الاقتصاد الإسرائيلي يهتزّ ولعنة السقوط تلاحقه

الاقتصاد الإسرائيلي قابل للسقوط بشكل حاد، والمنظومة المرتبطة برئيس الحكومة تُغالي في الحرب والعدوان على غزة خوفاً من لعنة السقوط المقبل.

اعتقدوا أنّ الاقتصاد الإسرائيلي الذي أعطي صفة "الترفيهي"، وانطلق في 1992 بحلّة جديدة، أقوى من القدرة العسكريّة، وأنّه سيبقى الاقتصاد القوي الوحيد بالمنطقة.

عند أوّل اختبار حقيقي تعرّض لخيبة قاسية أظهرت أنّ نظرية "إسرائيل" الاقتصادية من النيل إلى الفرات أوهن من بيت العنكبوت وأحلام سراب. وأثبت طوفان الأقصى هذه الحقيقة منطقيّاً وعمليّاً.

* * *

لم يكن بحسبان الكيان الإسرائيلي أن تكشف عمليّة طوفان الأقصى اقتصاده الوهمي إلى هذا الحد، وأن يتحوّل عدوانه الوحشي على قطاع غزة إلى نقطة ضعف ضاغطة على القطاعات الاقتصاديّة، والدليل هو ازدياد المطالب بتسريح جنود الاحتياط، ليس لأنّ الحرب وضعت أوزراها، بل لأنّ الخسائر الكارثيّة التي مُني بها هزّت اقتصاده بقوّة.

وليس موضوع انكماش الاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب أمراً بسيطاً، وخصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار تقديرات شركات الاستثمار لدى الكيان، وعلى رأسها شركة "ميتاف"، إضافة إلى الوكالات الأجنبية، وفي مقدمتها "بلومبيرغ" وبنك "جي بي مورغان".

وفي خلاصة تقارير هذه المؤسسات، نجد ما يلي:

- الانكماش قادم بمستوى يصل إلى 11%.

- النمو الاقتصادي متجه إلى أقل من 2%.

- خسارة 7.75 مليار دولار من العائدات الضريبيّة.

- عجز الموازنة سيرتفع إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

- نسبة البطالة قاربت 11% للمرة الأولى منذ تأسيس الكيان.

- عجز الموازنة في نهاية 2023 بلغ 12.5 مليار دولار.

- بعد 80 يوماً على الحرب، تبلغ تكلفة التعويضات 4.25 مليار دولار.

- هبوط 6% في قيمة الشيكل، وضخ ما يقارب 42 مليار دولار لإيقاف انهياره.

- انخفاض مؤشر أسهم المصارف ما يوازي 20%، في تراجع هو الأول من نوعه منذ العام 1992.

- هبوط 9.5% في بورصة تل أبيب.

- إيقاف 42 شركة عالميّة رحلاتها الجويّة إلى فلسطين المحتلة.

- إغلاق ميناء عسقلان ومنشأة النفط التابعة له.

- إيقاف الإنتاج في حقل تمار.

- إيقاف العمل في حقل كاريش.

- نقص كبير في القوى العاملة في قطاع التسويق.

- كلفة مباشرة مرتفعة للحرب اعترفت حكومة الكيان بـ18 مليار دولار منها.

- الكلفة المباشر وغير المباشرة بلغت 10% من الناتج المحلي، أي ما يزيد على 53 مليار دولار، بحسب المصرف المركزي.

- الخسائر الاقتصادية المباشرة بلغت قيمتها 600 مليون دولار أسبوعياً.

- عجز في موازنة 2024 المثقلة بالنفقات وضعف الاستثمارات والضرائب.

- كارثة التكنولوجيا: استدعاء 90 ألف مجند يعملون في هذا القطاع الذي يعتبر علامة اقتصاديّة فارقة للتفوّق في المنطقة، إذ إنّه يشكّل 28% من الناتج المحلي، و50% من الصادرات، و15% من القوى العاملة الإنتاجيّة.

- شلل في القطاع الزراعي والحيواني مع عبء كلفة الاستيراد انسحب على 15 مزرعة دواجن كبرى، وعلى مزارع الأبقار ومزارع التفاح في الجنوب. وفي المحصّلة، تركت الحرب آثاراً سلبية في 80% من هذا القطاع.

- ضرر غير عادي في مرفأ إيلات الذي يستقبل نحو 2360 سفينة سنويّاً، ويشكل الاستيراد عبره 70% من الأمن الغذائي الاجتماعي للكيان، إذ تحوّل إلى مرفأ مشلول في الأسابيع الماضية من جراء دور اليمن وقوّاته المسلّحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

أما التراجع العام في القطاعات، بحسب مركز دراسات الإحصاء في وزارة المالية، فجاء كالتالي:

1- قطاع التكنولوجيا 54%.

2- قطاع البناء 56%.

3- قطاع الصناعة 43%.

4- قطاع الخدمات الماليّة 21%.

5- قطاع التجارة 36%.

6- قطاع السياحة 71%.

وبناء على هذه الوقائع، يتبيّن أنّ الاقتصاد الإسرائيلي قابل للسقوط بشكل حاد، وأنّ المنظومة المرتبطة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تُغالي في الحرب والعدوان على غزة خوفاً من لعنة السقوط الكبير المقبل بلا شك.

كان الاعتقاد السائد أنّ هذا الاقتصاد الذي أعطي صفة "الترفيهي"، وانطلق عام 1992 بحلّته الجديدة، أقوى من القدرة العسكريّة، بحيث إنّه سيبقى الاقتصاد القوي الوحيد في المنطقة عند تدمير كل اقتصاديات دول الطوق والمنطقة من أجل فرض أحلام التطبيع الاستغلال، لكن عند أوّل اختبار حقيقي تعرّض لخيبة قاسية أظهرت أنّ نظرية "إسرائيل" الاقتصادية من النيل إلى الفرات أوهن من بيت العنكبوت وأحلام سراب منتهية.

وقد أثبت طوفان الأقصى هذه الحقيقة منطقيّاً وعمليّاً.

*زياد ناصر الدين كاتب وباحث اقتصادي لبناني.

المصدر | الميادين نت

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين نتنياهو الاقتصاد الإسرائيلي طوفان الأقصى الحرب على غزة الاقتصاد الإسرائیلی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

أوصياء على الدولة والوطن

مع نشر هذه السطور يكون مر من العام الجديد أيامه الثلاثة الأولى، هل نستغل تأثير البداية الجديدة.  هذه الظاهرة النفسية التى تجعل الناس ينظرون إلى بداية عام جديد، أو فصل دراسى جديد، أو شهر جديد، أو حتى أسبوع جديد كفرصة لإبعاد أنفسهم عن إخفاقاتهم الماضية. ومن باب «عام جديد، أنا جديد»، نبدأ العمل على إعادة ضبط حساباتنا العقلية للأمنيات، وللطموح، وللوطن أيضاً.
وما بين عام يرحل، وعام جديد يبدأ، تتجدد الأمنيات والطموحات. وعلى المستوى الوطنى، تظل الأولوية لمصر هى الحفاظ على الاستقرار الداخلى وحماية الأمن القومى والسيادة الوطنية المصرية. وأول خطوات الحفاظ على الاستقرار الداخلى هو عبور عنق الزجاجة اقتصادياً، وأن تهدأ وطأة وإرهاق الضغوط الاقتصادية من تضخم وارتفاع أسعار عانينا منها جميعاً، وأن يتحرر الاقتصاد المصرى من الارتدادات والتداعيات السلبية إقليمياً ودولياً على الاقتصاد المصرى، ولعل لقاء الدكتور مصطفى مدبولى مع رجال الأعمال والصناعة الوطنيين فى نهاية 2024، يحمل بادرة أمل وخير للاقتصاد المصرى والصناعة المصرية فى 2025. 
هنا كلمة أوجهها للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أرجوك لا تستمع لبعض المحسوبين على النخبة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الدولة ومؤسساتها، الملكيين أكثر من الملك، والذين انطلقوا لمهاجمة اللقاء ومهاجمة المشاركين فيه، هذه ليست حرية رأى، بل أراه فرض رأى ووصاية على الدولة، وكما ذكرت فى مقال سابق: إذا الحكومة استثمرت وأقامت مشروعات، تهاجم تلك الجحافل الدولة بدعوى التدخل فى النشاط الاقتصادى، وإذا الحكومة طرحت وتخارجت من المشروعات تصبح الدولة متهمة ببيع أصولها ومقدراتها. 
على مستوى القطاع الخاص؛ إذا المصانع الوطنية اتجهت للتصدير وفتح أسواق جديدة لتوفير العملة الصعبة سر الأزمة، تتهم بتعطيش الأسواق المحلية ورفع الأسعار. وإذا توقفت المصانع عن التصدير، تصبح صناعة رديئة وغير تنافسية. وإذا شاركوا فى حوار وطنى مع الدولة برئاسة المسئول الأول عن السياسات الحكومية وهو رئيس الوزراء، يتهمون بالبحث عن مصالحهم وتعظيم أرباحهم، وإذا تخارجوا وابتعدوا يتهمون بعدم الوطنية وعدم دعم الاقتصاد فى محنته، ويصبح العنوان العريض أين القطاع الخاص، وأين دور رجال الأعمال!!!
وللتدليل على مدى سخف تلك الادعاءات، حديث الأرقام لا يكذب ولا يتجمل، القطاع الخاص هو قاطرة الاقتصاد الوطنى، البيانات الحكومية الرسمية للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات تقول إن الصناعة الوطنية صدرت منتجات مصرية، تحمل شعار صنع فى مصر، تم تصنيعها بأيدٍ وعمالة مصرية فى أول 11 شهر من 2024 بما يتجاوز الـ 38 مليار دولار، فى مقدمة تلك القطاعات الصناعية قطاعات مواد البناء، الصناعات الكيماوية والأسمدة، الصناعات الغذائية استحوذت على 60% من إجمالى صادرات مصر غير البترولية، بقيمة 22.616 مليار دولار فى مقابل 20.228 مليار دولار، بنسبة نمو 11.8%.
قطاع مواد البناء الذى نال النصيب الأكبر من الهجوم؛ مثل قاطرة الصادرات المصرية واستحوذ على 25% من إجمالى صادرات مصر غير البترولية بقيمة 9.531 مليار دولار خلال الفترة من «يناير- نوفمبر 2024». ومجموعة صناعية واحدة من هذا القطاع ضاعفت صادراتها لتقترب من 1.75 مليار دولار بنهاية 2024، لتسجل أعلى المستويات فى تاريخها وتاريخ الصناعة الوطنية المصرية. 
حقاً لا نعلم ماذا يريد هؤلاء، يوزعون الاتهامات جزافاً تارة بالفساد وتارة بالاحتكار، ويسببون ضرراً بالغاً بتشويه مجموعات اقتصادية وصناعية وطنية هى ركائز ودعائم الاقتصاد الوطنى. وصدق القائل: اللهم أكفنى شر أصدقائى.. أما أعدائى فأنا كفيل بهم.

مقالات مشابهة

  • الكيان الإسرائيلي في مواجهة جغرافية المتاهة الأمنية في اليمن
  • المتظاهرون في الكيان المحتل يطالبون بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى
  • الكيان الإسرائيلي يعتقل شخصا حاول التسلل من تل ابيب لسوريا
  • مايكروسوفت تستثمر 80 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • أوصياء على الدولة والوطن
  • الكيان الصهيوني يطالب سكان قطاع غزة بمنطقة البريج بإخلاء منازلهم فورا
  • خبراء الاقتصاد: البيتكوين قد يتخطى 200 ألف دولار في 2025
  • الكيان الصهيوني يقتحم مدينة طولكرم مساء اليوم
  • الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان .. 21 مليون سوداني بحاجة لمساعدات عاجلة عام 2025 بينهم 16 مليون طفل
  • 17 مليار دولار لدعم البنية التحتية النفطية في ليبيا مع اقتراب جولة التراخيص