هل تعيد الدوحة التفكير بعلاقتها مع حماس؟
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
منذ بدء الحرب في غزة، دخلت قطر في جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس، وأجرت مباحثات دبلوماسية للتوصل لصفقات إطلاق سراح الرهائن في غزة.
واستطاعت قطر خلال السنوات الماضية أن تحافظ على علاقات مع إسرائيل، بينما ظلت الداعم الأساسي لحماس، الأمر الذي قد يجعلها أمام خيارات للحفاظ على توازن سياساتها الخارجية التي اتبعتها خلال العقدين الماضيين، إذا استخدمت ثروتها الهائلة وعلاقاتها الوثيقة مع واشنطن للتحرك على الساحة العالمية.
وأشار تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز إلى أنه حتى الآن "أتت مناورات قطر بثمارها" ما سمح لها بتعميق الشركات مع الجهات الفاعلة الرئيسية خاصة واشنطن، الأمر الذي منحها ميزة دبلوماسية للتوسط مع إيران وفنزويلا.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1200 شخص خلال هجم السابع من أكتوبر. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الرد العسكري الإسرائيلي أسفر عن مقتل 22600 شخص وحول مناطق كبيرة من القطاع الساحلي الفلسطيني إلى أنقاض.
ومع استمرار الحرب في غزة وتوسع نطاقها في المنطقة، قد "يتعين على الدوحة أن تقطع علاقاتها مع حماس، لكن يمكنها أولا أن تتوسط في صفقة الرهائن" المتواجدين لدى حماس، بحسب التحليل.
وأضاف التحليل أنه "من المحتمل أن قطر لعبت دورا في هجوم السابع من أكتوبر"، وإن لم يكن بشكل مباشر، خاصة وأنها دعمت حماس واستضافت قياداتهم في الدوحة لسنوات، ناهيك عن "تضخيم رسائل الحركة من خلال شبكاتها الإعلامية".
ونوه التحليل إلى أن "علاقة قطر مع حماس" منحتها "قدرة فريدة للتأثير على قادة الحركة وإحضارهم لطاولات المفاوضات للتوصل إلى صفقة للرهائن"، كما "لا تزال الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى الاعتماد على الدوحة لتحقيق بعض المكاسب. حتى لو اضطرت قطر في نهاية المطاف إلى قطع علاقتها مع الحركة".
وزاد أن "واشنطن وإسرائيل عليهما التصرف بحذر بينما تعتمدان قطر.. حيث لا يستطيع أي منهما تحمل استعداء هذه الدولة الخليجية"، إذ لا يمكن تناسي أهمية قطر كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية جيوسياسية وهي تستضيف القيادة المركزية الأميركية في المنطقة، والقاعدة الجوية الأميركية الأكبر خارج الولايات المتحدة.
عندما تسلم الرئيس الأميركي، جو بايدن، منصبه كان أمير قطر تميم بن حمد، أول زعيم خليجي يلتقيه، وأعلن بايدن الدوحة "حليفا رئيسيا من خارج الناتو"، ناهيك عن أنها "ثالث أكبر مشتر للمعدات العسكرية الأميركية".
ويؤكد التحليل أن واشنطن وإسرائيل عليهما إرسال رسالة لقطر "أنهما لن تتسامحا مع الدعم القطري لحركة حماس مستقبلا.. وينبغي لواشنطن الضغط على الدوحة ليس فقط لطرد قيادات حماس من أراضيها، بل توجيه أي مساعدات مستقبلية للفلسطينيين، وهو التمويل اللازم للمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، من خلال سلطة فلسطينية يتم تنشطيها".
وعلى المدى المتوسط يجب حث قطر على المضي قدما في "الضغط على حماس لحملها على الانضمام إلى صفقة رهائن أخرى".
وحذر التحليل من توجيه انتقادات علنية للدوحة أو اتخاذ إجراءات قوية ضدها، مثل التوجه لاغتيال قادة حماس المتواجدين على أراضيها، فالأولوية يجب أن تكون لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
ويصف التحليل قطر بأنها "براغماتية باحثة عن الفرص، أكثر من كونها أيديولوجية، وهي تتكيف مع التغييرات في بيئتها الجيوسياسية وتتكيف بسرعة بحثا عن النفوذ"، ولهذا يجب على المجتمع الدولي ربط مشاركة قطر في مرحلة ما بعد الحرب على غزة بتغيير سياستها تجاه حماس.
ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف جديد للنار.
ونقل موقعا "أكسيوس" الإعلامي الأميركي و"واي نت" الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية لم يكشفا هويتها أواخر ديسمبر، أن قطر أبلغت إسرائيل بأن حماس وافقت على مبدأ استئناف المحادثات بهدف إطلاق سراح أكثر من 40 رهينة مقابل وقف النار، بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس.
وتُفاقِم حرب غزة التوتر في المنطقة، ويستهدف الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن مرارا سفنا في البحر الأحمر بضربات أشاروا إلى أنها "نصرة" للفلسطينيين في غزة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس تتعرض القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في العراق وسوريا منذ العام 2014، لهجمات بشكل شبه يومي.
وتتبنى معظم تلك الهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" التي تجمع فصائل حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية. وتندد الفصائل بالدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد الحركة الفلسطينية.
كما تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادل قصف يوميا بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توقف إمداد غزة بالكهرباء قبل محادثات التهدئة الجديدة
الضفة الغربية (زمان التركية)ــ أمرت إسرائيل بوقف فوري لإمدادات الكهرباء في قطاع غزة الأحد للضغط على حماس لقبول شروط جديدة في اتفاق وقف إطلاق النار، حتى في الوقت الذي تستعد فيه لإجراء محادثات جديدة حول مستقبل الهدنة مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
ويأتي قرار إسرائيل بعد أسبوع من منعها دخول جميع المواد الغذائية والمساعدات إلى القطاع المتضرر من الحرب، وهي الخطوة التي تذكرنا بالأيام الأولى من الحرب عندما أعلنت إسرائيل “حصارا” على غزة.
وانتهت المرحلة الأولى من الهدنة في الأول من مارس/آذار، وامتنع الجانبان عن العودة إلى الحرب الشاملة، على الرغم من العنف الإسرائيلي المتقطع، بما في ذلك غارة جوية يوم الأحد أسفرت عن مقتل ثلاثة فلسطينيين على الأقل.
قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 120 فلسطينيًا، وأصابت 490 آخرين، وارتكبت أكثر من 400 انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار/تبادل الأسرى في غزة منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
ودعت حماس مرارا وتكرارا إلى البدء الفوري في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، والتي تفاوضت عليها الولايات المتحدة وقطر ومصر، بهدف إنهاء الحرب بشكل دائم، لكن إسرائيل ترفض وتضغط لتمديد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل/نيسان، وأوقفت المساعدات إلى غزة بسبب هذا المأزق.
قطع إمدادات الكهرباء.وقال وزير الطاقة إيلي كوهين في بيان مصور “لقد وقعت للتو على أمر بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء على الفور”.
وأضاف “سنستخدم كل الأدوات المتاحة لدينا لإعادة الرهائن وضمان عدم بقاء حماس في غزة في اليوم التالي” للحرب.
بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة، ولن تعيدها إلا في منتصف عام 2024.
إن خط الكهرباء الوحيد بين إسرائيل وغزة يزود محطة تحلية المياه الرئيسية بالمياه، ويعتمد سكان غزة الآن بشكل أساسي على الألواح الشمسية والمولدات التي تعمل بالوقود لإنتاج الكهرباء.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية يوم الاثنين أن إسرائيل أعدت خططا لتكثيف الضغوط بموجب مخطط أطلق عليه “خطة الجحيم”.
وشمل ذلك متابعة منع المساعدات من خلال “تهجير السكان بالقوة من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، ووقف إمدادات الكهرباء واستئناف القتال على نطاق واسع”.
ويعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين الآن في خيام في مختلف أنحاء غزة، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلاً في كثير من الأحيان إلى الصفر المئوي.
والتقى ممثلون عن حماس مع وسطاء في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأكدوا على الحاجة الملحة لاستئناف تسليم المساعدات “دون قيود أو شروط”، بحسب بيان لحماس.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم لوكالة فرانس برس “ندعو الوسطاء في مصر وقطر وكذلك الضامنين في الإدارة الأميركية إلى ضمان التزام الاحتلال بالاتفاق… والمضي بالمرحلة الثانية وفق البنود المتفق عليها”.
وتتضمن المرحلة الثانية تبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ووقف إطلاق النار الدائم، وإعادة فتح المعابر الحدودية، ورفع الحصار.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع بعد لقاء الوسطاء إن المؤشرات حتى الآن “إيجابية”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيرسل مندوبين إلى الدوحة يوم الاثنين.
بين الكلاب والجرذانلقد أوقفت الهدنة إلى حد كبير أكثر من 15 شهراً من الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، حيث نزح كل سكان القطاع تقريباً بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية الوحشية المتواصلة.
وأسفرت المرحلة الأولى التي استمرت ستة أسابيع عن تبادل 25 أسيراً إسرائيلياً حياً وثماني جثث مقابل إطلاق سراح نحو 1800 فلسطيني محتجزين في إسرائيل.
كما سمح بدخول الغذاء والمأوى والمساعدة الطبية الضرورية.
وبعد أن قطعت إسرائيل تدفق المساعدات، اتهم خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الحكومة بـ” استغلال المجاعة كسلاح “.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدكران “حتى الآن لم يتم السماح إلا بدخول 10% من الإمدادات الطبية المطلوبة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة”.
وقالت الأرملة الفلسطينية النازحة حنين الدرة لوكالة فرانس برس إنها قضت مع أطفالها أسابيع في الشارع “بين الكلاب والجرذان” قبل أن تحصل على خيمة.
Tags: الهدنةغزةفلسطينقطع الكهرباء