زلزال اليابان أوقع 0,1 بالمائة من وفيات زلزال تركيا.. لماذا؟
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
خلال شباط/فبراير الماضي، أودى الزلزال الذي ضرب تركيا، وبلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر، بحياة أكثر من 59 ألف شخص. وأودى الزلزال الذي بلغت قوته 7,6 درجات على مقياس ريختر وضرب غرب اليابان خلال هذا الأسبوع بحياة 62 شخصا بحسب أحدث البيانات.
لماذا سجلت اليابان 0,1 في المائة فقط من وفيات تركيا؟
في كثير من الجوانب، تتشابه الدولتان.
التحدي الحقيقي بالنسبة لبقية العالم هو كيف يمكن أن تكون الدول أقرب لليابان، وأقل تشابها مع تركيا. وعلى الرغم من عدم وجود وسيلة لمنع وقوع الزلزال، فما يمكن منعه، أو على الأقل الحد من ضرره، هو حجم الكارثة الناجمة عن هذه الهزات التي لا يمكن تجنبها.
بالنسبة لقوة الزلزالين، فكلاهما كان قويا. ورقميا، فإن 7,6 درجات لا تبدو أقل بكثير من 7,8 ولكن يمكن قياس قوة الزلزال لوغارتيميا. فإن قوة 7,8 درجات تعني أكبر 1,5 مرة من قوة 7,6 درجات وأقوى مرتين، ووفقا لهيئة المسح الأمريكي الجيولوجي. فهي القوة، أو خروج الطاقة، التي دمرت المباني. ففي تركيا، دمرت هزة ارتدادية قوية بقوة 7,5 درجات المباني التي أصبحبت غير مستقرة بالفعل.
مع ذلك، فإن اليابان شهدت زلازل سابقة تجاوزت قوتها زلزال تركيا، وقد واجهت الأمر بصورة أفضل أيضا. فعلى سبيل المثال، زلزال 2011، الذي بلغت قوته 9,1 درجات . فقد أودى ذلك الزلزال بحياة 15 ألف شخص، وهو ما يعد
أقل بكثير مما حصده زلزال تركيا. كما أن معظم الأشخاص لقوا حتفهم بسبب موجات المد العاتية ( تسونامي).
ومن الناحية الجغرافية، فإن اليابان، التي يبلغ تعداد سكانها 125 مليون نسمة، تعد أكبر من ناحية الكثافة السكانية عن تركيا، التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة.
ولكن زلزال اليابان ضرب شبه جزيرة، محاطة بالمياه من جانب واحد. وضرب زلزال تركيا منطقة مغلقة مكتظة بالسكان على الحدود مع سوريا. وكانت المدينة الأكثر تضررا غازي عنتاب، التي لجأ للإقامة فيها الملايين من الفارين من الحرب الأهلية في سوريا.
عوامل مؤثرة
وفيما يخص الصراع السياسي، فإن جهود الإنقاذ العالمية لتركيا واجهت تحديات عميقة. وهذا أدى لتأخير المساعدة التي يحتاجها المصابون والمرضى. وقال إيرول يايبوكي المدير السابق للهشاشة والتنقل بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن مدينة غازي عنتاب التركية كانت "حرفيا منطقة على الخطوط الأمامية بالنسبة للاستجابة الإنسانية".
وأضاف أنه مما زاد الطين بلة، هو أن الكثير من منظمات الاغاثة الدولية التي كان من شأنها المساعدة كانت متواجدة بالفعل في غازي عنتاب، لذلك فقد كانت تعاني نفسها من الأضرار التي تعرضت لها.
وفي أعقاب الزلزال، كان الممر الوحيد الذي تجيزه الأمم المتحدة لجلب المساعدات الدولية إلى شمال غرب سوريا لا يعمل لفترة من الوقت، بسبب الأضرار التي لحقت بالمنطقة.
ومن العوامل التي فاقمت من صعوبة وصول المساعدات، الحرب الأهلية في سوريا والانقسام في المنطقة والعلاقات التي تتسم بالحدة بين الرئيس بشار الأسد والكثير من الدول الغربية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وعلى النقيض، فإن اليابان نموذج للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وفقا للمنتدى الاقتصادى العالمي. وأدت نفس الطبيعة الجمعية، التي ساعدتها في مواجهة جائحة كورونا بنجاح من خلال ارتداء الكمامات بطريقة موسعة والحد من عمليات تسريح الموظفين ورفع معدلات التوظيف، إلى مساعدتها في التعامل بسرعة وبكفاءة مع الزلازل.
وقامت اليابان بعد يوم من وقوع الزلزال بتنظيم نشر 10 آلاف من أفراد قوتها العسكرية للمساعدة في جهود الانقاذ والاغاثة.
ولكن الاختلاف الكبير هو الاستعداد. الزلازل لا تقتل، المبانى سيئة التشييدهى من تقوم بذلك. جعلت اليابان السلامة من النشاط الزلزالي أولوية وطنية، حيث قامت بإنشاء رمز البناء الزلزالي الذي يعد الأكثر صرامة في العالم.
وأظهرت وسائل الاعلام اليابانية سلسلة من الانهيارات الأرضية الكبيرة والطرق الساحلية المنهارة والأشجار المتساقطة وانهيار حائط بحري دفاعي.
كما أظهرت صور أخرى شوارع غمرتها المياه والعشرات من القوارب المنقبلة. وقد انهارت المباني، ولكن يبدو أن الكثير من الوفيات وقعت بسبب الحرائق وليس المباني التي انهارت. وقد تم تسجيل 24 حالة وفاة في مدينة واجيما، حيث اندلع حريق كبير في سوق سياحي شهير. كما اندلعت النيران في أكثر من 100 منزل بعد وقوع الزلزال.
ويذكر أن اليابان قد استفادت من تجربتها المفجعة السابقة، ففي عام 1923، دمر زلزال بقوة 7,9 درجات مدينة طوكيو، مما أسفر عن مقتل 105 آلاف شخص. وخلال عام بدأت الحكومة اليابانية بالفعل في تدشين مبان للبناء المقاوم لزلزال، مما مثل بداية التصميم الهيكلي المقاوم للزلزال في العالم.
وخلال زلزال 2011 القوي، كان حجم الضرر في طوكيو محدودا. فقد اهتزت الأبراج السكنية بصورة مقلقة لعدة دقائق، ولكنها لم تسقط.
اليابان قدوة
وقد حذت دول أخرى حذو اليابان. فقد قامت تشيلي، التي شهدت أقوى زلزال تسجله هيئة المسح الجيولوجي الأمريكيوبلغت قوته 9,5 درجات على مقياس ريختر عام 1960، باستثمارات ضخمة في التصميم المقاوم للزلزال وقاعدة رموز المباني الصارمة.
وقد سببت الزلازل الأخيرة في تشيلي في وقوع وفيات قليلة إن كانت هنك وفيات فعلا.
وعلى العكس، قالت نقابة غرف المهندسين التركية وغرفة مهندسي مخططي المدينة لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الكثير من الخسائر البشرية في تركيا وقعت في المباني التي تم بناؤها بمواد لا ترتقي للمعايير، كما سُمح بدعم مسؤولين حكوميين أخفقوا في تطبيق رموز البناء التي تتطلب بناء مباني مقاومة للزلزال.
وشهد العام 2023 زلازل عنيفة في عدد من مناطق العالم، ضمنها تركيا وسوريا والمغرب وأفغانستان، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا إلى الآلاف من الوفيات.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: زلزال ترکیا
إقرأ أيضاً:
دون وقوع خسائر.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوبي الفلبين
ضرب زلزال بلغت قوته 5 درجات على مقياس ريختر اليوم مقاطعة دافاو ديل سور جنوبي الفلبين.
وأفاد المعهد الفلبيني لعلم البراكين والزلازل بأن مركز الزلزال وقع على بُعد 63 كيلومترًا من مدينة ماتاناو في المقاطعة، وعلى عمق 150 كيلومترًا.
أخبار متعلقة مسؤول أمريكي: ترامب يأمر بتجميد المساعدات العسكرية إلى أوكرانياإصابة أكثر من 50 شخصا في حادث تصادم حافلتين في برشلونةولم ترد حتى الآن أي أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء الزلزال.
صاعد وتيرة الزلازل
ومنذ بداية العام 2025 ويشهد العالم زلازل يومية، واللافت للنظر هو شدة هذه الهزات وتنوع مواقعها إذ يشهد العالم ضربات قوية تتخطى الـ 6 درجات بمقياس ريختر في آسيا وأمريكا الجنوبية والبحر المتوسط.ما هي أنواع الزلازل المختلفة؟تُصنَّف الزلازل بناءً على أسبابها إلى عدة أنواع، أبرزها:
1. الزلازل التكتونية: تحدث نتيجة حركة الصفائح التكتونية وانزلاقها على طول الفوالق.
2. الزلازل البركانية: تنجم عن النشاط البركاني، حيث تؤدي حركة الصهارة إلى توليد اهتزازات.
3. الزلازل المستحثة: تنتج عن الأنشطة البشرية مثل بناء السدود أو استخراج الموارد الطبيعية.
تشير الدراسات إلى أن عدد الزلازل الكبيرة «بقوة 7 درجات فأكثر» ظل ثابتًا نسبيًا على مر العقود. ومع ذلك، فإن زيادة وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة أسهمت في زيادة الوعي والتغطية الإعلامية للزلازل عند حدوثها.
أما بالنسبة للزلازل الأقل في القوة فهناك زيادة ملحوظة فيها ومن أسبابها النشاط الإنساني المتعلق بشق الطرق وأعمال التفجير الإنشائي والإستكشافي واستخراج النفط والغاز وغيرها.