يمن مونيتور/ CNN

قال مسؤولين في الإدارة الأمريكية، إن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر تهدد بتحويل اليمن إلى دولة منبوذة، وأنهم يهددون بتنفير الدول التي تدعم السلام في هذا البلد.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة لن تتردد في استخدام القوة المميتة مرة أخرى ضد الحوثيين دفاعا عن النفس، وأضاف: “إذا حدث ذلك مرة أخرى، فمن المحتمل أن نفعل الشيء نفسه بالضبط”.

وأفادوا أن “الولايات المتحدة كانت مترددة بشدة في تجاوز ضربات بهدف الدفاع عن النفس ودبلوماسية القنوات الخلفية، حتى عندما وضعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خيارات مختلفة للرئيس الأمريكي جو بايدن لضرب الحوثيين داخل اليمن إذا اختار هذا النهج.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن بلاده كانت حذرة بشكل خاص من تقويض الهدنة التي توسطت فيها مع الأمم المتحدة بين السعودية والحوثيين بشأن الحرب في اليمن والتي تعتبرها إدارة بايدن أحد أهم إنجازاتها في السياسة الخارجية.

علاوة على ذلك، يعتقد البعض في الإدارة الأمريكية أن الحوثيين يزدهرون في الحرب ويريدون جر القوات الأمريكية إلى اشتباك طويل الأمد.

وأشار المسؤولون إلى أن الحملة التي قادتها السعودية منذ سنوات ضد الحوثيين لم تقضي على الجماعة المتمردة.

وقال مسؤول أمريكي كبير آخر إن الحوثيين يتسببون بالفعل في تنفير الدول “التي يعد دعمها حاسما للتوصل إلى اتفاق سلام في اليمن”.

وأضاف المسؤول: “تصرفات الحوثيين تهدد بتحويل اليمن إلى دولة منبوذة، وسيعاني المدنيون اليمنيون أكثر من غيرهم من العزلة الدولية التي ستنجم إذا استمرت الهجمات”.

ومع ذلك، إذا تركت دون معالجة، فإن هجمات الحوثيين المستمرة على الشحن التجاري في البحر الأحمر يمكن أن تزيد من خسائر التجارة العالمية وتقوض قدرة بايدن على الترويج لاقتصاد قوي قبل انتخابات عام 2024.

وقال المسؤولون إن خطر الرد الإيراني، على الرغم من أنه أقل احتمالا، إلا أنه يشكل مصدر قلق مستمر، فقد نشرت إيران سفينة حربية في جنوب البحر الأحمر هذا الأسبوع في استعراض واضح لدعم الحوثيين، بعد يوم واحد فقط من قيام البحرية الأمريكية بقتل مجموعة من المسلحين الحوثيين الذين كانوا يحاولون الصعود على متن سفينة تجارية والاستيلاء عليها.

وذكرت شبكة CNN سابقا أن إيران توفر أيضا الأسلحة والمعلومات الاستخبارية للحوثيين.

والشهر الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن مبادرة أمنية متعددة الجنسيات- “عملية حارس الازدهار”- للرد على العدوان الحوثي المتزايد في البحر الأحمر.

والأربعاء، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة و12 دولة أخرى يدين هجمات الحوثيين على السفن كان على الأرجح التحذير الأخير للتحالف – مما يشير إلى أنه قد يتبع ذلك عمل عسكري أكثر قوة قريبا.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، للصحفيين، الخميس، إنه “سيتم اتخاذ إجراء” إذا استمرت الهجمات، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام السفن البريطانية لوقف الهجمات إذا لزم الأمر

وصرح ميلر بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يبدأ رحلة إلى الشرق الأوسط، الخميس “سيوضح في كل محطاته أن هجمات الحوثيين غير مقبولة”.

وقال قائد القوات البحرية الأمريكية المركزية في الشرق الأوسط، نائب الأدميرال براد كوبر، إن الحوثيون شنوا هجوما آخر على السفن، الخميس، باستخدام مسيرة سطحية، والتي انطلقت من اليمن إلى ممرات الشحن الدولية بـ”شكل واضح بنية إلحاق الضرر” قبل تفجيرها، وأضاف أن هجمات الحوثيين لا تظهر أي علامات على التراجع.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: البحر الأحمر الحرب الحوثيون اليمن فی الإدارة الأمریکیة هجمات الحوثیین البحر الأحمر الیمن إلى

إقرأ أيضاً:

اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة

عبدالوهاب حفكوف

من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.

منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.

كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:

• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.

• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.

• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.

وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.

لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.

ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.

في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.

هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.

أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!

* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير

مقالات مشابهة

  • افتتاح مرتقب لمنتجع “ناموس أمالا” الفاخر .. صور
  • فورين بوليسي: البحرية الأمريكية و"لعبة الخلد" مع الحوثيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • في رسالة مفتوحة.. مسؤولون أمريكيون سابقون يدعون إلى مقاومة اعتداء ترامب على الديمقراطية
  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
  • تقرير صيني : عمليات اليمن في البحر الأحمر “حرب استخباراتية مفاجئة”
  • إسرائيل ترحب بالغارات الأمريكية في اليمن وتدعو لنهج أكثر حزما ضد الحوثيين
  • إعادة تموضع لإيران واستراتيجية جديدة لا تتخلى فيها عن الحوثيين على وقع الضربات الأمريكية المستمرة
  • القوات المسلحة تستهدف عمق الكيان الصهيوني وحاملتي الطائرات الأمريكية “ترومان” “وفينسون” (تفاصيل + فيديو)
  • “الحوثي” تكشف تفاصيل عملية استهداف عسقلان و”إيلات” بالمسيّرات والصواريخ