أميركا وأوروبا تبذلان جهودا دبلوماسية جديدة لوقف تصعيد الحرب في غزة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
من المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى الشرق الأوسط، الجمعة، في محاولة لوقف اتساع نطاق الصراع في غزة إلى الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل، ولبنان وممرات الشحن في البحر الأحمر.
وتأتي الزيارتان بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الهجوم الذي شنه مسلحون من حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر مما أدى إلى مقتل 1200 شخص.
ودفع هذا الهجوم إسرائيل لشن هجمات أدت إلى مقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني وتركت معظم أنحاء القطاع في حالة خراب.
وأعلنت إسرائيل، التي تقول إنها قتلت ثمانية آلاف مسلح منذ هجوم السابع من أكتوبر، عن نهج أكثر استهدافا، الخميس، بينما شرع بلينكن في جولة تستمر أسبوعا بالمنطقة.
لكن فلسطينيين قالوا إن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي لم تنخفض وتيرتهما، وسط هجمات مكثفة بالطائرات والدبابات خلال الليل على مناطق المغازي والبريج والنصيرات ذات الكثافة السكانية العالية في وسط القطاع الساحلي.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن نحو 162 من سكان غزة قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضافوا أن أربعة أشخاص قتلوا في غارة جوية على أحد شوارع النصيرات.
وأوضحوا أن 12 فلسطينيا قتلوا في غارة على خان يونس الواقعة في جنوب القطاع حيث انتقل مئات الآلاف من سكان غزة بناء على تحذيرات إسرائيلية.
وكثفت الدبابات الإسرائيلية قصفها ليلا لشرق خان يونس.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في دير البلح بوسط قطاع غزة.
وفي سياق منفصل قال مسعفون إن شخصين لقيا حتفهما وأصيب آخرون في دير البلح بعد ما وصفه السكان بأنه ضربات إسرائيلية جديدة في جنح الليل.
وقال عبد الرازق أبو سنجار وهو يبكي على جثث زوجته وأطفاله الملفوفة بالأكفان بعدما قُتلوا في غارة، الخميس، على منزله في رفح على الحدود المصرية "الحكومة الإسرائيلية تدعي الديمقراطية والإنسانية، لكنها غير إنسانية".
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن القصف المدفعي تجدد قرب مستشفى الأمل في خان يونس، فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن عمالها أصبحوا محاصرين في جنوب غزة وإنها صارت أقل قدرة على تقديم المساعدة المطلوبة بشدة.
وفي جباليا في شمال القطاع أظهر مقطع مصور السكان وهم يشقون طريقهم عبر الشوارع المدمرة التي امتلئت بالقمامة والصرف الصحي. وينتشر الجوع والأمراض المميتة في المنطقة.
ارتفاع عدد القتلى في الضفة الغربية أيضاقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 100 هدف في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وإنه قتل مسلحين حاولوا مهاجمة دبابة في البريج وآخرين في خان يونس.
وأججت الحرب في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس العنف في الضفة الغربية التي تحكمها حركة فتح وهي منطقة أخرى تحطمت فيها آمال الفلسطينيين في إقامة دولة منذ انهيار أحدث جولة من المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة للتوصل إلى حل، في عام 2014.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فتى، يبلغ من العمر 17 عاما، قتل وأصيب أربعة آخرون برصاص القوات الإسرائيلية في بيت ريما بالضفة الغربية. وقال متحدث باسم الجيش إن القوات أطلقت النار على فلسطينيين ألقوا قنابل حارقة عليهم.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية باتت تستخدم الأساليب العسكرية في الضفة الغربية بصورة متزايدة وإن 300 فلسطيني قتلوا، من بينهم 79 طفلا، فيما قتل مستوطنون إسرائيليون ثمانية أو تسعة منهم. كما قُتل إسرائيليان، أحدهما مدني والآخر عسكري.
ومن المقرر أن يزور بلينكن الضفة الغربية خلال جولة بالمنطقة تبدأ، الجمعة، وتشمل زيارة إلى تركيا، وهي من بين الدول التي عرضت الوساطة. وسيزور بلينكن أيضا إسرائيل والأردن وقطر والإمارات والسعودية ومصر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر: "ليس من مصلحة أحد، لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم، أن يمتد هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة"، مضيفا أن بلينكن سيناقش خطوات تجنب التصعيد التي لم يحددها.
وأضاف ميلر للصحفيين، الخميس، "لا نتوقع أن تكون كل محادثة في هذه الرحلة سهلة".
وذكر الاتحاد الأوروبي أنه من المقرر أن يزور بوريل لبنان، الجمعة، لمناقشة الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وأهمية تجنب التصعيد في المنطقة من خلال تكثيف الجهود الدبلوماسية.
الدعم الإيرانيتحظى حماس بدعم إيراني. وشن مسلحون آخرون متحالفون مع إيران ما يقولون إنها هجمات انتقامية في أنحاء الشرق الأوسط ردا على ما أعلنته إسرائيل عن عزمها القضاء على الحركة الفلسطينية، كما استهدفوا القوات الأميركية في العراق وسوريا وإسرائيل من لبنان.
وعرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عمن يدعمون حماس أو أي شيء يؤدي إلى قطع آليات تمويل الحركة.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في كلمة إنه يتعين أن تركز الولايات المتحدة على إنهاء العدوان على الفلسطينيين وإنهاء احتلال أراضيهم.
وأضاف "نأمل من السيد بلينكن أن يكون استخلص العبر من الأشهر الثلاثة الماضية وأدرك حجم الأخطاء التي وقعت بها الولايات المتحدة بدعمها الأعمى للاحتلال الصهيوني وتصديق أكاذيبه، مما تسبب في مجازر وجرائم حرب ضد أهلنا في غزة غير مسبوقة".
وحذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، الأربعاء، من أن قتل صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت "جريمة كبيرة وخطيرة ولا يمكن السكوت عليها".
ويتبادل حزب الله القصف بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء حرب غزة. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف اغتيال العاروري.
وأطلق الحوثيون المتحالفون مع إيران والذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن، النار على سفن تجارية في البحر الأحمر منذ 19 نوفمبر، مما أجبر هذه السفن على اتخاذ مسارات أطول في ضربة للتجارة العالمية.
وقالت البحرية الأميركية إن زورقا مسيرا تابعا للحوثيين يحمل متفجرات انفجر في البحر الأحمر، الخميس، لكنه لم يتسبب في أضرار أو خسائر بشرية.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الخميس، عن مرحلة جديدة من الحرب بتنفيذ عمليات في الشمال تشمل مداهمات وهدم أنفاق وضربات جوية وبرية.
وفي الجنوب حيث يعيش الآن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في خيام وملاجئ مؤقتة، ستركز العملية على القضاء على قادة حماس وإنقاذ نحو 132 رهينة إسرائيلية من بين نحو 240 اختطفهم المسلحون في السابع من أكتوبر.
وأعلن متحدث باسم الحكومة، الجمعة، وفاة الرهينة الخامس والعشرين.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن المستشفيات وغيرها من منشآت البنية التحتية الصحية في غزة تعرضت للهجوم قرابة 600 مرة منذ اندلاع الحرب. وأضافت أن 613 توفوا داخل المنشآت الصحية فيما أصيب أكثر من 770.
وألقت فرنسا والأردن سبعة أطنان من المساعدات على مستشفى ميداني في خان يونس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الضفة الغربیة خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام العدو: “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهداف الحرب وحماس لا تزال تتسيد غزة
تحدّث مراسل ومحلل الشؤون العسكرية، في صحيفة “معاريف” الصهيونية، آفي أشكنازي، عن حفاظ حركة حماس على التحكم والسلطة في قطاع غزة، وفشل “إسرائيل” في استعادة 59 أسيراً في القطاع، بعد نحو سنة ونصف من الحرب، على الرغم من التدمير الهائل والسيطرة على الميدان.
وفي تقرير، قال أشكنازي، إنّ “إسرائيل لم تنجح في تحقيق أهداف الحرب”، مشيراً إلى أنّ “الفشل في إعادة الأسرى يأتي في المقام الأول”.
وأيضاً، “اعترفوا في المؤسسة العسكرية، بشكل كامل وحاد، بأنّ 25% فقط من الأنفاق التي حفرتها وبنتها حماس في غزة، كُشفت ودُمرت من قبل الجيش الإسرائيلي”، فيما “من الممكن أن يكون عدد الأنفاق التي لدى حماس أكبر”.
وحتى هذا الصباح، “لا تزال حماس صاحبة السيادة في قطاع غزة، بحيث إنّها الجهة التي تحدد جدول الأعمال المدني، ولا تزال لديها أجهزة الشرطة وفرض النظام في القطاع، وهي من توزّع الخبز والماء”، بحسب أشكنازي.
“جيش” العدو يسيطر على 30% من مساحة قطاع غزة
وما وراء ذلك، “يسيطر الجيش الإسرائيلي على 30% من مساحة قطاع غزة، وقد عمّق سيطرته في شمال القطاع إلى 2 كلم من الخط الحدودي، والعازل الأمني شرقاً 1.5 كلم”، أمّا في الجنوب، فـ”تستكمل قوات الفرقة 36 في الساعات الأخيرة السيطرة على محور موراغ الذي سيُربط مع محور فيلادلفيا في الجنوب – الغربي، إلى جانب “العودة إلى منطقة كبيرة من محور نتساريم”.
وبحسب أشكنازي، فإنّ السيطرة على هذه المساحات “هي أحد الأصول الاستراتيجية، ورافعة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية”، فيما الإجراءات التي تقوم بها كتائب الهندسة القتالية هي أحد الأصول التكتيكية المهمة، إذ سيسمح “الكشف على البنى التحتية بمناورة برية سريعة إلى أي نقطة في قطاع غزة”.
وأضاف: “لاحظوا في الجيش الإسرائيلي، أنّ حماس أنشأت مناطق قتل بواسطة عبوات ناسفة، وأصبحت المناطق ساحات عبوات لا تنتهي تقريباً، وهو ما دفع الجيش إلى إرسال كتائب الهندسة القتالية الثلاث في القوة النظامية إلى غزة، في خطوة دراماتيكية، لتصبح هذه الكتائب أهم قوة بين القوات البرية”.
وأوضح أشكنازي أنّ “الجيش الإسرائيلي لا يتحرك متراً واحداً من دون مقاتلي الهندسة القتالية، الذين ينفذون مجموعة متنوعة من المهام للتقدم في أهداف الحرب، مثل تحديد مناطق القتل المفخخة وتدميرها قبل مناورة القوات، وإيجاد وتفتيش أنفاق وتدميرها، بالتوازي مع أنشطة قوات الهندسة بالجرافات الكبيرة التي تغيّر خط الأفق ووجه قطاع غزة وتنتج مادياً مساحات التأمين”.
“جيش” العدو يتوجه نحو توسيع عملياته
يعتقدون في المستوى السياسي، أنّ التوسع في العملية، كما هو الآن، “سيؤدي إلى النتيجة المرجوة في الضغط على حماس، والموافقة على المقترح الأميركي للإفراج عن 11 أسيراً و16 قتيلاً، في مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً، أو أكثر قليلاً”.
وفي الكيان الصهيوني الغاصب، “يريدون أن يصدقوا أنّ حماس سيرفّ جفنها خلال أيام”، وقد “أتى تدمير مبنى من 4 طبقات أمس في الشجاعية في هذا السياق”، بحيث إنّ “مثل هذه الضربة، فيها تسارع وزيادة الضغط من الأعلى على حماس”.