محمد زكي عيد يكتب: الأهمية الغذائية والعلاجية للبن الجمال
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
لبن الإبل (الجمال) أو الناقة هو منتج غذائي قيم يتم الحصول عليه من حليب النوق. يعتبر لبن الإبل جزءًا مهمًا من التغذية التقليدية في بعض المناطق الصحراوية حول العالم فهو يتمتع بعدة فوائد صحية وتركيبة غذائية فريدة.
سنستعرض في هذا المقال بعض المعلومات الهامة عن لبن الإبل.
** التركيب الكيماوى للبن الإبل هو: الدهن 3.
1. يعد مصدر للتغذية الغنية:
يعتبر لبن الناقة مصدرًا غنيًا بالبروتينات، والتي تعد أساسية لبناء وتجديد الخلايا والأنسجة في الجسم. كما يحتوي على الكالسيوم والفيتامينات والمعادن الأخرى التي تعزز الصحة العامة.
2. مصدر هام للغذاء في البيئات القاسية:
تعتبر الجمال من الحيوانات المتكيفة تمامًا مع الظروف القاسية في المناطق الصحراوية. وبالتالي، يمكن الاعتماد على لبن الجمال كمصدر غذائي مستدام في تلك المناطق حيث يكون توفر الغذاء المتنوع محدودًا.
3. تحمله لظروف الحفظ:
يتميز لبن الناقة بقدرته على البقاء طازجًا لفترة أطول مقارنة ببعض المنتجات الأخرى المصنوعة من حليب الحيوانات الأخرى. يمكن تخزينه ونقله بسهولة دون أن يفقد قيمته الغذائية.
4. توافر العناصر النادرة:
يحتوي لبن الناقة على مجموعة من العناصر النادرة والمعادن التي يصعب العثور عليها في مصادر أخرى من الأطعمة. ومن بين هذه العناصر النادرة السلينيوم والفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين B12.
** أهم المننتجات التي يتم تصنيعها من لبن الإبل:
1. مشروبات لبن الناقة:
يتم تصنيع مشروبات لبن الناقة بمزج لبن الناقة مع العصائر الطبيعية مثل الفواكه والخضروات. تتوفر هذه المشروبات بنكهات مختلفة وتشكل بديلاً صحيًا ومنعشًا عن المشروبات الغازية العادية.
2. الأجبان والمنتجات الأخرى:
يمكن استخدام لبن الناقة في صناعة الأجبان واللبن والزبدة والزبادي وغيرها من المنتجات الألبان. حيث تتميز هذه المنتجات بقيمتها الغذائية العالية وطعمها الفريد.
3. مستحضرات التجميل:
يستخدم لبن الجمال في بعض منتجات التجميل والعناية بالبشرة والشعر. يحتوي لبن الجمال على مركبات مفيدة للبشرة مثل الكولاجين واللاكتوفيرين وفيتامين E، والتي تعزز صحة البشرة وتقلل من التجاعيد وترطب البشرة بشكل فعال.
4. منتجات تعزز من الصحة العامة:
يتم استخدام لبن الناقة في صناعة بعض المنتجات الصحية مثل المكملات الغذائية والمستحضرات العشبية. يعتبر لبن الناقة مصدرًا طبيعيًا للعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، وبالتالي يمكن أن يساهم في تعزيز الصحة والعافية العامة.
** كذلك من المعروف أن لبن الناقة يحتوي على العديد من الفوائد الصحية المهمة. فيما يلي بعض الفوائد الصحية المعروفة للبن الإبل وبعض الدراسات العلمية التي تشير إليها:
1. يعد لبن الإبل قيمة غذائية عالية:
يعتبر لبن الإبل من الألبان الغنية بالبروتينات والدهون وخاصة الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة والفيتامينات والمعادن المهمة. مما يوفر تغذية متوازنة ويساعد في تعزيز صحة الجسم بشكل عام.
2. يمتاز بقابلية هضم عالية:
تحتوي بروتينات لبن الجمال على هيكل جزيئي يجعلها أسهل هضمًا مقارنة ببعض المصادر الأخرى للبروتين. وبالتالي يمكن للأشخاص ذوي الجهاز الهضمي الحساس الاستفادة منه بشكل أفضل.
3. يعمل علي تعزيز الجهاز المناعي:
يحتوي لبن الناقة على مكونات مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات والتي قد تعزز نشاط الجهاز المناعي وتقويه. وكذلك قد تساهم في الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة العامة.
4. تحسين صحة الجهاز الهضمي:
يمكن أن يساعد لبن الجمال في تحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز التوازن البكتيري في الأمعاء.
5. يلعب دور مهم في صحة الجلد والشعر:
يمكن استخدام لبن الإبل في منتجات العناية بالبشرة والشعر. حيث يحتوي على مركبات مفيدة مثل الكولاجين واللاكتوفيرين والفيتامينات التي تعزز صحة البشرة وتقوي الشعر.
6. تخفيف الالتهابات:
يحتوي لبن الناقة على مركبات مضادة للالتهاب تساهم في تقليل التورم والالتهابات في الجسم. وبالتالي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل والتهاب القولون وأمراض القلب.
**كما أن هناك بعض الدراسات الحديثة المتعلقة بفوائد لبن الجمال بالنسبة للبشر:
أولاً :- دراسة نُشرت في مجلة "Frontiers in Pharmacology" في عام 2020 أجريت هذه الدراسة في الهند وأظهرت أن تناول لبن الناقة يمكن أن يساهم في تحسين الحالات المرتبطة بالأمعاء مثل متلازمة القولون العصابي والقرحة الهضمية.
ثانياً :- دراسة نُشرت في مجلة "International Journal of Food Sciences and Nutrition" في عام 2019 أشارت إلى أن لبن الإبل يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات وقد تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
ثالثاً :- دراسة نُشرت في مجلة "Complementary Therapies in Medicine" في عام 2018 أجريت في الأردن وأشارت إلى أن تناول لبن الإبل يمكن أن يساعد في تحسين أعراض الربو الشعبي وتقليل التهاب الجهاز التنفسي.
رابعاً :- دراسة نُشرت في مجلة "Clinical Nutrition" في عام 2017 أجريت أيضاً في الهند ووجدت أن استهلاك لبن الجمال قد يكون مفيدًا في تحسين الوظيفة الكبدية وتقليل مستويات الدهون غير الصحية في الدم.
** يرجى ملاحظة أنه على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تشير إلى فوائد لبن الناقة في البشر، إلا أن المجال لا يزال يحتاج إلى المزيد من البحوث والتجارب السريرية لتوضيح الفوائد وتحديد الجرعات المناسبة والتأثيرات الجانبية المحتملة. كذلك يجب على الأشخاص ذوي الحساسية أو الحساسية المعروفة لحليب الإبل تجنب استهلاكه. كذلك يجب مراعاة قبل إدخاله في نظامك الغذائي ينبغي عليك استشارة الطبيب أو الخبير الصحي للتأكد من أنه مناسب لك ولا يتعارض مع أي حالة صحية موجودة لديك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على مرکبات یحتوی على فی تحسین یمکن أن فی عام
إقرأ أيضاً:
بريق الغلاف لا يعكس دائماً كنز المضمون
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
“كم من بديعِ المظهرِ قبيحِ الجوهر، وكم من بسيطِ الهيئةِ عظيمِ القيمة.” بهذه الحكمة يُمكن أن نختصر تجربتنا الإنسانية مع البشر الذين يُشبهون الكتب في تفاوت أغلفتها ومحتواها. فالإنسان، مثل الكتاب، يحمل أسرارًا عميقةً لا تُقرأ إلا حين تُقلب صفحاته، وقد تكون تلك الصفحات أثمن مما يوحي به الغلاف.
الغلاف خدعة البصر، والمحتوى محك البصيرة
في عصرٍ أصبح فيه الشكل أهم معيار للحكم، بات الكثيرون يُشبهون السطح المذهب الذي يخفي فراغًا داخليًا. تظهر هذه الظاهرة في الدراسات النفسية والاجتماعية التي تناولت تأثير “الهالة” أو ما يُعرف بـHalo Effect، وهو ميل الإنسان لتعميم الانطباع الأول بناءً على المظهر الخارجي أو الصفات الظاهرة. في هذا السياق، أظهرت دراسة أجراها عالم النفس “إدوارد ثورندايك” أن الأفراد يميلون إلى ربط الجاذبية الشكلية بالكفاءة والصدق، حتى وإن كانت هذه الصلة وهمية.
لكن الحقيقة أن المظهر ليس أكثر من خدعة بصرية قد تخفي خلفها إما جوهرًا نقيًا أو خواءً مطبقًا. وكم من مرة وقفنا أمام كتابٍ زينت أغلفته الرفوف، لكنه ما إن فُتح حتى كشف عن فقره، بينما وجدنا العكس في كتابٍ متواضع الهيئة أثار فينا دهشةً لا تُنسى.
القيمة في التجربة لا في القشرة
تجارب الحياة تعلمنا أن الجمال الحقيقي ليس مرئيًا. يمكن استدعاء قول الإمام علي (عليه السلام): المَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ طَيَّاتِ لِسَانِهِ.”
بمعنى أن قيمة الإنسان تظهر في فكره وأفعاله، لا في ملبسه أو مظهره. ولعل هذا يفسر النجاح الباهر لشخصيات تاريخية وعلمية تركت أثرًا خالدًا دون أن تلتفت يومًا إلى قشور المظاهر، مثل ماري كوري التي لم تُعرف بالأزياء أو الجمال، لكنها أدهشت العالم بعلمها وإنسانيتها.
في دراسة أخرى أجرتها جامعة “هارفارد”، وُجد أن الأفراد الذين يُظهرون قيمًا مثل التعاطف، النزاهة، والإبداع يُحققون تواصلًا أعمق مع محيطهم مقارنة بأولئك الذين يركزون على المظهر أو الإنجازات السطحية. هذه القيم هي التي تجعل الإنسان جذابًا في أعين الآخرين، وتؤسس لعلاقات متينة ومستدامة.
الأدب أيضًا يعزز هذا المفهوم. ألم يدهشنا بطل “البؤساء” جان فالجان، الذي كان يُنظر إليه كمجرمٍ في الظاهر، بينما حمل في داخله روحًا نبيلة ملأتها التضحية والرحمة؟ الأدب يُعيد تشكيل نظرتنا إلى البشر، ويعلمنا أن العبرة دائمًا بما يكمن في العمق.
أفكار مبتكرة لتغيير المفهوم السائد
ثقافة المحتوى الداخلي: لماذا لا نُعيد صياغة مفهوم الجمال في مناهجنا التعليمية؟ يمكن تصميم برامج تركز على الأخلاق، الإبداع، والقيم الإنسانية كمعايير حقيقية للجمال، بدلاً من التركيز على الهيئات الخارجية. تجربة اجتماعية مُلهمة: تخيل مبادرةً تسلط الضوء على قصص أشخاص ناجحين وملهمين لا يتطابق مظهرهم مع الصورة النمطية للجاذبية. مشاركة هذه القصص عبر منصات التواصل الاجتماعي قد تُلهم الأجيال الجديدة ليروا الجمال في أبعاده الحقيقية. أدب السيرة الذاتية: شجع كتابة السير الذاتية من منظور داخلي، بحيث يُبرز الأفراد ما صنعوه من خير وما حققوه من عمق إنساني، بعيدًا عن الإنجازات الشكلية.يُقال إن الزمن يكشف الجوهر ويُهلك الزيف. وهكذا، فإن ما يبقى من الإنسان ليس شكله ولا مظهره، بل أثره في قلوب الآخرين. وكما قال الشاعر:
“وما الحسنُ في وجه الفتى شرفًا له
إذا لم يكن في فعله والخلائقِ”
لنجعل من هذا القول قاعدةً حياتية، ولنُدرك أن الجمال الحقيقي هو ذلك الذي يُضيء العقول، يُطهر القلوب، ويُعمر الأرواح. فالحياة قصيرة، وما يخلد منها هو المحتوى، لا الغلاف.
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي