دينا محمود (غزة، لندن)

أخبار ذات صلة جهود دولية لوقف التصعيد في غزة ومنع اندلاع صراع إقليمي القتال وسوء التغذية والأمراض تهدد 1.1 مليون طفل في غزة

مع اقتراب الحرب الدائرة في قطاع غزة من إكمال شهرها الثالث، تتصاعد مخاوف الفلسطينيين هناك، من أن تقود المعارك إلى تغيير صورة الحياة في مدنهم وبلداتهم بشكل لا رجعة فيه، وذلك في ضوء الحجم الهائل للدمار، الذي لحق بالاقتصاد المحلي والبنية التحتية للقطاع، منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.


ويؤكد مسؤولون فلسطينيون، أن الحرب ألحقت الضرر بكل سكان غزة، سواء كانوا أثرياء أم فقراء، مشيرين إلى أن جميع الأسر في القطاع تقريباً، فقدت أحد الأقارب أو الأصدقاء، وذلك بعد أن بلغت حصيلة الضحايا، أكثر من 22 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال. 
كما أجبرت المعارك أكثر من 85% من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، على النزوح من ديارهم.
فضلاً عن ذلك، قوضت الحرب مختلف مقومات حياة فلسطينيي غزة، من مدارس ومستشفيات إلى ورش وشركات ومتاجر، ومصالح حكومية ومخابز وغير ذلك من مرافق البنية التحتية الأساسية والاقتصادية، ما حدا بكثير من السكان للقول إنهم يشعرون بالرعب، من شعورهم بأنه لن يوجد ما سيعودون إليه، عندما تضع الحرب أوزارها في نهاية المطاف.
ويخشى هؤلاء من أن يكون من بين أهداف الحرب الحالية جعل قطاع غزة غير صالح للسكن، بما يجبرهم بشكل غير مباشر على النزوح منه بشكل كامل، خاصة بعد أن أصبح عدد كبير من السكان، يتكدسون في الوقت الحاضر، في المناطق الجنوبية، حيث يقيمون في خيام مرتجلة أو مراكز إيواء مؤقتة أو حتى في مبانٍ سكنية، مكتظة على نحو مفرط.
وبحسب تقديرات أممية، أدت المعارك إلى تدمير أكثر من 60% من المباني السكنية في القطاع أو تضررها، وذلك جنباً إلى جنب، مع إلحاقها الدمار بمئات المدارس والمساجد والطرق والمخابز،
وآلاف من المحال التجارية والمنشآت الاقتصادية الأخرى.
أما النظام الصحي فقد تم تفكيكه، كما يقول أطباء، على نحو منهجي، ما قاد إلى أن تخرج أكثر من نصف المستشفيات في غزة، من الخدمة.
ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن محللين قولهم إن «غزة تحتاج إلى بناء كل شيء من الصفر»، بعد أن جعلتها الحرب، نسخة من المدن الألمانية، التي دُمِرت بشكل كامل تقريباً، خلال الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، وذلك وسط مخاوف من أن تبلغ فاتورة إعادة إعمار القطاع مبالغ فلكية، في ضوء أن المواجهات الأضيق نطاقاً، التي اندلعت فيه عام 2014، خلّفت أضراراً تراوحت قيمتها ما بين ثلاثة و6 مليارات دولار.
ويعني ذلك، أن سكان غزة سيواجهون تحديات هائلة من أجل استئناف حياتهم الطبيعية، إذا توقفت الحرب غداً بمعجزة ما.  فالوضع الراهن، يهدد مئات الآلاف من سكان القطاع، بمواجهة مجاعة بكل معنى الكلمة. 
كما أن أكثر من 75% من أهل غزة، كانوا يعتمدون من الأصل على المساعدات الدولية، حتى قبل اندلاع القتال، وذلك وسط معدلات بطالة ناهزت آنذاك 44%.
ويقول محللون، إن قطاع غزة سيحتاج إلى خطة إعادة إعمار ضخمة مماثلة لمشروع مارشال، الذي أطلقته الولايات المتحدة لإعادة ضخ الحياة في شرايين أوروبا، بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما يتطلب أن يُبعث الأمل أولاً، في إمكانية تحقيق حل الدولتين، كي يتسنى جمع التمويل اللازم لتلك الخطة، وضمان ألا يُهدم ما سيُعاد بناؤه حال تجدد المواجهات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

مرضى الفشل الكلوي في غزة أمام تحديات تعصف بمصيرهم

توقف العدوان الإسرائيلي المباشر على قطاع غزة، لكن آثاره التدميرية على القطاع الصحي تركت مرضى الفشل الكلوي أمام تحديات تعصف بمصيرهم، في ظل التراجع الحاد في الخدمات المقدمة لهم.

وقضت 15 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية على ما كان يقدم لهم من خدمات، وغدا واقع مرضى الفشل الكلوي مأساويا وهم يعيشون معركة يومية من أجل البقاء.

وبين مراكز الغسيل الكلوي التي تقلصت بشكل كبير، ورحلة البحث عن العلاج المناسب ونقص حاد في الأدوية والأجهزة الطبية، وأزمة فقدان غذاء صحي، وماء للشرب يتناسب مع حالتهم الصحية، أمضى مرضى الفشل الكلوي أيام العدوان وهم يكابدون ألم الواقع، فيما كان الموت يتربص بالعشرات ممن حرم منهم الرعاية والدواء وعملية الغسيل الكلوي.

وفي هذا الإطار، كشف الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، في حديث لوكالة الأنباء القطرية قنا، أن "40% من مرضى الكلى في قطاع غزة، ماتوا، بسبب نقص الخدمات الصحية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما الخطر يتهدد من تبقى لصعوبة استمرار تقديم الخدمات الطبية لهم بعد توقف العدوان".

وتابع: "تسابق وزارة الصحة الزمن، لتشغيل مستشفى الكلى في غزة، من أجل العودة لتقديم الخدمات لمرضى الكلى الذين يحتاجون لرعاية خاصة، لكن الاحتلال يماطل في إدخال الاحتياجات الأساسية لتشغيل المستشفيات، حيث لم تصل مثلا أي محطات أكسجين لمستشفيات القطاع، وقد طلبنا ذلك من المنظمات الدولية".

إعلان

وقدرت تقارير رسمية وأخرى حقوقية، عدد مرضى الفشل الكلوي قبل العدوان على قطاع غزة بنحو 1100 إلى 1500 مريض، كانوا يتلقون العلاج وجلسات الغسيل الكلوي في (7) مراكز، هي" مجمع الشفاء الطبي، ومركز نورة الكعبي في شمال غزة، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى القدس، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، ومستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح".

غير أن قوات الاحتلال دمرت خلال عدوانها الدموي على غزة، جميع المراكز المتخصصة بتقديم خدمة الغسيل الكلوي باستثناء القسم الموجود في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وهو ما ترك آثاره على نوعية وكمية الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الغسيل الكلوي، وعلى الطواقم الطبية العاملة في هذا المجال.

ومن جانبه، قال عبد الحكيم السايس، من قسم الكلى الصناعية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة في حديث لـ"قنا": "بعد توقف العدوان، وعودة أعداد كبيرة من النازحين إلى شمال القطاع، وتوافد عدد ضخم من مرضى الكلى لعمل الفحوصات وإجراء عملية الغسيل في مستشفى الشفاء بسبب تدمير الاحتلال معظم المراكز الأخرى لتقديم الخدمات لمرضى الكلي، ازدادت الصعوبات والمعيقات والضغوطات علينا بشكل كبير".

وأضاف أن الأمر كان أكثر وقعا "خاصة في ظل قلة الطواقم الطبية العاملة، وانعدام الإمكانات والأدوات اللازمة لعملنا، وقد ناشدنا كافة الجهات لحل أزمة مرضى غسيل الكلى، حفاظا على حياتهم، لكن ما زالت المشكلة قائمة ونعاني من نقص الإمكانات".

وبعد توقف العدوان، برز جانب آخر في معاناة مرضى الكلى، خاصة كبار السن منهم، يتمثل في صعوبة الوصول للمستشفيات ومراكز تقديم الخدمة، في ظل التدمير الواسع للبنى التحية والشوارع والطرق المؤدية إليها.

ويضطر بعض المرضى للذهاب لمراكز الغسيل الكلوي مشيا على الأقدام مسافات طويلة، أو دفع مبالغ مالية عالية للمواصلات المفقودة أصلا بفعل منع الاحتلال إدخال الوقود المستخدم للمركبات، قد تصل أحيانا إلى أكثر من 25 دولارا للجلسة الواحدة وهو ما يشكل عبئا إضافيا على المرضى.

إعلان

وطالب الدكتور البرش بالتدخل العاجل وتوفير الكوادر التمريضية والفنية والطبية، إضافة إلى المستهلكات والعلاجات اللازمة لتشغيل خدمات الغسيل الكلوي بشكل أكثر فعالية، وتوفير الوقود بشكل مستمر لضمان عمل أقسام الكلى دون انقطاع.

مقالات مشابهة

  • حماس تفتح الباب لمستقبل غزة.. هل تتخلى عن إدارة القطاع بعد نهاية الحرب؟
  • وزير الشؤون الدينية والأوقاف: الأوقاف السودانية في المملكة تواجه تحديات ونسعى لتفعيلها لخدمة الحجاج والمعتمرين
  • حركة فتح: الدول العربية تعمل على بلورة آلية لإدارة غزة بعد الحرب
  • كيف تدعم الفنون القطاع العقاري بشكل مستدام؟
  • باحثة سياسية فلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستئناف الحرب على غزة
  • هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟
  • نيسان تواجه تحديات مالية كبيرة بعد فشل صفقة الاندماج مع هوندا
  • تحديات غير مسبوقة تهدد وحدة الاتحاد الأوروبي.. فيديو
  • مرضى الفشل الكلوي في غزة أمام تحديات تعصف بمصيرهم
  • وليام طوق: نؤيد موقف أهالي وادي قنوبين في حقوقهم الطبيعية