لاشك أن هناك إشكالية متلبسة منذ ظهور الفنون قديمًا وبالتحديد في نهاية عصر النهضة وحتى يومنا الذي لايخلو من وجودها في معارضنا، وهي أعمال عبثية بدأت تتزايد في الأونة الأخيرة. والعجيب في الأمر أنها تحصل على جوائز رغم إنها دون المستوى اللائق وذلك بسبب الاختيار الخاطى للجنة الفرز والقائمين على المعرض! ويتضح هذا الإشكال من خلال الارتباط الغامض بين الوعي والغريزة فهو موضوع محط نقاشات وتفسيرات طويلة بين المثقفين والعلماء والفنانين، حيث كل منهم يرجع العمل الفني لدوافع مختلفة، فمنهم من يعتقد أن إنتاج الفنان الحقيقي يرتكز على إرتباطه بالجانب الميتافيزيقي طالما ظل قابعا في أتون الثقافة العميقة التي مهما تغيرت مواضيعها -شكلاً وليس مضمونًا- يظل عطاؤه الفني مرتكزًا للبعد الفكري المستنير الذي تأسس في وقت مبكر منذ المراهقة المعتدلة التي تدفعه نحو أهمية اختيار المواضيع الإنسانية وفق يقظة الضمير والشعور الواعي بالكرامة والحقوق العادلة، فهو صوت الناس الذي يدافع عن القضايا الأساسية للمجتمع عبر العمل الفني.

وهناك رأي آخر مهم يفرض حضوره ويتمثل في أن النفس البشرية عندما تعيش حالة الإبتعاد عن الروحانيات تعيش تحت سطوة الغرائز التي ينبع عنها العمل الفني، فتكون موضوعه ذا بعد جنسي، وخصوصًا في مرحلة سيطرة القوة الشبابية. وهنا أتذكر موقف حقيقي حدث قبل شهور وهو من باب طرح مثال واقعي يدعم الرأي الآخر: عندما التقينا في منزله فنان شاب تميزت لوحاته الواقعية الرائعة، منذ سنوات، بقدرة فائقة في تجسيد مواضيع مختلفة للبيئة الطبيعية، وقد احتوى مرسمه على أعمالٍ كثيرة، منها العديد من اللوحات التي تتطرق لجمال المرأة العارية، والتي كان يخبؤها عن عيون الزائرين البسطاء والأطفال. وبعد فترة من الزمن استطاع أن ينجز ثلاث لوحات جميلة تتناول موضوع المرأة، ولكنها تختلف كثيرًا عما اعتاد عليه، والغريب فيها هو إنك لا تستطيع أن تدرك أو تلاحظ وجود المرأة مستلقيةً على الساحل بين الصخور وأمواج البحر والرمال والحشائش الطويلة، حتى وإن كنت فنانًا. وبهذه التجربة النادرة استطاع بكل جهد وإبداع وعن طريقة الخداع البصري أن يعبر ويمضي دون تردد فوق جسر المحرمات بكل ثقة وفي ذات الموضوع الذي يعشقه وهو البيئة، وفي لحظات الخلق ذاتها يشعر بأن شيئًا ما يرغمه بإلحاح على إفراغ روح الغريزة المتوقدة وإحاسيسها القوية. في هذا المقال، نعرض لعددٍ من الفنانين المشتغلين بالفنون، ونتناول بعض تجاربهم.
واقعية بريشةٍ شابة يعلم الكثير من الناس، وخصوصًا المثقفين، إن مدارس الفن التشكيلي كثيرةٌ ومتعددة، آخرها ما بعد الحداثة، التي غالبًا ما لا يقنع الناس بنتاجها، نظرًا لصعوبة فهمه، وغرابيته في تصوراهم، ولكنْ أحدٌ لا يختلف بأن المدرسة الواقعية وما شاكلها من مدارس، هي من تقدم الفن الجميل. ونحن اليوم أمام طاقة شبابية تمتلك الموهبة التي تم صقلها منذ فتره طويلة مما جعلته يقف بثبات بين الفنانين المتميزين وخصوصًا في المدرسة الواقعية المعترف بها بين جميع الناس، والتي يعد العمل المنتج فيه شهادة حقيقة ومعاير واضح من خلاله يستحق الفنان لقب فنان دون شك أو مجاملة. وللأسف رغم هذه القدرة في تقديم لوحات من روائع الفن التشكيلي إلا أنها لم تأخذ فرصتها المناسبة والحقيقية في الحضور الإعلامي. هذه الطاقة الشبابية هو الفنان عبد الرحمن الدرازي، الذي نعرض لوحته التي أبدعها مظهرًا عبر الضربات اللونية وتباينها تناغم الظل والنور وقوة التجسيد لتعابير الأم التي قاست معاناة ومرارة الحياة التي طبعت على وجهها الصابر ذي الملامح المتعبة، إلا أنها تخفي عذوبة الابتسامة على الشفاه الحزينة وهي تحمل على ظهرها أعز ما تملك وهو طفلها الذي يعتنق حنانها الأبدي. وقد ساهمت ألوان الخلفية الهادئة البعيدة ذات الرؤية الضبابة بشكل جيد في إبراز قوة موضوع البورتريه.
فخرو المتجددة دائمًا اعتقد أن الفنانة مريم فخرو المتجددة دائمًا في عطائها الفني عندما تكون خارج نطاق الوقت، تعيش حالة التأمل الخيالي الممتع منغمسة في إبتهاج العزف على الألوان في بوتقة الشغف التشكيلي، حيث يكون سخاؤها الفني رائعًا في سحره وتميزه لتقدم في كل اشتغالاتها المستمرة الجديد من حيث الموضوع والتكوين اللوني. وقد استطاعت بعد تجربة تراكمية، أن تصل إلى الإبداع في دائرة الشمس، وتحلق بكل اقتدار وثقة وبهذه الأعمال التي شاركت بها في معرض البحرين للفنون التشكيلية مقدمةً رؤية متناغمة في تجسيد موضوعها ذي الخطوط الانسيابية المتوازنة والتي توحي بحرية الحركة والتجريد وإنسجام درجات الألوان من منظور المساحات التي ترتمي في سكون الليل والروح الحالمة نحو واقع افتراضي جميل. إن لوحات مريم فخرو دعوة غير مباشرة لحرية الحركة والانطلاق المتدفق نحو الحياة والناس والتحدي البصري لكل ما هو غير مألوف، وكذلك مواجهة الفكر التقليدي العتيق بطريقة جريئة وجدية حتى أعماق الوجدان. ولقد كان لاختيار اللوحة الدائرية للرسم عليها الأثر الكبير في الموفقية للعمل الفني والذي باستمراره نحو التحديث والخيال سوف يوصل فضاء الفكر الثاقب للفنانة لعبور بحر الفن العميق.
صالح وجماليات التجربة إن الإرادة الأصلية للفنانة كوثر صالح، تقوم بإخضاع كل شيء لأسلوبها، فهذه الرؤية تعبير عن التصور الداخلي للخيال والرغبة في الاختلاف، مع الحرص على وصول المضمون إلى الناس لكي يساعد في توضيح هدف الفنانة ونيتها في التفسير للموضوع، وهو الأساس الهام لاستقرار الفهم عند المتلقي لوجهة النظر الفنية عبر الوقوف الوجودي المحدد والمباشر لحالة الشعور والتفاعل، خصوصًا في موضوع البورتريه، وهو رسم أو نحت أو غير ذلك من الأساليب الفنية مع اختلاف الخامات من أجل تجسيد الصورة الشخصية التي تتطلب إظهار ملامح الوجه والتعبير عن حالة الشعور العاطفي. رغم أنها أصغر فنانة كما أعتقد في معرض «أبعاد تشكيلية» إلا أنها - دون شك - تمتلك موهبة متأصلة تم اكتشافها منذ الطفولة والعمل على صقلها بشكل جيد من قبل الوالد الفنان القدير صالح الماحوزي. عندما تقترب وتنظر إلى لوحتها بتأنٍ وتركيز، تشعر بانتعاش يتدفق، وهالة تحيط بك من الفرح، تبعث قيمة للحياة وروح تألف إنساني يتضمن الإيقاع الخطوطي بين الخلفية وعمق الهوية البشرية وتناغمها بين الظل والنور عبر توازن عناصر اللوحة بشكل يجعل العين تثبت بؤرتها بيسر وحيوية، ولعل أروع ما فيها حدة العيون وأناقة جيدها مما جعلها أي اللوحة بالتاكيد تتكامل بوحدة الرؤية عبر جماليات العمل الفني الراقي.

إن لوحات مريم فخرو دعوة غير مباشرة لحرية الحركة والانطلاق المتدفق نحو الحياة والناس والتحدي البصري لكل ما هو غير مألوف، وكذلك مواجهة الفكر التقليدي العتيق بطريقة جريئة وجدية...

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا العمل الفنی

إقرأ أيضاً:

العذراء: سيشيد الناس بعملك.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

حظك اليوم.. يبحث الكثير من الأشخاص عن توقعات الأبراج اليوم الأحد 2 مارس 2025، لمعرفة كيف سيكون حظهم على الصعيد الصحي، المهني والعاطفي.

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص توقعات الأبراج اليوم السبت 1 مارس 2025 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

برج الحمل وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

ستبذل قصارى جهدك اليوم لقضاء بعض الوقت مع أفراد الأسرة. ستظل أجواء المنزل لطيفة. قد يتعرض الأطفال الصغار أيضًا لمفاجأة كبيرة. قد يتقدم بعض الأشخاص لمساعدتك في بعض الأعمال. ستحل مشكلتك المتعلقة بالمال. ستفكر اليوم في بدء بعض الأعمال من جديد.عليك أن تكون حريصًا بعض الشيء على صحتك. هناك فرص لتحقيق أرباح جيدة.

برج الثور وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم سيكون يومًا جيدًا بالنسبة لك. يمكن قضاء اليوم في السفر. يمكن أن يكون هذا السفر مرتبطًا ببعض الأعمال المكتبية. ستكون في مزاج جيد للاستمتاع ببعض المرح. سيكون عقلك سعيدًا. قد تنجذب إلى بعض الأشياء التقليدية. سيشارك الأطفال في مسابقة رسم.

برج الجوزاء وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

يمكنك التخطيط لتنظيم برنامج ديني، ستستمتع بعملك تمامًا، يمكنك إجراء بعض التغييرات في مكان العمل، وهذا سيجعلك تشعر بتحسن كبير، كل شيء سيبقى جيدًا في الأسرة، سيقدم لك أحد الأقارب المقربين أخبارًا سارة، سيكون اليوم يومًا جيدًا للأحباء.

برج السرطان وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

ستحصل على دعم من الجيران في بعض الأعمال. يمكن للأطفال مشاركة أفكارهم معك. يجب أن تستمع إليهم بعناية. سيزداد احترامك في المجتمع اليوم.

برج الأسد وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم سيكون يومًا رائعًا، فقد يُمنح لك عمل في المكتب، وهو ما سيعجبك كثيرًا، وقد يتم استشارتك كخبير في بعض الأمور، وهناك فرص للترقية في الوظيفة وكذلك زيادة في الدخل، وسيُظهر الطلاب اهتمامًا أكبر ببعض المواد التي يدرسونها، وستكون دائمًا على استعداد لمساعدة أحبائك.

برج العذراء وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم سيكون مفيداً لك، اليوم ستجني ربحاً جيداً من أي عمل قمت به في وقت سابق، سيشيد الناس بعملك، وستكون راضياً عن عملك أيضاً، ستخطط للخروج لتناول العشاء مع زوجتك، سيشارك الأشخاص المرتبطون بالرياضة في بعض الأنشطة الجديدة، حيث سيكون أداؤهم جيداً، اليوم ستظل صحتك جيدة.

برج الميزان وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

ستؤثر أفكارك الإيجابية على الناس اليوم، وسيتواصل الناس معك. سيقوم الطلاب ببعض التغييرات فيما يتعلق بدراستهم. يمكنك الحصول على مساعدة من شخص ما لفهم الموضوعات الصعبة الخاصة بك. ستكون سعيدًا بالحصول على مساعدة من زوجتك في بعض الأعمال المنزلية.

برج العقرب وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم سيكون يومًا رائعًا بالنسبة لك، سيحمل اليوم علامة على السعادة الجديدة في الحياة، ستتلقى أخبارًا رائعة من زوجتك، وسيبدو بقية أفراد الأسرة أيضًا سعداء للغاية، سيكون هناك تنسيق بين العلاقات والعمل، ستكون قويًا ماليًا اليوم.

برج القوس وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم ستبقى وتيرة العمل على حالها، وستشعر بالاسترخاء، وستكون سعيدًا بشيء ما في قلبك. يمكن للأشخاص غير المتزوجين من هذا البرج أن يجدوا شريك حياتهم في حفل زفاف. اليوم ستكون الأجواء في المنزل جيدة، وسيأخذ بعض الأشخاص بنصائحك في أمر العمل، وستثبت نصيحتك فعاليتها بالنسبة لهم.

برج الجدي وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم سوف يحمل تحولاً مهماً في حياتك، قد تضطر إلى اتخاذ قرار كبير في حياتك المهنية، ضع في اعتبارك أن أي شيء تفعله، افعله بعناية، إذا كنت تقوم بعمل ما، فسوف تضطر فجأة إلى الخروج لبعض العمل، ستفكر في أخذ قرض لبدء عمل جديد.

برج الدلو وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

ستخطط للذهاب إلى مكان ما معهم. ستزول العقبات التي تواجه الطلاب في دراستهم بمساعدة شخص ما. عليك التركيز على عملك دون القلق كثيرًا بشأن النتائج. سيقدم لك كبار السن نصائح خاصة ستكون فعّالة بالنسبة لك. اليوم سيكون يومًا رائعًا من حيث الصحة. اليوم سيكون يومًا رائعًا للحبيبين.

برج الحوت وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025

اليوم يمكنك إكمال مهامك اليومية. سوف يحالفك الحظ. سيتم تقدير سلوكك في مكان العمل. ستنتهي من العمل المهم في الوقت المحدد.ستنجح إلى حد كبير في إخبار الناس برأيك. في المساء، ستقضي وقتًا ممتعًا مع زوجتك.

مقالات مشابهة

  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • حملة "رمضان في دبي" تنطلق نهاية الأسبوع الجاري مع مجموعة من التجارب المميزة التي تعكس قيم وجوهر الشهر الفضيل
  • سفيرة كندا زارت وزير العدل مهنئة ومؤكدة وقوف بلادها الى جانب لبنان
  • النحات السكندري طارق زبادي خلال حواره لـ «البوابة نيوز»: أتفرغ في رمضان للعبادة.. النقد الفني يؤثر على مسار الحركة التشكيلية.. والذكاء الاصطناعى أداة مساعدة للإبداع
  • وزير الداخلية: ما "العمل الجليل" الذي قدمه الفنانون للكويت؟
  • “الفنون التشكيلية” يعلن تكريم الفنان حسن عبد الفتاح بالمعرض العام
  • ما حكم موائد الرحمن التي يقيمها الفنانون والمشاهير؟.. مفتي الجمهورية يجيب
  • العذراء: سيشيد الناس بعملك.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 2 مارس 2025
  • الثقة النيابية تحصيل حاصل...فهل تستعيد الحكومة ثقة الناس؟