نبيه بري لأحمد الطاهري: الصراع العالمى حاضر فى حرب غزة والاحتلال ارتكب أخطاءً استراتيجية ولن يستطيع الصمود
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
قال نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، إن الأوضاع بعد حرب غزة تتوقف على عدة محددات لتقدير الموقف، فلكل طرف أهداف استراتيجية من هذه الحرب، سواء المقاومة أو الاحتلال، متسائلا: "هل حقق الاحتلال هدفه من الحرب رغم كل ما جرى من قتل واستشهاد عشرات الآلاف؟".
ثوب الحريةوأضاف بري، خلال حواره مع مجلة روزاليوسف، أجراه الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، رئيس التحرير، أن الفلسطينيين باستشهادهم وتمسكهم بأرضهم يغزلون ثوب الحرية للقضية لأن «ثوب الحرية من حرير يحتاج الكثير من التضحيات»، فالإجابة القاطعة لم يحقق الاحتلال هدفه ولن يحققه
وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني، أنه إذا كان هدف الاحتلال المعلن هو القضاء على حماس دعنى أقول لك وهذه معلومات أن المقاومة الفلسطينية لم تفقد إلا 10 % من قدراتها منذ اندلاع القتال ولديها قدرة على الصمود، أما الاحتلال فخسائره متعددة وكبرى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واستراتيچيًّا أيضًا.
وأشار إلى أنه الآن الشارع العربى يلتف حول القضية الفلسطينية رغم محاولات قتل القضية فى الضمير العربى، وهنا أحكى عن الشعوب العربية لأن الموقف الرسمى العربى اتسم «بالحياد»، وهو مصطلح أراه مناسبًا دبلوماسيًا، وحقيقة يجب أن نسجل لمصر وقيادتها السياسية وشعبها موقفهم الواضح منذ اللحظة الأولى بالوقوف ضد العدوان على غزة ورفض تهجير أهل غزة إلى سيناء أو تهجيرهم إلى الأردن أو تهجيرهم داخليا والتصدى لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وتلعب مصر الآن دورًا رئيسيًا مع جميع الأطراف.
وأكد نبيه بري، أن البعد الآخر أن اقتصاد إسرائيل ينزف رغم كل ما يصل إليها من مساعدات لا تستطيع أن تستمر على هذا النحو لبضعة أشهر، وهذا هو مأزق نتنياهو بخلاف ما تفرضه عليه خلافاته الداخلية فى الائتلاف الحكومى الهش، فضلا عن ملاحقته قضائيا، ومن هنا يسعى لمد أجل الحرب، وأيضا قد يسعى لتوسيع رقعة الحرب وتوريط أطراف أخرى.
وتابع: "هنا لا أتحدث عن لبنان فقط.. حتى هذه اللحظة تتعامل المقاومة فى لبنان وما تقوم به من عمليات وفق المنهج والسياق المناسبين، لبنان لديه ذاكرته وخبرته من الحروب مع إسرائيل على مدار عقود".
وأوضح أن هذه الذاكرة حضرت عند صياغة القرار الأممى رقم (1701) عام 2006، جلس هنا معى الدبلوماسى الأمريكى «ديفيد وولش» وتمسكت بصياغات محددة تحفظ حق لبنان فى مواجهة الاحتلال وقلت له سأذكرك فيما كنت تختلف معى فيه، ومرت سنوات وخرج من الخدمة واتصلت به لأذكره.
وأردف أن أمريكا حضرت فى هذه الحرب كطرف وتجاوز الأمر مجرد الدعم السياسى والاقتصادى للاحتلال الإسرائيلى بل كان الدعم عسكريًا وعملياتيًا، وهذا الأمر ليس سرًا وتناوله الإعلام الأمريكى وتناولته دوائر السياسة الأمريكية.. ولكن فى هذا العام أمريكا تدخل بكل اهتمامها وثقلها فى مجريات وتفاعلات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى تجرى فى نوفمبر 2024 ولكن تبدأ سياسيا من الآن.
وواصل: " لذا علينا أن ننتظر ونرى ما تقوده التفاعلات، عليك أيضا أن تأخذ بعين الاعتبار أن حكومة نتنياهو قد تواجه هى الأخرى مأزق الانتخابات المبكرة هذا العام.. العالم كله يتغير.. أدبيات الصراع العالمى تنضج.. مخاض النظام العالمى لا يزال مستمرا فى أكثر من رقعة.. الصبر هنا سلاح استراتيجى وما وجدت «سلاحا أفضل من الصبر»".
وشدد على ضرورة أن ننتبه لما يجرى تجاه سواحل اليمن وباب المندب.. الصراع العالمى متداخل ومتشابك تحضر فيه استراتيجية ومحورية الممرات البحرية.. يحضر فيه صراع الطاقة.. تحضر فيه الأطماع فى مياه العرب.
وعن الوضع الداخلي، أكد أن لبنان حاليا لديه تحديات حاضرة وتحديات مؤجلة.. التحديات الحاضرة أولها إنهاء حالة الفراغ الرئاسى، ومن هنا كانت دعوتنا للحوار والاتجاه نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أما التحديات المؤجلة فهى تلك التى نبدأ فى مواجهتها بعد انتخاب رئيس الجمهورية وفى مقدمتها الأزمة الاقتصادية.
وتابع: "نحن ندرك أن العالم تغير وأن أصدقاء وحلفاء لبنان الداعمين أيضا قد تغيروا، وفى هذا تتشابه مصر مع لبنان فمثلما تركت مصر بمفردها لمواجهة تحدياتها ترك لبنان بمفرده، وهذا هو حال السياسة، وهذا هو العالم الذى نحيا فيه الآن، ومن حق كل طرف أو صديق أو حليف أن يعمل وفق مصالحه.. وفى الفترة الحالية هناك تعاون كبير مع حكومة تصريف الأعمال برئاسة السيد نجيب ميقاتى ونسعى لتقريب كل وجهات النظر والالتفاف حول مصلحة لبنان وأن يكون لبنان أولا، من هنا أيضا كان اهتمامنا وحرصنا البالغ على ألا يترك أهل الجنوب اللبنانى ديارهم منعا لحدوث هجرة داخلية فى لبنان".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس مجلس النواب العربي المقاومة الفلسطينية القضية الفلسطينية النواب اللبناني الشعوب العربية الانتخابات المبكرة مجلس النواب اللبناني أحمد الطاهرى
إقرأ أيضاً:
لبنان محيّد بإنتظار التحولات السورية
من الواضح ان الحكم الجديد في سوريا يسعى لتكريس نظامه الجديد ويعمل على التعامل بمنطق الدولة لا بمنطق الثورة او التمرد، وهذا واضح بشكل كبير بالرغم من التجاوزات التي تحصل في الداخل السوري، اذ ان النظام الجديد يرغب بالحصول على الاعتراف الدولي ويعمل على القطع النهائي مع المرحلة السابقة، وهذا ما تثبته تصريحات أحمد الشرع المتكررة.
حتى ان العداء مع "حزب الله" يتم تهذيبه، ليتجاوز فكرة الصروح الدينية والمقامات وليكون معزولاً عن لبنان، اي ان العلاقة مع لبنان ليست مرتبطة بالعداء مع الحزب، وسوريا الجديدة ليست في وارد اي خلاف او حرب او معارك حدودية مع لبنان ولا مع العراق، وعليه فإنه على المدى القصير يبدو ان العلاقة قد تعود الى طبيعتها بين سوريا ولبنان والحدود ستفتح وقد يكون المكون الشيعي احد اكثر المتجهين الى الشام لاعتبارات دينية من دون اي عوائق وهذا نا تعمل عليه الدولة الجديدة التي تحتاج الى السياحة الدينية كجزء من مسار اعادة تعويم الاقتصاد.
على المقلب الاخر، وبالرغم من الخروقات الكبيرة التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي يبدو القرار حاسماً، بعكس كل ما يتم تسريبه، بأن تتوقف الاعتداءات بعد انتهاء الايام الستين، وهذا ما سيساعد عليه اداء الحزب المنضبط اولاً وانتخاب رئيس جديد ثانياً، وعليه فإن الاستقرار في لبنان سيكون انعكاساً لقرار اميركي عميق بضرورة الذهاب نحو استقرار شامل في الشرق الاوسط اقله لعقدين من الزمن.
ترى المصادر ان هذا القرار يتوقف ايضا على الواقع السوري، فالفوضى في سوريا ستؤثر حتما على لبنان وان كان تأثيرها في ظل القرار الدولي الحالي لن يكون كبيرا، لكن الاهم هو موقف دول الخليج مما حصل في دمشق، فاذا قررت السعودية والامارات عدم ترك الامور لتركيا فهذا يعني اولاً استثمارا سياسيا وماليا كبيرا في لبنان لضمان عدم تسرب الحيثية السنية بإتجاهات تركية سورية.
وثانيا سيجد الخليج نفسه متحالفا بشكل تلقائي مع ايران والعراق من اجل الحد من قدرة تركيا على الاستثمار الدائم والمستدام في الساحة السورية، وكل ذلك سيؤدي وسيصب في مصلحة لبنان واستقراره السياسي والامني الذي سيدوم لفترة طويلة من الزمن خصوصا اذا استمرت السياسة الاميركية على اولوياتها الحالية وذهب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب نحو اعادة تحجيم الدور التركي كما فعل في ولايته الاولى. المصدر: خاص "لبنان 24"