خبير مصري لـRT: ضربات الحوثيين مؤثرة جدا رغم رمزيتها
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
أكد الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد في حديث لـRT، أن ضربات الحوثيين مؤثرة جدا رغم رمزيتها والدول المطلة على شاطئ البحر الأحمر غير متحمسة لأي تحالف يقاتل الحوثيين.
وقال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء محمد عبد الواحد: "بالرغم من أن ضربات الحوثي رمزية بالأسلحة الخفيفة، إلا أنها مؤثرة وبشدة وليس في البحر الأحمر بالمنظور الجغرافي وحسب ولكنها بمنظور جيوسياسي، بمعنى أنها مؤثرة بدرجة كبيرة في جميع الأماكن المحيطة بالبحر الأحمر، وحتى أوروبا وأمريكا متأثرة بتلك الضربات".
وأشار اللواء محمد عبد الواحد إلى أنها "إشكالية كبيرة وخطيرة جدا، وتم التنويه عنها منذ بداية الحرب، لأن تأثير الحوثي هو أخطر تأثير في حرب غزة لأنه خارج الأراضي الإسرائيلية، ولأنه يهدد الاقتصاد الإسرائيلي، وبالتالي له تأثير كبير على حركة التجارة الدولية من جميع الاتجاهات، حيث زاد ذلك من التكلفة لانتقال السفن من الخليج إلى أوروبا، ربما يستغرق 15 يوما في رأس الرجاء الصالح، ناهيك أن ضعف التكلفة أكثر من خط السير عبر البحر الأحمر، والأهم من ذلك هو استهلاك السفينة نفسها وساعات تشغيلها والماكينات".
و أكد اللواء محمد عبد الواحد أن "حركة التجارة تتأثر بشكل كبير خلال هذه الفترة بسبب ضربات الحوثي، ولكن الأكثر من ذلك هو النفط الذي يصل إلى أوروبا، ونحن في فصل الشتاء حيث يزداد الاحتياج إلى النفط الخليجي لدول أوروبا، لاسيما بعد أزمة الطاقة عقب الأزمة الأوكرانية".
وأوضح الخبير المصري: "أوروبا من أكثر الدول استهلاكا للطاقة في فصل الشتاء، وبالتالي هذه الأزمة سوف تؤثر بشكل كبير على أوروبا".
وأردف بالقول أن "البعد البيئي في ذلك هو أكثر، حيث أن إصابة إحدى السفن المحملة بالكيماويات والبترول قد تسبب كارثة بيئية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتهدد بغلقه"، مشيرا إلى "تأثير ضربات الحوثي على قناة السويس، حيث توقعنا تحقيق إيرادات بنسبة 10.3 مليار دولار خلال عام 2014، وفي 2023 حققنا 9.4 مليار دولار، وبالتالي زادت الإيرادات هذا العام إلى 10.3 مليار دولار، ولكن هذه الأزمة سوف تؤثر على دخل قناة السويس، لا سيما أن شركات كبيرة بدأت تغير من خطوط سيرها حتى لا تدخل في مخاطرة".
وأضاف الخبير: "الإشكالية الكبيرة في فكرة التحالف الدولي لمكافحة الحوثي، الأمر الذي جعل الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر، لا تدخل في هذا التحالف، فهناك مخاوف ربما بسبب أنه له مآرب أخرى، مثل العسكرة في المنطقة، خاصة أن هناك رغبة إسرائيلية أمريكية بريطانية في السيطرة على واحد من أهم المضائق العالمية وهو مضيق باب المندب، في ظل التنافس الجيوسياسي ما بين الولايات المتحدة وشركائها من جهة ومن جهة أخرى الصين وروسيا وإيران.. بالتالي وجود القوات الأمريكية وسيطرتها على معظم المضائق في العالم يقوض اقتصادات دولة مثل الصين في المنطقة".
وقال اللواء محمد عبد الواحد: "هناك تحفظات كثيرة من دول المنطقة على مسألة المشاركة في حماية أمن إسرائيل، أما المملكة العربية السعودية التي ترى أنها في ظل التحالف العربي وكانت تقود الحرب في اليمن، فلاقت انتقادات شديدة من الولايات المتحدة الأمريكية التي رفعت اسم الحوثي من قائمة الإرهاب، ومنعت تصدير السلاح للمملكة العربية السعودية بسبب هذه الحرب، في الوقت نفسه الذي تطالب فيه الولايات المتحدة السعودية، بانضمامها إلى التحالف لحماية إسرائيل".
وأوضح الخبير المصري: "في ما يتعلق بمصر فهي متحفظة على هذا الانضمام، وتسعى إلى الأمن الإقليمي، ناهيك عن رفضها التورط في حرب ضد الحوثي أو اليمن وإذا تطور الأمر، فمصر لديها مشاكل اقتصادية وتحافظ على الهدوء لتحقيق طموحاتها الاقتصادية، المتعلقة بـ 2030، ولا تريد تعطيل النمو الاقتصادي وبالتالي هناك دول متحفظة على التواجد في هذا التنافس".
كما أشار الخبير إلى أن "النظام الإيراني منضبط وناضج على الدوام، تجاه مصالح الدول الكبرى ويحافظ بقدر المستطاع على قواعد الاشتباك، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تتوجه خطورته تجاه جيرانه من العرب، ولكنه يشاكس الولايات المتحدة الأمريكية من خلال أذرعه المسلحة طبقا لقواعد الاشتباك".
وتابع الخبير: "ربما خرج الحوثي على قواعد الاشتباك أو تجاوز الخطوط الحمراء، فإذا لم يرتدع مرة أخرى فمن السهل ضربه أو ضرب أماكن تمركزه كرسالة، حيث أنه اعترِف دوليا بالتعاطف معه لأنه داعم للقضية الفلسطينية وغزة، بذلك زادت شعبيته في المنطقة لهذه الضربات ويوجد اعتراف دولي به".
واختتم اللواء محمد عبد الواحد قائلا: "أخيرا التحالف الدولي لا داعي لإنشائه، لاسيما وأن المنطقة كلها معسكرة بالإضافة إلى أنها مليئة بالقوات الغربية، خاصة خليج عدن حيث أن للولايات المتحدة الأمريكية أسطولا خامسا في دولة البحرين، وتواجد القوة البحرية المشتركة، التي تخرج من مهام أخرى".
إقرأ المزيد نصر الله: الولايات المتحدة لا تريد توسيع الحرب وهي تتهيأ لهزيمة استراتيجية أمام روسيا إقرأ المزيد خبير مصري يعلق لـRT على زيارة وفد "حماس" إلى القاهرةناصر حاتم - القاهرة
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار اليمن أخبار مصر أخبار مصر اليوم أوروبا الاتحاد الأوروبي البحر الأحمر الحرب على غزة الحوثيون القاهرة النفط والغاز صنعاء طهران طوفان الأقصى قناة السويس مضيق باب المندب ناقلات النفط واشنطن المتحدة الأمریکیة الولایات المتحدة البحر الأحمر ضربات الحوثی
إقرأ أيضاً:
«الحوثي» تطلق سراح 153 محتجزاً بدعم من الصليب الأحمر
أحمد مراد (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلة مباحثات أميركية يمنية حول أمن البحر الأحمر الأمم المتحدة تعلق تحركاتها في المناطق الخاضعة لسيطرة «الحوثي»أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، أن جماعة «الحوثي» في اليمن أفرجت عن 153 محتجزاً، فيما ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«الاحتجاز التعسفي» لسبعة من موظفي المنظمة الدولية في المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، داعياً إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط» عنهم.
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان أمس، أن المحتجزين المفرج عنهم تلقوا زيارات منتظمة من جانب اللجنة في العاصمة اليمنية صنعاء، دون أن يحدد البيان هويات المفرج عنهم، لكن مصادر إعلامية ذكرت أن من بينهم بعض الجرحى وكبار السن، وأن هذا الإفراج هو الثاني من نوعه بعد إفراج آخر في العام الماضي.
ولم ترد مؤشرات بعد على إطلاق سراح أي من موظفي منظمة الأمم المتحدة المحتجزين لدى جماعة «الحوثي»، بل قالت المنظمة إن سبعة من موظفيها في اليمن تم احتجازهم، الخميس الماضي، على أيدي «الحوثيين». وهو ما رد عليه أمين عام المنظمة، أنطونيو غوتيريش ببيان قال فيه: «إنني أدين بشدة الاحتجاز التعسفي الذي قامت به سلطات الأمر الواقع الحوثية لسبعة موظفين إضافيين من الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرتها». وأضاف غوتيريش أن «استمرار احتجازهم التعسفي أمر غير مقبول»، مشددا على أن «الاستهداف المستمر لموظفي الأمم المتحدة وشركائها يؤثر سلباً في قدرتنا على مساعدة ملايين الأشخاص المحتاجين في اليمن».
وكان مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن أوضح أن «سلطات الأمر الواقع في صنعاء قد قامت باحتجاز المزيد من موظفي الأمم المتحدة العاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها».
واعتقلت جماعة «الحوثي» في يونيو من العام الماضي 13 موظفاً من الأمم المتحدة، بينهم ستة يعملون في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فضلاً عن 50 عاملا في منظمة غير حكومية وموظفة في إحدى السفارات. كما تحتجز الجماعة منذ نوفمبر 2021 وأغسطس 2023 موظفَين اثنين آخرين معنيين بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
ومن العاصمة اليمنية صنعاء، أثنت كريستين سيبولا، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أمس، على عملية الإفراج الأخيرة، قائلةً إنها «جلبت الفرج والفرح لعائلات ظلت تتحرّق لعودة ذويها»، موضحةً أن اللجنة أجرت مقابلات وفحوصاً طبية للأسرى قبل الإفراج عنهم لمساعدتهم على تنظيم العودة إلى ديارهم.
وأُفرج عن هؤلاء الأشخاص بعد يومين من قيام جماعة «الحوثي» باحتجاز سبعة موظّفين في منظمة الأمم المتحدة يعملون في مناطق تحت سيطرة الجماعة، مما أثار غضب المنظمة الدولية. وتأتي هذه التطوّرات بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرسوماً يعيد إدراج «الحوثيين» في عَداد «المنظمات الإرهابية الأجنبية».
وفي سياق آخر تحدث خبراء إلى «الاتحاد»، قائلين إنه تم رصد وتوثيق 1985 انتهاكاً ارتكبه «الحوثيون» خلال عام 2024، بما في ذلك القصف والقنص، والقتل العمد، والاعتقالات التعسفية، وزرع الألغام، والتهجير، ومصادرة الممتلكات، وتجنيد الأطفال، والمحاكمات السياسية.
وأوضح الناشط السياسي اليمني، عيضة بن لعسم، أن اليمن يواجه تصعيداً خطيراً في انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي جماعة «الحوثي». وذكر ابن لعسم لـ«الاتحاد» أن جماعة «الحوثي» المصنفة إرهابيةً مستمرة في ارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين في المناطق والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرتها منذ سبتمبر 2014، وآخرها تفجير العديد من المنازل في محافظة البيضاء.
وقال الناشط اليمني مشيراً إلى تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، إن النصف الأول من العام الماضي شهد مقتل 128 مدنياً وإصابة 93 آخرين بسبب هجمات عشوائية نفذها «الحوثيون» في محافظات البيضاء وعمران والجوف وتعز، كما عرف مقتل وإصابة 43 مدنياً في الحديدة بسبب الألغام الأرضية، ومقتل وإصابة 180 شخصاً في محافظات أخرى جراء مخلفات حرب «الحوثي».
ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي اليمني، صالح أبو عوذل، أن جماعة «الحوثي» ترتكب ما تمارسه التنظيمات المتطرفة من قتل وتشريد وتخريب متعمد، وأنها تعمل على تجريف الحياة العامة وتخريب مؤسسات الدولة اليمنية، مرتكبةً عشرات الجرائم يومياً، ومستهدفةً مناطق المدنيين ومخيمات النازحين بالصواريخ والمدفعية والطيران المسير. وطالب المحلل السياسي اليمني منظمات المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف الانتهاكات الحوثية، عبر تبني إجراءات رادعة واستراتيجيات فاعلة لمحاسبة الجماعة المصنفة إرهابيةً.