الوطن:
2025-01-27@19:24:32 GMT

حمدي غيث.. سيرة نابضة بالإبداع

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

حمدي غيث.. سيرة نابضة بالإبداع

ينتابك الشك عندما تراه على الشاشة، هل هو «المعلم هدهد» تاجر الحشيش الأول فى الباطنية، صاحب الفلسفة العميقة والمبادئ الراسخة، أم «الشيخ بدار البدرى» الرجل الصعيدى الصلب الذى لا يلين قلبه إلا أمام ابنته الوحيدة، أو القائد الإنجليزى الذى لا يعرف الخوف «ريتشارد قلب الأسد» أمام صلاح الدين ورجاله، هل هو الفتوة الظالم «حسونة السبع» كما رسمته أنامل نجيب محفوظ، وغيرها من الشخصيات التى تقلب بينها الفنان الراحل حمدى غيث ببراعة شديدة ليظل اسمه علامة مضيئة فى تاريخ السينما المصرية فى ذكرى ميلاده المائة.

مع النسمات الباردة لشهر يناير من العام 1924، دوت فى الفضاء صرخات الطفل الرابع للعمدة الحسينى غيث عمدة قرية كفر شلشلمون بمحافظة الشرقية، اختار له اسم «حمدى» ليكون فرعاً جديداً فى شجرة العائلة العريقة التى يعود تاريخها وجذورها إلى أرض الحجاز، لعب التنوع الثقافى والفكرى فى رسم ملامح شخصية «حمدى» منذ سنواته الأولى، ما بين الأب الذى درس الطب فى أوروبا قبل أن يعود ليتولى مهام العمودية، غير أن الأب رحل، تاركاً الصغير بين يدى جده وخاله عالمى الأزهر الشريف، اللذين كانا يقيمان فى القاهرة، منهما تشرب «حمدى» علوم الدين واللغة العربية الفصحى.

مع افتتاح أول معهد عالى للتمثيل فى مصر، قرر أن يلتحق بالدراسة به فى دفعته الأولى، وتخرج فيه بتفوق فى 1947، وبدا أن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة له فسافر فى بعثة تعليمية إلى عاصمة النور ليصقل موهبته الخام بدراسة المسرح والتمثيل، وعقب عودته تم تعيينه أستاذاً للتمثيل فى المعهد، وبالتوازى مع خطواته الأكاديمية قدم «غيث» أول أعماله على شاشة السينما فى فيلم «صراع فى الوادى» عام 1954، وتوالت بعدها الأدوار التى قدمته للجمهور كممثل من طراز خاص، منها «الناصر صلاح الدين»، «الرسالة»، «أرض الخوف»، «التوت والنبوت»، وتعلق به المشاهدون فى الدراما التليفزيونية فى مسلسلات «الضحية»، و«ذئاب الجبل»، و«زيزينيا» وغيرها من الأعمال.

أما على المسرح فقد قدم غيث أروع أدوار التراجيديا، سواء بالتمثيل أو بالإخراج، فى مسرحيات «مأساة جميلة»، و«راسبوتين»، و«أرض النفاق» و«الزير سالم».

ظل فن حمدى غيث وإسهاماته محل تقدير من قبل الدولة المصرية، فتم تكريمه فى عيد الفن عام 1978، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية للفنون قبل أن يرحل عن عالمنا فى السابع من مارس عام 2006، بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوى، ويوارى جسده الثرى على نفس الأرض التى التقط عليها أنفاسه الأولى عن عمر ناهز الـ82 عاماً وقتها.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نقيب الممثلين استاذ المسرح المخرج

إقرأ أيضاً:

أقدم المخطوطات العمانية بمعرض الكتاب.. تضم مؤلفات في علوم الدين والدنيا

فى مكان منمق ومنظم بشكل يليق بضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى سلطنة عمان، مجموعة من نوادر الكتب والمخطوطات العريقة، التى تتحدث عن الطب والفلك والعلوم المختلفة، وبعض الرسائل القديمة وحكايات الرحلات، وريقات قديمة محفوظة داخل فاترينات زجاجية، تحفظ الباقى من أثر أصحابها.

«تيمورة العبرى»، أخصائية وثائق فهرسة وتحقيق مخطوطات، تحدثت لـ«الوطن» من داخل الجناح العمانى بالمعرض، عن حكاية كل مخطوطة بإيجاز، وقالت: «هذه المخطوطات الموجودة هنا من نوادر المخطوطات فى الطب والفلك والأدب، وغيرها من العلوم»، وأشارت إلى أن «مخطوطة السير والجوابات» هى أقدم مخطوطة فى سلطنة عمان، يتجاوز عمرها 900 سنة، وأضافت أن المخطوطة الثانية فى القرآن هى «مصحف القراءات السبع»، للشيخ عبدالله بن بشير الحضرمى، وأشارت إلى أن أهم ما يميز هذه المخطوطة هو طريقة الكتابة التقابلية التناظرية، بمعنى حرف الواو فى السطر الأول من الصفحة الأولى، يقابله فى آخر سطر من نفس الصفحة حرف الواو.

وبالنسبة للمخطوطة الثالثة فى الجناح العمانى بمعرض الكتاب، قالت «تيمورة» إن العمانيين مشهورون فى التجارة إلى مصر وأوروبا، كما معروف عنهم دراستهم للفلك، وكتبوا مخطوطات نادرة فى هذا المجال، منها «مخطوطة معجم الأسرار»، التى كتبها ناصر بن على بن ناصر الخضورى، وهذه المخطوطة مسجلة لدى منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونيسكو» منذ عام 2017، أما المخطوطة الرابعة، فهى «مخطوطة الطب»، لراشد بن عُميرة، الذى تعتبره «اليونيسكو» من المؤثرين فى عصره، حيث تتضمن المخطوطة شرحاً لأجزاء العين، كتبها بأبيات شعرية، دمج فيها الأدب مع الطب، مشيرةً إلى أنه كان ينتمى إلى ولاية «الرستاق»، وهى ولاية تراثية عريقة ثرية بالقلاع، وكان يخصص جزءاً من بيته لعلاج الفقراء والمساكين، كما كان كثير السفر للعراق بحثاً عن الدواء، وأضافت أن المخطوطة تتضمن شرحاً لأجزاء العين والدماغ.

وتتحدث المخطوطة الخامسة، التى توصف بأنها «معجم أسرار الفلك»، عن علم الأبراج، وتسمى «مخطوطة الأبراج الثابتة»، وتتضمن وصفاً لكل برج من الأبراج الفلكية، مثل «العقرب والسرطان»، وهذه المخطوطة تمت كتابتها قبل عام 995 هجرية.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس وحديث الوحدة الوطنية
  • الفن.. والتحريض على القتل!
  • القوات المسلحة تشارك بجناح مميز في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • "أخلاقنا".. التى كانت
  • أقدم المخطوطات العمانية بمعرض الكتاب.. تضم مؤلفات في علوم الدين والدنيا
  • عيدك.. عندما تصبح آمنًا فى سربك
  • المضاعفات الطبية ومخاطر العمل الطبى
  • داليا عبدالرحيم تكتب: الدرس
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء
  • حى فى الغرب ميت بالشرق.. «فصل المقال» و«تهافت التهافت»علامات ابن رشد فى تاريخ الفلسفة العربية والإسلامية