كرادة مريم.. رواية تطارد الدهشة من القاهرة لبغداد
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
تغلف الحيرة طريق الروائي والشاعر رأفت السنوسي من صعيد مصر إلى العراق؛ فعلى لسان شاهين بطل روايته "كرادة مريم" التي أخذت اسمها من الحي البغدادي البارز، الذي يعرف حاليا باسم "المنطقة الخضراء"، تنفلت عشرات الأسئلة من عقالها لتتفجر في كل صفحة من الرواية المكونة من 249 صفحة من القطع الصغير.
ولا تكاد متاهة من متاهات الرواية تنتهي حتى تنفتح أخرى، ليتعرّف القارئ إخفاق الرواي في إيجاد طريق أمثل لحياته ودهشته، حتى في المحبة المفترض أنها تعني الطمأنينة والسلام، ليقرر في النهاية بأن "الحب مهلكة كبرى، والأخطاء الكبيرة وراءها حب كبير".
ويقنع بطل الرواية بأن قريته الصغيرة وعالمه مُنفتحان على الآلام والموت لأجل الترهات "ففي بلادنا يحاصرنا الجفاف، وتتكالب عـلى مشاعرنا المحن وكل بلادنا العربية".
من الشعر للروايةيمثل السنوسي حالة إبداع تتجاوز الرواية للشعر الفصيح، كما يدل على ذلك ترجمة ديوانه: "فاتحة لسفر الخواتيم" إلى الفرنسية عن دار "إي ديليفيري" بباريس (2020)، كما تعلن كتبه السبع المنشورة عن حيرته تجاه واقع يراه بالغ القسوة، لا يستحق إلا الأسئلة التي تفيض به ليبحث عن منقذ من ورطاته المتراكمة التي تكاد تلف أحداثها جميع البلاد التي زارها عبر بطل الرواية.
يصمم الروائي على كشف تيه شخصيات متنوعة؛ منها المصرية والعراقية واليهودية والسودانية والبلجيكية وغيرها، إذ تشمل شخوصه ألوان طيف البشر، بدءا من الشر المستديم في وهدان العمدة الحاكم المتنكر لكل جميل، وحتى خديجة المحبوبة البريئة المستسلمة للحياة، مرورا بجاسر ابن الراوي اليهودي الشبيه ببطل رائعة شكسبير "تاجر البندقية"؛ إذ يمثل جاسر النسخة المعاصرة من شارلوت الذي يبيع صديقه أنطونيو، ويطالب بقطع رطل من لحمه مقابل مبلغ لم يسدده.
السرد المتداخلكُتِبتْ الرواية في غربة الكاتب قرب نهاية 2019، وفاضت شاعرية في أغلبها منذ أن أهداها راويها إلى "الأحباب الذين سكنوا رواياتي"، رغم أن الكاتب ليس له رواية أخرى منشورة غير "تل الرمان" التي نشرها في 2017.
ويختلط الحب لدى الراوي برقة تشبه شخصية خديجة التي "مضـت كالطيف وتبعها قلبـي، ناديت عليه لم يسـمع لي، يا لك من قلب عاص، تصر عـلى أن تسـتوفي حظك مــن عشـق خـاسر"، كما يقول بطل الرواية.
ولكن الرواية لا تتوقف عند الحب بل تحاول مطاولة الحكمة، إذ تقول عن الاغتراب "وما الغربة غير قبر يدخله الإنسان طوعا وحيا ثم يُبعثُ منه إذا أرّقه الشوق والحنين".
وفي الرواية يذهب للعراق بنهاية التسعينيات من القرن الماضي، ويعود إليها بعد سقوط بغداد، ليجعل الكاتب تقنية الاستراجع السردي أساس السرد في الرواية.
الأحزان الكثيفةيرى السنوسي أن سقوط بغداد كان فاصلة كبرى في التاريخ العربي المعاصر، ويترك الحدث يدمر الشخصيات الطيبة في عمله، كاشفا عن هشاشة مشاعرهم وإخفاقهم في مواجهة التحديات المتوالية، خاصة مع "الغرباء الذين ماتوا في غربتهم وجاءوا في نعوشهم محكمة الغلق بالقصدير، وفي أنوفهم هـواء الغربة اليابـس، وشوق لأحبتهم لم يكتب الله له أن ينطفئ باللقاء".
ويصف الكاتب الجميع بأنهم "متعبون" حتى الجماد نفسه، ويقول على لسان إحدى شخصياته في صعيد مصر "دفعت الباب فأحدث عويلا صاخبا وكأنني طعنته بسكين"، أما في الحي البغدادي المعروف "القريب مـن المصالح الحيوية والقصور الرئاسية"، فقد أخذ التعب بمجامع الجميع "تماما كمثل حلم هاشم الراحل بلملمة القلوب في رداء جدته ثم بعثرتها".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مريم الخشت: الشرنقة جذبني بأسلوبه المعقد.. وكامل العدد 3 عمل عائلي مميز
الفنانة مريم الخشت لـ صدى البلد
** لا أرى تكرار الظهور بالحجاب نمطا ثابتا بل انعكاسا للشخصيات التي اقدمها
** تقديم "سلمى" تحد كبير لأنها تعيش تجارب لم أمر بها شخصيًا
** التعاون مع عمرو سمير عاطف كان تجربة استثنائية.. وهو كاتب موهوب
** شخصيتي في"كامل العدد 3" قريبة إلى قلبي
تحدثت الفنانة مريم الخشت عن تفاصيل مشاركتها في مسلسل "الشرنقة" الذي خطفت من خلاله الأنظار وحققت بشخصية سلمى ردود فعل قوية، مشيرة إلى العوامل التي جذبتها للدور، والتحديات التي واجهتها أثناء التصوير، ومدى ارتباطها بشخصية "سلمى"، كما أوضحت رأيها في تعاونها الأول مع الكاتب عمرو سمير عاطف.
على جانب أخر عبرت عن سعادتها بتجربتها في مسلسل "كامل العدد 3"، مؤكدة أنه يحمل طابع عائلي وقريب من الجمهور.
قصة معقدة
أكدت مريم الخشت في حوارها مع موقع صدى البلد أن قرار مشاركتها في "الشرنقة" جاء نتيجة عدة عوامل، أبرزها القصة المعقدة والأسلوب المميز في الكتابة.
وقالت:" الشخصيات مكتوبة بشكل رائع، والكاتب عمرو سمير عاطف موهوب ومميز ، وقدم لنا السيناريو محكم في فترة زمنية قصيرة مقارنة بطبيعة هذا النوع من الأعمال، لكنه جاء متماسكا وقويا، كما قدم حبكة درامية قوية في وقت قياسي.
كما أشارت إلى أن تنفيذ العمل تطلب جهدا كبيرا، مما زاد من حماسها لخوض هذه التجربة، خاصة أن مثل هذه المشروعات تمنح الممثل تحديات جديدة تجعله أكثر تطورا.
وعن شخصية "سلمى"، أوضحت أنها تحمل صفات جعلتها قريبة منها على المستوى الشخصي، مضيفة: "سلمى شخصية قوية، مخلصة لزوجها، وتتمتع بمبادئ واضحة لا تتنازل عنها، وعلى الرغم ان تمسكها بمعتقداتها قد يضعها في مواقف صعبة، فإن هذا الجانب هو ما جعلها شخصية جذابة ومليئة بالتفاصيل.
وأكدت مريم، وجود بعض القواسم المشتركة بينها وبين الشخصية التي تجسدها، خاصة في مسألة التمسك بالمبادئ، حتى لو كان ذلك يسبب بعض الصدامات مع الآخرين.
تحديات الشرنقةوتطرقت الخشت إلى الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير "الشرنقة"، قائلة:" سلمى تمر بتجارب إنسانية صعبة لم اعشها من قبل، وهذا وضعني أمام تحد لتقديمها بصدق، وبذلت مجهود كبير حتى يتمكن الجمهور من التعاطف مع الشخصية وفهم دوافعها، وفكرة المسلسل ليست جديدة تماما على الدراما، لكنها قدمت بأسلوب مختلف جعلها أكثر تشويقا.
الحجاب
هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها "مريم" بالحجاب في أعمالها وحول هذا ردت مريم الخشت، قائلة: "ذلك لا يُعد تكرارا، وإنما يعكس طبيعة الشخصية التي أؤديها، ونسبة كبيرة من النساء في المجتمع المصري يرتدين الحجاب، وبالتالي فإن تجسيد شخصية محجبة أمر طبيعي تماما.
كشفت مريم أنها واجهت بعض المشاهد التي شعرت تجاهها بالقلق، نظرا لثقلها العاطفي، مضيفة: شخصية "سلمى" تمر بمواقف قاسية، مما جعلها تشعر بمسؤولية كبيرة تجاه تقديمها بأمانة وواقعية، دون أي مبالغة أو تجميل للواقع.
وعن تجربتها في الجزء الثالث من "كامل العدد"، فقد وصفتها بأنها واحدة من أكثر الأعمال التي استمتعت بها، مؤكدة أنها كانت تتابع المسلسل منذ موسمه الأول، وعندما جاءتها الفرصة للمشاركة شعرت بسعادة كبيرة.
وأوضحت أنها تحب شخصية "مولي" كثيرا، وترى أن المسلسل يحمل طابعا عائليا دافئا يجعله قريبا من الجمهور.
وأعربت عن سعادتها الكبيرة بردود الفعل الإيجابية التي تلقاها العمل، وقالت: "كامل العدد أصبح جزءا من حياة كثير من المشاهدين، حيث ارتبط الجمهور بشخصياته وأحداثه بشكل كبير.