لبنان ٢٤:
2024-07-03@04:01:35 GMT

الحلّ في الجنوب هل يسري على مزارع شبعا؟

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

الحلّ في الجنوب هل يسري على مزارع شبعا؟

كتبت روزانا بو منصف في" النهار": فيما سرى أن هوكشتاين أو حسب ما نُسب إليه قد يحمل مقترحاً بوضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت انتداب الأمم المتحدة متبنّياً فكرة أثارتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس في أثناء زيارة لها للبنان في 15 حزيران 2008، يقول سياسيون مطلعون إن اقتراحاً مماثلاً يحمله هوكشتاين قد يحرج لا بل سيحرج بقوة أركان الدولة في لبنان.

فالمقترح نفسه زمن زيارة كوندوليزا رايس التي قالت آنذاك "إن الوقت قد حان للتعامل مع قضية مزارع شبعا" بحسب هؤلاء رفضته ثلاث جهات معنيّة هي إسرائيل التي اعترضت على التخلي عن مزارع شبعا ربطاً بالمحطات السلمية بينها وبين سوريا حول الجولان وجزء من التفاوض حوله قبل أن تطور موقفها لاحقاً بإبداء الاستعداد لسحب قواتها من مزارع شبعا من أجل أن تكون تحت سلطة الأمم المتحدة. ورفضت سوريا التي لم تثبت بالوثائق أمام الأمم المتحدة ملكية لبنان لمزارع شبعا المقترح فيما المزارع في عرف المنظمة الدولية وإسرائيل سورية كما رفضه "حزب الله".
السؤال هو: هل الجانب اللبناني يطرح تطبيق القرار 1701 مطالباً بانسحاب إسرائيل من أراضيه المحتلة فيشمل كفرشوبا ومزارع شبعا رداً على طلب إسرائيل إبعاد الحزب الى ما وراء الليطاني أم يطالب بتحديد الحدود أو ترسيمها في النقاط الخلافية 13 التي تم الاتفاق على 7 منها مع إسرائيل فيما تبقى 6 موضع خلاف من بينها ما أشار إليه بري أي النقطةB1 الساحلية عند رأس الناقورة. فالذهاب في صيغة الانسحاب الكلي إذا أرادت إسرائيل ذلك سيحرج لبنان ليس بسبب إفقاد الحزب مبرّرات "مقاومته" بل أيضاً لعدم نزع أوراق من أيدي سوريا وإيران، علماً بأن البعض يعتبر كذلك أن الانسحاب الإسرائيلي في حال حصوله سيؤمن ضماناً لإسرائيل من لبنان الذي سيضطر إلى التعهد بأن الجيش اللبناني سيكون القوة الوحيدة التي ستعمل في الجنوب، وسيعزز المراقبة أيضاً على استخدام السلاح فيه، فيما الضمان المطلوب إن كان ذلك وارداً هو ذاك الذي ستطلبه إيران من أجل ضمان استمرار الحزب وسلاحه كما هو. فحين ربط الحزب موضوع مساندة حركة حماس من الجنوب اللبناني يُخشى أنه بذلك يدفع بلبنان لأن يكون جزءاً من الأجندة الإقليمية بحيث لا يمكن فصل موضوع الجنوب عمّا يحصل في غزة أولاً ونتائجه وتداعياته. فلبنان كان خارج هذه الأجندة قبل عملية 7 تشرين الأول وأدخل الى الأجندة الإقليمية بعد هذا التاريخ ليس كلاعب بل متأثراً بما يجري علماً بأنه بات جزءاً من المشكلة الإقليمية ولعبة الشطرنج الجارية فيها. هذا يعني ثانياً أنه قد تصعب رؤية تسوية أو حل في الجنوب في ظل عدم تسوية إقليمية وإن كان ثمّة تلاقٍ في المصالح بين إسرائيل وإيران ربما أخذت إيران في مقابل ضمان إبعاد الحزب من المنطقة الحدودية المباشرة الإبقاء على الحزب بقدراته وإمكانياته في مقابل الضمان الذي ستأخذه إسرائيل بأن لا خطر سيشكله الحزب عليها كما فعلت "حماس" . وهذا هو جوهر الأمور وليس النقاط العالقة في الترسيم الحدودي الذي يمكن إيجاد مخارج له، خارج موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا باعتبار ضرورة شمول سوريا فيها لإقامة اتفاق ثلاثي، وهذا صعب جداً في المرحلة الراهنة، فيما التوصل الى اتفاق يشكل ضمانة لكل من إسرائيل وإيران ويحل النقاط الحدودية العالقة من شأنه أن يعطي لبنان شيئاً لكن بناءً على نتيجة تثمير تدخل الحزب في الحرب التي أصر أمينه العام على تبريرها بمبررات تصب في هذا الإطار.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مزارع شبعا

إقرأ أيضاً:

لماذا كل هذا التهويل؟

مَنْ يراقب عن بعد بيانات بعض الدول العربية والغربية، والتي تحذّر فيها رعاياها من التوجّه إلى لبنان، أو تلك التي تطلب فيها من مواطنيها مغادرة لبنان، يعتقد أن الحرب واقعة اليوم قبل الغد. إلاّ أن هذه التحذيرات لم تثنِ اللبنانيين، الذين يحملون جنسيات أخرى، وهم كثر، من التوجّه إلى وطنهم الأم كما كانوا يفعلون مع بداية كل صيف. وعلى رغم إصرار بعض هؤلاء اللبنانيين على تحدّي الصعوبات، التي يمكن أن تعترضهم لدى وجودهم على الأراضي اللبنانية، فإن كثيرين من هؤلاء فضّلوا التريث وعدم المخاطرة، وذلك نظرًا إلى ما يسمعونه كل يوم من أخبار، سواء عبر الاعلام التقليدي أو يقرأونه عبر اعلام التواصل الاجتماعي، وما يصل إليهم من أصداء نتيجة شائعات تطلقها جهات معروفة، وهي متخصّصة في اللعب على وتر الحالات النفسية، خصوصًا أنها تعرف أن الخبر يصل إلى مَنْ هم في الخارج مضخّمًا، بحيث تأتي ردّات فعل البعض مبالغًا فيها بعض الشيء.   وبالتواصل مع أغلبية، الذين "خاطروا" بتوجههم إلى لبنان واستخفّوا بهذه التحذيرات، يتبين من خلال انطباعاتهم العفوية أن "الدنيا بألف خير"، والناس الذين لا يعيشون في المناطق التي تستهدفها إسرائيل "ما على بالهم بال"؛ يرتادون المسابح والشواطئ لاكتساب سمرة الصيف؛ يسهرون ويملأون المطاعم والمقاهي والنوادي والمرابع الليلية "المفولة". ويعود الجميع إلى منازلهم في آخر الليل غير عابئين بكل هذه البيانات. وعندما يُسألون عمّا يتعرّض له الجنوب من قصف يومي يأتي جوابهم من حيث لا يمكن توقعّه "يللي طّلع الحمار على الميدنة خلليه ينزلو"، أي بمعنى أن "حزب الله" الذي قرر فتح جبهة الجنوب من دون استشارة أحد من شركائه في الوطن عليه أن يتحمّل مسؤولية ما أقدم عليه، وهم يرون أن لمساندة غزة أوجهًا كثيرة غير عبر الاسناد العسكري. وهذا ما لا يراه آخرون ينتمون إلى بيئة "الثنائي الشيعي"، الذين يقولون بأن ما لحق بالعدو من خسائر بشرية ومادية تفوق الخسائر اللبنانية بأضعاف، وأنه لولا عمليات "المقاومة الإسلامية" انطلاقًا من الجنوب، والتي تُنزل بالعدو أفدح الخسائر، لما أتى هذا العدد من المسؤولين والموفدين الدوليين إلى بيروت للبحث في كيفية تهدئة الوضع المتفجر بين إسرائيل و"حزب الله" بهدف تأمين عودة سريعة للمستوطنين إلى مستوطناتهم الشمالية.     وفي رأي هؤلاء أن ربط الجبهة الجنوبية بالجبهة الغزاوية قد وصل إلى هدفه، والدليل أن جواب "حزب الله"، سواء للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أو لغيره من الموفدين الدوليين أن عمليات "المقاومة الإسلامية" لن تتوقف قبل أن تقف الحرب على غزة. وهذا ما يُعمل عليه حاليًا وصولًا إلى تسوية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين بدولة مستقلة كاملة المواصفات.     في المقابل، فإن ما شهدته الساحة السياسية الداخلية في خلال هذا الأسبوع من رفع سقف الخطاب السياسي على خلفية العظة، التي تطرق فيها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي إلى الوضع القائم في الجنوب، كاد يُدخل البلاد في مهاترات سياسية ليس الأوان أوانها وليس الظرف ظرفها، خصوصًا أن ما يعانيه أهل الجنوب نتيجة ما يتعرّضون له من قصف وتهديم لمنازلهم وحرق لمحاصيلهم الزراعية، إضافة إلى معاناة جميع اللبنانيين من وضع اقتصادي خانق وضاغط، لا يعطي أي مسؤول حزبي أو طائفي حق توزيع شهادات في الوطنية وفي الانتماء الوطني وفي المزايدة على معاداة إسرائيل كونها العدو الأوحد للبنان ولجميع اللبنانيين على حدّ سواء.   فهذا التهويل والهرج والمرج السياسي يأتي في وقت لا تزال الجمهورية من دون رئيس يدير بعقلانية لعبة التوازنات الداخلية، ويساهم مع غيره من المسؤولين في إعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة الشرعية، وفي ضخ جرعة من الأمل والثقة في وطن يكاد يصبح أوطانًا، فتضيع معه هويته، التي أبدى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خشيته عليها. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • ترقّب لمحادثات هوكشتاين ولودريان اليوم.. والموفد الاميركي يقترح حصر العمليات في شبعا
  • حزب الله يقصف إسرائيل بعشرات الصواريخ
  • رويترز: نازحو لبنان دون عمل أو موارد وظروفهم تتفاقم مع الوقت
  • سموتريتش: الحكم العسكري الحل الوحيد لاحتلال غزة ومنع عودة حماس
  • يزبك: لبنان غير قادر على تحمل الحرب
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • "رويترز": نازحو الجنوب اللبناني في قلب المعاناة.. ومخاوف من التصعيد
  • رويترز: نازحو الجنوب اللبناني محرومون من المساعدات.. ومخاوف من حرب شاملة
  • لماذا كل هذا التهويل؟