مشوار فنى طويل امتد إلى أكثر من نصف قرن، بدأ قبل نهاية الأربعينات واستمر فى العطاء حتى آخر أيامه، تميّز بجرأته وصوته الجهور، خاصة أنه تأسس على خشبة المسرح، التى كانت سبباً فى دخوله الوسط الفنى، ليُقدّم عدداً كبيراً من الأعمال التى تنوعت ما بين السينما والدراما، حتى أطلق عليه الجمهور لقب «شمشون الفنانين»، الفنان حمدى غيث الذى تنقّل بين الأدوار بسلاسة شديدة جعلت له مكانة خاصة فى قلوب الجمهور.

موهبة استثنائية صقلها بالدراسة الأكاديمية في فرنسا

بخلاف الموهبة الكبيرة التى تميز بها، عمل «غيث» على صقل مهاراته الفنية بالدراسة الأكاديمية، إذ التحق بمعهد التمثيل، بخلاف دراسته بكلية الحقوق، حتى سافر فى بعثة إلى فرنسا لدراسة أصول الفن، ويعود من جديد ليقدم أهم الأدوار الفنية المهمة، بدأها من خلال فيلم «غلطة العمر» مع المخرج محمود ذو الفقار، والفنانة هدى سلطان، ليضع المخرج يوسف شاهين تلك الموهبة فى حساباته، ويرشّحه لدور أكبر من خلال فيلم «صراع فى الوادى» أمام الفنانة فاتن حمامة، وعمر الشريف، حيث أثبت ذاته بجدارة.

قدّم «غيث» أشهر أدواره «ريتشارد قلب الأسد» ضمن فيلم «الناصر صلاح الدين» عام 1963، والذى خلده فى ذاكرة السينما المصرية، مع كوكبة من نجوم الفن حينها، وهم أحمد مظهر، نادية لطفى، ليلى فوزى، زكى طليمات، وإخراج يوسف شاهين، وأصبح العمل ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، بالإضافة إلى سلسلة من الأعمال السينمائية، من بينها «أرض الخوف، إسماعيلية رايح جاى، الناصر صلاح الدين، اغتيال مدرسة، التوت والنبوت، الحكم آخر الجلسة»، وعدد من الأعمال السينمائية الأخرى.

وفى عالم الدراما، أثبت «غيث» جدارته وتألقه الكبير فى الكثير من المسلسلات المهمة، وتُعد شخصية «عباس الضو» من أصعب الشخصيات الدرامية التى جسّدها، وأداها فى الجزء الثانى من مسلسل «المال والبنون»، بعد رحيل شقيقه الأصغر «عبدالله» عام 1993 بأزمة قلبية مفاجئة، ملامح وجهه ونظراته الثاقبة أهّلته للمشاركة فى أدوار كثيرة تنوعت بين الخير والشر، فتألق الراحل فى دور «الشيخ بدار» فى مسلسل «ذئاب الجبل» مع المخرج مجدى أبوعميرة، بالتعاون مع الفنان أحمد عبدالعزيز وسماح أنور، لينتقل إلى دور مختلف، وهو المعلم صبحى فى مسلسل «بوابة المتولى»، ودور المعلم سيد البرنس فى فيلم «حارة برجوان» من إخراج حسين كمال، وتأليف مصطفى محرم، بمشاركة الفنانة نبيلة عبيد.

تميز بصوته الذهبى ومخارج الحروف الواضحة ولغته العربية الفصحى التى أهّلته لتجسيد شخصية «أبوسفيان» فى فيلم «الرسالة» مع المخرج العالمى مصطفى العقاد، ودور رفاعة الطهطاوى الذى قدّمه فى مسلسل «بوابة الحلوانى» وتميّزه فى تقديم عدد من الأدوار التاريخية، والتى كان يتقنها، بخلاف مشاركته فى عدد آخر من المسلسلات، وهى: لا إله إلا الله، العودة إلى المنفى، أبوذر الغفارى، فى قلب الليل، النديم، الفرسان، ابن تيمية، حارة الشرفا، وغيرها.

وشارك «غيث» فى عدد من المسلسلات الإذاعية، من بينها برديس، والفارس الأسود، وأحلام العصافير، الأرض، ملحمة الحرافيش، ثورة عرابى، عباس محمود العقاد، وغيرها.

«قاسم»: دوره في «الناصر صلاح الدين» علامة فارقة

ومن جانبه قال الناقد الفنى محمود قاسم، إن الفنان حمدى غيث يُعد من أهم فنانى جيله، إذ قدم أعمالاً فنية مهمة خلال مشوار فنى امتد لسنوات طويلة، مضيفاً: «لا يمكن أن ننسى دوره المهم فى فيلم الناصر صلاح الدين، حيث قدّم دور ريتشارد قلب الأسد، الذى من خلاله أثبث أنه قادر على التنوع والتلون بين الأدوار، ومن المميز أيضاً الأدوار التاريخية والدينية، التى قدّمها، خلال فيلم الرسالة ومسلسل رفاعة الطهطاوى».

وأضاف «قاسم» لـ«الوطن» أن أعمال «غيث» تميزت بالتنوع وتقديم رسالة واضحة ومهمة للجمهور، مشيراً إلى أنه تألق خلال دور عباس الضو فى مسلسل «المال والبنون» الذى قدمه بدلاً من شقيقه الراحل رغم قسوة الظرف الزمنى. وعن مشواره السينمائى، قال «قاسم»: «لم يكن للراحل أفلام كثيرة فى السينما، بالمقارنة بأعماله فى الدراما، ولكنها ظلت راسخة فى أذهان الجمهور»، مشيراً إلى أن الجمهور لقبه بلقب «قلب الأسد»، نظراً لأن «غيث» كان يتميز بكاريزما خاصة وشخصية قوية بين الفنانين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الناصر صلاح الدين الناصر صلاح الدین فى مسلسل

إقرأ أيضاً:

الدامجة: تقليص عدد الأندية في الدوري الممتاز أكبر عقبة أمام اللجنة المؤقتة

علق المدرب الوطني السابق لكرة القدم، جلال الدامجة، على اعتماد لجنة مسابقات مؤقتة من قبل الأمين العام للاتحاد الليبي لكرة القدم والجمعية العمومية.

وقال الدامجة، في تصريح خاص لـصفر، إن “مهمة اللجنة المؤقتة ستكون صعبة للغاية، نظرا للقرار العبثي الذي اتخذه اتحاد الكرة السابق بتنظيم دوري مكون من 36 فريقاً”.

وأضاف؛ “كلي ثقة في الشحومي ومن معه، وأهم ما يجب عليهم أن يقوموا به هو تنظيم سير عجلة المسابقات الداخلية لتتماشى مع الاستحقاقات الإفريقية القادمة للمنتخب والأندية”.

وأكد أن “تصرف الأندية كل موسم أرقاماً خيالية في سوق الانتقالات، تفوق أندية كبيرة مجاورة مثل الترجي والوداد والرجاء، وفي النهاية تخرج أنديتنا من الأدوار المتقدمة وتتوج الأندية الأخرى بالألقاب، وهذا بالطبع يعود للعشوائية التي نعاني منها في المسابقات المحلية”.

وختم موضحًا أنه “من غير المنطقي أن تلعب أندية لم تحقق أي نقطة في الأدوار الإقصائية أمام أندية الصفوة، فذلك يجعل المباريات مجرد فرجة مملة”.

الوسومالدامجة

مقالات مشابهة

  • علي قاسم ينضم لأسرة مسلسل "ناقص ضلع"
  • بين الدراما والسينما.. أحمد السعدني يعيش حالة من النشاط الفني
  • بعد غياب ثلاث سنوات كندة علوش تعود إلى الدراما التلفزيونية في رمضان بمسلسل "ناقص ضلع"
  • كندة علوش تعود إلى الدراما التلفزيونية في رمضان بمسلسل "ناقص ضلع"
  • بعد غياب.. كندة علوش تعود للدراما الرمضانية
  • كندة علوش تعود إلى الدراما التلفزيونية في رمضان بـ"ناقص ضلع"
  • ماغي بوغصن تروي كواليس زواجها السري الأول .. سبب معارضة أهلها
  • الدامجة: تقليص عدد الأندية في الدوري الممتاز أكبر عقبة أمام اللجنة المؤقتة
  • سامر إسماعيل زاد وزنه 12 كيلو من أجل دور عمر بن الخطاب.. ودخل الدراما المعربة بـ العميل
  • عمر مرموش في طريقه لناد كبير بأوروبا.. تفاصيل