هوكشتاين غادر إسرائيل ولم يزر لبنان: المشكلة في تل أبيب
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار"؛ رغم الدعم الاميركي اللامحدود لاسرائيل في عملياتها في وجه "طوفان الأقصى"، إلا ان المصادر لا تخفي تلمّسها نقاط تباين أو تباعد واضحة ما بين السياستين الاميركية والاسرائيلية، ولا سيما في الملف اللبناني، حيث تتمسك واشنطن وتضغط في اتجاه منع توسيع رقعة الحرب. وهي نجحت لغاية اليوم في الضغط على الجانبين لضمان ذلك، إلا ان العملية الأخيرة لاسرائيل التي استهدفت فيها الضاحية الجنوبية، أثارت القلق من تنامي احتمالات خروج الوضع عن السيطرة، خصوصاً إذا ما انتقلت المواجهات إلى مستوى الاغتيالات والتصفيات الجسدية المركزة، والتي يهدد الحزب باعتمادها رداً على تصفية القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري.
وفي نظر المصادر، ان المشكلة تكمن في تل ابيب التي يعود اليها تحديد المسار الذي ستسلكه الحرب في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد إعلان الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عدم السكوت عن خرقٍ على هذا المستوى من الخطورة، ما يعني ان لبنان سيصبح مكشوفاً والكلمة ستكون للميدان.
وعليه، لن تكون لكبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة زيارة إلى بيروت قبل ان تتجمع لديه المعطيات الكافية التي تسهم في نجاح تحركه. وللمفارقة ان هذه المعطيات لا يملكها لبنان الرسمي، ولا حتى الحزب، وإنْ كان قرار الحرب في يده، واللاقرار في يد الحكومة كما قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من واشنطن.
أما مضمون المعطيات، فيتركز في الدرجة الاولى على التوصل إلى الآليات العملية لتنفيذ القرار 1701 والانتقال إلى المرحلة الثانية من استكمال التفاوض على الحدود البرية، انطلاقاً من تثبيت التفاهم على النقاط التي تم انجازها وهي 7 والعمل على النقاط المتبقية المختلف عليها وهي 6. لكن انطلاق هذا المسار لن يتم قبل التوصل إلى اتفاق على وقف نهائي لإطلاق النار. وهذا امر بات جلياً بالنسبة إلى الأميركيين، كما بالنسبة الى الاسرائيليين واللبنانيين على السواء، ما يعني ان أي زيارة للمبعوث الاميركي، ما لم يكن حاملاً مبادرة او وساطة او آليات حلّ لن تجدي في المرحلة الراهنة قبل ان تتوقف طبول الحرب.
هل هذا يعني فشل مهمة هوكشتاين؟ لا، تجيب المصادر، لأن المهمة لا تزال في بدايتها، والأصح ربما القول بأنها معلّقة او مجمدة حتى إشعار آخر، ولن يطول الوقت قبل ان يتبلور هذا الإشعار. فتحرك هوكشتاين ليس يتيماً او منفرداً بل يأتي ضمن نشاط كثيف وغير مسبوق للاميركيين في المنطقة، بحيث لا يكاد يغادر مسؤول حتى يغطّ آخر، ما يؤشر إلى حجم الانخراط الذي قررته ادارة بايدن بعد أعوام من التراجع. كما يؤشر إلى مشروع ما لم تتضح معالمه في شكل كامل بعد، ولكنه قيد الإعداد، ولن يكون لبنان بمعزل عنه.
يعود هوكشتاين إلى بلاده فيما وزير الخارجية أنطوني بلينكن يجول على نحو تسع دول في المنطقة، لا بد ان تتبلور نتائجها على الزيارة المقبلة للوسيط الرئاسي لبايدن.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قناة تكشف العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم مفاوضات صفقة التبادل
كشفت قناة "كان" العبرية، صباح اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، عن العقبة الرئيسية التي تعيق تقدم المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة التبادل.
وزعمت القناة نقلاً عن مصادر، بأن "حركة حماس ترفض الإفراج عن 12 مختطفا ومختطفة إسرائيليين وتطالب بدلاً من ذلك بإعادة 12 جثة لمختطفين".
وتابعت "حتى الآن، قدمت إسرائيل لحماس قائمة تضم 34 أسيرًا كجزء من الاتفاق المقترح. وقد وافقت حماس على 22 اسمًا من القائمة، لكنها طلبت استبدال الـ12 المتبقين بجثث مختطفين".
وأضافت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض إدراج جثث المختطفين ضمن القائمة".
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أمس، أن جيش الاحتلال سيعود للقتال في غزة ، حتى إذا تمّ التوصّل لاتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال نتنياهو بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية 12، خلال مشاورات بشأن اتفاق تبادل أسرى، أُجريت في الأسبوع الماضي، إنه "إذا كان هناك صفقة (اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادُل أسرى)، وأنا أرجو أن تتمّ؛ إسرائيل ستعود للقتال بعدها".
وأضاف نتنياهو أنه "ليس هناك طعم (جدوى)، لإخفاء هذا الأمر".
وذكر أن استئناف القتال بعد الاتفاق، يأتي "لاستكمال (تحقيق) أهداف الحرب"؛ وهي الحجّة الذي ما انفكّ نتنياهو يكرّرها، كلّما كان هناك احتمال للتوصّل لاتفاق تبادُل أسرى، ووقف لإطلاق النار.
وعَدّ نتنياهو أن موقفه هذا، "لا يُحبِط صفقة، بل إنّه يشجّعها"، علما بأن حركة حماس، لطالما شدّدت على أنها لن تقبل باتفاق، لن يضمن وقف الحرب على غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيليّ من القطاع.
وأوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة ("كان 11")، أن مقرّبين من نتنياهو قالوا، إنه "حتى لو كان هناك اتفاق، فإن إسرائيل ستعود للقتال، لإكمال أهداف الحرب".
وذكرت القناة الإسرائيلية 12، أن مصادر في الوفد الإسرائيلي المفاوض، يخشون من أن تضرّ أقوال نتنياهو بالاتفاق المحتمَل.
ونقلت القناة عن مصادر أميركيّة، لم تسمّها، أنه "يمكن التوصل لصفقة، قبل تولّي (الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد) ترامب، منصبه".
وكان القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، قد ذكر، الجمعة الماضي، أن إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار الكامل والانسحاب من قطاع غزة، وتستمرّ في تغيير المعايير والأسماء المتعلقة بملف الأسرى، ما يعرقل التوصل لاتفاق ينهي الحرب.
وأكد حمدان أن "الاحتلال الإسرائيلي قبل 3 أيام من جولات المفاوضات، يرفض وقف إطلاق النار بشكل كامل، والانسحاب من غزة"، كما ورفض "تقديم تعريف واضح للانسحاب أو خرائط".
وأشار حمدان إلى أن حركة حماس "طرحت مبادرة شاملة تتضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل، وعملية تبادل الأسرى كحزمة واحدة، إلا أن إسرائيل رفضت هذه المبادرة"، مضيفا أن حماس "معنية بحماية الشعب الفلسطيني ووقف المجازر، لكن إسرائيل مستمرة في الإبادة بغطاء أميركي، ممثلا بإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونأمل أن لا يكون هذا مزاج إدارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب".
ويأتي هذا التصريح على خلاف مطلب حماس المستمر بأن تنفيذ الصفقة مشروط بوقف الحرب بشكل كامل.
وتسعى كل من مصر وقطر إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل وحماس لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة التبادل، في محاولة لحل الخلافات القائمة بين الطرفين.
المصدر : وكالة سوا - هيئة البث الإسرائيلية "مكان"