التفاؤل بانتخاب رئيس قريبًا يتلاشى مع قرع طبول الحرب
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
قد يكون أمام نواب الأمة، وبالأخص الذين يعتبرون أنفسهم في خانة "المعارضة"، فرصة اقتناص ما يُشاع عن أن الرئيس بري عازم على استكمال ما كان قد بدأ به في نهاية السنة المنصرمة من خطوات متتابعة مع بداية السنة الجديدة، وذلك بهدف وصل ما انقطع بعدما كانت سنة 2023 هي سنة الشغور الرئاسي بامتياز.
فما تحقّق في نهاية السنة المنصرمة على صعيد تحصين المؤسسة العسكرية مهم، خصوصًا وأنه حال دون انقسامها على نفسها.
فبعدما كانت الحركة النيابية خجولة أو حتى منعدمة على الخط الرئاسي على مدى عام من الفراغ المعدي فإن ما يمكن توقعه مع بداية السنة الجديدة، التي يعتقد كثيرون أنها ستكون رئاسية بامتياز، هو أن يستكمل الرئيس بري خطوة انقاذ المؤسسة العسكرية بخطوة أكبر تكون بدعوته الهيئة العامة لمجلس النواب إلى جلسة تحمل الرقم 13 لانتخاب الرئيس الذي سيحمل الرقم 14 في التسلسل الرقمي الرئاسي بعدما تحمّل الرئيس ميشال عون وزر الرقم 13.
المقربون من "عين التينة" يؤكدون أن الرئيس بري لن يدعو إلى أي جلسة قد تكون شبيهة بالجلسات الاثنتي عشرة السابقة، والتي كانت تنتهي بشبه تعادل سلبي من حيث النتائج بغض النظر عن أحقية انسحاب نواب "الممانعة" بعد انفضاض الدورات الأولى. فإذا لم يلمس أي إيجابية من قِبل مختلف الكتل النيابية بالذهاب إلى مرشح توافقي بالحدّ الأدنى فهو سيتريث في الاقدام على أي خطوة ناقصة، خصوصًا إذا بقيت "المعارضة" متمسكة بمرشحها الوزير السابق جهاد أزعور، وإذا استمرّ "حزب الله" متشبثًا بمرشحه رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية كمرشح وحيد قادر دون غيره من المرشحين على حماية ظهر "المقاومة"، التي تتعرّض لضغوطات داخلية وخارجية في ضوء قرارها بربط جنوب لبنان بالحرب الدائرة في غزة.
فالدعوات السابقة التي سبق أن وجهها الرئيس بري أكثر من مرّة لم تلقَ أي تجاوب باستثناء قلّة قليلة من الكتل النيابية، لكن هذه الدعوات قد تأخذ أشكالًا مغايرة هذه المرّة في ضوء ما تمّ التوصّل إليه من نتائج أكثر عملية في المشاورات الجانبية، التي أدّت إلى التوافق على التمديد لقائد الجيش ولسائر القادة الأمنيين. هذه التجربة الناجحة من الحوار الهادئ قد تكون منطلقًا سليمًا لنوع آخر من الحوارات الرئاسية غير المستفزّة، والتي يمكن أن تكون ثنائية أو ثلاثية بهدف إيجاد قواسم مشتركة بين مختلف المكونات السياسية، التي يتألف منها المجلس النيابي.
فإذا تم التوافق على المبدأ العام فإن لا شيء يمنع من الذهاب إلى فرضية الدورات الانتخابية المتتالية كعنوان أساسي على طاولة اللقاءات الثنائية أو الثلاثية أو ما شابه، بحيث تتلاقى الإرادة الداخلية مع المحاولات الفرنسية الحثيثة الهادفة إلى إنهاء حال الشغور الرئاسي، بعدما أضيفت إليها مساعٍ قطرية انبثقت منها أسماء إضافية للرئاسة الأولى لكن من دون نتائج مع تمسّك "الممانعة" بترشيح فرنجية، قبل أن تبدأ مرحلة 7 تشرين الأول الماضي وما أدّت إليه من اندلاع الحرب في قطاع غزّة بين حركة "حماس" والجيش الإسرائيلي لم يستثنِ الجبهة الحدودية اللبنانية الجنوبية، ما خفّض منسوب التفاؤل بامكانية التوصّل إلى انتخابات رئاسية قبل انتهاء الحرب في غزة.
وعلى رغم ذلك، بقيت المساعي الرئاسية قائمة مع زيارات ديبلوماسية فرنسية حضّت على أهمية انتخاب رئيس وإبعاد لبنان عن توسّع الاندلاع الحربيّ. وبذلك، تكون سنة 2023 قد أضافت إلى استحقاق الرئاسة معطىً جديدًا، في انتظار بلورة اقتراح "المرشح الثالث".
إلاّ أن كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله وتلميحه إلى أن المصلحة اللبنانية تفرض على "المقاومة" الانخراط في أي حرب قد تفرضها إسرائيل من دون قيود أعادت عقارب الاستحقاق الرئاسي إلى الساعة الصفر، خصوصًا عندما قال: "نحن حتّى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات لكن إذا فكر العدوّ أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة. وإذا كنا نداري حتّى الآن المصالح اللبنانية فإذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس بری من دون
إقرأ أيضاً:
التفاؤل يغمر سيدات وشباب امريكا بأن كاميلا هي ساكنة البيت الأبيض الجديدة
التفاؤل يغمر سيدات وشباب امريكا بأن كاميلا هي ساكنة البيت الأبيض الجديدة وان عهد الحكام العجائز قد انطوي وترمب بالذات سيعود لتجارة الشنطة والمضاربة في العقارات !!..
قبل أن يتنحي بايدن عن السباق الرئاسي وأثناء الافلام الهزلية بطولة دونالد ترمب التي شبع منها الجمهور عامة وبعض الجمهوريين الذين كانوا يضعون اكفهم علي قلوبهم كلما نطق مرشحهم بكلمة من علي المنصة في تجمعاتهم التي زعموا أنها برلمانات وعروض لبرامجهم التي ينوون علي تطبيقها في حالة الفوز بالرئاسة وهم في قرارة أنفسهم وقبل غيرهم يعرفون أن ترمب مصنف من هؤلاء البشر الذين يلقون بالكلام اولا ثم يفكرون فيما بعد وان هذا الرجل لا يمكن أن يتنبا أحد بخطوته التالية فهو رجل المفاجآت الذي لا يشق له غبار وهو المشهور بالنرجسية ويميل الي ال ( Show ) والتقليل من شأن الخصوم ولسانه كما يقول الإخوة المصريون ( متبري منو ) وأنه رغم أنه ابن المدينة إلا أن تفكيره وتصرفاته ريفية وحديثه مباشر وبلغة دارجة ولذلك نجد أن قاعدته الشعبية ترتكز علي البسطاء الذين غالبيتهم يصوتون له لأنهم يعتبرونه واحد منهم بحديثه العاطفي وطرقه لمواضيع يثير بها نعرتهم العنصرية ويهيج بها حماسهم الوطني مثل إصراره علي طرد المهاجرين غير الشرعيين وخاصة المكسيكيين وبناء جدار يفصل امريكا عنهم حتي لايتسللوا الي البلاد وقد عرف ترمب كيف يدغدغ مشاعر البسطاء بالادعاء أنه دائما مظلوم ويروج بأن ليس بينه وبين الفوز إلا التزوير في الانتخابات وكل هذا يمهد الي أنه في حالة سقوطه فلن يتورع في استخدام العنف إذا لزم الأمر وكأنما هذا الترمب معجون بالفوضي التي تسري منه سريان الكهرباء الي أنصاره الذين يمكن أن ينزلوا الشارع مدججين بالمسدسات ولا يتورعون عن القتل وقد اقتحموا قبل سنوات قلائل مبني الكابيتول في فوضي لم يشهد لها تاريخ امريكا مثيلا !!..
وفي المقابل تبرز شخصية كاملا هاريس بنت المدينة المتحضرة المدججة بالقانون والنظام وبالإضافة لماضيها المشرف في خدمة العدالة وبعد دخولها عالم السياسة واختيارها عضوة في مجلس الشيوخ ومن ثم ترقت لتكون نائبة للرئيس بايدن الذي اختارها خلفا له في السباق الرئاسى ومن ذاك اليوم صارت تسير بخطوات واثقة نحو البيت الأبيض ووجدت تأييدا كبيرا من أعضاء حزبها خاصة المؤثرين فيه مثل أوباما وانهالت عليها التبرعات بسخاء ونجحت ايما نجاح في الاطاحة بغريمها المتغطرس ترمب في أول مناظرة بينهما مما جعله يؤثر السلامة ويتهرب من المناظرة الثانية التي كان من المفروض أن تنظمها محطة ال ( CNN ) الإخبارية! !!..
كثير من النقاط التي كان يتباهي بها ترمب ويدعي أنه متفوق فيها مثل الاقتصاد والهجرة وعدم إباحة الإجهاض سرعان مالحقته كاميلا في نقاطه هذه وزاحمته عليها وربما بدأت في التفوق عليه إضافة إلي ماعندها من برامج طموحة في الصحة وتوفيرها للفقراء والمساكين!!..
وقد بات واضحا أنها استمالت قلوب الشباب والنساء والملونين إليها خاصة وهي في سن اصغر كثيرا من ترمب الذي بدأت تدب فيه علامات الخرف والخروج من النص مثل بايدن الذي طالما نال من سخافات ترمب وهو بهزا به ويصفه بالنايم واحيانا بالحالم وان عهده كان من اسوأ العهود التي شهدتها امريكا عبر الأعوام السابقة !!..
مبروك كمالا هاريس مقدما ورغم أن المهمة صعبة في الشرق الأوسط فعليها أن تعمل علي إشاعة السلام في تلك الربوع وان لا تعطي المجرم شيكا علي بياض ولا توفر له ترسانة الأسلحة ليفتك باهلنا الفلسطينيين كما فعل سلفها الصهيوني بايدن الذي كل دماء أهل غزة معلقة في رقبته !!..
يعاب علي بايدن من قبلنا نحن بني السودان أنه لم يعط قضية حربنا العبثية اللعينة المنسية إلا شوية شجب واستنكار وإدانة وبس !!..
أما أنت ياكاميلا فالمطلوب منك تصحيح الوضع المقلوب لبايدن تجاه وطننا الحبيب الذي مزقته لحرب ونحن نعرف أن أمريكا تقدم مصالحها علي مبادئها وأنها مكبلة بقيود صهيونية تجعلها دائما في خدمتهم ظالمين قبل أن يكونوا مظلومين !!..
ونختم ياكاميلا بهذا الشعار الذي يجب أن تضعيه في مكتبك ليكون تحت ناظريك علي الدوام :
( لو دامت لغيرك لما اتت اليك ) !!..
ونحب أن ننبهك بأن الملك يؤتيه الله سبحانه وتعالي لمن يشاء وينزعه ممن يشاء وأنه سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء وان الخير كله بيده سبحانه وتعالى وأنه سبحانه وتعالى قادر علي كل شيء .
فلا مجال لك ياكاملا إلا التواضع والبعد عن الاغترار والهوي وحب النفس والكذب والنفاق وان تلتزمي الطريق القويم وان تسخري إمكانيات امريكا لخدمة العالم الفقير وان تبتعدي عن افتعال الحروب من أجل سرقة الشعوب ونهب خيراتها !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com