فيما تستمرّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتستمرّ معها الحرب الموازية على جبهتي الضفة الغربية المحتلة وجنوب لبنان، في ظلّ العمليات التي ينفذها "حزب الله" تضامنًا مع غزة ودفاعًا عن السيادة اللبنانية، والقصف الإسرائيلي المضاد، تتصاعد يومًا بعد آخر "السخونة" في الإقليم، في ظلّ أحداث أمنية متسارعة تطرح الكثير من علامات الاستفهام، وتعيد النقاش حول "الحرب الشاملة" إلى أوجه.


 
ففي وقت يتواصل الحراك "الحوثي" على امتداد البحر الأحمر، وتتصاعد معه ما باتت تسمّى بـ"حرب السفن"، شهد هذا الأسبوع تطورات أمنية يمكن وصفها بـ"الخطيرة" في العديد من دول المنطقة، كما حصل في إيران مثلاً، مع التفجيرات الدموية التي تزامنت مع ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، أو في العراق، مع الاستهداف المباشر لأحد مراكز "الحشد الشعبي" شرقي العاصمة بغداد.
 
وجاءت كلّ هذه الأحداث مع التطور "الأخطر" المتمثّل بعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري، في "عمق" الضاحية الجنوبية لبيروت، في استهداف هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، وقد كسر كلّ قواعد الاشتباك، بل الخطوط الحمراء، ليفتح الباب أمام أسئلة من الطراز الثقيل، فكيف تفسَّر هذه السخونة "المتصاعدة" في الإقليم؟ هل حان أوان الحرب الشاملة التي كثر الحديث عنها؟!
 
رسائل "نارية" متبادلة
 
الأكيد، وفق ما يقول العارفون، أنّ ما يجري في المنطقة ليس عاديًا، ولا بسيطًا، ولو أنّ ربط الأحداث المتسارعة في أكثر من بقعة لا يزال محصورًا في خانة "التحليل السياسي"، باعتبار أنّ "البصمات الإسرائيلية" تبدو أكثر من حاضرة على خطّها، ولا سيما مع عملية اغتيال العاروري، التي بدا أنّ إسرائيل تبنّتها من دون تبنّيها رسميًا، خصوصًا حين حاولت تحييد الحكومة اللبنانية و"حزب الله" عن "بنك أهدافها"، المحصور بالفلسطينيين ربطًا بحرب غزة.
 
ومع أنّ حادثي إيران والعراق لم يحملا "البصمات" نفسها، بالوضوح نفسه، فإنّهما وُضِعا في السياق نفسه، مع أنّه كان لافتًا مثلاً أنّ السلطات الإيرانية "تريّثت" في توجيه الاتهامات بصورة مباشرة لأيّ طرف، مكتفية بتوصيف الهجوم بـ"الإرهابي"، وبتحميل المسؤولية لمن وصفتهم بـ"أعداء إيران"، في حين وجّهت بغداد الاتهام بهجوم "الحشد الشعبي" إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" بقيادة الولايات المتحدة.
 
بحسب العارفين، فإنّ تسارع الأحداث بهذه الوتيرة يدلّ على أنّ "التصعيد" العابر للدول والمناطق هو سيّد الموقف، في إطار "رسائل نارية متبادلة" بين ما توصَف بـ"قوى الممانعة والمقاومة" من جهة، والمعسكر الأميركي الإسرائيلي من جهة ثانية، في ظلّ المرحلة الدقيقة والاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة، من دون استبعاد دخول "طابور خامس"، أو ربما "طوابير" على الخط، على غرار "داعش" الذي تبنّى هجومي إيران.
 
هل حان أوان الحرب الشاملة؟
 
لا يعني ما تقدّم فعليًا أنّ أوان "الحرب الشاملة" قد حان فعلاً، بحسب ما يقول العارفون، للكثير من الأسباب والاعتبارات، أولها أنّ "لا مصلحة" لأحد في هذه الحرب، في ظلّ تلك المفتوحة أصلاً في قطاع غزة، والجبهات "الملحقة" بها، وهو ما كرّسه التعاطي مع هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت مثلاً، رغم كسره لكل قواعد الاشتباك المعمول بها، سواء من الولايات المتحدة وإسرائيل، أو حتى من جانب القوى المعنيّة بالردّ، وعلى رأسها "حزب الله" في لبنان.
 
في هذا السياق، يبدو معبّرًا وفقًا للعارفين، الحرص الإسرائيلي على "حصر" الأمر بـ"بنك الأهداف" الفلسطيني، تنفيذًا لتهديد سابق بضرب "قيادات المقاومة" في أيّ مكان، علمًا أنّ هناك من عزا الهجوم أصلاً إلى "الإخفاق" في تحقيق أي "انتصار" في غزة نفسها، كما يبدو معبّرًا أيضًا الرد الذي وُصِف بـ"الموزون" لـ"حزب الله" على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، الذي أكد أنّ الرد آتٍ، لكنه لم يُخرِجه من سياق "الحسابات المضبوطة" المعمول بها.
 
ومع أنّ السيد نصر الله توعّد بـ"القتال بلا حسابات" في حال تدحرج الأمور، لكنه ربط مثل هذا التدحرج بتوسيع إسرائيل الحرب على لبنان بالدرجة الأولى، وهو ما أوحى وفقًا للعارفين، أنّ الحزب يرفض أن "يُستدرَج" إلى مثل هذه الحرب، ما يعني أنّ الرد الذي توعّد به، سيكون "مضبوطًا" بالحسابات نفسها التي يتبعها في وتيرة عملياته في الجنوب، ولو كان كثيرون يرجّحون "توسيعها"، ولكن بالشكل الذي يضمن عدم الانزلاق إلى حرب مدمّرة.
 
مع بدء الحديث عن "مرحلة ثالثة" في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا يكاد يمرّ يوم إلا ويحمل معه "حدثًا ساخنًا" في نقطة ما من الإقليم، ما ينذر بالمزيد من "التصعيد" على أكثر من محور في آنٍ واحد. مع ذلك، يبدو أنّ ما يجري يندرج حتى الآن في سياق "الرسائل المتبادلة" بين أكثر من طرف، وربما تكريس "معادلات الردع" على أكثر من مستوى، من دون الذهاب إلى "حرب شاملة" يبدو أنّها لا تزال بعيدة!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرب الشاملة حزب الله أکثر من

إقرأ أيضاً:

ما الدعاء الذي أوصى به الرسول السيدة فاطمة الزهراء؟

يعاني الكثير من الأشخاص من الفقر والتعب وعدم المقدرة على تحمل الأعباء الاقتصادية والظروف التي أصبح العالم يشكو منها، إلا أن الدعاء الذي أوصى به الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة قد يكون سبيلاً لتقوية الأبدان ومواجهة العجز والفقر.

وتوفر «الأسبوع» خلال السطور التالية الدعاء الذي أوصى به الرسول السيدة فاطمة الزهراء.

الدعاء الذي أوصى به الرسول ابنته فاطمة

ورد الدعاء الذي أوصى به الرسول ابنته فاطمة، حينما سألت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم خادمًا وجّهها وزوجها عليًا بقوله: «ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثًا وثلاثين، وأحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبّرا أربعًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم».

فضل الدعاء الذي أوصى به الرسول ابنته فاطمة

من ناحية أخرى وفي بيان الدعاء وفضله، قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن المؤمن في سكناته وتحركاته وحله وترحاله وتصرفاته وجميع أحواله، لا غنى له عن خالقه ومولاه.

وأوضح غزاوي خلال إلقائه لخطبة الجمعة، بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، أن الله سبحانه وتعالى هو عون العبد ومعتمده ومبتغاه، مشيرًا إلى أن العبد الرباني عابد متأله ومُخبت منكسر لله جل في علاه، لذا فكلما قويت صلة العبد بربه وكان دائم الطاعة لله، هُدِيَ طريقه وأُلهِم رشده وقَوِيَت عزيمته، وازداد قوة إلى قوته، واشتد صلابة في الدين.

وتابع أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد ابنته فاطمة رضي الله عنها إلى أن ذكر الله يقوّي الأبدان ويحصل لها بسبب هذا الذكر الذي علّمها قوة فتقدر على الخدمة أكثر مما يقدر الخادم. قال ابن حجر: ويستفاد من قوله "ألا أدلكما على خير مما سألتما"، أن الذي يلازم ذكر الله يُعطى قوةً أعظم من القوة التي يعملها له الخادم، أو تسهل الأمور عليه بحيث يكون تعاطي أموره أسهل من تعاطي الخادم لها".

فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ مائةَ مرَّةٍ في كلِّ يومٍ لم يُصِبْه فقرٌ أبدًا.

الدعاء الذي أوصى به الرسول السيدة فاطمة الزهراء دعاء الرزق وتيسير الأمور

وأما عن دعاء الرزق وتيسير الأمور، فيمكن ترديد الصيغ التالية:

- اللّهم إن كان رزقي في السّماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه.

- اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.

- اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.

- اللهم أنت الرجاء ومنك العطاء واليك الدعاء أسألك يا جواد يا غني يا كريم أن تحفظني.

- اللهم في الجنة أسكني وعن النار أبعد ومن رزقك الحلال أرزقني ومن العافية زدني و بمغفرتك ورحمتك يشملني يا سامع الدعاء يا واسع العطاء.

- اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَمن سواكَ.

يا الله، يارب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقاً واسعاً حلالاً طيباً، برحمتك يا أرحم الراحمين.

- اللهم افتح لنا خزائن رحمتك، اللهم رحمة لا تعذبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقًا حلالًا طيبًا، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكرًا، وإليك فقرًا، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفًا.

- اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.

سورة لقضاء الحاجة

من جانبه، قال الداعية الإسلامي محمد أبو بكر إن هناك سورة فى القرآن الكريم تسمى سورة الاستجابة، وسميت كذلك لأنه بها يستجاب الدعاء كأنه البرق وهي سورة الأنبياء.

1) مفتاح نوح للكرب «وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ».

2) مفتاح الأيوب للمرض الشديد «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ».

3) مفتاح سيدنا يونس للغم والهم والحزن «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ».

4) مفتاح سيدنا زكريا للذرية والأمل والرجاء والطلب والأمنية «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ».

وأكد الداعية الإسلامي أن هذا الكلام لكل من قرأ هذه السورة وليس للأنبياء فقط، والدليل على ذلك أن الجواب جاء فيها في موضعين اثنين، الأول «رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ»، والثاني «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ»، فينبغي على كل من يعرف أن يقرأ القرآن قراءة سورة الأنبياء.

اقرأ أيضاً«أعوذ بك من شر ما صنعت».. الدعاء المستجاب قبل الفجر | ردده لتفريج الكرب

رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ.. أجمل دعاء للوالدين «ردده الآن»

اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك.. دعاء يوم الجمعة «ردده الآن»

مقالات مشابهة

  • ما الدعاء الذي أوصى به الرسول السيدة فاطمة الزهراء؟
  • الكشف عن ابرز الملفات التي حسمها وفد الحكومة الاتحادية خلال زيارة الإقليم - عاجل
  • الأشخاص الذي يعانون من التوتر أكثر عرضه للإصابة بالسرطان
  • تقرير اجنبي: إسرائيل بدأت بتوسعة الحرب وأمريكا فشلت باحتواء الازمة
  • حزب الله: الحرب الشاملة ستكون "كارثية" على لبنان وإسرائيل
  • حزب الله:  الحرب الشاملة مع إسرائيل ستؤدي إلى نزوح مئات الالاف من الاسرائليين
  • أكثر من «85» كياناً يطلقون حملة لتسليط الضوء على المجاعة في السودان
  • قبل اندلاع الحرب..ستولتنبرغ: كان على ناتو تسليح أوكرانيا أكثر
  • رغم استمرار الحرب .. تطعيم أكثر من 560 ألف طفل بغزة
  • مفاجأة.. تعرف على الشهر الأكثر سخونة منذ 175 عامًا