قد يكون أمام نواب الأمة، وبالأخص الذين يعتبرون أنفسهم في خانة "المعارضة"، فرصة اقتناص ما يُشاع عن أن الرئيس بري عازم على استكمال ما كان قد بدأ به في نهاية السنة المنصرمة من خطوات متتابعة مع بداية السنة الجديدة، وذلك بهدف وصل ما انقطع بعدما كانت سنة 2023 هي سنة الشغور الرئاسي بامتياز. 
فما تحقّق في نهاية السنة المنصرمة على صعيد تحصين المؤسسة العسكرية مهم، خصوصًا وأنه حال دون انقسامها على نفسها.

ويعتقد كثيرون أن هذا الإنجاز يبقى ناقصًا إن لم يُستتبع بإنجاز آخر أكثر أهمية من أي انجاز آخر، وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فمن دون تحقيق هذه الخطوة يبقى البلد معلقًا على خشبة المعاناة اليومية، مع ما يمكن أن ينتج عن هذا الفراغ من شمولية الانهيار على مستوياته المختلفة، سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا واجتماعيًا وحياتيًا.    
فبعدما كانت الحركة النيابية خجولة أو حتى منعدمة على الخط الرئاسي على مدى عام من الفراغ المعدي فإن ما يمكن توقعه مع بداية السنة الجديدة، التي يعتقد كثيرون أنها ستكون رئاسية بامتياز، هو أن يستكمل الرئيس بري خطوة انقاذ المؤسسة العسكرية بخطوة أكبر تكون بدعوته الهيئة العامة لمجلس النواب إلى جلسة تحمل الرقم 13 لانتخاب الرئيس الذي سيحمل الرقم 14 في التسلسل الرقمي الرئاسي بعدما تحمّل الرئيس ميشال عون وزر الرقم 13.  
المقربون من "عين التينة" يؤكدون أن الرئيس بري لن يدعو إلى أي جلسة قد تكون شبيهة بالجلسات الاثنتي عشرة السابقة، والتي كانت تنتهي بشبه تعادل سلبي من حيث النتائج بغض النظر عن أحقية انسحاب نواب "الممانعة" بعد انفضاض الدورات الأولى. فإذا لم يلمس أي إيجابية من قِبل مختلف الكتل النيابية بالذهاب إلى مرشح توافقي بالحدّ الأدنى فهو سيتريث في الاقدام على أي خطوة ناقصة، خصوصًا إذا بقيت "المعارضة" متمسكة بمرشحها الوزير السابق جهاد أزعور، وإذا استمرّ "حزب الله" متشبثًا بمرشحه رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح وحيد قادر دون غيره من المرشحين على حماية ظهر "المقاومة"، التي تتعرّض لضغوطات داخلية وخارجية في ضوء قرارها بربط جنوب لبنان بالحرب الدائرة في غزة. 
فالدعوات السابقة التي سبق أن وجهها الرئيس بري أكثر من مرّة لم تلقَ أي تجاوب باستثناء قلّة قليلة من الكتل النيابية، لكن هذه الدعوات قد تأخذ أشكالًا مغايرة هذه المرّة في ضوء ما تمّ التوصّل إليه من نتائج أكثر عملية في المشاورات الجانبية، التي أدّت إلى التوافق على التمديد لقائد الجيش ولسائر القادة الأمنيين. هذه التجربة الناجحة من الحوار الهادئ قد تكون منطلقًا سليمًا لنوع آخر من الحوارات الرئاسية غير المستفزّة، والتي يمكن أن تكون ثنائية أو ثلاثية بهدف إيجاد قواسم مشتركة بين مختلف المكونات السياسية، التي يتألف منها المجلس النيابي. 
فإذا تم التوافق على المبدأ العام فإن لا شيء يمنع من الذهاب إلى فرضية الدورات الانتخابية المتتالية كعنوان أساسي على طاولة اللقاءات الثنائية أو الثلاثية أو ما شابه، بحيث تتلاقى الإرادة الداخلية مع  المحاولات الفرنسية الحثيثة الهادفة إلى إنهاء حال الشغور الرئاسي، بعدما أضيفت إليها مساعٍ قطرية انبثقت منها أسماء إضافية للرئاسة الأولى لكن من دون نتائج مع تمسّك "الممانعة" بترشيح فرنجية، قبل أن تبدأ مرحلة 7 تشرين الأول الماضي وما أدّت إليه من اندلاع الحرب في قطاع غزّة بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي لم يستثنِ الجبهة الحدودية اللبنانية الجنوبية، ما خفّض منسوب التفاؤل بامكانية التوصّل إلى انتخابات رئاسية قبل انتهاء الحرب في غزة.  
وعلى رغم ذلك، بقيت المساعي الرئاسية قائمة مع زيارات ديبلوماسية فرنسية حضّت على أهمية انتخاب رئيس وإبعاد لبنان عن توسّع الاندلاع الحربيّ. وبذلك، تكون سنة 2023 قد أضافت إلى استحقاق الرئاسة معطىً جديدًا، في انتظار بلورة اقتراح "المرشح الثالث". 
إلاّ أن كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله وتلميحه إلى أن المصلحة اللبنانية تفرض على "المقاومة" الانخراط في أي حرب قد تفرضها إسرائيل من دون قيود أعادت عقارب الاستحقاق الرئاسي إلى الساعة الصفر، خصوصًا عندما قال: "نحن حتّى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات لكن إذا فكر العدوّ أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة. وإذا كنا نداري حتّى الآن المصالح اللبنانية فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط".  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس بری من دون

إقرأ أيضاً:

رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي: الحرب الشاملة مع لبنان ليست بمصلحة إسرائيل

قال رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي مارك وونر، إن "الحرب الشاملة في لبنان ليست في مصلحة إسرائيل ولا دول المنطقة".

وأضاف وونر، أن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء توسع الصراع إلى لبنان وتحوله إلى حرب شاملة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة، لا تعلم مصدر انفجارات أجهزة الاتصالات في لبنان.



وفي وقت سابق، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدتها لبنان أمس واليوم، ولن تقدم تفاصيل أكثر

وتابع بأن "من الصعب رؤية تأثير فوري لتفجيرات بيروت، وأعتقد أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأمريكية تود أن ترى نهاية للحرب، "وكل ما فعلناه كان في سياق منع التصعيد في المنطقة وعودة المحتجزين"، مبينا أن "كل ما نقوم به منذ البداية مخطط له لإيجاد حل".

وأوضح كيربي، أن التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة أفضل طريق للمضي قدما، وستواصل واشنطن مساعيها لتحقيق ذلك.

وأشار إلى أن واشنطن منخرطة في دبلوماسية مكثفة لتجنب فتح جبهة ثانية للحرب في لبنان.

وأردف، "لا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة، ونعتقد أن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية".

ولفت إلى أن "واشنطن تحاول إعادة حماس وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات، ولا شيء تغير في مساعينا بهذا الخصوص".

والأربعاء، قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 14 شهيدا وأكثر من 450 جريحا سقطوا جراء انفجارات في أجهزة لاسلكية مخصصة للاتصالات الأربعاء.

دوت عدة انفجارات محدودة جديدة في عدد من المناطق في العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق عدة، في حادث يعتقد أنه على صلة بتفجير قوات الاحتلال مئات من أجهزة "البيجر" التي يستخدمها حزب الله، الثلاثاء، وأدت إلى إصابة نحو 4000 شخص.

وقال شهود عيان في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، إن انفجارات محدودة رصدت في عدة أماكن، ونجم عنها إصابات في صفوف اللبنانيين.

ووجه حزب الله رسميا اتهاما لدولة الاحتلال بالمسؤولية عن تداعيات الهجوم الذي استهدف أجهزة الاتصال، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجروح مختلفة.

كما قال مسؤول كبير في حزب الله لرويترز، إن حسن نصر الله الأمين العام للحزب "بخير ولم يصب بأي أذى" في الانفجارات.

وقال بيان لـ "حزب الله": "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي، الذي ‏طال المدنيين أيضًا، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة".‏

وأضاف: "إنّ شهداءنا وجرحانا هم عنوان جهادنا وتضحياتنا على طريق القدس، انتصارًا ‏لأهلنا الشرفاء في ‏قطاع غزة والضفة الغربية، وإسنادًا ميدانيًا متواصلًا، وسيبقى موقفنا هذا بالنصرة والدعم والتأييد ‏للمقاومة الفلسطينية الباسلة محل اعتزازنا وافتخارنا ‏في الدنيا والآخرة"‏.



في ذات الوقت، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن نوع المادة الحساسة المستخدمة لتفجير أجهزة "بيجر" في لبنان هي مادة "PETN" شديدة الحساسية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإن نوع المتفجرات التي تم إدخالها في الأجهزة هي مادة "PETN"، وهي واحدة من أقوى المتفجرات المعروفة في العالم، وهي مادة حساسة للحرارة والاحتكاك، وهذا ما يفسر انفجارها.

مقالات مشابهة

  • رئيس الأركان الإسرائيلي يُصادق على خطط عسكرية للجبهة الشمالية
  • رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي: الحرب الشاملة مع لبنان ليست بمصلحة إسرائيل
  • وزير الخارجية اللبناني لـCNN: الهجمات الإسرائيلية في لبنان قد تكون مقدمة للحرب
  • الرئيس العليمي يستقبل السفير الأمريكي ويجدد التأكيد على شرط الرئاسي للتفاوض مع المليشيات
  • سفير مصر في مونروفيا يلتقي رئيس وحدة الحرس الرئاسي الليبيري
  • عاجل - "دعم لبنان ووقف الحرب في غزة".. كواليس لقاء الرئيس السيسي ووزير الخارجية الأمريكي
  • الرئيس العراقي اتّصل بميقاتي.. وأدان الاعتداء الذي تعرّض له لبنان
  • عن أوهام التفاؤل الأميركي
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • رئيس الجمهورية : قبل نهاية السنة الأولى من العهدة..سنغلق نهائيا ملف مناطق الظل