بلومبيرغ: واشنطن تواجه خيارات صعبة في المواجهة مع الحوثيين في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية إن الولايات المتحدة تواجه خيارات صعبة في المواجهة مع جماعة الحوثي في البحر الأحمر التي تنفذ هجماتها على سفن الشحن تحت مزاعم نصرة أبناء غزة لما يتعرضوا له من إبادة جماعة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأفادت الوكالة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن واشنطن وحلفاؤها فكروا في ضرب المسلحين الحوثيين في اليمن بعد أن طلبت منهم إما وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر أو مواجهة إجراءات غير محددة.
وذكرت أن واشنطن وعشرات الدول حذرت هذا الأسبوع الحوثيين المدعومين من إيران من أنهم "سيتحملون مسؤولية العواقب" إذا استمروا في هجماتهم في شريان التجارة البحرية الحيوي.
وقد فسر العديد من الخبراء العسكريين والبحريين الذين أجرت بلومبرج مقابلات معهم هذا الأمر على أنه تهديد بشن ضربات وشيكة ضد الجماعة، على الرغم من أن مثل هذه الخطوة قد تزيد الأمور سوءًا، لذا فإن اتخاذ المزيد من الإجراءات المحدودة هو احتمال أيضًا.
وحسب الوكالة تشمل التحديات احتمال حدوث المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، مع ارتفاع التوترات بالفعل بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس - وهي جماعة أخرى تدعمها إيران. ويجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضًا أن يأخذ في الاعتبار تأثير الصراع خلال عام الانتخابات.
ونقلت بولمبيرغ عن نيك تشايلدز، زميل بارز في القوات البحرية. والأمن البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قوله "سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها "اختيار الخيارات التي يمكن الدفاع عنها بوضوح" والتي تستهدف قدرة الحوثيين على مواصلة تعطيل الملاحة في البحر الأحمر مع "تجنب التورط في صراع إقليمي".
ووفقا لأكثر من عشرة أشخاص أجرت بلومبرج مقابلات معهم، بما في ذلك خبراء في اليمن والشحن والدفاع والأمن، فإن هذه الخيارات تشمل:
الضربات المستهدفة
ستركز هذه على القضاء على أو إضعاف قدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ الباليستية على السفن وممرات الشحن من خلال ضرب مواقع الإطلاق والرادارات ومستودعات الصواريخ وغيرها من البنية التحتية الداعمة والخدمات اللوجستية. ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، أطلق الحوثيون أكثر من 100 طائرة مسيرة وصاروخاً باليستياً في عشرين هجوماً منفصلاً، وفقاً للبنتاغون. وتم استهداف أكثر من 15 سفينة.
وطبقا للتقرير فإن هذا النهج يترك للحوثيين وسائل أخرى مثل الطائرات بدون طيار والألغام البحرية والزوارق الهجومية السريعة، في حين يخاطرون بتصعيد الوضع أكثر - مما يؤدي إلى تصعيد المعركة مع المسلحين اليمنيين التي يمكن أن تجتذب داعميهم الإيرانيين.
وذكرت أن معظم الفصائل اليمنية التي تقاتل الحوثيين منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء قبل ما يقرب من عقد من الزمن، إلى جانب بعض الداعمين الإقليميين مثل الإمارات العربية المتحدة، تفضل الانتقام القوي. ويتضمن ذلك إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين، واستهداف مواردهم المالية، وشن عمل عسكري أوسع إذا لزم الأمر. ويقول البعض إن طرد الحوثيين من مدينة الحديدة الساحلية هو السبيل الوحيد لاستعادة الهدوء في البحر الأحمر.
وطبقا للوكالة فإن الكثيرين يلقون باللوم على وجود الحوثيين الساحلي في الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى على القوات المناهضة للحوثيين، وكذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لوقف هجوم كبير في عام 2018 لاستعادة الحديدة لأسباب إنسانية.
وترى أن أي عمل عسكري كبير ضد الحوثيين يجب أن يشمل الداعمين الإقليميين الرئيسيين للمجلس الرئاسي في اليمن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفي الوقت الحالي، ليس لدى كليهما، وخاصة الرياض، أي رغبة في إشعال صراع يبذلان قصارى جهدهما لإخماده.
مرافقة السفينة
يشير التقرير إلى أت هناك خيار آخر يتمثل في توسيع نطاق عملية "حارس الازدهار" بشكل كبير - وهي عملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة بدأت الشهر الماضي - لتشمل مرافقة السفن في المنطقة الواقعة بين خليج عدن والقسم الجنوبي من البحر الأحمر، على غرار ما يقوم به حلف شمال الأطلسي. لقد حدث ذلك قبل 15 عاماً في ذروة أزمة القراصنة الصوماليين.
يضيف "لكن على عكس القراصنة الصوماليين، يتمتع الحوثيون بموارد عسكرية كبيرة والمنطقة التي يهددونها واسعة نسبيًا، لذلك سيتطلب ذلك عددًا كبيرًا من السفن الحربية المزودة بأنظمة دفاع جوي متقدمة. العديد من الدول، وخاصة الدول العربية الإقليمية، مترددة في الانضمام نظرا لادعاءات الحوثيين بأن هجماتهم هي تضامن مع الفلسطينيين في غزة، وفقا لتشايلدز من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وأكد التقرير أن الخدمات اللوجستية شاقة أيضا. وقال آمي دانيال، الرئيس التنفيذي لشركة Winward، وهي شركة للذكاء الاصطناعي البحري، إن هناك في المتوسط حوالي 250 سفينة تعبر البحر الأحمر في أي لحظة، وسيتعين على شركات الشحن القيام بتخطيط وتنسيق كبيرين للدخول في قوافل مرافقة.
الدبلوماسية والاسترضاء
تتابع الوكالة "يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن تحذو حذو المملكة العربية السعودية، التي عملت جاهدة لإقناع الحوثيين بالالتزام بوقف دائم لإطلاق النار وخطة سلام تشرف عليها الأمم المتحدة من خلال تقديم الحوافز المالية.
ماجد المذحجي، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية يقول للوكالة "المشكلة هي أن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر كشفت القيود الشديدة على "مفهوم الاستقرار" الذي سعى السعوديون إلى صياغته مع الجماعة". وعلى عكس المملكة العربية السعودية، فإن القوة العظمى مثل الولايات المتحدة لديها اعتبارات أخرى.
يقول توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة فيريسك مابلكروفت ومقرها لندن، إن هجمات الحوثيين كانت بمثابة "ضربة إلى حد ما للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة للحفاظ على البحار المفتوحة منذ عقود".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا البحر الأحمر الحوثي الملاحة الدولية المملکة العربیة السعودیة الولایات المتحدة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يهدد الحوثيين: ماذا وراء التصعيد؟
شمسان بوست / متابعات:
توعّد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة الحوثيين، يوم الأحد، بالتحرّك ضدهم “بقوة وتصميم”، وذلك غداة إطلاقهم صاروخاً من اليمن سقط في تل أبيب وأسفر عن إصابة 20 شخصاً بجروح. وقال نتنياهو في مقطع فيديو بثّه مكتبه: “كما تصرّفنا بقوّة ضدّ الأذرع المسلّحة لمحور الشر الإيراني، سنتحرّك ضدّ الحوثيين… بقوة وتصميم وحنكة”، على حد زعمه.
وجاء الهجوم الصاروخي الحوثي بعد شنّ الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، سلسلة غارات على مدينتي صنعاء والحديدة اليمنيتين، استُهدفت فيها محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، ما تسبب في سقوط تسعة شهداء على الأقل من المدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية في اليمن.
ويشنّ الحوثيون عمليات عسكرية على أهداف إسرائيلية في الداخل الفلسطيني وفي البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وزوارق بحرية. وتؤكد الجماعة أنها لن توقف عملياتها إلا برفع الحصار عن قطاع غزة.
وكشف سلاح الجو الإسرائيلي، يوم الأحد، في تحقيق أجراه سبب فشله في اعتراض الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون السبت، قائلاً إن خللاً حدث في الصاروخ الاعتراضي أدى إلى الفشل في التصدي للصاروخ. وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن الحوثيين أطلقوا 201 صاروخ وأكثر من 170 طائرة مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب، اعترض الأميركيون وسلاح الجو والبحرية معظمها. وفي الوقت نفسه، اعتبرت الصحيفة نفسها أن “إسرائيل لم تكن مستعدة استخبارياً وسياسياً لمواجهة تهديد الحوثيين، ولم تشكل تحالفاً إقليمياً للتصدي لهم”، مؤكدة أن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لهم دفاعاً وهجوماً”.
ومساء أمس السبت، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” تنفيذ سلاح الجو ضربات دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء. وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها: “أسقطنا طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاداً للسفن في أثناء قصفنا الحوثي”، وأضافت: “نفذنا ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم للحوثيين في صنعاء”.
وأشارت “سنتكوم” إلى أنّ الضربات “تهدف إلى تعطيل عمليات الحوثيين وتقليصها، كالهجمات على السفن الحربية في البحر الأحمر”، مضيفة أنّ “الضربة تعكس التزام الإدارة الأميركية حماية القوات الأميركية والشركاء الإقليميين والشحن الدولي”.
وفي بيان لاحق، قال الجيش الأميركي إن طيّارين اثنين من البحرية الأميركية قد أُسقِطا فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو أنها نتيجة “نيران صديقة”. وأُنقِذ الطياران، لكن أحدهما أصيب بجروح طفيفة. وكانت القوات الأميركية تنفذ ضربات جوية استهدفت الحوثيين في اليمن وقت وقوع الحادث، ولم يقدم بيان القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية عن طبيعة المهمة. في المقابل، أعلنت جماعة الحوثيين إسقاط طائرة “إف 18” أثناء محاولة المدمرات الأميركية والبريطانية التصدي للمسيّرات والصواريخ اليمنية.
المصدر/ العربي الجديد