منتخب سوريا يراهن على هيكتور كوبر «المنحوس» في كأس آسيا 2023
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
يراهن منتخب سوريا في مشواره ببطولة كأس آسيا 2023 لكرة القدم على خبرات مديره الفني المخضرم هيكتور كوبر، والذي خاض تجربة سابقة مع منتخبنا الوطني وقاده إلى نهائيات كأس العالم 2018 ونهائي أمم أفريقيا 2017.
ويعد الأرجنتيني كوبر "68 عاما" ثاني أكبر مدربي البطولة سنا، ويملك خبرات عريضة للغاية في العمل مع المنتخبات الوطنية حيث تشمل مسيرته قيادة منتخبات جورجيا ومصر وأوزبكستان والكونغو الديمقراطية.
تولى المدرب الأرجنتيني قيادة "نسور قاسيون" منذ فبراير 2023، وقاد الفريق في 8 مباريات حقق خلالها 3 انتصارات مقابل تعادل وحيد وثلاث هزائم، بينما سجل الفريق 8 أهداف مقابل 12 هدفا في مرماه.
ويسعى هيكتور كوبر للخروج من عنق الزجاجة في المونديال الآسيوي بعد الضجة التي أثارها باستبعاد عمر السومة قائد الفريق بخلاف الخسارة الثقيلة أمام اليابان بخماسية نظيفة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وبخلاف منتخب سوريا فإن هيكتور كوبر له تجربة أخرى في الملاعب العربية حيث قاد فريق الوصل الإماراتي لأشهر قليلة بين عامي 2013 و2014.
لكن تجربته الأكثر نجاحا كانت قيادة منتخب مصر خلال الفترة بين عامي 2015 و2018 حيث أعاد الفراعنة لكأس أمم أفريقيا بعد غياب 3 دورات متتالية في 2012 و2013 و2015 بل قاد الفريق للتأهل للمباراة النهائية بالجابون 2017 حيث خسر اللقب أمام الكاميرون.
كما أعاد المدرب الأرجنتيني المخضرم منتخب مصر لكأس العالم بعد غياب دام 28 عاما، لكن تمت الإطاحة به بعد توديع مونديال روسيا 2018 بثلاث هزائم.
وبفضل هذه التجربة يضم الجهاز المعاون لهيكتور كوبر في منتخب سوريا عضوين مصريين وهما محمود فايز المدرب المساعد وعصام الحضري مدرب حراس المرمى.
ورغم خبراته العريضة إلا أن هيكتور كوبر صعد لمنصة التتويج مرتين فقط في مشواره، حيث توج بلقب كأس ملك إسبانيا مرتين متتاليتين مع فريقي ريال مايوركا في 1999 وفالنسيا في عام 2000.
لكن كوبر واجه حالة من النحس الشديد في مسيرته حيث خسر عددا من النهائيات منها لقبي دوري أبطال أوروبا مع فالنسيا أمام ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونخ الألماني في عامي 2000 و2001.
كما خسر المدرب الأرجنتيني أثناء قيادته فريق ريال مايوركا نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة في عام 1998 بركلات الترجيح، وفي العام التالي 1999 خسر أمام لاتسيو الإيطالي في نهائي بطولة أوروبا للأندية أبطال الكؤوس.
وفي 2010 خسر هيكتور كوبر مع فريق أريس سالونيك نهائي كأس اليونان أمام باناثنياكوس بخلاف خسارة لقب الدوري الإيطالي مع إنتر ميلان في الجولة الأخيرة لموسم 2001 / 2002.
امتدت حالة النحس مع كوبر خارج حدود القارة الأوروبية حيث خسر لقب الدوري الأرجنتيني مع فريق هوراكان بالجولة الأخيرة بفارق نقطة واحدة عن إندبندينتي في عام 1994.
في المقابل، كانت هناك محطات تدريبية أخرى أقل بريقا في السيرة الذاتية لكوبر عندما تنقل بين أندية ريال بيتيس وراسينج سانتاندير في إسبانيا، وبارما الإيطالي وأوردوسبور التركي.
وسيكون لزاما على كوبر أن يرمي كل التاريخ خلف ظهره استعدادا لاختبارات كروية ثقيلة في كأس آسيا 2023 أمام أستراليا بطل المسابقة في 2015 وأوزبكستان والهند.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سوريا منتخب مصر كأس آسيا منتخب سوريا كأس آسيا 2023 كأس العالم 2026 المنتخب السوري كأس آسيا قطر 2023 كأس أمم آسيا منتخب سوریا
إقرأ أيضاً:
البابا فرانسيس عاشق كرة القدم.. لم ينس ناديه الأرجنتيني حتى بعد ترأسه الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رغم منصبه الروحي الرفيع على رأس الكنيسة الكاثوليكية، فإن الراحل البابا فرنسيس لم يكن ينسَ يومًا شغفه الأول "كرة القدم" هذا الشغف الذي بدأ منذ شبابه في شوارع بوينس آيرس، لازمه حتى بعد أن صار بابا للفاتيكان؛ فقد عُرف عن البابا حبه الشديد لكرة القدم، وهو حب متجذّر في ثقافة بلد نشأته الأرجنتين، التي أنجبت أساطير مثل مارادونا وميسي، ومنذ شباب البابا كان مشجعًا وفيًا لنادي "سان لورينزو دي ألماغرو"، أحد أعرق أندية العاصمة بوينس آيرس، حيث احتفظ بكارنيه العضوية الخاص به حتى بعد انتخابه بابا للفاتيكان عام 2013، علاقة البابا بكرة القدم تتجاوز حدود التشجيع، إذ يرى فيها وسيلة للتقارب بين الشعوب ونشر قيم الأخوة والتسامح.
حي شعبي بالعاصمة الأرجنتينية
وُلد خورخي ماريو برغوليو، البابا فرنسيس فيما بعد، في حي شعبي بالعاصمة الأرجنتينية، وكان واحدًا من آلاف المشجعين الأوفياء لنادي سان لورينزو دي ألماغرو، لم يكن حب البابا لهذا النادي مجرد عاطفة عابرة، بل كان يحمل بطاقة عضوية رسمية للنادي، وكان حريصًا على حضور المباريات في الملعب كلما أتيحت له الفرصة، حتى بعد أن ترقى في السلك الكنسي، لم يتخلَّ عن متابعة فريقه.
لم يغفل البابا عن ارتباطه العاطفي بنادي "سان لورينزو" الأرجنتيني، الذي كان داعمًا له منذ أيام شبابه، البابا فرنسيس كان دائمًا يشير إلى ناديه المفضل بحب، وكان يحرص على تذكير لاعبيه في الفاتيكان برسالتهم الأخلاقية، في إحدى الزيارات، قال البابا: "كلما ارتديتم قميص الفريق، تذكروا أنكم تحملون معه مسؤولية كبيرة، أنتم تمثلون أكثر من مجرد نادي، بل تمثلون روحًا جماعية وأخلاقًا يجب أن تحتفظوا بها".
كرة القدم أداة للتعبير عن قيم إنسانية عميقة
لطالما استخدم البابا فرنسيس كرة القدم كأداة للتعبير عن قيم إنسانية عميقة؛ فكان يرى أن اللعبة ليست مجرد تسلية أو منافسة رياضية، بل هي وسيلة لنقل رسالة أخلاقية تحمل في طياتها معاني العمل الجماعي، الاحترام المتبادل، والروح الرياضية. ففي أحد خطاباته قال: "كرة القدم تعلّمنا كيف نعمل معًا، كيف نضع مصلحة الفريق فوق المصلحة الشخصية، وكيف نتعاون للوصول إلى هدف مشترك".
كما كان يشدد البابا فرنسيس في خطاباته على أهمية احترام الخصم، وهو عنصر أساسي في روح كرة القدم، فهو يعتبر أن احترام المنافسين ليس مجرد واجب رياضي، بل هو انعكاس لقيم أساسية في الحياة اليومية، في إحدى المرات، قال: “كما في الملعب، في الحياة يجب أن نحترم الآخرين ونقدرهم، لأننا نحقق النجاح معًا، وليس على حساب الآخرين”.
قدوة حقيقية للشباب
بالإضافة إلى ذلك، يدعو البابا فرنسيس الرياضيين ليكونوا قدوة حقيقية للشباب، سواء داخل الملعب أو خارجه. يشير إلى أن اللاعبين يجب أن يتحلوا بالنزاهة والأخلاق، ويظهروا سلوكيات تحترم القيم الإنسانية. في خطاب له، قال: "الرياضيون هم نموذج للعديد من الشباب، لذلك يجب عليهم أن يلتزموا بالقيم الأخلاقية في كل مكان، ليس فقط في الملعب ولكن في حياتهم اليومية".
نجوم كرم القدم في حضرة البابا
بنى البابا فرنسيس علاقة فريدة مع نجوم عالم كرة القدم، فقد استقبل في الفاتيكان نجم الأرجنتين ليونيل ميسي
اللقاء بين البابا وميسي كان أكثر من مجرد لقاء رياضي، إذ حرص البابا على توجيه رسالة إلى ميسي تركزت على أهمية التواضع والأخلاق الرياضية، قال البابا في هذا اللقاء: "أنت تمثل أكثر من مجرد لاعب كرة قدم. أنت قدوة للملايين من الناس حول العالم. مهارتك فى الملعب رائعة، لكن تواضعك هو ما يجعل منك نموذجًا حقيقيًا"
كما استقبل البابا كريستيانو رونالدو، النجم البرتغالي الذي لا يقل شهرة عن ميسي، في إحدى زياراته إلى الفاتيكان، كان اللقاء بين البابا ورونالدو مليئًا بالرسائل الإنسانية العميقة، حيث دعا البابا رونالدو إلى استخدام منصته الكبيرة كمصدر إلهام لشباب العالم، مشيرًا إلى أن الرياضة يجب أن تكون أكثر من مجرد منافسة على الألقاب، في هذا السياق، قال البابا: "كلما ارتقيت في نجاحاتك، تذكّر دائمًا أن أهم قيمة هي خدمة الآخرين. أنت قدوة لآلاف الشباب، استخدم هذه المكانة لتشجيعهم على أن يكونوا أفضل في حياتهم اليومية".
البابا فرنسيس لم يقتصر اهتمامه النجوم فقط، بل حرص أيضًا على استضافة فرق كاملة في الفاتيكان، من أبرز هذه الفرق كان فريق بايرن ميونخ الألماني، الذي استضافه البابا في إحدى زياراته الرسمية، خلال هذا اللقاء، أكد البابا على أهمية الدور الذي يلعبه الفريق في المجتمع، مشيرًا إلى أن كرة القدم توفر فرصة فريدة للتأثير في الجماهير.
مبادرات خيرية
من أبرز المبادرات التي رعاها البابا فرنسيس في عالم كرة القدم كانت مباراة "Match for Peace" الخيرية، التي جمعت مجموعة من أشهر لاعبي كرة القدم من مختلف أنحاء العالم في ملعب "الأولمبيكو" في روما، جاءت فكرة هذه المباراة من البابا نفسه، الذي أراد أن يستخدم كرة القدم كأداة فعالة للترويج للسلام والتعايش بين الشعوب، وتم جمع التبرعات لصالح مشاريع إنسانية ودعمت العديد من المبادرات الاجتماعية.
كانت فكرة البابا فرنسيس من وراء "Match for Peace" أن تجعل من كرة القدم أكثر من مجرد لعبة رياضية. ففي كل تمريرة وكل هدف، كان هناك رسالة قوية بعيدة عن التنافس الرياضي التقليدي. كان الهدف هو جمع الناس معًا من مختلف الثقافات والأديان، والتأكيد على أن الرياضة يمكن أن تكون جسرًا للتفاهم والوحدة بين الشعوب. قال البابا في أحد تصريحاته عن المباراة: "نحن بحاجة إلى السلام أكثر من أي وقت مضى. هذه المباراة ليست مجرد تحدي رياضي، بل هي دعوة للسلام والتضامن بين جميع الناس."
مباراة "Match for Peace" ضمت العديد من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، من بينهم لاعبين مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى العديد من الأساطير السابقين مثل رونالدو البرازيلي. هؤلاء النجوم لم يتواجدوا فقط كأبطال رياضيين، بل كانوا سفراء للسلام، يحملون رسائل أمل في عالم مليء بالصراعات. وفي أثناء المباراة، أظهر اللاعبون روح الفريق والوحدة، وهو ما يعكس بالضبط القيم التي أراد البابا فرنسيس نشرها من خلال هذه المبادرة.
الدور الاجتماعي
البابا فرنسيس استخدم هذه المباراة لتأكيد أهمية الدور الاجتماعي الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في العالم المعاصر. فهو كان دائمًا يكرر في خطاباته أن كرة القدم يمكن أن تكون أداة للتغيير الاجتماعي إذا استخدمها اللاعبون والمشجعون بشكل مسؤول. في هذا السياق، قال البابا: "أنتم، كرياضيين، تمتلكون قوة كبيرة للتأثير في الناس. يمكنكم أن تصبحوا قدوة في تعزيز السلام والحب والتعايش." كانت هذه الكلمات بمثابة دعوة للاعبين والمشجعين على حد سواء للاستفادة من القوة التي تمنحها الرياضة من أجل نشر قيم الخير والتضامن.
نجحت مباراة "Match for Peace" في تحقيق أهدافها الخيرية، حيث تم جمع التبرعات لصالح العديد من المشروعات التي تهدف إلى تحسين حياة الفقراء والمحتاجين. ولكن الأثر الأكبر لهذه المبادرة كان في الرسالة التي نقلتها إلى العالم؛ أن كرة القدم ليست مجرد وسيلة للترفيه أو التنافس، بل يمكن أن تكون أداة لتوحيد الشعوب تحت راية السلام. الرسالة التي أراد البابا توجيهها عبر هذه المباراة كانت واضحة: "السلام لا يتم التوصل إليه عن طريق الكلمات فقط، بل من خلال العمل المشترك والتفاهم المتبادل."