المبعوث الأمريكي: إمكانية إطلاق مفاوضات يمنية-يمنية تصبح أقل احتمالية ولا يمكن العودة إليها إثر التصعيد في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، الجمعة، إن هجمات جماعة الحوثي على السفن خلال الشهرين الماضيين، واحتجازها السفن وأطقمها، ومحاولة اختطاف سفن أخرى "أمور غير مرتبطة بأي شكل" بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مؤشر على اتساع الصراع في المنطقة.
وأضاف ليندركينج لـ"الشرق"، "نهدف إلى تهدئته وتجنب التصعيد، حتى نتمكن من إعادة إحلال السلام في اليمن في ظل هذه الفرصة السانحة لحفظ جهود السلام هناك".
وتابع إن إعادة وضع الحوثيين على "قوائم الإرهاب" من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، التي تتم مناقشتها بسبب هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.
وأكد أن "التحذير هو رسالة واضحة للجميع"، منبهاً أن ما يجب التركيز عليه هو أن "وضع السلام في اليمن هش"، وشدد على أن "هذه الهجمات على السفن تهدد فرصة السلام".
واعتبر المبعوث الأميركي أن "إعادة وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، والتي يتم مناقشتها".
واستدرك "إذا تمكنا من خفض التصعيد، لن يتم دراسة مثل هذه الخيارات، ويمكننا أن نعود إلى أولوية دفع جهود السلام في اليمن".
وتابع: "هناك الكثير من الخيارات التي يتم مناقشتها للتعامل مع ما يشعر الناس هنا أنه سلوكيات خطرة ومجازفة من الحوثيين".
وأشار إلى أن "هذه الخيارات يمكن تجنبها، ولكن في نهاية المطاف، الخيار سيكون في يد الحوثيين أنفسهم بناءً على المسار الذي سيختارونه، لأنه على الرغم من مزاعمهم بأنهم يحاولون مساعدة غزة، إلا أن هذا يؤدي إلى وقف السفن التي تحمل المساعدات إلى غزة، وتبعد السفن عن البحر الأحمر، وهذا يمثل تهديداً للاقتصاد الدولي".
ورد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن على سؤال بشأن إمكانية أن يكون "الخيار العسكري" عاملاً في اتساع نطاق التوتر في المنطقة، بقوله: "كلنا نريد تجنب أي مواجهة عسكرية"، معتبراً أن هذا "كان مبدأً جوهرياً للولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر".
وبشأن احتمالية تواجد واشنطن على أبواب مواجهة مفتوحة مع إيران، التي هددت بأنها لن تسمح بوجود عسكري غربي في المنطقة، قال ليندركينج إن بلاده "تبذل جميع المحاولات لتجنب أي مواجهة مباشرة مع إيران أو أي دولة أخرى في المنطقة"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة وسفنها لا يجب أن تتعرض لأي هجمات، أو استهداف موظفيها أو جنودها أو قواتها".
وأضاف: "عازمون على إنهاء هذه الهجمات على السفن التي تهدد الاقتصاد العالمي، لأن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع التحديات والإشكاليات في غزة والتي نقر بأنها ضخمة، ويجب التعامل معها".
وقال إن "الحل السياسي في اليمن يمكن العمل عليه، ويمكنه أن يكون واضحاً إذا تم تنفيذ خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها في ديسمبر الماضي"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الهجمات على السفن تشتيت كبير جداً، ويقلل من قيمة هذه الجهود، وتتسبب في فقدان الشعب اليمني لدعم المجتمع الدولي".
وتابع أن "اليمن سيحتاج إلى الدعم الدولي لأي جهود سلام مستقبلية لتطبيق وتنفيذ خارطة الطريق، والدعم الاقتصادي الدولي"، داعياً إلى "الحفاظ على خفض التوترات" و"عدم عودة اليمن من جديد إلى الحرب"، كما اعتبر أن الهجمات على خطوط النقل في البحر الأحمر "لا يساعد" على دعم هذه الخارطة.
وبشأن ما وصلت إليه جهود التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار في اليمن، وإطلاق حوار "يمني - يمني" تحت قيادة الأمم المتحدة أو برعاية ودفع أميركي، اعتبر ليندركينج أن "خارطة الطريق توفر أفضل فرصة سانحة لليمن منذ بدء الصراع منذ عدة سنوات".
وأردف أن "إمكانية عمل الأطراف بشكل جماعي والجلوس على طاولة التفاوض موجودة ومحتملة، لكنها تصبح أقل احتمالية، ولا يمكن العودة إليها كلما زاد التصعيد في البحر الأحمر".
ولفت للحاجة إلى دعم إقليمي لجهود السلام في اليمن، موضحاً أن "دول مثل عمان تلعب دوراً محورياً وفعالاً في هذه العملية"، مضيفاً: "نريد أن يستمر ذلك، نريد أن نرى التزام السعودية يستمر".
وقال إن "الكل مستفيد في شبه الجزيرة العربية من السلام في اليمن"، مشدداً على أن "هذه الأوضاع الحالية مهددة لجهود السلام، ولذلك نحتاج من الجميع أن يركز على خفض التصعيد في البحر الأحمر، وإعادة التركيز تجاه السلام في اليمن".
وأقر ليندركينج بأنه "لا شك أن الصراع في غزة يسبب توترات هائلة في المنطقة"، مضيفاً أنه "كلما أسرعنا في التعامل مع هذا الصراع بطريقة مرضية، سيكون ذلك مفيداً بالتأكيد، ويفضي إلى تهدئة التوترات".
واستدرك: "لكن أيضاً في اليمن، نحتاج إلى إبقاء التركيز على احتياجات اليمن والشعب اليمني الذي عانى لفترات طويلة جداً في هذا الصراع، وبسبب هذا التصعيد الحالي لا يصب الأمر في مصلحة الشعب اليمني، وهذا ما يجب أن نركز عليه".
وتأتي تصريحات ليندركينج بعد تحذيرات أطلقتها أكثر من 12 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء رئيسيون، قالوا فيها إن "الحوثيين سيواجهون عواقب وخيمة إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة".
وتعرضت سفن عدة في البحر الأحمر لهجمات من قبل جماعة الحوثي، التي تقول إنها تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالضلوع في الهجمات عبر دعم الحوثيين بتوفير طائرات مسيّرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية، وهو الاتهام الذي تنفيه طهران. وبات عدد من شركات الشحن الكبرى يسلك طريقاً أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا لتجنب تهديد الحوثيين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار قصيرة الأجل لشحن الحاويات.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن المبعوث الأمريكي البحر الأحمر الحوثي مفاوضات سياسية فی البحر الأحمر السلام فی الیمن جهود السلام الهجمات على فی المنطقة على السفن
إقرأ أيضاً:
البحرية الأمريكية تعيد تحديث نظامها بسبب عمليات البحر الأحمر
وقال موقع قيادة الأنظمة البحرية التابع للبحرية الأمريكية، إن مكتب برنامج وحدات مهام سفن القتال السطحية بالبحرية، قام بتحديث نظام (سي- يو إيه إس) لمكافحة الطائرات بدون طيار على متن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) من فئة (فريدوم).
وأوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة في منطقة مسؤولية الأسطول الخامس للولايات المتحدة تؤكد أهمية تجهيز السفن الحربية بأنظمة (سي- يو إيه إس) الحديثة لإبقاء التهديدات الناشئة تحت السيطرة، مبيناً أن التحديث يتضمن إطلاق صواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار لمواجهة التهديدات.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "تاسك آند بوربس" الأمريكي المختص بشؤون البحرية، فإن السفينة الحربية (يو إس إس إنديانابوليس) كانت في البحر الأحمر خلال الخريف الماضي في مهمة استمرت عدة أشهر، وفي سبتمبر 2024 تعرضت هي ومدمرتان لهجوم يمني في البحر الأحمر.
وأشار الموقع إلى أن هذا التحديث يأتي بدافع البحث عن بدائل أرخص من الذخائر المكلفة التي كانت البحرية الأمريكية تستخدمها في البحر الأحمر لمواجهة قوات صنعاء، لأن صاروخ (هيلفاير) يكلف حوالي 200 ألف دولار، وهي أرخص من صواريخ (آر آي إم) الموجودة على السفينة والتي تكلف أكثر من مليون دولار للصاروخ الواحد، وكذلك أرخص من صواريخ (إس إم -2، و3، و6) ذات التكاليف الأكبر بكثير، والتي تم استخدام المئات منها في البحر الأحمر.
وكان موقع "ذا وور زون" العسكري الأمريكي قد أفاد أن البحرية الأمريكية نفذت العام الماضي برنامجاً تدريبياً مكثفاً لتمكين سفن القتال الساحلية من فئة (فريدوم) المسلحة بصواريخ (هيلفاير) الموجهة بالرادار من إطلاق تلك الأسلحة ضد الأنظمة الجوية غير المأهولة، أو بعبارة أخرى، الطائرات بدون طيار، وقد جاء هذا في استجابة مباشرة للمخاوف بشأن تهديدات الطائرات بدون طيار اليمنية على السفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر وحوله.
وذكر أن السفينة (إنديانابوليس) هي أول سفينة تحصل على هذا التحديث، مشيراً إلى أن من غير الواضح عدد السفن من فئة (فريدوم) التي تنتظر الحصول على ترقيات جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار، وما إذا كانت هذه القدرة قد تنتقل إلى أنواع فئات أخرى.
ونوه موقع "ذا وور زون" إلى أن شركة (لوكهيد مارتن) عرضت في وقت سابق هذا الأسبوع نموذجاً لمدمرة من فئة (آرلي بيرك) مجهزة بمجموعتين من القاذفات التي يمكن استخدامها لإطلاق صواريخ (هيلفاير)، في إشارة إلى احتمالية حصول المدمرات الحربية على هذا التحديث أيضاً.
وأردف أن الغرض الرئيسي من هذا النظام في البداية كان إعطاء هذه السفن قدرة إضافية لمواجهة أسراب القوارب الصغيرة، المأهولة وغير المأهولة، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً، مبيناً أن القوات اليمني كانوا رواداً بشكل خاص في استخدام زوارق انتحارية غير مأهولة محملة بالمتفجرات.
في سياق متصل، ذكر تقرير نشره موقع المعهد البحري الأمريكي أن البحرية الأمريكية بدأت بتحديث أنظمة بعض المدمرات، مشيراً إلى أن المدمرة (يو إس إس ستيريت) ستكون أول مدمرة تتلقى جميع ترقيات الحرب الإلكترونية والرادار ونظام القتال في إطار برنامج تحديث المدمرات 2.0.
وأضاف الموقع أن هناك أربع مدمرات من فئة (آرلي بيرك) من المقرر تحديثها، وهي كل من (يو إس إس بينكني) و(يو إس إس جيمس إي ويليامز) و (يو إس إس تشونغ هون)، و (يو إس إس هالسي) والتي ستخضع للمشروع في مرحلتين، لافتاً إلى أن تكلفة برنامج التحديث لهذه المدمرات تبلغ 17 مليار دولار.
ونقل الموقع عن الكابتن البحري تيم مور، قوله: إن هذه السفن، تم بناؤها خصيصاً برادار (سباي-1) ونظام القتال (ايجيس) والآن أنا مكلف بإزالة هذا الرادار القديم واستبداله بنظام (سباي-6) الجديد ونظام القتال المحدث، إلى جانب ترقيات أخرى كبيرة.