حقيقة تأكدنا منها في اليمن إذا صلحت نية الحاكم صلح بصلاحها الزرع والضرع وها هو يمن الخير والإيمان بعد أن منّ الله عليه بالحاكم الصالح يعود لعزهِ التليد ومجدهِ الضارب جذوره في أعماق التاريخ وها هم من وصفهم ربهم بـ أولوا القوة والبأس الشديد يذهلون العالم ببأسهم وهاهم اليمنيون يصنعون الإنجازات التي تعد من المعجزات.
اليمن الذي خرج من تحت أكوام القصف ليقضي على من انقضوا عليه ونفض تراب السكينة والاستسلام التي أرضخهم عليها من تولوهم من قبل رافعاً رأسه إلى عنان السماء إلى حيث يسكن نجمه سهيل اليماني. اليمن أطلق صرخته المدوية معلناً أنه لا كبير إلا الله ولا طاعة إلا لله ولا خوف إلا من الله وأصبح اليمن الذي لم يكن ينظر إليه قوة ضاربة يمتد بأسه إلى السماء بطائراتها وإلى البحار بسفنها وبارجاتها وإلى الرياضة بألعابها بمعنى وكما يقال بمصطلحاتهم اليمن هو من يتصدر الترند العالمي .
والفضل في ذلك العز يعود بعد الله الموفق إلى عاملين رئيسيين وهما: حاكم ملهم، وشعب حكيم حاكم عرف وجهته وتوجهه وشعب عرف قائده فجربه و وثق به فسار بعده، حاكم لم تغره السلطة ولم يخف من مخلوق ناصيته بيد خالقه، وشعب فيه من القوة والأنفة ما هو في حاكمه فسمع منه ما هو في نفسه فطاب له السمع والطاعة.
ذلك هو سر قوة اليمن في وقت دبّ فيه الوهن في أغلب بلدان المسلمين هذه هي اليمن قائداً وشعباً شُنت عليهم حرباً كونية ولم يكن لهم مسانداً وعوناً إلا الله فتوكلوا عليه ودافعوا عن أرضهم وانتصروا على عدوهم رغم أنهم مازالوا تحت ويلات هذا العدوان الظالم ومازالوا محاصرين يتربص بهم العدو إلا أن ذلك لم يثنهم عن قضيتهم الأولى وعن أُولى قبلاتهم ومسرى نبيهم .
وجاء السابع من أكتوبر وجاء العدوان على غزة وسكت العالم عن مظلومية غزة فكان ليمن الإنجاز والإعجاز الكلمة وأطلّ حاملاً راية الجهاد ووقف حيث الكل راكع وصرخ حيث الكل صامت وقال لا للعدوان على غزة ولا للاستكبار العالمي لا للهيمنة لا للوصاية لا اللعبودية وأصبح سيد المقاومة في اليمن بموقفه من غزة هو سيد العالم الخانع، وكان شعب اليمن الصابر الجريح هو المساند لغزة وأعلنوها لهم” لستم وحدكم “وسنحاصر من حاصركم وسنضرب من ضربكم وكما لم يخفنا تحالف الأذناب علينا سابقاً فلن يخيفنا تحالف أسيادهم حالياً.
ولن تكون صنعاء إلا مع القدس ولن نكون إلا يداً واحدة ضد عدوان المعتدين وكيدهم ومحاولتهم في طمس هويتنا واركاعنا وهيهات لهم ذلك وأنّا لهم بطمس هوية من جذورهم ثابتة وقوتهم ضاربة ولن تقتلعهم العواصف العابرة ولا الزوابع الآتية ومن تولى الله لن يهزمه من تولى الشيطان ومن كان صاحب حق وقضية فهو الغالب المنتصر ونحن الآن نجدد وقوفنا في يمن الحضارة والشموخ إلى جانب فلسطين العروبة والصمود حتى النصر ونحن في اليمن لا نتكلم كثيراً ولا نعدُ فقط نحن نحذر وننفذ ومن كذبنا فقد جربنا والعاقبة للمتقين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المحافظ والوعود الزائفة: بين الكلام المعسول وغياب الإنجاز!!
بقلم : تيمور الشرهاني ..
في مشهد يتكرر كثيراً، نجد بعض المسؤولين يتقنون فن الخطابة ورسم الوعود البراقة، لكنهم يُخفقون في ترجمة أقوالهم إلى أفعال ملموسة. أحد الأمثلة الصارخة على ذلك هو المحافظ، الذي بات يُعرف بين الناس بقدرته الفائقة على التحدث بحلو الكلام، مقابل أداء باهت يفتقر إلى الحد الأدنى من الإحسان والمصداقية. ونراه غير مكترث لعامة الناس، من يحظى بقبول إيجابيته فقط المترفون وأصحاب الجاه. ياترى من هذا المحافظ من بين ثمانية عشر محافظة؟
لقد أصبح واضحاً أن الوعود المتكررة التي طالما أطلقها هذا المحافظ لم تخرج عن إطار التصريحات الإعلامية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع. فبدلًا من أن ينشغل بتحقيق تطلعات المواطنين ومعالجة القضايا الملحة، يبدو أن الأولوية لديه تتمثل في إتقان المظاهر الكلامية الزائفة والمصطنعة، متغافلاً عن حقيقة أن الأفعال هي التي تصنع الفارق، وليس الأقوال.
بيد إن غياب الشفافية والمساءلة في مثل هذه الحالات يُثير الكثير من التساؤلات حول مدى التزام المسؤولين بواجباتهم، وحول الآليات التي ينبغي أن تُفعَّل لضمان تحقيق العدالة وكشف أي تقصير أو فساد قد يكون مستتراً خلف الستار. فالمنصب ليس امتيازاً شخصياً، بل هو مسؤولية كبيرة تتطلب العمل الجاد والتفاني من أجل الصالح العام.
لا شك أن يوم الحساب قادم، وسيكون هناك وقت تُرفع فيه الأقنعة وتُعرض الحقائق أمام الجميع. الشمس لا تغيب إلى الأبد، ولا بد أن يُسلط نورها في نهاية المطاف على كل تجاوز أو إخلال بالأمانة.