الفرز والتمييز وأهميته في تنمية الوعي أجيالنا ومستقبل الثورة الجهادية ثقافة الشهادة مشروع لتعزيز الروح الثورية الجهادية

الثورة / خالد موسى

الفرز والتمييز وأهميته في تنمية الوعي
ثقافة الجهاد والشهادة من أهم انعكاساتها في ميدان الحياة والتحدي والصراع مع الأعداء من الكافرين والمنافقين أنها تصنع حالة فرز بين المؤمنين والمنافقين، وتشكل حالة تمييز بين الأعزاء المعتزين بعزة الإيمان بالله، وبين الجبناء الحريصين على الحياة القابلين بحياة العبيد و الأنعام، والراضين بحياة الأغنام التي تساق من وإلى حظائرها، وتورد إلى مرعاها، ويقدم لها مأكلها ومشربها حتى يأتي دورها للذبح أو الموت، وشعوب المسلمين اليوم البعيدة عن الثقافة القرآنية والثقلين والمؤمنة بشرعية الأنظمة الطاغوتية المحسوبة على الإسلام، والحاكمة باسم الإسلام هذه الشعوب -مع الأسف-تؤمن بشرعية من لم ينالوا عهد الولاية من الله ممن قال الله عنهم(لا ينال عهدي الظالمين) تلك الأنظمة التي تشعل الحروب والفتن وتقدم القتلى خدمة لليهود والنصارى، وفي الجبهة التي ترضى عنها اليهود والنصارى لا في الجبهة التي يرضى عنها الله.


«فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا».
إن القرآن الكريم ببصائره وبيانه ونور آياته الهادية إلى الصراط المستقيم وإلى سواء السبيل يمثل الزاد الإيماني لكل المجاهدين الذين يطلبون إحدى الحسنيين ويخوضون الغمرات، ويأنسون بالموت ولا يمكن أن يضعف إيمانهم، ويقل وعيهم مهما كانت الدعايات والأراجيف بل إن وصايا الشهداء، ومشاهد تضحياتهم واقتحاماتهم، وعباراتهم الخالدة كفيلة بصناعة وعي عال وقوي تسقط أمامه كل العوائق والأكاذيب وتتلاشى معه وساوس شياطين الإنس والجن قال تعالى: قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ.
إن حالة الفرز تتجلى أكثر عند احتدام المواجهة بين الحق والباطل، وبين قوى الخير والشر، وبين المستضعفين الواعين والمستكبرين المضلين الذين يزينون طغيانهم بعناوين براقة، وشعارات زائفة، ويقدمون أنفسهم كمصلحين حريصين على مصالح الناس كما يفعل طغاة وفراعنة اليوم سيرا على خطى فرعون بني إسرائيل الذي وثق الله موقفه الكاذب في القرآن ليكون درسا مهما لمعرفة خطاب الفراعنة: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ.
لقد كشف القرآن الكريم حالة الفرز، وأظهر ما تكنه صدور المنافقين ومرضى القلوب، ووثق ما سيتنطق به ألسنتهم من كلمات، وتتداوله ثقافتهم المنحطة من عبارات سيئة تقلل من عطاء الشهادة، وتطعن في ثقافة الاستشهاد قال الله تعالى: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.
وقال عنهم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ* وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ.
فحالة الفرز بين المواقف الإيمانية لعشاق الشهادة وعشاق الحياة الدنيئة قائمة والمنافقون لا يكتفون بالحياد، والسعي لإضعاف الروح المعنوية لعشاق الشهادة، والمحبين للقاء الله بل يسعون بخبث ومكر إلى لوم المجاهدين بعد عودتهم أو زيارتهم من المعركة أو الجبهة، وضرب نفسياتهم واستدراجهم والوصول بهم إلى الشعور النفسي بالندم على الجهاد في سبيل الله.

أجيالنا ومستقبل الثورة الجهادية
مستقبل الثورة الجهادية ومسار التحرك الثوري ضد الظلم والظالمين، والطغاة المستكبرين يجب أن يبقى خالدا وحيا وإرثا بين الأجيال تتوارثه جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال الارتباط الروحي، والتمسك الواعي بالقرآن وقرناء القرآن السابقين بالخيرات الذين قدموا للأجيال إرثا جهاديا مقدسا، وتجربة ثورية عظيمة، ومنهجا نضاليا أسهم في إعادة صياغة التاريخ، وأثمر حرية للمستضعفين.
مستقبل الثورة الجهادية مرتبط بمدى ومستوى المحبة والتولي الصادق لصفوة البشرية من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين أصلحوا فساد الأمة، وأنقذوها من الهوان والذلة في المنعطفات التاريخية الحساسة وعلى رأسهم الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة الذي ترك للأجيال والشباب إرثا كبيرا من الإباء والشموخ والصمود والصبر والتحدي إرثا بقيت حيويته عبر القرون رغم كيد الكائدين وسعي الساعين لمحوه إلا أنه وصل إلى الأجيال كمشروع ثوري ونموذج جهادي راقٍ تستلهم منه الأجيال دروس الخلاص والانعتاق من المستكبرين كل المستكبرين على مستوى ساحة الإسلام الداخلية والخارجية، وهذا الحضور الثوري له شواهده ومصاديقه العملية في واقع اليمن والأمة، على مستوى حيوية المشروع القرآني والمسيرة القرآنية، وعلى مستوى محور المقاومة ورجالها الحسينيين الكربلائيين الذين يرفعون شعار “هيهات منا الذلة” ويتمثلون قول الشاعر في الاستهانة بالخطوب والمخاطر.
وإن لم يكن إلا الأسنة مركباً **فلا يسع المضطر إلا ركوبها.

تساؤلات أخيرة
كيف وصل اليمن إلى المستوى القوي والموقف المتقدم الذي يؤهله لضرب الكيان الصهيوني؟
كيف أصبح اليمن مصدر قلق ورعب للأعداء؟
بفضل من؟
وبجهود من؟
وبإعداد من؟
وبتحرك من؟
من الذي أسس لمثل هكذا مواقف وقرارات وخطوات تغيظ الأعداء؟
وماذا يعني أن تصبح اليمن وقيادتها وأنصارها قوة كبرى تهدد وتكون عند مستوى وحجم التهديد لأمريكا وإسرائيل؟
ماذا يعني ألا نبالي بتهديد ووعيد أمريكا والغرب الكافر؟
ما هي الثقافة التي أهلت أنصار الله قادة وأفرادا وشعبا ليكون بهذه الشجاعة والجرأة والإقدام؟

الإجابة على كل التساؤلات
إنها التربية الإيمانية للثقافة القرآنية التي تربي رجالها على مائدة القرآن والتمسك به والتولي والتسليم لأعلامه الهداة الذين يربون الأمة على العزة والكرامة والتضحية والفداء وإعلاء كلمة الله وإقامة دينه.
إنها ثقافة الشهادة التي تشهد الحقائق والوقائع والأحداث على أنها الثقافة التي تجعل للحياة قيمة وقوة وفاعلية وأثرا يمتد من الحياة الدنيا إلى الحياة الأخرى وصدق الله القائل: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ.
* عضو رابطة علماء اليمن

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ناشطات وثقافيات لـ “الثورة “:اليمن يجدد الولاء والارتباط بالرسالة المحمدية ويحبط محاولة الأعداء طمس الهوية الإيمانية

 

جمعة رجب.. تعبير ديني ومحطة ارتباط بالعقيدة الإسلامية

إنها ذكرى للنعمة الإلهية والتوفيق الإلهي والانطلاقة الإيمانية.. والتحول الأكبر من صور الجاهلية إلى كتب الإسلام.. فهذا الارتباط الوثيق ينفرد به أهل اليمن كجزء من الهوية الإيمانية بالرسالة المحمدية منذُ دخولهم الإسلام في أول جمعة من شهر رجب،

وهذه الانطلاقة تجعل لجمعة رجب شذاها الخاص، وروحانيتها المنفردة، وذكراها العطرة، وتلك الانطلاقة مازالت دعائمها ممتدة إلى الآن.. إلى التفاصيل!

استطلاع/ رجاء عاطف

يوم جمعة رجب هو عيد اليمنيين بصور استثنائية حيث يحظى اليمنيون بمكانة دينية كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وآله كونهم من ناصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما لم يناصره أحد.

بدأت إيمان الشهاري – ناشطة ثقافية وإعلامية، حديثها قائلة: إن جمعة رجب أحد الأعياد اليمنية الممجد، وفي هذا اليوم العظيم دخل اليمنيون الإسلام على يد ولي الله ورسوله وولي المؤمنين الإمام علي عليه السلام، فنالوا بذلك شرف الانتماء للإمام علي عليه السلام، وساروا على خطى الإمام علي وأعلام الهدى من آل بيت النبي، فصار بذلك الإيمان يمان والحكمة يمانية.

وأضافت: إذا كان اليمنيون يعتزون في هذا اليوم العظيم ويبتهجون ويحتفلون بدخولهم الإسلام.. فالإسلام يعتز ويبتهج بهم ويحتفل بهم لأنهم ناصروه وحافظوه وحاموه كما كان الإمام علي عليه السلام وليا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حافظا، ولدينه ناصرا، فهم ساروا على هذا الخط العظيم ولذلك نجد أنهم (اليمنيون) من يواجهون الصهيونية في هذا الزمن الصعب وهم رأس الحربة وهم أنصار الله سبحانه وتعالى وهم من ينتصر الإسلام على أيديهم فنالوا الشرف العظيم، وأن أجيال المسلمين جيلاً بعد جيل يدخلون الإسلام على أيديهم لأنهم حفظة الدين، ولذلك كما يذبون عن دين الله سبحانه وتعالى يذب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحوض.. حوض الكوثر عن أن يذب الناس جميعا ليشرب أهل اليمن أولا، فهم من شربوا الدين وهم حماته وهم حافظوه وهنيئا لهم مراتب علاج الدنيا والآخرة والعز الذي لا ينتهي.

فخر اليمنيين

الناشطة الإعلامية والتربوية ابتهال محمد: أكدت أن للاحتفاء بذكرى جمعة رجب أهمية كبيرة جدًا بالنسبة لليمنيين، فهو يوم مقدس وعظيم، ويعدُّ فضلاً من الله مَنَّ به على اليمنيين، لما يحمله من ذكرى إيمانية لا تنسى، كيف لا؟.. ففي هذا اليوم دخل أهل اليمن الإسلام متولين الله ورسوله صلوات الله عليه وآله، ورسول رسوله الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-.

وتابعت ابتهال: إن جمعة رجب عند اليمنيين هي العيد الرابع بعد عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير، بل إن هذه الجمعة أساس كل أعيادهم فلولاها ما اعتنقوا الإسلام دينًا ونهجًا.

وقالت: يكفينا فخرًا أن الرسول عندما وصله إسلام أهل اليمن، خرَّ ساجدًا مادحًا: «السلام على همدان»، وتلا ذلك بقول آخر: «أتاكم أهل اليمن أرق قلوبًا وألين أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية»، بالإضافة إلى أن قبيلتي الأوس والخزرج مثلتا دعائم الدولة الإسلامية، وسطر عز وجل موقفهما بقوله: { وَٱلَّذِینَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلۡإِیمَـٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ یُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَیۡهِمۡ وَلَا یَجِدُونَ فِی صُدُورِهِمۡ حَاجَةࣰ مِّمَّاۤ أُوتُوا۟ وَیُؤۡثِرُونَ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةࣱۚ وَمَن یُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ]

الولاء الإيماني

وأضافت: إن قال أنصار الأمس لرسول الله:«قد آمنا بك، وصدقناك، فو الذي بعثك بالحق، لو استعرضت لنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، إنّا لصبرٌ عن الحرب، صدق عند اللقاء» فإنَّ أنصار اليوم يقولون لحفيد رسول الله: «نحن معك يا قائدنا، فو الله لو خضت بنا البحر لخضناه معك»، وغيرها من العبارات الدالة على الولاء لله ورسوله ولآل بيته-عليهم السلام-.

وختمت بقولها: مهما سعى أولئك لطمس هذا العيد وذكراه الإيمانية، فإن سعيهم إلى هوان وخسران، ومهما سعى أولئك للتشهير والإعلان بأن الهوية تمثل ارتداء الرجال لأنواع الملبوسات التراثية، وعرض النساء لأنواع الملابس والحلي بشكل لا يليق بنا كيمنيين.. نقول لكل أولئك: هويتنا هوية إيمانية هوية ولاء واتباع، لا هوية بلاء وتبرج وابتداع.

ترسيخ الهوية الإيمانية

وتحدثت ماجدة إسحاق – تربوية وثقافية، عن جمعة رجب بأنها مناسبة من أعظم وأقدس وأهم المناسبات بالنسبة لنا كشعب يمني لما لها من أهمية في نفوسنا لقداسة ما جرى في هذا اليوم من ترسيخ للهُوية الإيمانية المتجذرة في نفوس أبناء الشعب اليمني وتوافق مبادئ وقيم الإسلام مع فطرتنا مما أدى إلى استجابة سريعة لما وجه به رسولنا الكريم في رسالته الموجه لنا ودخولنا الإسلام آلافاً مؤلفة.

وقالت: فالإحياء لهذه المناسبة العظمية هو حمدٌ وشكرٌ وامتنانٌ لله على نعمة الهداية ويعتبر محطة لعودتنا إلى هُويتنا الإيمانية، وكما هي تذكير لإحياء وتعظيم إحدى شعائر الله كما قال تعالى جل شأنه:( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ).

الحكمة الإيمانية

وواصلت حديثها قائلة: يشهد لنا التاريخ في إيماننا وإيمان آبائنا الأوس والخزرج لنصرتهم لخير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله فالمسارعة للجهاد في سبيل الله ثقافتنا منذ القدم والنماذج خير دليل على ذلك لكلٍ من عمار والمقداد ومالك الأشتر، فهم النموذج الراقي والصورة الحقيقية لنا كيمنيين.

وأكدت: لدينا دليل قاطع من رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية ) لم يخب ظنك فينا يا رسول الله، ها هو الإيمان يتجلى في واقع مزر كلُّ تخلى عن إيمانه وهُويته متجهاً لخدمة الضلال والكفر والفساد وما هذا إلا نتيجة لعدم ترسخ الإيمان في النفوس وضاعت الحكمة في التصرف الصحيح مع الواقع الذي يتعطش للإيمان الحقيقي والحكمة، فالأحداث كفيلة بأن تميز الإيمان من اللاإيمان والحكمة من اللاحكمة فأصحاب المواقف الإيمانية بارزون وواضحون.. فلله الحمد والشكر على هذا المبدأ العظيم الذي جعلنا نتخذ الموقف الصحيح أمام الله وأمام ديننا وأمام هويتنا.

تجدد إيماني

الحمد لله الذي اصطفى اليمانيين حين أوحى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصف أهل اليمن بأنهم أهل إيمان وحكمة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم (الإيمان يمان والحكمة يمانية )، هكذا بدأت عفراء الفراصي – ثقافية في مديرية السبعين – حديثها: هؤلاء القوم الذين ءامنوا برسالة أتاهم بها أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام فاجتمع بهم في صنعاء في سوق الحلقة، حيث التف اليمانيون حوله وهو يقرأ رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ذلك في أول جمعة من رجب، فآمنوا جميعاً ولما علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإسلام أهل اليمن سجد شكراً لله ثم قال:(السلام على همدان)، ومن قبلهم أسلمت قبيلتا الأوس والخزرج الذين ءامنوا به ونصروه وعزروه ووقروه فسماهم الله سبحانه وتعالى (بالأنصار )، فهذا شرف عظيم لأهل اليمن وهم ينصرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعلون راية الإسلام من أول يوم ءامنوا فيه وإلى آخر أيام الدنيا.

علاقة تاريخية إيمانية

مؤكدة بأن لجمعة رجب وقعاً عظيماً في نفوس اليمانيين تتوارثه الأجيال، فكانت جمعة رجب مهمة جداً لهم، لأنها ترسخ فيهم الهوية الإيمانية في ركائزها الأساسية والتحررية والأخلاقية كهوية جامعة لليمنيين في مواجهة الحرب الناعمة التي تستهدف هويتهم الإيمانية عبر وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة، فكان لليمنيين دور عظيم ومميز في حِمل الرسالة الإلهية والجهاد في سبيل الله والنصرة للمستضعفين على مرّ التاريخ.. وأشارت إلى أن ما يجري اليوم من نصرة اليمانيين للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية هو نابع من تمسكهم بهويتهم الإيمانية وانتمائهم الإيماني الأصيل والثابت والراسخ في تجسيدهم للقيم الإيمانية في ثباتهم على الإيمان وفي جهادهم في سبيل الله، وإن أحياءهم للموروث الثقافي والديني والحضاري فيما يتعلق بجمعة رجب هو توضيح للعلاقة التاريخية والأصيلة والوطيدة بين أهل اليمن وبين الإمام علي عليه السلام.

السند والمدد للمسلمين

من جانبها تحدثت الأستاذة أروى علي أحمد: مسؤولة إدارة تنمية المرأة لمديرية السبعين – قائلة: تعتبر جمعة رجب إيماناً وهوية وانتصارات، فقد أسمانا الرسول الأكرم بنفس الرحمن، وربط اليمن بالإيمان، وقال عن اليمنيين هم السند والمدد للإسلام والمسلمين.. لذلك نحتفل كل عام في أول جمعه من رجب بذكرى إسلامنا ولها أهمية كبيرة وقداسة في قلوب أهل اليمن، وعلينا أن نحيي هذه المناسبة في قلوب أجيالنا ونعرفهم قيمة وأهمية وفضل هذه المناسبة بالنعمة الكبيرة نعمة الهداية للإسلام في زمن الصهاينة والارتداد عن الدين.

وأضافت: إن العالم يفرح بالتطبيع مع اليهود ونحن نفرح ونُعيد ونجدد تمسكنا بموروثنا الإيماني اليماني وولايتنا لله ولرسوله والإمام علي ولعلم الهدى القائد العلم السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله – الذي أحيا فينا الروحية الإيمانية الجهادية.

موروث ديني وإيماني

فيما ترى الأستاذة الثقافية – هند الأهدل أن لجمعة رجب أهمية لدى أهل اليمن لأنها ذكرى دخول اليمنيين الإسلام وهي ذكرى استجابتهم لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام، فآمنوا ودخلوا الإسلام برساله بعثها إليهم، وسجد الرسول صلى الله عليه وعلى آله حمداً وشكراً على إسلام أهل اليمن كما نزلت سورة النصر يوم إسلام اليمن، ومدح الرسول الأكرم أهل اليمن في 40 حديثاً لذلك احتفالهم بجمعة رجب موروث ديني إيماني يماني.

رسالة محمدية متجددة

تقول أمة الوهاب السبسب – تربوية في مدرسة الجيل الجديد: تعتبر جمعة رجب عند أهل اليمن مناسبة خاصة ذات نكهة مميزة، وهي أول جمعة من شهر رجب دخلوا فيها الإسلام ومن ذلك التاريخ تعد الجمعة الأولى من كل رجب عيداً دينياً يعبر فيه اليمنيون عن حمدهم وشكرهم لله على نعمة الإسلام.

وأكدت السبسب: كفى باليمنيين شرفا أن يثني عليهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بقوله: إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن وسجوده شكرا لله على إسلام أهل اليمن الذي دل على مصدره ببرهان صادع على سعة مداركهم وسلامة عقولهم ومعرفتهم للحق الواضح وتميزه على الباطل فكانوا أسرع الأمم اتباعا لدين الإسلام دون احتياج إلى حزب أو مناقشات جدلية وإنما عرفوا الحق فأذعنوا إليه وأسلموا إليه طائعين، فحمداً وشكراً لله على هذه المنة وعلى هذا الفضل لأهل اليمن.

مقالات مشابهة

  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” من منتسبي الموارد المائية والأوقاف في عمران
  • مسيرات لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في القناوص والضحي واللحية بالحديدة
  • باحث سياسي: نتنياهو كان متفاهم مع الإدارة الأمريكية لهندسة شرق أوسط جديد
  • ناشطات وثقافيات لـ “الثورة “:اليمن يجدد الولاء والارتباط بالرسالة المحمدية ويحبط محاولة الأعداء طمس الهوية الإيمانية
  • عام مضى.. عام أتٍ
  • وجهاء من قبائل اليمن يحتفون بجمعة رجب ويزورون سوق الحلقة بصنعاء القديمة
  • تعرف على آخر تطورات معركة طوفان الأقصى
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين
  • قائد الثورة: الأمريكي فشل في عدوانه على اليمن ولم يستطيع التأثير على عملياتنا العسكرية في البحر
  • مسير ومناورة لخريجي دورات المعلم والطالب الرسالي و”طوفان الأقصى” بريمة