الأهرام: الدولة تسير عبر تحسين الأجور دوريًا في تطبيق فلسفتها للجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة (الأهرام)، أن الدولة تسير عبر تحسين الأجور والمرتبات بشكل دوري ومتواصل، في تطبيق فلسفتها للجمهورية الجديدة.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /السبت/ بعنوان (طفرة غير مسبوقة في الأجور) - أن واحدة من بشائر الأمل التي قدمتها الحكومة للمواطنين، في مطلع العام الجديد، كانت إعلان وزير المالية الدكتور محمد معيط، أن عام 2024 سوف يشهد المزيد من تحسين أجور العاملين بالدولة، تماشيا مع السياسة التي التزمت بها الدولة في السنوات الأخيرة.
وأشارت إلى أن هذه السياسة تقوم على مبدأ أساسي، لطالما صرح به الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل حواراته مع الشعب، هذا المبدأ هو أنه لن يسمح أبدا بأن يتحمل المواطن البسيط آثار وتبعات عملية الإصلاح الجبارة، القائمة حاليا على قدم وساق، وفي هذا الإطار نجد آلاف القرارات التي تم اتخاذها خلال السنوات الماضية، والرامية إلى الحفاظ على مستويات المعيشة لهذه الفئات ذات الدخل البسيط.
وأوضحت أن من بين الإجراءات بطبيعة الحال، تدخل الحكومة لمنع سطوة التجار المبالغين في أسعار السلع والخدمات سعيا لمزيد من الربح، وكذلك طرح ملايين الأطنان من الأغذية بأسعار معقولة في منافذ بيع تابعة لكل الوزارات والأجهزة في جميع المحافظات، علاوة على فرض الرقابة المشددة على الأسواق، منعا لمنتهزي الفرص والمتاجرة بأقوات المواطنين.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م