خبراء ومحللون: خلافات وصراعات الإسرائيليين تخدم المقاومة الفلسطينية في غزة
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
يرى خبراء ومحللون أن الخلافات بين السياسيين والعسكريين في إسرائيل تشكّل خطورة على الأداء العسكري الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة، وتخدم المقاومة الفلسطينية في غزة التي تسعى لتأليب المجتمع الإسرائيلي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية في وقت سابق عن خلاف نشب بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع يوآف غالانت، على خلفية منع نتنياهو رئيسي جهاز الاستخبارات "الموساد" ديفيد برنيع، وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار من حضور جلسة لحكومة الحرب.
وأشار الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد إلى انهيار الثقة بين مكونات وأطياف النظام السياسي في إسرائيل، بما في ذلك داخل ممثلي حزب الليكود في الحكومة، حيث لم تعُد الأزمة بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان هرتسي هليفي، وإنما بين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت الذي ينتمي لحزب الليكود.
والأخطر أن انهيار الثقة – يضيف عادل شديد- أخذ أبعادا مؤسساتية، فهناك شبه انعدام للثقة ما بين المستوى السياسي ممثلا في الحكومة وشركاء نتنياهو، وتحديدا جماعة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزيرالمالية بتسلئيل سموتريتش، والقاعدة اليمينية المتشددة -أيضا- في حزب الليكود، وما بين مؤسسة الجيش الذي تحرص إسرائيل منذ إقامتها أن يبقى خارج كل التجاذبات السياسية، حتى إنه وُصف في السبعينيات والثمانينيات بـ "البقرة المقدسة"؛ بسبب منع انتقاده.
وقال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي -الذي كان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟"- إن هناك قناعة لدى النخبة العسكرية الإسرائيلية بأن نتنياهو ينفّذ -منذ بداية الحرب الحالية في قطاع غزة- حملة تحريض واسعة ضد الجيش والأمن، ويحمّلهم الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه.
ومن وجهة نظر الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، فإن ما يحدث في إسرائيل اليوم هو أن البعد السياسي يؤثر في البعد العسكري، وأن عملية طوفان الأقصى "أسقطت منظومة أمنية كبيرة جدا، وحتى قناعات أمنية واستخباراتية وإستراتيجية، وهذا الأمر غطته الحرب على غزة".
وقال "إن المستوى التكتيكي عكس على المستوى الإستراتيجي الخلافات الداخلية في إسرائيل"، مبرزا أن الحكومة السياسية وضعت الأهداف الكبرى، أو الأهداف القصوى المتمثلة في: "تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتدمير البنى التحيتية، وإنشاء بيئة في قطاع غزة لما بعد حماس..".
وأضاف أن المعركة على أرض الميدان أظهرت عدم تطابق العسكري مع السياسي، مؤكدا أن الانقسام السياسي يشكل خطورة على الأداء العسكري للإسرائيليين في حربهم على غزة.
وتحدث الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني عن موقف المقاومة الفلسطينية في غزة من الانقاسامات الداخلية في إسرائيل، وقال إنها ترصد كل كبيرة وصغيرة وتعمل على تعزيز هذه الخلافات، وإن المواد الإعلامية التي تبثها المقاومة بشأن المحتجزين الإسرائيليين لديها تهدف إلى تعزيز فكرة أن يكون هناك حراك مجتمعي داخل إسرائيل ضد حكومة نتنياهو.
وقال إن رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن تأتي من باب تعزيز الموقف الأميركي، مؤكدا أن المقاومة ترى أن بيني غانتس -عضو مجلس الحرب الإسرائيلي- يرتبط مع الإدارة الأميركية بشكل أكبر، ومن ثم العمل من أجل تفسخ الائتلاف الحاكم الذي يدير الحرب في غزة.
وفي كلمة له وجهها لبلينكن الذي يزور المنطقة، قال هنية: "نأمل أن يكون بلينكن قد استخلص العبر من الأشهر الثلاثة الماضية، وأدرك أخطاء واشنطن في دعمها للاحتلال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
استطلاع: 68% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة مع حماس
أظهر استطلاع رأي أن 70 % من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى صفقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس ) لإطلاق سراح أسراهم من قطاع غزة، بينما يرى 54 % منهم، أن حكومتهم تطيل أمد حرب الإبادة في القطاع لأسباب سياسية.
وحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد "ميدغام" للأبحاث لصالح "القناة 12" الإسرائيلية فإن 68 %من الإسرائيليين يؤيدون صفقة مع حماس لإطلاق سراح الأسرى، حتى لو كلف الأمر وقف الحرب على قطاع غزة.
وأظهرت النتائج، أن 54 % من المشمولين بالاستطلاع يعتقدون أن الحرب على غزة "لا تزال مستمرة لأسباب سياسية تتعلق ببقاء الائتلاف الحكومي الذي يضم أحزابا من أقصى اليمين"، بينما يرى 40 % من المستطلعة آراؤهم أن الحرب، مستمرة لأسباب أمنية. في حين لم يبد 6 % رأيا في هذا الشأن.
وعن الانقسام الداخلي في إسرائيل أكد 61 % من الإسرائيليين أنهم "خائفون للغاية" أو "خائفون إلى حد" ما على مستقبل الديمقراطية في بلادهم، بينما أجاب 34 % أنهم غير خائفين، ولم يحدد 5 % موقفهم.
كما اعتبر 66 % من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم أن الخلاف الداخلي "هو الذي يهدد إسرائيل، مقابل 28 % أجابوا أن التهديد الأمني هو الأكثر خطورة.
وعن النزاع بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء ورونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك )، قال 45 % من الإسرائيليين إنهم يثقون في رئيس الجهاز الأمني، مقابل 34 % يثقون في نتنياهو، و21 % لم يحددوا موقفهم.
إعلانوقدرت تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وتسبب تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وفي 20 مارس الماضي، وافقت الحكومة بالإجماع على مقترح نتنياهو إقالة بار، في أول قرار من نوعه بتاريخ إسرائيل، رغم احتجاج الآلاف على هذا القرار.
وبعد ساعات من قرار الحكومة، جمدت المحكمة العليا إقالة بار إلى حين النظر في التماسات قدمتها أحزاب المعارضة، وألمح مسؤولون في الحكومة إلى اعتزامهم عدم احترام قرار المحكمة.