العاروي في حوار لصحيفة جزائرية قبل اغتياله: الموت لا يردعنا (شاهد)
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
أفرجت صحيفة جزائرية بارزة عن حوار أجرته مع القيادي البارز في حركة "حماس" صالح العاروري، والذي استشهد بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية ببيروت، قبل أيام، أكد خلاله الراحل توقعه لاغتياله في أي وقت، معتبرا أن قادة المقاومة لا يجب أن يختبؤوا بل أن يتقدموا الصفوف نحو الشهادة، على حد قوله.
وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية إنها كانت قد أجرت الحوار المصور مع العاروري في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي قبل انطلاق معركة "طوفان الأقصى" بثلاثة أيام فقط، وكان من المقرر أن ينشر بعدها بأيام، إلا أن انطلاق المعركة اضطرها لتأجيل نشر الحوار أملا في الحصول على تعليق من قبل العاروري على العملية التي أطلقتها "حماس" في السابع من أكتوبر، لكن تطورات الأوضاع حالت دون ذلك.
اقرأ أيضاً
باراك: مخطئ من يظن أن اغتيال العاروري يهز حماس.. ومحللون إسرائيليون: مقامرة
وبعد استشهاد العاروري، نشرت الصحيفة الحوار كاملا، والذي ظهر فيه الراحل وكأنه يعلق على خبر استشهاده، بكثير من اليقين والإيمان في أن مصيره لن يشذ عن بقية القادة الفلسطينيين الكبار.
وخلال الحوار، تطرق العاروري إلى عودة الاحتلال الإسرائيلي لسياسة الاغتيالات في صفوف القيادات الفلسطينية، بالقول: "نعم الاحتلال بادر باغتيال عدد من إخواننا من قيادات سرايا القدس والجهاد الاسلامي، وهو يدعي أن هذا رد على هجمات المقاومة في الضفة الغربية، وهذه متوالية بيننا وبين الاحتلال".
وأضاف: "نحن نقاتل الاحتلال بسبب عدوانه على شعبنا، وهو يرد على الهجمات التي نقوم بها ونحن نرد أيضا على الهجمات التي يقوم بها، ونحن مستمرون في هذه المعركة إلى أن يتعب الاحتلال".
وبخصوص التهديد المباشر الذي تلقاه بالاغتيال، قال العاروري: "قلتها سابقا.. نحن لسنا أفضل ذرة وإحدى من أي شخص سقط دفاعا أو ارتقى دفاعا عن هذه القضية وهذه المقدسات، ونحن يشرفنا أن ننتمي إلى قطاع الشهداء ونحن كلنا مشاريع شهادة، ولا يصح أن ندعو الناس للمقاومة والشهادة ثم نختبئ من ورائهم، نحن جزء من هذه المقاومة ومشاريع شهادة ولا تخيفنا أبدا ولا تؤثر علينا".
اقرأ أيضاً
اغتيال العاروري لن يحقق شيئا لإسرائيل.. وإدخال بيروت في المعركة ليس في صالحها
وأضاف: "اغتالوا أكبر قيادات المقاومة الفلسطينية، أبو عمار الله يرحمه، أبو جهاد، قيادات منظمة التحرير والثورة الفلسطينية اغتالوهم، واغتالوا قادة حماس في غزة وفي الضفة وذهبوا لاغتيال الأخ أبو الوليد خالد مشعل في الأردن، والأخ إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي الحالي قصفوا البيت الذي كان فيه بطائرة الإف 16، وكان هو والشيخ أحمد ياسين وقيادات الحركة واستشهد من استشهد ونجا من نجا".
وتابع: "لا يؤثر هذا في مسار المقاومة المتصاعد ولا يردعنا أبدا وهم لا يستطيعون أن يفهموا أن الموت ليس رادعا لنا، لا يستطيع أن يفهموا إن المسلم والمقاوم يحب أن يستشهد، لأنه كما قال رب العالمين سبحانه وتعالى (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) ولذلك لن يفهموا فكرة الاستشهاديين".
وفي 2 يناير/كانون الثاني الجاري، قصفت طائرة إسرائيلية بدون طيار شقة في الضاحية الجنوبية ببيروت، بينما كان العاروري بصحبة قيادات من كتائب القسام، ما أسفر عن استشهاده والقادة المتواجدين بصحبته.
المصدر | الخليج الجدي + متابعات
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: صالح العاروري اغتيال العاروري حوار اغتيالات
إقرأ أيضاً:
عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
عبدالله علي صبري
لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30