60 دقيقة لقطع شارع النخيل وقت الذروة بسبب السيّارات الهاربة من «البديّع»
بعد أن كان مهربًا من الازدحامات التي يضجّ بها شارع البديع، أصبح شارع النخيل هو الآخر مزدحمًا في كثير من الأوقات، خصوصًا أوقات الذروة. وخلال السنوات المنصرمة، تضاعفت الشكاوى من الازدحامات الكبيرة التي تخنق الشارع، وقامت «الأيام» بتجربة قطع الشارع - الذي يمتدّ على طول 6.

2 كيلومتر من قرية الدراز وصولاً إلى نهاية الشارع بقرية المقشع - في أوقات مختلفة، إذ بلغ متوسّط قطع الشارع في الأوقات «الهادئة جدًا» - التي تمتدّ بين منتصف الليل إلى الفجر - حوالي 7 دقائق فقط، في حين وصل المتوسّط في أوقات الازدحامات المتوسّطة إلى 20 دقيقة، بينما تفاوتت في أوقات الذورة بين 50 إلى 60 دقيقة، لا سيّما في أوقات الصباح بين الساعة السادسة والنصف إلى التاسعة، وأوقات المساء بين الرابعة إلى التاسعة. ويشهد الشارع منذ سنوات عديدة توسّعًا عمرانيًا كبيرًا، وافتتاح مشاريع تجارية متنوّعة ومختلفة على طول الشارع الحيوي، الأمر الذي يزيد من الضغط على الشارع.
وشهد شارع النخيل عملية لإعادة التأهيل في العام 2021 قامت بها وزارة الأشغال، وقد وصلت تكلفة المشروع «حسب الوزارة» إلى 407 آلاف دينار بحريني، كما تم رصف 4.9 كيلومتر من شارع النخيل ابتداءً من شارع 36 بالدراز حتى تقاطعه مع شارع الشيخ خليفة، وتحسين مستوى الإنارة، كما وُضعت قنوات أرضية لاستخدامها من قبل الخدمات لتجنّب قطع الأسفلت، بالإضافة إلى إنشاء مرتفعات تخفيف السرعة، ووضع الإشارات والعلامات المرورية والصباغة الأرضية التي توضح اتجاه ومسار الحركة المرورية. إلا أن هذه التعديلات لم تتم على مستوى توسعة الشارع التي يطالب بها قاطنو ومرتادو الشارع. ويصل شارع النخيل بين 7 من قرى شارع البديع، هي: الدراز، باربار، الدراز، جدالحاج، جنوسان، كرانة، حلة العبد الصالح، المقشع. ولوحظ أن معظم الزحام المروري الذي يشهده الشارع في المسافة الواقعة بين قريتي كرانة والمقشع، والتي تبلغ مسافتها حوالي 1.5 كيلومتر فقط. ويجدر القول إن كثافة الازدحامات المرورية تصاعدت بشكل ملحوظ بعد أن ازدادت المشاريع الإسكانية والتجارية بالمنطقة، وافتتاح مدينة سلمان بعام 2018. أهالي المناطق المجاورة: الازدحامات في «النخيل» تتزايد دون أيّ أفق لحلول مؤقتة أو جذرية قال مواطنون يقطنون في المناطق المجاورة والمتاخمة لشارع النخيل إن الازدحامات تتزايد في السنوات الماضية، وتأخذ منحىً تصاعديًا، دون أن يكون هناك أيّ أفق أو بوادر لحلول مؤقتة أو جذرية. وطالب المواطنون أعضاء المجلس البلدي والنوّاب بضرورة المزيد من الحراك لتسريع إيجاد حلول جذرية، قبل أن تتفاقم الأمور إلى مستويات كبيرة جدًا من الازدحامات الخانقة، والتي تعطّل حياة المواطنين وتصعّب وصول سيارات الإسعاف والإطفاء وغيرها. وقال المواطن حسين جواد إن قاطني شارع النخيل والمناطق السكنية القريبة من الساحل الشمالي، وبالأخصّ المناطق القريبة من قرية كرانة، يعانون من الازدحام المروري الكبير في معظم أوقات اليوم، إذ أشار إلى تكدّس السيارات على طول الشارع، ما يؤخّر التنقل بين المناطق والوصول إلى مكان العمل أو الدراسة، خاصّة أن حافلات «النقل العام» تستخدم الشارع أيضًا. وأضاف: «مررت بعدّة تجارب خلال فترة سكني التي لم تتعدَّ السنتين»، مؤكدًا أن الوصول إلى موقع عمله يتطلّب الكثير من الوقت، في حين تصل أوقات انتظاره إلى 45 دقيقة بحدّ أدنى لقطع الشارع. وقال جواد إن مكمن المشكلة في كون جميع المناطق مشتركة في شارع واحد ذي مسار واحد فقط، مضيفًا أن الحلّ هو التقليل من كثافة السيارات والنظر في إعادة تخطيط الشارع، كما يجب الإسراع في إنشاء الطريق الجديد؛ لتسهيل أمور المواطنين. من جانبه، قال المواطن فاضل عيسى إنه يضطرّ إلى الخروج من منزله قاصدًا مكان عمله منذ الساعة السادسة صباحًا، في حين أن وقت عمله يبدأ في تمام الساعة الثامنة صباحًا، مؤكدًا أن أيّ تأخير بسيط بعد الساعة السادسة والربع يرجع سلبًا عليه، إذ تمتد فترات الانتظار إلى مدّة كبيرة تؤخّره عن الوصول في الوقت المقرّر للعمل. وأضاف: «أخرج من عملي في تمام الساعة 2 مساءً، ولكن زحمة شارع النخيل (تأكل الوقت)». وطالب فاضل بضرورة وجود تحرّكات ضاغطة من أعضاء المجلس البلدي لمحافظة الشمالية والنواب؛ بهدف تسريع إيجاد حلول جذرية. في السياق نفسه، قال المواطن محمد: «كنت أرغب في أن تدرس ابنتي في مدرسة كرانة الابتدائية للبنات، ولكن بسبب الازدحامات المرورية الخانقة بشارع النخيل تراجعت عن قراري ورغبتي هذه، وقمت بتسجيلها في مدرسة أخرى؛ لتجنّب أوقات الانتظار الطويلة في طريقي إلى المدرسة في الصباح الباكر على هذا الشارع المليء بالسيارات». وأضاف أن الازدحام على هذا الشارع الحيوي الذي يخدم العديد من القرى الشمالية والمناطق يتطلّب التوسعة وزيادة الطاقة الاستيعابية، أو إنشاء جسر بحري وطريق سريع من المنامة إلى مدينة سلمان؛ لكي يخدم أهالي القرى الموجودة على هذا الشارع، خاصّةً بعد افتتاح مدينة سلمان.

مرور الشارع بمسارات ضيّقة ومنازل قديمة يصعّب توسعته.. رئيس بلدي الشمالية لـ«الأيام»: إنشاء شارع ساحلي جديد وتوسعة شارع البديّع هو الحلّ الأمثل قال رئيس مجلس بلدي المحافظة الشمالية سيد شبر الوداعي إن شارع النخيل يحمل بين ثناياه حكايات تاريخية لماضي البحرين الحضاري، ويُعد من المواقع الحيوية الذي كانت تزيّن بيئاته منظومة متشابكة من المزارع التي كانت تشكل القيمة المعيشية لحياة السكان في قرى شارع النخيل، وصار في المرحلة المعاصرة شريانًا حيويًا للحركة المرورية؛ بسبب ارتباطه بمدينة سلمان المدينة التي تتميّز بكثافتها السكانية وارتباط حركة سكانها بقرى شارع النخيل، إلى جانب ارتباطه بشارع البديع، وذلك ما جعله ممرًا بديلاً في أثناء الازدحام المروري على شارع البديع في وقت الذروة، و«كان لتلك العوامل أثرها المحفز في دفعنا إلى التقدم بمقترح تحسين الشارع الذي حظي باهتمام الحكومة».
وحول إمكانية عمل توسعة لبعض مسارات الشارع تجنبًا للزحام الذي يشهده الشارع بأوقات الذروة، قال الوداعي إنه «حسب المؤشرات الفنية للواقع الذي عليه شارع النخيل، ليس هناك أفق لتبنّي هكذا توجّه إذا ما أدركنا أن الشارع يمرّ بمسارات ضيّقة تقع على جوانبه منازل قديمة يصعب اقتطاع مساحات منها، ما عدا في مواقع محدّدة من الجهة الغربية حيث المساحات الزراعية، والتي تقدمنا بمقترح عمل مسارات للمشاة وتمكين هواة رياضة المشي من ممارسة هذه الرياضة المفيدة للصحة البدنية، ويمكن تبنّي إجراء توسعة الشارع في المسار الواقع من شرق مركز جابر الصباح الصحي باتجاه الشرق، وفي الجانب الشمالي من مسار الشارع في منطقة جنوسان، ومن الجهة الشرقية للدوار في قرية كرانة باتجاه الشرق ولغاية مدخل قرية حلة العبد الصالح، وان ما تقدمنا بشأنه من رؤية تظل رؤية عامة تفتقد للتشخيص الفني والإجرائي، ونرى أن ذلك بحاجة الى دراسة فنية تتولّى إعدادها جهة الاختصاص».
وأضاف أن «الحرص على تبنّي مسارات التغيير في مقدمة اتجاهات عملنا البلدي، وتماشيًا مع التوجّه الاستراتيجي للدولة في العمل على توسعة المساحات الخضراء تفاعلاً مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة والتخفيف من آثار التغير المناخي، فإننا نحرص على تحديد أولويات العمل للتعاون مع الجهاز التنفيذي في تحديد بعض المواقع وفق الإجراءات الفنية المطلوبة، والتي بموجبها يتم توفير تمديدات المياه للريّ لتكون ضمانة في الحفاظ على استدامة الأشجار التي يتم زراعتها، وتفعيلاً لذلك التوجّه تم الاتفاق مع فريق عمل التشجير في بلدية المنطقة الشمالية على القيام بمسح على امتداد شارع النخيل، وتحديد المواقع المطلوب زراعة الأشجار فيها».

وأكد أن التوجّه الاستراتيجي الذي هو في مقدمة أولويات العمل الحكومي مشروع تطوير شارع البديع الذي من المتوقع أن تبدأ اعمال خطته التنفيذية العام الجاري، الى جانب المحاولات الجارية لعمل الطريق الساحلي الموازي لشارع النخيل والمؤدي الى مدينة سلمان، وأن ذلك التوجّه هو المسار الأهم والحلّ الأمثل الذي يتميز بالنظرة الثاقبة للحكومة في تغيير واقع الحركة المرورية والتخفيف من الزحمة المرورية التي يعاني واقعها الصعب السكان، ومن الطبيعي أن يسهم ذلك الإجراء في تغيير الواقع الذي يعيشه السكان في قرى شارع النخيل، وأن إنجاز المشروعين الحيويين من الطبيعي أن يكون له أثره الملموس في تحسين حياة قاطني قرى شارع النخيل.
وبيّن الوداعي أن الرؤية الاستراتيجية التي يتبناها - كعضو ورئيس ببلدي الشمالية - والتي تتوافق في جوهر منظومتها مع الرؤية الاستراتيجية للحكومة، تتمثل في التركيز على بناء المخارج العملية لتوفير البنية التحتية للمجمعات الحديثة في قرى شارع النخيل كأولوية في عملهم البلدي؛ بهدف توفير البيئة الصحية الصالحة لمعيشة السكان في قرى شارع النخيل، وذلك ما أكد حضوره في تحديد وزارة الأشغال الأول من أكتوبر 2023 للبدء في تنفيذ مشروع إنشاء شبكة الصرف الصحي في المجمع 522 في قرية باربار، وفي إطار التنسيق المشترك مع وزارة الأشغال التي تبدي اهتمامًا فائقًا بمشروع البنية التحتية، إذ من الطبيعي أن تضع الحكومة في مقدمة أولوياتها تسريع وتيرة الإجراءات التنفيذية في إدراج المجمعات 520، 524، 526، 530، 514، 444، 450، 458، 460، على قائمة الخطة التنفيذية لمشاريع الصرف الصحي، وتحديد فترة زمنية وفق المتطلّبات الإجرائية في إنشاء مشاريع الصرف الصحي في المجمعات، وذلك هو الأهم في توفير متطلّبات الحلّ الأمثل في توفير البيئة الصحية الصالحة لمعيشة السكان، وتوفير متطلّبات الرضا الاجتماعي والسعادة للمجتمع المحلّي في قرى شارع النخيل، «ولذلك حرصنا على التقدم بمقترحاتنا لتحقيق ذلك التوجّه، ونحرص على تكملة المسار لإنجازه».
وأوضح الوداعي أن الحديث في شأن مضمون الحلول العملية والمثلى للسكان في قرى شارع النخيل ينبغي أن لا تكون فيه النظرة أحادية الجانب، بل ينبغي أن تكون شمولية الأبعاد، وذلك يتطلّب الأخذ في الاعتبار الاحتياجات الأولية التي ينبغي توافرها للإجابة عن الأسئلة ذات الارتباطات الحيوية بالحياة المعيشية للسكان، المتمثلة في المطالب الخدمية والتنموية، هنا ينبغي إدراك حقيقة مهمة أن تحسين شارع النخيل يمثل في واقع منظومة الاحتياجات جزءًا بسيطًا من مطالب السكان في قرى شارع النخيل، ونعتقد أنه بالإضافة الى ما تم تسجيله أعلاه، فإن السكان في حاجة الى مطالب أخرى ذات أهمية في توفير الرضا الاجتماعي، والتي من أبرزها توفير المواقع الترفيهية والحدائق العامة والملاعب الرياضية التي تفتقدها قرى شارع النخيل، وكذلك صون البيئات الساحلية لتوفير مساحة للترفيه الاجتماعي، ونعتقد أن تشييد متنزه باربار الذي افتُتح منذ فترة قليلة والعمل على إنجاز المراحل الأخرى المكملة للمشروع هو المطلب الأكثر أهمية وفائدة، الذي يحقق الرضا والسعادة للسكان في قرى شارع النخيل.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا مدینة سلمان شارع البدیع الشارع فی فی أوقات التوج ه

إقرأ أيضاً:

«قتلوا جارهم في الشارع».. المؤبد ضد 3 متهمين في الجيزة

عاقبت محكمة جنايات الوراق بالجيزة، اليوم الخميس، برئاسة المستشار عفيفي محمود المنوفي، 3 متهمين بالسجن المؤبد، وذلك جراء قتلهم عامل في الوراق بسبب خلافات سابقة بينهم.

صدر القرار برئاسة المستشار عفيفي محمود المنوفي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين رجب فكري مصطفي، ومصطفي محمد عبد اللطيف، ومحمد عبد الحميد، وسكرتارية خالد شعبان.

وأسند أمر الإحالة في القضية رقم 7311 لسنة 2024 جنح الوراق، والمقيدة برقم 1974 لينة 2024، كلى شمال الجيزة، أن المتهمين «عصام. م»، و«محمد.ش»، و«حسن. م»، قتلوا المجني عليه «وليد.م»، عمدًا مع سبق الإصرار وذلك إثر خلاف فيما بينه وبين الأول، إذ عقدوا العزم وبيتوا النية على إزهاق روحه وأعدوا لذلك الغرض أسلحة بيضاء «مطواة وسكين وعصا»، إذ انهالوا عليه ضربا بأسلحة بيضاء أعدوها بأن كالا له عدة ضربات استقرت بمختلف أنحاء جسده قاصدين قتله محدثين إصاباته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته.

واعترف المتهم الأول في تحقيقات النيابة العامة أنه تعدي ضربًا على المجنى عليه باستخدام سلاحًا أبيض سكين بأن كال له عدة ضربات استقرت بمختلف أنحاء جسده.

اقرأ أيضاًلـ 15 ديسمبر.. تأجيل محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالعمرانية

ضبط 6 أطنان أسمدة مجهولة المصدر في حملة بالشرقية

مقالات مشابهة

  • لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً
  • العجمة: يزعلني لما المنتخب يضيع في زحمة الدوري .. فيديو
  • «قتلوا جارهم في الشارع».. المؤبد ضد 3 متهمين في الجيزة
  • محافظ بورسعيد ورئيس جهاز تعمير سيناء يتفقدان مشروع تطوير شارع عزمي وشارع العبور
  • مدبولي: تعاون مع رجال الأعمال المصريين الصينيين لتحويل جريد النخيل إلى أخشاب
  • ماذا طلب.. معجب يفاجئ هاني سلامة في الشارع
  • حزب الاتحاد: مواجهة الشائعات مسألة أمن قومي
  • لتعزيز قطاع النخيل وزيادة الصادرات|رئيس مركز بحوث الصحراء يفتتح ملتقى مصر الدولي للتمور
  • تغريم بريطاني بعد إنقاذه تسعينية سقطت في الشارع
  • نقل سيّدة إلى المستشفى... هذا ما حصل معها أثناء مرورها في الشارع (صورة)