الثورة نت:
2024-11-04@23:34:08 GMT

الكيان الصهيوني.. بين الانهيار والتفكك

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

 

قبل مئات السنين جاء الصليبيون إلى هذه الأرض “فلسطين” عاقدين العزم على المقام والاستقرار، مارسوا كل أنواع الإجرام بحق شعبها والأمة العربية والإسلامية والتاريخ شاهد على الفظائع التي ارتكبوها، فقد غاصت أقدام خيولهم بدماء الأبرياء، حين الاستيلاء على القدس، شنوا الحملات الصليبية واحدة تلو أخرى، جاء على رأس تلك الحملات القساوسة والرهبان والملوك من كل دول أوروبا حتى تحقق لهم الاستيلاء، لم تهدأ الثورات والانتفاضات من المسلمين الذين عاشوا قبل ذلك مراحل كثيرة من الفرقة والشتات وإثارة النزعات القومية والدينية وغيرها، ولولا تلك الاختلافات لما استطاع الصليبيون أن تطأ أقدامهم أرض المسلمين بالإضافة إلى الخيانات والمؤامرات التي شكلت أبرز نقاط الضعف والهزيمة.


وعلى حين غفلة جمع القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي الشتات وحارب الفرقة وهزم الخونة والمتآمرين واستعاد القدس، واليوم جاء الصهاينة مكررين نفس الأساليب والسيناريوهات ذاتها، قتل وإبادة وتهجير لأصحاب الأرض وإحلال العنصر الصهيوني بديلا بالقوة وبالقانون وبكل أشكال وأساليب العصابات الإجرامية لكن بوسائل الدولة والسلطة والسطوة، وفي كل مرة يقف العالم ما بين مؤيد وهم الصليبيون الجدد، وشاجبون ومنددون، وهم الخونة والعملاء، وعاجزون يطلبون ممن أوجد الكيان وأسس له وقنن وجوده أن يقوم بدور الوسيط الذي يعيد الحقوق، الصليبيون تحركوا بما لديهم من إمكانيات مادية ومعنوية وسياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها لتطمين المجرمين في كل معركة وانتفاضة حتى لا يذهب المشروع الذي أوجدوه ويعود الحق لأصحابه ويستعيد المسلمون كرامتهم وعزتهم ووحدتهم وقوتهم ويخسر الغرب المصالح التي استولى عليها بواسطة الصهاينة من ثروات نفط وغاز وأكبر مستورد للسلاح والمنتجات وغيرها.
المنافقون والخونة والعملاء أذاقوا الشعوب الويلات وساموهم سوء العذاب سرا وجهرا، قتلوا كل إرادة حرة وصادروا كل مقومات التوحد والتكامل، وأبادوا كل بوادر المقاومة والعزة والكرامة، وكلما انقرض مجرم جاء غيره أظلم وأطغى، حُيّدت الدول العربية واحدة تلو أخرى واستفرد المجرمون بكل قطر على حدة واثيرت كل الاختلافات حتى وصل الأمر إلى قطع العلاقات لفوز فريق على آخر في المسابقات الرياضية، وتم تصنيع فزاعة الإرهاب والتطرف والتشدد وساهم خريجو الجامعة الإسلامية بتل أبيب في تصدير الفتاوى وتسويق نماذج القتل القذرة والمتوحشة على أنها دين وشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الأحداث سرعان ما كشفت زيف تلك الأكاذيب وفضحت الوجوه والأقنعة.
أما المنخدعون فقد صحوا من غفلتهم وتابوا إلى رشدهم، فمنهم من عاد إلى صوابه ومنهم من استمسك بالغيب وفضل المضي حتى آخر المشوار بسبب المصالح التي بذلت له والعوائد التي حصل عليها، والفضل في كل تلك المفاصلة لفلسطين وأهلها المرابطين على أرض ثالث الحرمين.
بين التفكك والانهيار
المجتمعات اليهودية التي استوطنت أرض فلسطين خليط من اتجاهات شتى ( بين يسار ووسط) يعبدون المال ويحبون الحياة، قال تعالى “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ” البقرة (96)، حريصون على أدنى حياة وحينما وفدوا إلى أرض فلسطين كانت الوعود لهم أنها ستكون واحة من الأمن والرخاء والاستثمار وغير ذلك من المتع، لكن مع استمرار المقاومة وتصاعد وتيرتها فإن تلك الأمنيات ذهبت أدراج الرياح وستكون هناك هجرة عكسية، فكل يهودي سيرجع إلى المكان الذي جاء منه وهو الأمر الذي يدركه ساسة الكيان مما جعلهم يستعينون بأقذر الخونة من الدروز وغيرهم من المرتزقة، فهم لا يثفون بجيشهم أنه يستطيع أن يهزم المقاومة التي استطاعت أن تصنع سلاحها وتقضي على الخطر المفروض، وعملت على تسليح أبناء فلسطين حتى بأبسط الأشياء، لقد وجدنا الأعزل يواجه الجندي المدجج بالسلاح وسمعنا الأعزل يدهس الجنود بسيارته، والآن هناك آلاف من الصواريخ والقذائف والأسلحة صنعت محلياً من أجل التحرير لا الاستعراضات والمباهاة أمام الآخرين، كما يفعل الخونة والعملاء لإرهاب الشعوب المغلوبة على أمرها.
إن من ينظر إلى الأرقام الاقتصادية التي حققها الكيان الصهيوني يستيبعد إمكانية أن تتحول تلك المنظومة الاقتصادية الهائلة وتصبح أثرا بعد عين، لكن الوصف الصحيح أن هناك منظومة أمنية وأخرى اقتصادية هما عماد الكيان، فإذا انهارت المنظومة الأمنية وهو ما حدث بالفعل في السابع من أكتوبر، فإن المنظومة الاقتصادية انهارت أيضا، وهو ما تشير إليه الأرقام الحقيقية في كل المجالات، لقد سقط الاتحاد السوفيتي وانهار بين عشية وضحاها وكان أكثر قوة واستحواذا على الثروات، واقتصاده انهار وتفكك وأصبح عاجزا عن الاستمرار في شن الحروب وانكفأ على نفسه وهو القطب المنافس للمعسكر الرأسمالي، وغادر الصليبيون أرض فلسطين بفعل المقاومة والاستبسال من قبل رجال الإسلام أمام كل محاولات الاستمرار في السيطرة والاغتصاب للأرض وتدنيسها من قبل المجرمين، وغادرت الجيوش الصليبية الأراضي العربية والإسلامية إلى فرنسا وإيطاليا وانجلترا والبرتغال وهولندا واسبانيا وغيرها لا بإرادتهم وإنما بسبب المنطق الذي يؤمنون به ويحتكمون إليه وهو السلاح والقوة مع فارق جوهري وهو الأخلاق والدين والقيم والمبادئ، واليوم جاء الدور على اليهود فقد مكن لهم في الأرض بسبب القوة والخيانة والعمالة وقُدّموا وكشفوا حقيقتهم القذرة على مرأى ومسمع العالم أجمع، فقد مارسوا إجراما لا يقف عند حد، يتسلى بقتل الأطفال وإبادة النساء والعزل ويمارس الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، لأنه يرى أن غيره من أمم الأرض “بهائم” على صورة آدمية، خلقت لتسليته ومؤانسته لا غير ذلك، وهنا يأتي وعد الله الذي لا يخلف وعده بنصر عباده المؤمنين وهزيمة الشرك والكفر والطغيان ” وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا” النور (55).

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عام على قصف الجيش اليمني الكيان الصهيوني إسناداً لغزة

القوات المسلحة فرضت حصاراً محكماً على موانئ العدو والسفن المرتبطة به في المحيط الهندي والبحار العربي والأحمر والأبيض استهداف 202 سفينة وقطعاً حربية مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني

الثورة /متابعات
مرّ عام على انطلاق عمليات القوات المسلحة اليمنية الصاروخية وبالطيران المسيّر التي طالت كيان العدو الصهيوني، نصرة وإسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة وحشية على يد قوات العدو الصهيوني.
لم يقف اليمن شعباً وقيادة مكتوف اليدين أمام ما يجري من جرائم بشعة تجاه أخوتهم من الشعب الفلسطيني، وأمام الضغط الشعبي والمظاهرات المليونية في جميع المحافظات الحرة، دشنت القوات المسلحة في خلال أقل من شهر منذ بدء حرب الإبادة ضد أهالي غزة عمليات القصف على كيان العدو الصهيوني ابتداءً بالصواريخ الباليستية والمجنحة والمُسيّرات، وصولاً إلى الصواريخ الفرط صوتية والمُسيرات القادرة على اختراق منظومات الدفاع الأمريكية والصهيونية والوصول إلى أهدافها بنجاح كامل.
ففي 31 أكتوبر 2023 أعلنت القوات المسلحة عن أولى ضرباتها بثلاث عمليات عسكرية طالت أهدافاً حساسة في الكيان الصهيوني، وشاركت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وجاءت العملية بعد وعيد السيد القائد لكيان العدو الذي يسفك الدم الفلسطيني بغزة.
وخلال العام الفائت رصد موقع «المسيرة نت» 38 بياناً عسكرياً للقوات المسلحة اليمنية، شملت تنفيذ عشرات الضربات التي طالت أهدافاً حيوية وعسكرية واقتصادية صهيونية على امتداد جغرافيا الأراضي الفلسطينية المحتلة.
والملاحظ هو التصاعد في عمليات صنعاء ضد الكيان، فقد كانت في بداياتها محدودة على أم الرشراش وجنوب فلسطين المحتلة، ومع استمرار تطور القدرات العسكرية اليمنية وصلت الضربات اليمنية إلى قلب كيان العدو الصهيوني في يافا المحتلة، وصولاً إلى وحيفا شمال فلسطين المحتلة.
وفي عملياتها المتصاعدة كشفت القوات المسلحة اليمنية عن أسلحة جديدة استخدمت لأول مرة كمُسيرة «يافا» التي ضربت عمق الكيان وعاصمته وقلب اقتصاده في الضربة الشهيرة التي طالت «تل أبيب» في 19 يوليو 2024، كما أزيح الستار عن صاروخ «فلسطين 2» الفرط صوتي الذي دخلت به اليمن نادي الدول القليلة المالكة لهذه الصواريخ الفرط صوتية وقد أُعلن عن تنفيذ أولى ضرباته في 15 سبتمبر 2024.
هذا بالإضافة إلى صاروخ «فلسطين» الباليستي الذي أزيح الستار عنه في 03 يونيو 2024 بعملية طالت أم الرشراش جنوب الأراضي المحتلة، كما دخلت على خط العمليات طائرات «صماد 4» التي أعلن عن تنفيذها أولى عملياتها في الأول من أكتوبر 2024، كما دخلت على ذات المسار في الثاني من أكتوبر 2024 صواريخ «قدس5» المجنحة وقد ضربت في أولى عملياتها عمق كيان العدو، ولم يتخلف صاروخ «ذوالفقار» عن تدشين أولى عملياته في السابع من ذات الشهر مستهدفا يافا المحتلة.
وبالتوازي مع عمليات اليمن ضد كيان العدو، ظل الحظر سارياً على الملاحة الصهيونية والحصار المحكم الذي تفرضه القوات المسلحة على موانئ العدو وتنفيذ عمليات استهداف السفن التي تخرق قرار الحظر، وكذلك السفن والقطع البحرية الأمريكي والبريطانية التي تعتدي على اليمن وتحاول المرور، في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي وصولا إلى المحيط الهندي جنوبا، والبحر الأبيض المتوسط شمالا.
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أعلن، في خطابه الأسبوعي، الخميس الفائت، أن إجمالي عدد السفن المستهدفة، المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وبالأمريكي والبريطاني، بلغ (مائتين واثنتا سفينة)، مؤكداً «أن هذا يعتبر إنجازاً مهماً بكل ما تعنيه الكلمة، والأمريكي هو في غاية الانزعاج نتيجةً لذلك؛ لأنه فشل في ما كان قد تعهَّد به للعدو الإسرائيلي، من أن يؤمِّن له الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ولأول مرة وفي منطقة واحدة فقط، تصبح مصالح العدو الإسرائيلي مستهدفةً بهذا الشكل، لا يتمكَّن أبداً من أن يواصل ملاحته عبر البحر الأحمر من باب المندب، لأول مرة يحدث ذلك، وعلى مدى كل هذه المدة الطويلة لأكثر من عام».
وعلى الرغم من الكلفة التي يدفعها اليمن جراء مواقفه المساندة لغزة ولبنان بالغارات العدوانية على البلاد التي يشنها تحالف العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني، والحصار الاقتصادي وفرض حظر الطيران المستمر على اليمن، إلا أن صنعاء ماضية بكل عزم في نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقد أكد السيد عبدالملك أن عمليات اليمن مستمرة بالقصف الصاروخي، وبالطائرات المسيَّرة، إلى عمق فلسطين المحتلة، مشيرا إلى أن عمليات الأسبوع الأخير فقط، استهدفت أهدافا تابعة للعدو الإسرائيلي في يافا المحتلة، وفي عسقلان، ونفِّذت بـ(ثلاثة عشر صاروخاً بالِيسْتِيّاً ومُجَنَّحاً، وطائرة مسيَّرة).

مقالات مشابهة

  • حماس: الخذلان العربي لفلسطين ولبنان شجع الكيان الصهيوني على المضي بعدوانه
  • ماليزيا تعد مشروع قرار لطرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة
  • ماليزيا تُعِدّ مسودة مشروع قرار لطرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة
  • بقائي: سنوظف جميع الإمكانات للرد على الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يعلن رسميا قطع العلاقات مع الأونروا
  • “الكيان الصهيوني” .. من التأسيس إلى بوادر الانهيار
  • عدوانُ الكيان الصهيوني على لبنان
  • حزب الله يواصل عملياته الصاروخية في عمق الكيان الصهيوني
  • عام على قصف الجيش اليمني الكيان الصهيوني إسناداً لغزة
  • الوعد الصادق 3 .. صاروخ عماد يستعد لنسف اعمدة الكيان الصهيوني