الجزيرة:
2025-03-17@15:07:08 GMT

ما رسائل حميدتي في جولته الأفريقية؟

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

ما رسائل حميدتي في جولته الأفريقية؟

بدأ قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي جولة أفريقية غير معلنة المدة، وحل خلالها ضيفا على كل من أوغندا وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا.

وقوبلت الزيارات باهتمام بالغ من المعنيين بالملف السوداني، وأثارت موجة من ردود الفعل تباينت بين الترحيب والتنديد، في حين عدها بعض المراقبين مؤشرا لتحديد مواقف الدول المضيفة من أطراف الحرب في بلاد النيلين.

وفي محطات جولته المختلفة أكد حميدتي عبر حسابه في منصة إكس أنه قدم لمستضيفيه شرحا لأسباب اشتعال الحرب، وخارطة الطريق التي يطرحها للوصول إلى الحل الشامل الذي يحقق السلام في السودان.

تطورات ميدانية

وتأتي هذه الجولة في أعقاب تطورات ميدانية مهمة شهدتها الساحة السودانية في الأشهر الأخيرة، فقد استطاعت قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب عسكرية في غربي البلاد، وتمكنت من بسط سيطرتها على 3 من ولايات منطقة دارفور الأربع.

وشهد ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرة قوات حميدتي على ولاية الجزيرة المحورية وسط البلاد، في ما وصفه مراقبون بـ"المنعرج الخطر" في مسار الحرب الدائرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.

وترافقت هذه التحولات الميدانية مع تصاعد الجهود الدبلوماسية لكبح جماح التدهور الذي تعيشه البلاد.

وتكللت تلك الجهود ببيان صدر عن الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد) في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت فيه التزام رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بلقاء قائد الدعم السريع حميدتي خلال 15 يوما.

ولكن الخارجية السودانية قالت إن البرهان اشترط للموافقة على اللقاء، ثم أعلنت بعد ذلك أنها تلقت مذكرة من نظيرتها في جيبوتي التي تترأس حاليا الإيغاد أبلغتها بتأجيل عقد اللقاء إلى يناير/كانون الثاني الحالي.

عودة علنية

ويرى مراقبون أن حميدتي يرمي من وراء هذه الجولة إلى تحقيق مجموعة أهداف وتوجيه رسائل متنوعة في عدة اتجاهات.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد المبروك إن "أول أهداف حميدتي من خلال هذه الجولة هو الظهور"، موضحا أن قائد الدعم السريع يرغب في إظهار نفسه وإعلان عودته العلنية إلى المشهد السياسي في البلاد بعد غياب امتد 6 أشهر، وتضاربت الأنباء في تفسير سببه، حتى ذهب بعضهم إلى إعلان وفاته.

ويضيف المبروك في حديث للجزيرة نت أن إعلام قوات الدعم السريع حرص على إظهار هذه النقطة بالتغطية الإعلامية من خلال الصور والفيديوهات، وتأكيد استقباله من قبل قادة الدول التي زارها.

وشهدت الأشهر الماضية رواجا للعديد من الشائعات لتفسير عدم ظهور حميدتي، منها إعلان وفاته من قبل كل من السفير السوداني في ليبيا إبراهيم محمد أحمد ورئيس حزب الأمة-التجديد والإصلاح مبارك الفاضل، لكن قوات الدعم السريع نفت مقتل قائدها، التي أوضحت أن ظهوره العلني مرتبط بتقديرات متروكة للقيادة.

حميدتي (يسار) لدى وصوله أديس أبابا (مواقع التواصل) حشد التأييد

ويرى المبروك أنه لا يمكن فصل تحركات حميدتي عن محاولته حشد هذه الدول المؤثرة في الملف السوداني عبر دورها في منظمة الإيغاد، لصالح أجندة التفاوض التي يسعى الدعم السريع لتمريرها.

وتضم (إيغاد) 8 دول تعد كينيا وإثيوبيا وأوغندا التي زارها حميدتي من مراكز الثقل المهمة فيها، في حين تستضيف جيبوتي التي تضمنتها الجولة أيضا المقر الدائم للمنظمة.

من جانبه، يرى مسؤول العلاقات الخارجية بحملة سودان المستقبل الأمين ذرمس أن زيارة حميدتي إلى إثيوبيا تكتسب طابعا خاصا، فقد كانت للقاء شركائه في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة عبد الله حمدوك.

وخلالها اتفق الطرفان على إعلان مبادئ نص على الالتزام بالمضي في عملية إنهاء الحرب، فيما التزمت قيادة الدعم بالانخراط في مباحثات مباشرة مع قيادة الجيش لوقف العدائيات.

ويرى ذرمس أن أهمية هذا الاتفاق بالنسبة لقوات الدعم تتمثل في أنه محاولة لإنقاذه وتحسين صورته بعد أن ارتكبت قواته أبشع أنواع الجرائم ضد المدنيين، "مما يمكن تسميته جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري".

تقويض جهود البرهان

ويرى محللون أن جولة حميدتي تأتي في إطار محاولاته تقويض الجهود التي بذلها البرهان مع أغلب قادة هذه الدول خلال جولات سابقة له، ويقول المبروك إنه "ربما وجد تفهما منها تجاه موقف الجيش السوداني ورؤيته في الدفاع عن وجود الدولة".

في السياق نفسه، يؤكد الصحفي والمحلل السوداني حافظ كبير أن لا أحد من الطرفين يستطيع أن يمرر روايته الخاصة، مشيرا إلى أن هذه الحرب لديها روايتان، واحدة للجيش وأخرى للدعم السريع، وأن الدول التي زارها كل من البرهان وحميدتي تؤدي أدوارا مهمة في عملية السلام السودانية، ولذا ينبغي أن تسمع من الأطراف المختلفة.

ويرى كبير في حديثه للجزيرة نت أن هذه الجولة يمكن أن تسهم في توضيح الصورة لقادة هذا الدول بما يمكنهم من البناء على نقاط الالتقاء التي ستمثل قاعدة في توقيع الاتفاق بين الطرفين.

رئيس جنوب أفريقيا (يمين) يستقبل حميدتي (رويترز) حفاوة وترحيب

وأثارت بعض المواقف التي رافقت جولة حميدتي اهتمام المراقبين لما تحمله من دلالات حيال مواقف الدول المستضيفة تجاه الأطراف الفاعلة في الحرب في السودان.

وبرزت في هذا السياق الحفاوة اللافتة في الاستقبال، كما عكست الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الأجواء الودية التي أحاطت هذه الزيارات.

ويرى حافظ كبير أن الاستقبال الذي حظي به قائد الدعم السريع في أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا "المعهود عنه أنه استقبال رسمي"، وأنه يؤشر إلى ردود فعل إيجابية من قبل هذه الدول على الزيارة.

ولكن ذرمس يرى أن دوافع هذه الحفاوة عائدة إلى أن هذه الجولة تتم بمساعدة وتنسيق من قبل حلفاء قوات الدعم السريع، سواء كانوا "خارج أفريقيا أو داخلها".

ملامح أزمة دبلوماسية

وفي إشارة إلى احتمالات أزمة دبلوماسية في الأفق على خلفية الجولة، استدعت الخارجية السودانية سفيرها في كينيا "للتشاور احتجاجا على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد مليشيا التمرد، وأن التشاور سيغطي كل الاحتمالات لمآلات علاقة البلدين"، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.

وفي خطابه بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال السودان دعا البرهان الدول التي تستقبل حميدتي إلى التوقف عن "التدخل في شأننا، لأن أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره".

ويعزو مراقبون هذه الاستقبالات إلى رغبة الدول المضيفة في الحفاظ على توازن في علاقتها بين طرفي النزاع بما يسهل مهمة الوساطة التي تقوم بها، بجانب أن انتصارات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة فرضته لاعبا رئيسيا في الخريطة السياسية السودانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع هذه الجولة من قبل

إقرأ أيضاً:

حميدتي يعود للظهور محذّرا من تصعيد جديد بالخرطوم ومهددا بورتسودان

وجّه قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف بلقب "حميدتي"، جملة تهديدات إلى الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، بتصعيد جديد في المعارك، فيما قال إنّ قواته "لن تخرج" من العاصمة الخرطوم.

وفي خطاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال حميدتي الذي ظهر بعد اختفاء طال الأشهر الماضية، إنّ: "الوضع مختلف حاليا"، مضيفا: "الحرب داخل الخرطوم، ولن نخرج من القصر الجمهوري".

وفي السياق نفسه، هدّد حميدتي بأن "ذكرى تأسيس قوات الدعم السريع، التي توافق الإثنين، سوف تكون يوم حسرة وندامة، على الجيش وحلفائه".

كذلك، وجّه حميدتي أيضا تهديدا إلى من وصفهم بـ"الدول التي دعمت الجيش"، وقال إنها "ستدفع الثمن". فيما أشار في الوقت نفسه إلى أنه سيستهدف مدينة بورتسودان المتواجدة شرقي البلاد، وهي التي يتخذها لجيش مركزا لإدارة شؤون البلاد وباتت مقرا للوكالات الأممية والبعثات الدبلوماسية.


إلى ذلك، يأتي الخطاب عقب فترة طويلة غاب فيها حميدتي عن الظهور بشكل علني، في وقت حقق فيه الجيش تقدما كبيرا في المعارك على مدار الأشهر الماضية.

وفي سياق متصل، كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد أشارت في تقرير سابق، إلى: "اختفاء حميدتي من ميادين القتال منذ أشهر، ما أثار استياء واسعا وسط جنوده، شعورهم بالتخلي عنهم".

وفي الأسبوع الماضي، قال قائد الجيش السوداني، البرهان، إنّه: "لا تفاوض" مع قوات الدعم السريع "إلا بتسليم سلاحها ومحاسبة عناصرها"، وذلك في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الجيش على محاور عديدة في الحرب الدائرة منذ نيسان/ أبريل 2023.


وفي خطاب بولاية نهر النيل، كان برهان قد شدّد على أنه "لن تكون هناك عودة إلى التفاوض إلا بعد تجميع عناصر الدعم السريع في أماكن محددة، وتجريدهم من السلاح، ومحاسبتهم".

ومنذ نحو عامين، يعيش السودان على إيقاع حرب مدمّرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، أدّت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين. فيما أحدثت الحرب انقساما في البلاد، إذ أصبح الجيش يسيطر على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.

مقالات مشابهة

  • خطاب قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”: استمعوا إليه بدلًا من الردح والشتائم
  • ‏قراءة في خطاب “حميدتي”
  • مقتل 4 مدنيين وإصابة العشرات بقصف لـالدعم السريع غرب العاصمة السودانية
  • حميدتي يعود للظهور محذّرا من تصعيد جديد بالخرطوم ومهددا بورتسودان
  • هل تلعب تركيا مع الطرفين في الحرب الأهلية السودانية ؟
  • حميدتي أكد أن أهالي قتلى الدعم السريع يعانون من التجاهل والنسيان
  • شاهد.. فيديو نادر لقائد الدعم السريع “حميدتي” يظهر من خلاله وهو يقود المعارك بنفسه في الأيام الأولى للحرب ويستعد لدخول القصر لإذاعة بيان إستلامه السلطة
  • «حميدتي»: سنبقى في الخرطوم ولن نخرج من القصر الجمهوري
  • حميدتي: الدعم السريع لن يخرج من الخرطوم أو القصر الجمهوري
  • عقار.. التفاوض مع الدعم السريع صعب لأن قيادتها ليست موحدة بجانب الأعداد الكبيرة من “المرتزقة” التي تقاتل في صفوفها