مناظرة في مهرجان الكُتّاب والقُراء تبحث الفجوة بين الأدب والسينما
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
شهد مهرجان الكُتّاب والقُراء مناظرة بين نقاد وأدباء وسينمائيون حول الأدب والفن، أقيمت في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط بمنطقة عسير، حاولت فهم الفجوة بين الأدب والسينما، بحضور 6 من الأدباء والسينمائيين.
وحملت المناظرة عنوان "الأدب والفن.. أيهما جنى على الآخر؟"، وضمت فريقين؛ الأول فريق الأدب؛ وفيه الأديب والشاعر والروائي الدكتور شتيوي الغيثي، والصحفي والناقد السينمائي أحمد العياد، والصحفي والناقد السينمائي فراس الماضي، فيما ضم فريق السينما الممثل والكاتب والمنتج عبدالعزيز المزيني، والكاتبة والمخرجة ورئيسة جمعية السينما السعودية هناء العمير، ومؤسسة منصة "ميم" السينمائية مها سلطان، وأدار المناظرة الإعلامي وصانع المحتوى محمد بازيد.
وفي الجولة الأولى من المناظرة، ناقشت ميل الرأي العام إلى أن العمل على كتابة نص سيناريو جديد أكثر مرونة من تحويل الأعمال الأدبية القائمة لإنتاج سينمائي، ورأى فريق السينما على لسان عبدالعزيز المزيني بأنه لا يفضل الاعتماد على الرواية المكتوبة، لا سيما الناجحة، لأن القارئ قد يكون رسم فكرة في مخيلته الخاصة تخالف منظور المخرج، فقد تسيء الأفلام للرواية الأصلية، إلا في حالات قليلة، ويرى أن الكاتب لو كتب فيلماً من العدم لكان ذلك أفضل، لافتاً إلى أن أحد أسباب فشل الأفلام المبنية على رواية هو الميزانية المحدودة التي قد تؤدي إلغاء أحداث أو ديكورات أو بيئة ما.
فيما رد فريق الأدب بأن "لدينا أعمال روائية جاهزة لكي تتحول إلى أفلام سينمائية، لذا فإن المشكلة في الإنتاج وليست في الأدب نفسه"، بحسب رأي الروائي شتيوي الغيثي، وزاد الناقد فراس الماضي بأن أفضل الأفلام العالمية هي في حقيقتها مقتبسة من روايات.
وفي الجولة الثانية، ناقشت المناظرة ميل الرأي العام إلى أن تجسير الهوة بين السينما السعودية والأدب يلزم وجود كتاب السيناريو بين الأدباء، ورد فريق السينما عبر الكاتبة مها سلطان بأنه ليس بالضرورة أن يتحول العمل الروائي إلى فيلم، ما زلنا في طور صناعة السينما وكتابتها، ويجب تشجيع الكُتاب على تجريب مجال الكتابة السينمائية، بدلاً من الحديث عن وجود هوة بين الأدب والسينما.
بدوره رد فريق الأدب بأن جزءاً من مشكلة الأفلام السعودية يتمثل في الكتابة وسرد الحكاية والقصة "هناك أعمال أدبية نالت جوائز دولية لكنها لم تتحول إلى أفلام"، متسائلاً الغيثي "لماذا ننتظر أن يتعلم كُتاب السيناريو كتابة الأفلام بينما لدينا أعمال روائية ناجحة تتحين الفرصة لتحويلها إلى فيلم؟".
وفي مداخلة لها، لفتت مها سلطان إلى أن الرواية لو كانت ناجحة ومكتوبة جيداً، فإنها في كل الحالات ستخضع للمعالجة السينمائية وكتابتها مجدداً لتلائم السينما.
وفي الجولة الثالثة من المناظرة، حول ميل الرأي العام إلى أن التعددية الثقافية في عصر التكنولوجيا تسببت في تراجع الأدب عن مواكبة السينما، قالت العمير في ردها الممثل لفريق السينما بأن الأفلام وسيلة أقرب للجيل الجديد، وهناك إقبال كبير وأسماء جديدة دخلت عالم السينما، وباتت طريقة التعبير اليوم تميل إلى الصورة أكثر، كما أن السينما فن جماهيري.
فيما رد أحمد العياد ممثلاً لفريق الأدب بأن الأفلام السعودية تساعد على قراءة الروايات، مستدلاً بفيلم (حوجن) السعودي الذي دفع المشاهدين إلى البحث عن الرواية، وكذلك الأفلام المقتبسة عن روايات نجيب محفوظ، والتي أعادت إحياء رواياته، وأضاف بدوره الناقد الماضي بأن عمر السينما نحو 120 سنة، في حين أن الأدب والروايات فن ممتد في الزمن، ولم يتراجع، كما أن هناك علاجاً بالأدب والكتابة، وليس هناك علاج بالسينما.
وأتاح المهرجان لحضور المناظرة التفاعل عقب كل جولة، والتصويت لأحد فريقي المناظرة، حيث مالت كفة الجمهور لفريق الأدب، في مناظرة شهدت حضوراً واسعاً من الزوار، ونخبة من الإعلاميين والسينمائيين والأدباء والمثقفين.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: فریق السینما بین الأدب إلى أن
إقرأ أيضاً:
جلسة عن تأثير الفن المعاصر على السينما ضمن مبادرة «آرت 74» بالتعاون مع مهرجان القاهرة
أقيمت جلسة بعنوان «تأثير الفن المعاصر على السينما: دور السرد القصصي البصري عبر الوسائط»، خلال فعاليات المبادرة الفنية «آرت 74» المتخصصة في إنشاء وتعزيز السرديات البصرية الغامرة، وشارك فيها عميد كلية الفنون والتصميم في الجامعة البريطانية بمصر أحمد السراجي، والمديرة التنفيذية لمساحة شيلتر للفنون شيماء رمزي، والفنان التشكيلي محمد عبلة، والممثلة المصرية داليا البحيري، والفنان التشكيلي ومصمم الديكور كريم الحيوان.
جلسة تأثير الفن المعاصر على السينما تبرز دور السرد القصصيوأقام الفنان التشكيلي وصانع الأفلام وزميل فولبرايت روكفلر والجمعية الملكية للفنون خالد حافظ، دورة تدريبية عملية.
وشهد المعهد الفرنسي في مصر الحلقة النقاشية الثالثة والأخيرة، التي جاءت بعنوان «يوم أن تحصى السنين: دراسة حالة عن فيلم المومياء لشادي عبد السلام»، التي سبقها عرض للفيلم وتلتها الحلقة النقاشية وحفل استقبال صغير.
وشارك في الحلقة النقاشية مصمم الديكور الشهير أنسي أبو سيف، ومدير إدارة المعارض والمجموعات الفنية بمكتبة الإسكندرية جمال حسني، وخالد حافظ، والمخرجة مريم أبو عوف.
أما عن ورش العمل والدورات التدريبية التي تنظمها المبادرة خلال الفترة المقبلة، تتضمن عددًا من الفعاليات التعليمية الشيقة والممتعة مثل ورشة عمل أساسيات رسم القصص المصورة للأفلام التي يقدمها الأستاذ المساعد بكلية الفنون والتصميم بالجامعة البريطانية في مصر إسماعيل يوسف.
وتقام الورشة في كايرو ديزاين ديستريكت (CDD) في وان ناينتي بالقاهرة الجديدة، ولمدة يومين 20 و21 نوفمبر من 6 حتى 9 مساءً.
تفاصيل مبادرة آرت 74تأسست آرت 74 على يد كل من هبة المعاز وسحر بحيري، وهي مبادرة فنية جديدة تمثل نقطة التقاء ديناميكية تم تصميمها للتغلب على الحدود التي تفصل بين العوالم الفنية المتنوعة مع التركيز الشديد على تعزيز المشاركة الثقافية.
تسعى «آرت 74» إلى سد الفجوة بين السينما والفنون البصرية من خلال عرض مجموعة منتقاة من الأعمال من فنون التركيبات الغامرة التي تطمس الخط الفاصل بين المشاهد والمبدع، إلى مجموعات مختارة بعناية من اللوحات والمجموعات المصغرة والعروض المتعددة الوسائط المستوحاة من القصص السينمائية، ويدعو المعرض الجمهور إلى رحلة اكتشاف.