"الشباب الأمريكي والحرب على غزة.. على الرئيس بايدن أن يقلق"، هكذا يرى تحليل نشره "المركز العربي واشنطن دي سي"، مشيرا إلى أن تصاعد مشاعر الغضب بين الشبان الأمريكيين تجاه ما يحدث في غزة منذ ثلاثة أشهر بدأ يتطور ليشكل خطرا على مستقبل بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي ستنطلق في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويحذر التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، بايدن من الاستمرار في التمترس وراء موقفه الداعم للاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر أن الحراك الذي يشارك فيه الكونجرس لمحاولة تكميم أفواه الشباب الأمريكي الرافض لحرب غزة، لا سيما في الجامعات، سيؤدي إلى نتيجة معاكسة.

ويطالب التحليل بايدن بالتحرك سريعا نحو دور أكثر حيادية إزاء ما يحدث في غزة، ويقترح خطوة أولى قد تجسر الهوة بين الرئيس الأمريكي والشباب هناك، وهو أن يضغط باتجاه وقف لإطلاق النار في القطاع.

اقرأ أيضاً

بايدن لا يريد إنهاء العدوان على غزة!

الشباب مقابل الحكومة

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وما تلاه من هجوم إسرائيلي وحشي على غزة تبلورت معركة غريبة وخطيرة في الولايات المتحدة، بحسب التحليل، وهي الشباب الأمريكي مقابل الحكومة، حيث باتت أعداد الشبان المحتجين على الحرب أمام الكونجرس مشهدا اعتياديا في مقابل إصرار من بداخل مبنى الكابيتول هيل على دعم إسرائيل ومحاباتها.

ويبدو أن المشرعين، وخاصة الأكثر تحفظًا والمؤيدين لإسرائيل، يرون أن الدعوات الصاخبة في الجامعات والشوارع لوقف إطلاق النار وتحقيق العدالة للفلسطينين تشكل تهديدًا لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

وفي محاولة للحد من الأضرار، يطالب الكونجرس بإجابات من رؤساء الجامعات حول دورهم في مكافحة تصاعد معاداة السامية في مؤسساتهم.

اقرأ أيضاً

17 موظفا بحملة بايدن الانتخابية ينشرون رسالة احتجاج على موقفه من حرب غزة

أرقام مهمة

ويشير التحليل إلى أنه في السنوات الأخيرة كانت الفجوة بين الشباب الأمريكي وحكومتهم فيما يتعلق بدعم إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني تتزايد.

ووجد استطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث عام 2022 أن "البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا أكثر ميلًا من الأمريكيين الأكبر سنًا إلى النظر إلى الشعب الإسرائيلي بشكل سلبي وللفلسطينيين بشكل إيجابي".

وقد أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحا منذ الغزو الإسرائيلي لغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وعلى سبيل المثال، وجد استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وكلية "سيينا" في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا لا يوافقون على دعم الرئيس بايدن القوي لإسرائيل في الحرب.

ويقول التحليل إن دعم الفلسطينيين، الذي ارتبط عادة بالأفراد ذوي الميول السياسية اليسارية، كان يحظى بشعبية طويلة بين طلاب الجامعات المتحالفين مع اليسار.

ويضيف: واليوم، مع حكم إسرائيل، وهي الحكومة الأكثر يمينية ومعادية للديمقراطية والفلسطينيين على الإطلاق، تزايد التعاطف مع الفلسطينيين وكذلك الانتقادات الشديدة للحكومة الإسرائيلية بين الشباب الأمريكيين.

اقرأ أيضاً

استطلاع: ترامب يتفوق على بايدن بين الشباب وذوي الأصول اللاتينية 

توترات في الجامعات الأمريكية

ومع استمرار حرب غزة، أصبحت وجهات نظر الشباب الأمريكيين المؤيدة للفلسطينيين أكثر وضوحا.

وكانت التوترات شديدة في العديد من الجامعات، حيث يناضل الطلاب لضمان عدم مرور محنة الفلسطينيين دون أن يلاحظها أحد.

ويشير التحليل إلى إصرار الطلاب الأمريكيين على المضي قدما لمعارضة ما تفعله إسرائيل للفلسطينيين، على الرغم من أن العديد من المانحين والخريجين الأقوياء هم من داعمي إسرائيل.

وتسبب ذلك الحراك في صدام بين مشرعين بالكونجرس ورؤساء جامعات أمريكية، وبات الآن مسؤولو الجامعات والمشرعون يكافحون من أجل إسكات النشاط المؤيد للفلسطينيين.

اقرأ أيضاً

مسلمو أمريكا يطلقون حملة تخلي عن بايدن بسبب موقفه من غزة

تهديد بايدن انتخابيا

ويرى التحليل أن حراك الشباب الأمريكي قد يشكل تهديداً خطيراً لإعادة انتخاب الرئيس بايدن في الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.

ومن المرجح أن يلعب الأمريكيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً دوراً حاسماً في التصويت المقبل، بحسب خبراء.

ويشعر الديمقراطيون بالفعل بالقلق بشأن فرص بايدن في التغلب على الرئيس السابق دونالد ترامب، على الرغم من الخلافات الكثيرة التي يثيرها الأخير.

وبالإضافة إلى قلقهم بشأن عمر بايدن، فإن معارضة الناخبين الشباب لدعم الرئيس الذي يؤيد بقوة الحملة الإسرائيلية الدموية في غزة قد تمنعهم من التصويت لصالحه.

وما زاد الطين بلة، هو أن بايدن لم يؤيد فقط الحملة الوحشية الإسرائيلية في غزة، بل إنه وقف عائقا أمام صدور أي قرار من مجلس الأمن لوقف إطلاق النار.

اقرأ أيضاً

بين آيباك والديمقراطيين الشباب.. بايدن غارق في مستنقع حرب غزة

يجب على بايدن أن يقلق

ويقول التحليل إنه مع استمرار الحرب على غزة، تزايدت الدعوات لوقف إطلاق النار وتحقيق العدالة للفلسطينيين.

ويبدو أن العديد من الشباب الأمريكيين ثابتون في مطالبهم بوقف إطلاق النار وتحقيق العدالة لملايين الفلسطينيين الذين فقدوا كل شيء بسبب الاحتلال الإسرائيلي والحملة العسكرية الحالية في غزة.

ويبدو أنه مع إعادة فتح الكليات هذا الشهر بعد عطلة الشتاء، ستصبح الجامعات مرة أخرى ساحة معركة للطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين يهدفون إلى كبح دعم بايدن لإسرائيل.

ويختم التحليل بالقول إن ما إذا كان بايدن سيعكس موقفه القديم لصالح إسرائيل أم لا، فهذا أمر متروك للرئيس نفسه، ولكن إذا كان يريد الفوز في انتخابات عام 2024، فيجب على إدارته أن تتبنى سياسة أكثر حيادية تجاه الحرب في غزة.

إن الضغط من أجل وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى في مثل هذا التحول، والخطوة الأولى لإصلاح علاقة بايدن مع العديد من الشباب الأمريكيين، كما يقول التحليل.

المصدر | المركز العربي واشنطن دي سي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بايدن الانتخابات الأمريكية غزة الشباب الأمريكي تأييد الفلسطينيين الكونجرس الشباب الأمریکیین الشباب الأمریکی إطلاق النار بین الشباب العدید من اقرأ أیضا على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحفية تحرج بايدن في "مؤتمر غزة" والرئيس الأمريكي يرفض الرد (فيديو)

أحرجت صحفية  الرئيس الأمريكي جو بايدن  بسؤال عن وقف إطلاق النار في غزة  في ختام المؤتمر الصحفي الذي عقده بالببيت الأبيض للإعلان عن  تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

بايدن: الفترة القادمة ستشهد طفرة في إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بايدن: ترامب مُعني بتنفيذ بنود صفقة إيقاف النار في غزة بايدن وترامب 


ووجهت الصحفية سؤالا لبايدن، في ختام المؤتمر الصحفي وحين هم الرئيس الحالي بمغادرة القاعة، قائلة: "لمن ستنسب كتب التاريخ الفضل في هذا يا سيدي لك أم لترامب؟".

ورد بايدن على السؤال، قائلا: "هل هذه مزحة؟"، فأجابت الصحفية: "لا"، ليعقب الرئيس الأمريكي: "شكرا لكم"، وغادر القاعة دون أن يلتفت.

وخلال المؤتمر قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إسرائيل وحماس توصلتا إلى وقف إطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن بعد أشهر عديدة من الدبلوماسية المكثفة من جانب الولايات المتحدة إلى جانب مصر وقطر.

وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء: "سوف يوقف هذا الاتفاق القتال في غزة ويزيد من المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين الفلسطينيين ويعيد لم شمل الرهائن مع عائلاتهم بعد أكثر من 15 شهرا في الأسر".

وتابع قائلا: "لقد وضعت الخطوط العريضة الدقيقة لهذه الخطة في 31 مايو 2024، وبعد ذلك أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع".

وصرح بأن الوصول إلى اتفاق ليس نتيجة للضغوط الشديدة التي تعرضت لها حماس والمعادلة الإقليمية المتغيرة بعد وقف إطلاق النار في لبنان وإضعاف إيران فحسب بل وأيضا للدبلوماسية الأمريكية العنيدة والمضنية.

وأفاد الرئيس الأمريكي بأن دبلوماسيته لم تتوقف أبدا في جهودها لإنجاز هذه المهمة.

وأشار في بيانه إلى أن الوقت حان لإنهاء القتال وبدء عمل بناء السلام والأمن.

هذا، وأعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني خلال مؤتمر صحفي توصل الوساطة المشتركة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي النزاع في قطاع غزة.

وقال وزير الخارجية إن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية شرقا بعيدا عن المناطق السكنية المكتظة للتمركز على الحدود في مختلف مناطق قطاع غزة.

وتتضمن أيضا تبادلا للأسرى والمحتجزين وفق آلية محدد، تبادل رفات المتوفين، عودة النازحين داخليا إلى أماكن إقامتهم في القطاع، وتسهيل خروج المرضى والجرحى لتلقي العلاج اللازم.

وذكر الوزير أن المرحلة الأولى تتضمن أيضا تعزيز إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، بالإضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات، المراكز الصحية، والمخابز.

وتشمل كذلك إدخال مستلزمات الدفاع المدني، الوقود، ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا منازلهم نتيجة الحرب.

وصرح بأنه في هذه المرحلة ستقوم حماس بإطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا من الأحياء ورفات الموتى، مقابل إطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني أن تفيذ الاتفاق سيبدأ في يوم الأحد 19 يناير 2025.

وأشار إلى أن مسألة الوصول إلى الحل النهائي تعتمد بشكل رئيسي على الأطراف المعنية، موضحا أن دور قطر ومصر كوسطاء يركز على جسر الهوة بين الطرفين وتقريب وجهات النظر مع الأخذ في الاعتبار العوامل المتعددة التي تؤثر على هذا المسار.

جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سبق الجميع ويعلن التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، مؤكدا أن الأسرى سيتم إطلاق سراحهم قريبا.

مقالات مشابهة

  • السايح: نحن على ثقة بأن الانتخابات المقبلة ستشهد تطورًا ملحوظًا في تعزيز الديمقراطية المحلية
  • استطلاعات الرأي في ألمانيا تُشير إلى تحولات سياسية كبيرة قبل الانتخابات المقبلة
  • بايدن يطالب بتعديل الدستور وإلغاء حصانة الرئيس الأمريكي
  • الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن من البيت الأبيض
  • صحفية تحرج بايدن في "مؤتمر غزة" والرئيس الأمريكي يرفض الرد (فيديو)
  • السايح: نحن على ثقة بأن الانتخابات البلدية المقبلة ستعزز الديمقراطية المحلية
  • المفوضية تعقد اجتماعاً موسعاً استعداداً لـ«الانتخابات البلدية»
  • المعارضة في زيمبابوى تدعم مشروع قانون لتمديد ولاية الرئيس منانغاغوا
  • بايدن يلملم أوراقه.. تحليل لخطاب وداع الرئيس الأمريكي بعد 4 سنوات حكم صعبة
  • إيلون ماسك الرئيس الشريك لـ«ترامب».. رحلة صعود تثير قلق الأمريكيين