الجزيرة:
2024-06-27@12:27:27 GMT

ما رسائل حميدتي في جولته الأفريقية؟

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

ما رسائل حميدتي في جولته الأفريقية؟

بدأ قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي جولة أفريقية غير معلنة المدة، وحل خلالها ضيفا على كل من أوغندا وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا.

وقوبلت الزيارات باهتمام بالغ من المعنيين بالملف السوداني، وأثارت موجة من ردود الفعل تباينت بين الترحيب والتنديد، في حين عدها بعض المراقبين مؤشرا لتحديد مواقف الدول المضيفة من أطراف الحرب في بلاد النيلين.

وفي محطات جولته المختلفة أكد حميدتي عبر حسابه في منصة إكس أنه قدم لمستضيفيه شرحا لأسباب اشتعال الحرب، وخارطة الطريق التي يطرحها للوصول إلى الحل الشامل الذي يحقق السلام في السودان.

تطورات ميدانية

وتأتي هذه الجولة في أعقاب تطورات ميدانية مهمة شهدتها الساحة السودانية في الأشهر الأخيرة، فقد استطاعت قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب عسكرية في غربي البلاد، وتمكنت من بسط سيطرتها على 3 من ولايات منطقة دارفور الأربع.

وشهد ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرة قوات حميدتي على ولاية الجزيرة المحورية وسط البلاد، في ما وصفه مراقبون بـ"المنعرج الخطر" في مسار الحرب الدائرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.

وترافقت هذه التحولات الميدانية مع تصاعد الجهود الدبلوماسية لكبح جماح التدهور الذي تعيشه البلاد.

وتكللت تلك الجهود ببيان صدر عن الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد) في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت فيه التزام رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بلقاء قائد الدعم السريع حميدتي خلال 15 يوما.

ولكن الخارجية السودانية قالت إن البرهان اشترط للموافقة على اللقاء، ثم أعلنت بعد ذلك أنها تلقت مذكرة من نظيرتها في جيبوتي التي تترأس حاليا الإيغاد أبلغتها بتأجيل عقد اللقاء إلى يناير/كانون الثاني الحالي.

عودة علنية

ويرى مراقبون أن حميدتي يرمي من وراء هذه الجولة إلى تحقيق مجموعة أهداف وتوجيه رسائل متنوعة في عدة اتجاهات.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد المبروك إن "أول أهداف حميدتي من خلال هذه الجولة هو الظهور"، موضحا أن قائد الدعم السريع يرغب في إظهار نفسه وإعلان عودته العلنية إلى المشهد السياسي في البلاد بعد غياب امتد 6 أشهر، وتضاربت الأنباء في تفسير سببه، حتى ذهب بعضهم إلى إعلان وفاته.

ويضيف المبروك في حديث للجزيرة نت أن إعلام قوات الدعم السريع حرص على إظهار هذه النقطة بالتغطية الإعلامية من خلال الصور والفيديوهات، وتأكيد استقباله من قبل قادة الدول التي زارها.

وشهدت الأشهر الماضية رواجا للعديد من الشائعات لتفسير عدم ظهور حميدتي، منها إعلان وفاته من قبل كل من السفير السوداني في ليبيا إبراهيم محمد أحمد ورئيس حزب الأمة-التجديد والإصلاح مبارك الفاضل، لكن قوات الدعم السريع نفت مقتل قائدها، التي أوضحت أن ظهوره العلني مرتبط بتقديرات متروكة للقيادة.

حميدتي (يسار) لدى وصوله أديس أبابا (مواقع التواصل) حشد التأييد

ويرى المبروك أنه لا يمكن فصل تحركات حميدتي عن محاولته حشد هذه الدول المؤثرة في الملف السوداني عبر دورها في منظمة الإيغاد، لصالح أجندة التفاوض التي يسعى الدعم السريع لتمريرها.

وتضم (إيغاد) 8 دول تعد كينيا وإثيوبيا وأوغندا التي زارها حميدتي من مراكز الثقل المهمة فيها، في حين تستضيف جيبوتي التي تضمنتها الجولة أيضا المقر الدائم للمنظمة.

من جانبه، يرى مسؤول العلاقات الخارجية بحملة سودان المستقبل الأمين ذرمس أن زيارة حميدتي إلى إثيوبيا تكتسب طابعا خاصا، فقد كانت للقاء شركائه في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة عبد الله حمدوك.

وخلالها اتفق الطرفان على إعلان مبادئ نص على الالتزام بالمضي في عملية إنهاء الحرب، فيما التزمت قيادة الدعم بالانخراط في مباحثات مباشرة مع قيادة الجيش لوقف العدائيات.

ويرى ذرمس أن أهمية هذا الاتفاق بالنسبة لقوات الدعم تتمثل في أنه محاولة لإنقاذه وتحسين صورته بعد أن ارتكبت قواته أبشع أنواع الجرائم ضد المدنيين، "مما يمكن تسميته جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري".

تقويض جهود البرهان

ويرى محللون أن جولة حميدتي تأتي في إطار محاولاته تقويض الجهود التي بذلها البرهان مع أغلب قادة هذه الدول خلال جولات سابقة له، ويقول المبروك إنه "ربما وجد تفهما منها تجاه موقف الجيش السوداني ورؤيته في الدفاع عن وجود الدولة".

في السياق نفسه، يؤكد الصحفي والمحلل السوداني حافظ كبير أن لا أحد من الطرفين يستطيع أن يمرر روايته الخاصة، مشيرا إلى أن هذه الحرب لديها روايتان، واحدة للجيش وأخرى للدعم السريع، وأن الدول التي زارها كل من البرهان وحميدتي تؤدي أدوارا مهمة في عملية السلام السودانية، ولذا ينبغي أن تسمع من الأطراف المختلفة.

ويرى كبير في حديثه للجزيرة نت أن هذه الجولة يمكن أن تسهم في توضيح الصورة لقادة هذا الدول بما يمكنهم من البناء على نقاط الالتقاء التي ستمثل قاعدة في توقيع الاتفاق بين الطرفين.

رئيس جنوب أفريقيا (يمين) يستقبل حميدتي (رويترز) حفاوة وترحيب

وأثارت بعض المواقف التي رافقت جولة حميدتي اهتمام المراقبين لما تحمله من دلالات حيال مواقف الدول المستضيفة تجاه الأطراف الفاعلة في الحرب في السودان.

وبرزت في هذا السياق الحفاوة اللافتة في الاستقبال، كما عكست الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الأجواء الودية التي أحاطت هذه الزيارات.

ويرى حافظ كبير أن الاستقبال الذي حظي به قائد الدعم السريع في أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا "المعهود عنه أنه استقبال رسمي"، وأنه يؤشر إلى ردود فعل إيجابية من قبل هذه الدول على الزيارة.

ولكن ذرمس يرى أن دوافع هذه الحفاوة عائدة إلى أن هذه الجولة تتم بمساعدة وتنسيق من قبل حلفاء قوات الدعم السريع، سواء كانوا "خارج أفريقيا أو داخلها".

ملامح أزمة دبلوماسية

وفي إشارة إلى احتمالات أزمة دبلوماسية في الأفق على خلفية الجولة، استدعت الخارجية السودانية سفيرها في كينيا "للتشاور احتجاجا على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد مليشيا التمرد، وأن التشاور سيغطي كل الاحتمالات لمآلات علاقة البلدين"، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.

وفي خطابه بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال السودان دعا البرهان الدول التي تستقبل حميدتي إلى التوقف عن "التدخل في شأننا، لأن أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره".

ويعزو مراقبون هذه الاستقبالات إلى رغبة الدول المضيفة في الحفاظ على توازن في علاقتها بين طرفي النزاع بما يسهل مهمة الوساطة التي تقوم بها، بجانب أن انتصارات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة فرضته لاعبا رئيسيا في الخريطة السياسية السودانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع هذه الجولة من قبل

إقرأ أيضاً:

وثائق سرية تكشف عن تجنيد الإمارات لمرتزقة يمنيين لمساندة قوات الدعم السريع في السودان

الجديد برس:

كشفت وزارة الخارجية السودانية عن معلومات تفصيلية حول تورط مرتزقة يمنيين بدعم الجهود الإماراتية لمساندة قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الحكومة السودانية منذ أبريل 2023.

وقدم السفير السوداني لدى مجلس الأمن الدولي، الحارث إدريس، في العاشر من الشهر الجاري، وثائق ومستندات تؤكد هذا التورط، والتي شملت صوراً ووثائق في 41 صفحة. واحتوت الوثائق على وصف تفصيلي لأنواع الأسلحة والمعدات المضبوطة، بما في ذلك نوعها وأرقامها التسلسلية.

كما شملت جوازات سفر لإماراتيين ويمنيين عثر عليها في مركبة إماراتية بين منطقتي “الجريف” و”أم دوم” في ولاية الخرطوم. ومن بين تلك الوثائق، جواز سفر لشاب يمني من أبناء محافظة الضالع، وجواز آخر لشاب ولد في إمارة دبي وينتمي أيضاً لمحافظة الضالع التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات.

وشهدت جلسة مجلس الأمن الأخيرة سجالاً بين مندوبي السودان والإمارات لدى الأمم المتحدة، حيث جدد السفير السوداني اتهامه للإمارات بدعم مليشيات الدعم السريع. وقال إن حكومة بلاده تملك أدلة على ذلك، داعياً مجلس الأمن إلى إدانة هذا التدخل الأجنبي في الشؤون السودانية.

من جانبه، نفى مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، هذه الاتهامات واصفاً إياها بالسخيفة. واتهم السفير السوداني بتمثيل أحد أطراف الصراع في السودان. كما أكد على دعم بلاده المستمر للعمليات الإنسانية في السودان، وحث جميع الأطراف على الانضمام إلى محادثات جدة لتحقيق السلام.

ورداً على ذلك، أكد مندوب السودان على أن الإمارات هي من تدعم الإرهاب العرقي في السودان، وأن لديهم أدلة وصوراً تم رفعها لمجلس الأمن. واتهم الإمارات بعرقلة الاجتماعات الهادفة إلى تحقيق السلام في السودان.

وتأتي هذه التطورات في ظل التوترات المتصاعدة بين السودان والإمارات، حيث تشكو الحكومة السودانية مراراً من الدعم الإماراتي الكبير لقوات الدعم السريع بقيادة حميد دقلو، التي تخوض حرباً مفتوحة مع قوات الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان منذ أكثر من عام.

وفي وقت سابق، اتهم عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، قوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من جنسيات متعددة، بينهم يمنيون.

وقال البرهان، في حديث صحفي مصور، إن قوات الدعم السريع استعانت بمرتزقة من جنسيات متعددة من بينهم مرتزقة من اليمن، مضيفاً: “نحن نقاتل مرتزقة من تشاد ومن إفريقيا الوسطى وحتى من اليمن في ناس قاعدين يقاتلوا داخل الخرطوم”.

وفي حين لم يوضح البرهان إلى أي فصيل يمني ينتمي المقاتلون، فقد كانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق، قوات من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، بإرسال مسلحين لدعم قوات الدعم السريع في السودان.

مقالات مشابهة

  • حركة مناوي ترد على تصريحات الدعم السريع بشأن القتال معها.. ما علاقة الإمارات؟
  • قوات حميدتي تواصل استراتيجية الأرض المحروقة في السودان
  • قوات حميدتي تواصل إستراتيجية الأرض المحروقة في السودان
  • مستشار «حميدتي» يتهم «مناوي» بطلب مبالغ مالية مقابل القتال إلى جانب الدعم السريع و«الحركة» تنفي
  • بعد سيطرة “الدعم السريع”.. نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنار السودانية
  • بعد سيطرة الدعم السريع.. نزوح مئات الأسر من جبل موية بولاية سنار السودانية
  • ميدل إيست آي: الإمارات تدعم قوات الدعم السريع السودانية بأسلحة عبر ليبيا
  • الجارديان: بريطانيا تمنع انتقاد الإمارات في تسليح مليشيا قوات الدعم السريع السودانية (ترجمة خاصة)
  • المجلس الأوروبي يفرض عقوبات على 6 أفراد في الجيش السوداني والدعم السريع
  • وثائق سرية تكشف عن تجنيد الإمارات لمرتزقة يمنيين لمساندة قوات الدعم السريع في السودان