلام وغيرها… في تهذيب الأجيال وزرع الفضيلة فيها… وتحملها المسؤولية الذاتية والوطنية على التوازي مع التشريعات التي لا يمكن الإستغناء عنها. من كل هذا يبقى السؤال مطروحاً، لماذا كل هذا الإستعجال… ولماذا توضع غرامات خارجة عن قدرة المواطن… والذي يخطئ ويصيب وقد يُظلم وقد يُلبس الخطأ والجريمة بالمكيدة أو بعنجهية مسؤول أو إتساع معنى وعمومه أو غير ذلك. لنتأمل قليلاً… ونتأنى… ونفكر كثيراً قبل أن نذهب لقوانين نواتجها غير قابلة للتطبيق… وستنتج مشاكل إجتماعية أكبر… مررنا بمثلها… وبكل الأحوال نتفق على صيانة الحريات ونتفق على عدم المس بالآخر… ونتطلع لتشريعات تنظم ولا تظلم… حمى الله الأردن. كاتب اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
هو الأردن ..وكفى بالمؤمنين فيه أمجاداً وتضحيات..
هو #الأردن ..وكفى بالمؤمنين فيه أمجاداً وتضحيات..
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
هو الاردن.. النهر والقدس ببطينهما النابضين فخرا وامجادا في قلب امته الواحدة..الشهداء في عليائهم راضون عن ثلاثية إستدامتة عبر تاريخ وبهاء البناة الاوائل:- المزارعون، المعلمون العلماء والعسكريون .
(2)
الاردن مُفتتح النبض وعبقرية المكان، وذورة الوعي اصرار اهله بقيادته الهاشمية الاثيرة على التحرر وعلى استمرار الحوار بالتي احسن وذروتها أن إقرأ..فأن تعذر الحوار فلكل تأمر عليه أو إفتأت من عروبته واسلامه موقف حاسم مع الذات ونحو المُستهدِف له وبكل مخزون من الاحرار والإصرار.
(3)
إقرأ منذ ما حفر الاجداد الانباط بتراء للبشر ، او فيما شيدوا وجسدوا من إنحيازات مؤمنة بمعاني المغالبة في مؤتة شهداء العروبة والاسلام والفتح الأول كأول معركة خارج الجزيرة العربية في السنة الثامنة للهجرة مرورا في التحكيم بالحميمة بمحافظة معان الغراء وليس انتهاءً في معركة اليرموك وكل معاني الاستمرار وبهاء الحضور في التاريخ والحاضر.
إقرأ في معاني ودلالات حركة العصيان وشهداؤها ضد الحكم العثماني من قِبل اهلنا الاجاويد في الشوبك 1904 مرورا في ثورة الكرك “الهية”1910 التي وضعت مدماكا عضويا صلبا لقيام ونجاح الثورة الحسين بن علي من مكة.
إقرأ ان اردت ان تتعمق في الوطن مشاعل الشهداء ومنهم الملك المؤسس في الاقصى، إقرا واستنير من وهجهم في كل معارك الامة بفلسطين ضد الصهاينة وحلفاؤهم الغربيين ترابطا مع تفرده عن غيره في سمو نسب الايمان والتعلم معا عبر الاجيال كواجبين دينيا وأخلاقيا كي يكون ويبقى الانسان على وجهه البسيطة انسانا.
(4)
إقرا وبتمعن كيف يرضعن امهاتنا ومدارسنا ومساجدنا وكنائسنا وعشائرنا الخيرة نشاماه ونشمياته الابرار بأن الاردن كان وسيبقى قائما بذاته وليس لذاته ايمانا وتضحيات دفاعا عن استقلال وعيه وتصاريف مواقفه المشرفة على الدوام في اقليم “اوسطي” كان ومازال رجراجا بالاهوال والاستهدافات وبلاغة هذا كله هو يوقد المئوية الثانية بثقة وتحديث من عُمر دولته المديد.
(5)
وليس أخرا..إقرأ العِبر في سِفر شهدائه الماجد ومداد حياته الدافق كنهره الابلغ وشموخ جباله وقِلاعه التاريخية، فكم عبرت منه حضارات مختلفة وبقينا كعاداتنا الحميدة المدافعون وعيا واحتضانا طوعيا هو وجيشه العربي لكل أشقاءنا واصدقائنا المنكوبين من فلسطين وغيرها من كل الخيرين فيه، مثلما بقي مدافعا لغة وابداعات عن ضاد الامة ونون انسانيتها على الدوام.. وكفى بالاردن انه ارض للرباط والحشد المبارك وفي نهره الخالد عُمد السيد المسيح… وانه كان وسيبقى جيل يُسلم جيلا بعد الوهجا …حمى الله اردننا الحبيب واهلنا الطيبون فيه.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.