كتبت سابين عويس في" النهار"؛ رغم الدعم الاميركي اللامحدود لاسرائيل في عملياتها في وجه "طوفان الأقصى"، إلا ان المصادر لا تخفي تلمّسها نقاط تباين أو تباعد واضحة ما بين السياستين الاميركية والاسرائيلية، ولا سيما في الملف اللبناني، حيث تتمسك واشنطن وتضغط في اتجاه منع توسيع رقعة الحرب. وهي نجحت لغاية اليوم في الضغط على الجانبين لضمان ذلك، إلا ان العملية الأخيرة لاسرائيل التي استهدفت فيها الضاحية الجنوبية، أثارت القلق من تنامي احتمالات خروج الوضع عن السيطرة، خصوصاً إذا ما انتقلت المواجهات إلى مستوى الاغتيالات والتصفيات الجسدية المركزة، والتي يهدد الحزب باعتمادها رداً على تصفية القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري.




وفي نظر المصادر، ان المشكلة تكمن في تل ابيب التي يعود اليها تحديد المسار الذي ستسلكه الحرب في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد إعلان الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عدم السكوت عن خرقٍ على هذا المستوى من الخطورة، ما يعني ان لبنان سيصبح مكشوفاً والكلمة ستكون للميدان.

وعليه، لن تكون لكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة زيارة إلى بيروت قبل ان تتجمع لديه المعطيات الكافية التي تسهم في نجاح تحركه. وللمفارقة ان هذه المعطيات لا يملكها لبنان الرسمي، ولا حتى الحزب، وإنْ كان قرار الحرب في يده، واللاقرار في يد الحكومة كما قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من واشنطن.

أما مضمون المعطيات، فيتركز في الدرجة الاولى على التوصل إلى الآليات العملية لتنفيذ القرار 1701 والانتقال إلى المرحلة الثانية من استكمال التفاوض على الحدود البرية، انطلاقاً من تثبيت التفاهم على النقاط التي تم انجازها وهي 7 والعمل على النقاط المتبقية المختلف عليها وهي 6. لكن انطلاق هذا المسار لن يتم قبل التوصل إلى اتفاق على وقف نهائي لإطلاق النار. وهذا امر بات جلياً بالنسبة إلى الأميركيين، كما بالنسبة الى الاسرائيليين واللبنانيين على السواء، ما يعني ان أي زيارة للمبعوث الاميركي، ما لم يكن حاملاً مبادرة او وساطة او آليات حلّ لن تجدي في المرحلة الراهنة قبل ان تتوقف طبول الحرب.

هل هذا يعني فشل مهمة هوكشتاين؟ لا، تجيب المصادر، لأن المهمة لا تزال في بدايتها، والأصح ربما القول بأنها معلّقة او مجمدة حتى إشعار آخر، ولن يطول الوقت قبل ان يتبلور هذا الإشعار. فتحرك هوكشتاين ليس يتيماً او منفرداً بل يأتي ضمن نشاط كثيف وغير مسبوق للاميركيين في المنطقة، بحيث لا يكاد يغادر مسؤول حتى يغطّ آخر، ما يؤشر إلى حجم الانخراط الذي قررته ادارة بايدن بعد أعوام من التراجع. كما يؤشر إلى مشروع ما لم تتضح معالمه في شكل كامل بعد، ولكنه قيد الإعداد، ولن يكون لبنان بمعزل عنه.

يعود هوكشتاين إلى بلاده فيما وزير الخارجية أنطوني بلينكن يجول على نحو تسع دول في المنطقة، لا بد ان تتبلور نتائجها على الزيارة المقبلة للوسيط الرئاسي لبايدن.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فياض غادر الى الاردن للمشاركة في اعمال المجلس الوزاري العربي للمياه

غادر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فيّاض الى الأردن للمشاركة في أعمال الدورة السادسة عشرة للمجلس الوزاري العربي والمؤتمر العربي السادس للمياه، والذي يناقش في جلسات متتالية وعلى مدى يومين، الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي في المنطقة العربية لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة 2030، والتحضير العربي للمنتديات العالمية للمياه، والتعاون العربي في استغلال الموارد المائية المشتركة.   وسيكون لفياض كلمة يركز  فيها على الاعتداءات الإسرائيلية على البنى التحتية المائية في لبنان وما خلّفته من شهداء من الكادر البشري التابع لمؤسستي المياه في البقاع والجنوب ومن خسائر كبيرة في المنشآت تقدّر بمئات ملايين الدولارات والحاجة الماسّة لدعم لبنان لإعادة الإعمار من أجل تأمين المتطلبات الحياتية الضرورية التي تسمح بعودة النازحين الى بلداتهم وأراضيهم بأسرع وقت ممكن.

مقالات مشابهة

  • الهُدنة لـ60 يوماً فقط؟ هوكشتاين يكشف!
  • صامدون… منتصرون: المقاومة تثبت معادلة النصر من بيروت إلى تل أبيب
  • دبلوماسيون: الهدنة خطوة إيجابية لوقف عمليات التدمير والقتل التي تمارسها إسرائيل
  • الفصائل العراقية تجمع على مواصلة ضرب إسرائيل حتى بعد توقف الحرب في لبنان
  • سويلم: ندين الاعتداءات الإسرائيلية التي تدمر محطات المياه بـ لبنان
  • “تعادل مرير” بين تل أبيب و”حزب الله”.. مذاق حامض يخيم على الإسرائيليين
  • اتفاق لبنان.. متى تبدأ الـ60 يوما التي تنسحب خلالها إسرائيل؟
  • فياض غادر الى الاردن للمشاركة في اعمال المجلس الوزاري العربي للمياه
  • سيناريوهات تحاكي مهمّة هوكشتاين بين المُعلَن والمُضمَر
  • مناطق لبنانية تُخيف إسرائيل.. من تل أبيب يتحدثون عنها!