عاجل : تواصل الضربات على غزة مع اقتراب دخولها الشهر الرابع
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
سرايا - يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة القصف والعمليات البرية في قطاع غزة، غداة عرض وزير الجيش للمرة الأولى خطة لما بعد انتهاء الحرب لا يكون بموجبها لحماس أي دور في شؤون حكم القطاع.
وقبيل بدء جولة إقليمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي في الصباح "تصفية خلية" أرادت مهاجمة دبابة في البريج (وسط) خلال الليل، وتدمير عدة مواقع لإطلاق قذائف على إسرائيل في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع التي تشهد معارك منذ عدة أيام.
ومساء الخميس، عرض وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت خطته "لما بعد الحرب" في قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ العام 2007.
وبموجب هذه الخطة، لن تكون في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء القتال "لا حماس" ولا "إدارة مدنية إسرائيلية".
وشكل الحديث عن "اليوم التالي" للقطاع، وإدارته المدنية والعسكرية، بندا رئيسيا في النقاشات الدائرة منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وبقيت التساؤلات عن شكل إدارة القطاع، خصوصا شقّها الأمني، دون إجابات واضحة.
وكشف غالانت أمام الصحفيين عن الخطوط العريضة لهذه الخطة قبل أن يقدّمها إلى المجلس الوزاري الحربي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال الوزير للصحافيين إنّه وفقاً لهذه الخطة فإنّ العمليات العسكرية "ستستمرّ" في قطاع غزة إلى حين "عودة الرهائن" و"تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس" و"القضاء على التهديدات العسكرية في قطاع غزة".
وأضاف أنّه بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة "اليوم التالي" للحرب والتي بموجبها "لن تسيطر حماس على غزة".
وأكد غالانت الخميس أنّه بموجب خطته "لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف الحرب"، وأن هذه الخطة تقضي مع ذلك بأن يحتفظ الجيش الإسرائيلي بـ"حرية التحرّك" في القطاع للحدّ من أيّ "تهديد" محتمل.
وشدّد على أنّ "سكّان غزة فلسطينيون. وبالتالي فإنّ كيانات فلسطينية ستتولى (الإدارة) بشرط ألا يكون هناك أيّ عمل عدائي أو تهديد ضدّ دولة إسرائيل".
ولم يحدّد غالانت من هي الجهة الفلسطينية التي يتعيّن عليها، وفقاً لخطّته، أن تدير القطاع المحاصر البالغ عدد سكّانه 2.4 مليون نسمة.
وفي الأسابيع الأخيرة، ناقش محلّلون سيناريوهات عدّة لما ينبغي أن يكون عليه الوضع في غزة بعد انتهاء الحرب. ومن بين هذه السيناريوهات عودة السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس إلى حُكم القطاع.
لكنّ استطلاعاً للرأي أجراه أخيرا "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة"، وهو معهد مستقلّ مقرّه في رام الله، أظهر أنّ ما يقرب من ثلثي الفلسطينيين الذين شملهم (64%) يعتقدون أن حماس ستحتفظ بالسيطرة على القطاع بعد انتهاء الحرب. كما أن السلطة الفلسطينية لا تحظى بشعبية واسعة في القطاع الذي طردت منه في 2007 إثر معارك مع حماس.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيّة في مقابلة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز إلى "حلّ سياسي لفلسطين بأكملها" وليس لقطاع غزة فحسب. وقال "الناس بدأوا يتحدّثون عن اليوم التالي، عن السلطة الفلسطينية التي ستحكم غزة مجدّداً"، لكن إسرائيل "تريد أن تفصل سياسياً قطاع غزة عن الضفّة الغربية".
وأضاف "لا أعتقد أنّ إسرائيل ستخرج من غزة قريباً، بل أعتقد أنّ إسرائيل ستنشئ إدارتها المدنية الخاصة التي ستعمل تحت سلطة جيشها المحتلّ، وبالتالي فإنّ مسألة اليوم التالي ليست واضحة" حاليا.
وتعهدت إسرائيل "بالقضاء" على حماس بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال أشرف الهمامي الممرض في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة لفرانس برس "نعمل تحت ضغط هائل ووسط الخوف".
من جهته، قال عز الدين العطار (19 عاما) أحد سكان رفح عند مركز لتوزيع الطعام "الأطفال خصوصا كئيبون، فهم جائعون وعائلاتهم لا تدري كيف تؤمن لهم الطعام ... نحاول مساعدتهم ووضعهم في مقدمة صفوف الانتظار".
وتابع "نعدّ وجبة طعام واحدة كل يوم، لكن أسعار الأرز والسكر والحطب مرتفعة".
ويعاني سكان القطاع أزمة إنسانية كارثية وبات معظمهم على شفير المجاعة وفق الوكالات الدولية، في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية فيما لا تدخل المساعدات إلا بكميات ضئيلة جدا رغم صدور قرار بهذا الصدد عن مجلس الأمن.
ودخلت قرابة 150 شاحنة تحمل بمعظمها مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة الخميس بحسب ما أفادت سلطات القطاع على المعبر.
ويعتزم بلينكن الذي وصل إلى تركيا مساء الجمعة مناقشة "إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير". وتشمل جولته إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، وخمس دول عربية هي مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، إضافة إلى اليونان.
وسيبحث بلينكن في "منع اتساع رقعة النزاع"، على ما أفاد متحدث باسم وزارة الخارجية.
وأثارت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مخاوف من تحولها إلى مواجهة إقليمية شاملة، خصوصا في ظل تبادل القصف اليومي عبر الحدود اللبنانية الجنوبية مع حزب الله اللبناني، وهجمات يشنّها الحوثيون في اليمن على سفن تجارية في البحر الأحمر دعما للفلسطينيين، إضافة إلى هجمات تطال قواعد توجد فيها قوات أميركية في سوريا والعراق.
وازدادت الخشية من اتساع النزاع بعد سلسلة ضربات في الأيام الماضية.
فقد استشهد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، اتهمت الحركة وحزب الله والسلطات اللبنانية إسرائيل بتنفيذها.
وجدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة التأكيد أن الرد على اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري "آت لا محالة"، وأن مقاتلي الحزب "على الحدود" هم الذين سيردون.
وقال نصر الله "عندما يكون الاستهداف في لبنان وفي الضاحية الجنوبية لا نستطيع أن نسلّم بهذه المعادلة"، مضيفا "لن نستخدم عبارة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، القرار في الميدان، الميدان سيرد، والميدان لا ينتظر، والرد آت حتما".
والخميس، قتل قيادي عسكري وعنصر في فصيل حليف لإيران في "قصف أميركي" استهدف مقرا للحشد الشعبي في بغداد. وأكّد مسؤول في البنتاغون أن الولايات المتحدة هي التي نفّذت الضربة "دفاعا عن النفس. لم يتعرّض أي مدنيين لأذى. لم يجر ضرب أي بنى تحتية أو منشآت".
وهذا الأسبوع، حذّرت 12 دولة على رأسها الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن الأربعاء من عواقب لم تحددها، ما لم يوقفوا فورا هجماتهم في البحر الأحمر.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الیوم التالی فی قطاع غزة بعد انتهاء
إقرأ أيضاً:
إصابة 20 إسرائيليًّا أثناء توجههم إلى الملاجئ بعد رشقة صاروخية من حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الإسعاف الإسرائيلي، إصابة 20 شخصا في أثناء توجههم إلى الملاجئ وسط إسرائيل عقب الرشقة الصاروخية الأخيرة من لبنان، وذلك بحسبما أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل لها، اليوم الأربعاء.
ويُواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتدور اشتباكات بين حزب الله وإسرائيل منذ أشهر، بالتوازي مع حرب الاحتلال الغاشمة على قطاع غزة، وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين منذ حرب 2006، ما يُؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر، حيث تزايدت التوترات بين إسرائيل وحركة حماس بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.