منذ أن شجع الصهيوني تيودور هرتزل، الهجرة اليهودية إلى فلسطين، شكّل الاستيطان حجر الزاوية في التوسع الصهيوني الاستيطاني والذي يعد الاستيطان الوحيد في العالم الذي بني على فكرة الأساطير وقام بنشرها في المجتمع الفلسطيني، فقد كانت أعداد اليهود – على سبيل المثال في منتصف القرن التاسع عشر – لا تذكر موزعين على سبعة إلى تسعة أماكن، وكان عدد السكان الفلسطينيين وفقا لبعض الإحصاءات التقديرية نصف مليون نسمة 81 % منهم عرب مسلمون و11 %عرب مسيحيون وربما وصل عدد السكان اليهود في ذلك الوقت إلى 6 %، ووفقا لمصادر استعمارية بريطانية فإن اليهود استحوذوا حتى عام 1914م على أكثر من 400 الف دونم وأسسوا العديد من المستوطنات وبعد 1948م، أشركت الحركة الصهيونية جميع اليهود في الدول العربية ضمن الحركة واحتوتهم لإكمال تأسيس الصهيونية واستمرت في الانتشار كحركة عنصرية تحميها وترعى جميع مصالحها الولايات المتحدة الأمريكية التي طوعت الأنظمة العربية والحكام والأمراء لصالح خدمة هذا الكيان، وتغلغلت في أنظمة الحكم العربية سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وعلى جميع المستويات وحققت للكيان الصهيوني ما كانت تنادي به جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الأسبق أن العرب سيفاجأون أن الصهاينة قد زرعوا حكاماً عرباً يخدمون مصالح الكيان الصهيوني، وتشكل قناعاً من الزيف والقوة الوهمية التي كانت تنهزم في معارك متعددة مع المقاومة الفلسطينية ما يثبت ضعف ووهن هذا الكيان و الآن وقد قررت جميع فصائل المقاومة الفلسطينية أن تكشف القناع الذي يوارى خلفه الكيان الصهيوني فقد فاجأت الكيان بعملية عسكرية كشفت من خلالها ضعف هذا الكيان وهشاشته واتكاله على الولايات المتحدة التي تدير معاركه وتساعده وتقف معه بكل مشاريعه، ضاربة عرض الحائط بكل القرارات الدولية ضد “إسرائيل” فإذا كان الموضوع يخص هذا الكيان فإن أمريكا تتجرد مما تدعيه من قيم الديمقراطية الإنسانية، وهذه هي سياسة أمريكا منذ نشأة الكيان الصهيوني، ولكن ما الذي نتج عن 7 أكتوبر؟.
من خلال قراءة أولية وباختصار، لقد أكدت عملية طوفان الأقصى على التالي:
أولا: مرغت حركة حماس وفصائل المقاومة أنف الجيش الذي كان لا يقهر وقهرته ووصلت إلى معسكراته وأسرت وقتلت جنوده ودمرت آلياته العسكرية.
ثانيا: أن جيش الكيان لا يجيد سوى الانتقام من خلال قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية من مرافق ومستشفيات وقتل المدنيين والأطفال والنساء والمرضى والجرحى.
ثالثا: أكدت أن اليهود الصهاينة مجموعة عنصرية تنظر إلى الفلسطينيين على أنهم أدنى من مستوى البشر وأعجب من بقايا سلطة أوسلو هل ينظرون إليهم بنظرة أخرى غير هذه النظرة ليظلوا متمسكين بهم.
رابعا: أظهرت النتائج أن الولايات المتحدة محرك ومحرض ومدافع وراعٍ بكل الوسائل والإمكانات ولا تصلح أن تكون راعية سلام أو وسيطاً لأنها حامي الصهيونية الأول.
خامسا: تتزايد القناعة لدى شعوب العالم بخطورة الكيان الصهيوني على السلم والأمن العالمي.
سادسا: أثبتت الأحداث أنه بالرغم من الحماية الأمريكية وممارسة الكيان للقتل اليومي والإذلال والممارسات غير الإنسانية إلا أنهم كيان خائف مهزوم أمام الحق عندما ينتفض أصحابه للدفاع عنه.
سابعا: إن مشاريع التطبيع التي تمت هي صكوك مجانية يقدمها المطبعون لا ينالون مقابلها أي شيء بل يزداد احتقار الصهاينة لهم وعدم الاكتراث بما يقولون أو يفعلون..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تمرد في مخيمات تندوف ينذر بتفكك الكيان الإنفصالي
زنقة20| متابعة
تشهد مخيمات تندوف بالتراب الجزائري حالة من الغليان غير المسبوق، بعد انضمام عناصر ما يسمى بـ”شرطة” جبهة البوليساريو إلى موجة الاحتجاجات المتزايدة، على خلفية عدم صرف رواتبهم منذ ستة أشهر.
ويواصل العشرات من شرطة البوليساريو الإحتجاج داخل مقرات أجهزتهم الأمنية، وصولا إلى ما يعرف بـ”الوزارة الأولى” في مخيم بوجدور، مطالبين بمستحقاتهم المالية.
ويرتقب ان يلتحق اهالي واسر المحتجين بهم، حيث اعلنهم رفضهم للظلم والإستغلال، مؤكدين أن أبناءهم ليسوا “عبيداً في سوق النخاسة” ليتم استخدامهم في قمع السكان ثم تركهم في مواجهة الفقر والتهميش.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل أزمة مالية خانقة تعاني منها جبهة البوليساريو الإنفصالية انعكست على جميع أجهزتها، بما في ذلك ميليشياتها المسلحة، حيث يواجه عناصرها ظروفاً معيشية صعبة، تزامناً مع ارتفاع معدلات الجريمة والانفلات الأمني داخل المخيمات.
ويحذر متابعون من أن استمرار التوتر وحرمان الأجهزة الأمنية من رواتبها قد يؤدي إلى تصدع داخلي، خاصة مع امتلاك العديد من العناصر أسلحة يمكن أن تُستخدم في التمرد أو السيطرة على مؤسسات الجبهة.
ورغم الأزمة والبؤس والفقر والتشرد فإن قيادة البوليساريو لازالت تنفق أموالاً طائلة على الولائم والاحتفالات، مما يزيد من حالة الاحتقان ويفتح الباب أمام تصعيد غير مسبوق قد يعجل بانهيار هذا التنظيم من الداخل.