في ذكرى ميلاده.. بيرم التونسي نفاه الملك فؤاد خارج مصر
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
في مثل هذا اليوم: 5 يناير 1961م، توفي بيرم التونسي “الأمير الشاعر المحلي”، وهو شاعر مصري من تونس، قال عنه الشاعر الأمير أحمد شوقي "تخاف العربية الفصحى من عامية بيرم".
● بدايات حياته:
ولد محمود محمد مصطفى بيرم في 4 مارس 1893م في شارع البوريني بالسيالة بحي الأنفوشي بالإسكندرية في أحد الأيام، التقى بيرم بأحد عمال البناء الذين جاءوا لزيارة عمه في عطلة نهاية الأسبوع، وتحدثوا معه وأعطاه البناء قصة خفيفة عن "السلك والوابور" بين التلغراف والقطار، حيث احب بيرم الحديث عن المبنى ويتطلع إلى سرد بعض القصص الشعبية التي يتذكرها كل أسبوع.
تطورت هذه الهواية لدى بيرم إلى حد أنه لم يعد يكتفي بإخبارهم عندما سمع عنها، بدأ في توفير مصروف جيبه لشرائها من المكتبة المحلية، فكتب عن الأساطير الشعبية مثل «ألف ليلة وليلة»، و«أبو زيد الهلالي»، و«الأترك»، و«سيف بن ذي يزن»، كما بدأ بشراء مجموعات شعرية حتى عثر على واحدة لابن الرومي، لقد كان مفتونًا بها واعتبرها من أمتع الأشياء التي قرأها أو تعلمها على الإطلاق. - كما كان يقول دائماً - روح الهجاء.
اكتمل انغماس الطفل في الفن والأدب عندما يعيش أستاذ تركي اسمه محمد طاهر في منزلهم، ويرى ميل بيرم للشعر، ويعطيه كتبًا عن الفنون المسرحية، كان هذا الكتاب نقطة تحول. في حياته فقرأ القليل جدًا من الكتاب حتى بدأ جهوده في كتابة الأغاني والقصائد.
● خلفيته التعليمية:
انضم بيرم إلى كُتاب الشيخ جاد الله عندما بلغ الرابعة من عمره، و كانت عقدة بيرم أنه وجد الرياضيات مملة ولم يكن يعرف كيفية كتابة 7 من 8، ولم يستطع الهروب من عبء الدراسة على يد الشيخ جاد الله، ولم يتحمل الطفل قسوة الشيخ جاد وضربه له، وفي أحد الأيام طلب الرحمة بسبب قسوة الشيخ، لكن والده لم يبالي وأخذه بالقوة ونتيجة لذلك، لم يتمكن الطفل من فهم ما يقوله الشيخ على الإطلاق، فكانت عقوبته الضرب بالفلكه.
لم يجد الأب فائدة في تعليم الطفل الذي يريده أن يصبح عالماً، فأخرجه من المكتبة واجبره على الجلوس مع أبناء عمومته في محل الحرير الذي يديره.
كتب بيرم في مذكراته عن تلك الفترة من حياته أنه استفاد من كتب سيدنا لأنه لم يعرف إلا مبادئ القراءة والكتابة، وبما أن الشيخ لم يقم بدوره في تشجيع ثقافة بيرم وتعطشه للمعرفة ومواصلة القراءة، حاول والد بيرم تعليمه مرة أخرى.
فأرسله إلى مسجد المرسي أبو العباس، وفيه دور دينية، ويتردد عليه أغلب أبناء التجار القريبين، قبل بيرم المواد التي يدرسها في هذا المعهد بحماس وشغف، لكنه لم يتمكن من إكمال دراسته في هذا المعهد لانقطاع دراسته بسبب وفاة والده.
● بداية قصيدته:
في أحد الأيام، تفاجأ بيرم عندما قام مجلس مدينة الإسكندرية بالحجز على منزله الجديد وطالبه بمبلغ كبير من المال مقابل استخدام شيء لم يكن يعرف عنه شيئًا منذ سنوات، وكأن الناس أرادوا أن يعلن هذا الحدث عن ولادة فنان، قرر بيرم رفع راية العصيان أمام مجلس المدينة بقصيدة بها "استهزاء". فيقول :
يابائع الفجل بالمليم واحدةً
كم للعيال و كم للمجلس البلدي
كأن أمي بلَّ الله تربتها أوصت
فقالت : أخوك المجلس البلدي
أخشى الزواج فإنْ يوم الزفاف أتى
يبغي عروسي صديقي المجلس البلدي
أو ربما وهب الرحمن لي ولداً
في بطنها يدعيه المجلس البلدي
نشرت القصيدة كاملة في جريدة الأهلي على صفحتها الأولى، وكانت هذه أول قصيدة منشورة لبيرم، كما دعا مسؤولو مجلس المدينة إلى ترجمة الوثيقة إلى لغة أجنبية حتى يتمكن جميع الأجانب من فهمها.
بعد هذه القصيدة بدأ بيرم يتجه إلى الأدب وبعيداً عن التجارة، اهتم بكتابة الشعر، خاصة الرجز، وذلك لتقريب أفكاره إلى قلوب غالبية المصريين كان شعره الأول مليئًا بالفكاهة والنقد الصادق الهادف إلى معالجة عيوب المجتمع بسرعة.
● بيرم والنفي:
صدر أمر بترحيل بيرم التونسي من مصر في 25 أغسطس 1920م، ونفيه إلى موطن أجداده تونس. وكان سبب ترحيله هو غضب الملك فؤاد من بعض كلمات قصيدته "البامية الملكية واليقطين الملكي". وفيها يقول:
مشيت الفتاة لفترة طويلة وهي تستنشق.
لقد زرعت بالخطأ يقطينة خضراء في حديقتي.
ويقال إن الفتاة المعنية هي الملكة نازلي، لكنه أوصى بها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، الذي كان حاكم القاهرة آنذاك، وقال: «لعنة الله على الوالي».
لكن الحكومة التونسية اعتبرته مثيرا للمشاكل وثوريًا وأبقته تحت المراقبة منذ وصوله، فقرر السفر إلى باريس وعانى هناك أيضا، كما يقول بيرم.
الأولى مصر قالوا أنا تونسي ورفضوا أجر الإحسان.
والثاني هو تونس حتى أن عائلتي في تونس تبرأت مني ومن أفراد الأسرة الآخرين.
والثالثة كانت باريس وباريس، لقد تم تجاهلي، كنت موليير.
عاد بيرم التونسي إلى مصر هاربا، لكن السلطات المصرية سمحت له بالبقاء. وكان ذلك في عهد الملك فاروق، وحصل على عفو شخصي من الملك.
● بيرم وأم كلثوم:
التقت أم كلثوم ببيرم في أواخر الأربعينيات وأهدته بعض القصائد من ألحان زكريا أحمد من بين هؤلاء:، غني قليلاً، يا صباح الخير، الورد جميل، العاشق الأول، شمس الليل، الحب هكذا، وأخيراً القلب يحب كل جميل، ونجح الثلاثي أم كلثوم، بيرم، زكريا أحمد. نجاح عظيم.
كما التقى عبد الوهاب في الأغنية بدلا من عائشة الفرح أما فريد الأطرش فقد قدم العديد من الأغنيات مثل: يا حبيبنا، يا عيون، يا الله الذي عليه توكلنا، بساط الريح، كلوا التمر يا الله معاً، ذهب الليل، أهلاً وسهلاً. مرحباً، الليل مشرق، هل هو قريب؟.
قام بالعديد من المونولوجات منها:
أتمنى أن تأتوا إلي أيها الإخوة لم أذهب إلى لندن أو باريس عائلة المغني تحطم قلوبنا
يا حلاوة الدنيا، يا حلاوة الدنيا
شخص يحب الفن ومنغمس فيه.
وأعلن في الراديو:
السيرة الذاتية للظاهر بيبرس
أوبريت عزيزة ويونس
ومن أشهر كلماته لسعيد درويش: "أنا مصري تعالى من عنصرين وبنيت مجدي على هرمين".
● مسيرته الصحفية:
تأسست صحيفة المسلة في 4 مايو 1919م وعمل بها منذ تأسيسها وارتكزت على الهجمات على الاستعمار والنساء الجاهلات والتضليل والمظاهر الكاذبة والمبالغة، وفي عام 1955م عمل في جريدة اليوم ثم في جريدة الجمهورية.
في عام 1960م، حصل على الوسام الوطني التقديري من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحصل بعد ذلك على الجنسية المصرية.
● وفاته:
توفي بيرم التونسي في 5 يناير 1961م بعد صراع مع مرض الربو.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بيرم التونسي أحمد شوقي العربية الفصحى
إقرأ أيضاً:
هل الحزن درجة من درجات الوصول إلى الله؟ الشيخ خالد الجندي يجيب
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن البشاشة والطرف دائمًا مطلوبان في حياة كل عالم، وفي حياة كل داعية، لأن الحزن والاكتئاب وتصدير الطاقة السلبية للناس ليس هدفًا محمودًا، بل هو أمر مرفوض في الإسلام.
خالد الجندي متعجباً: ليه بتيجي في ربنا وعاوزين نقول رأينا؟ خالد الجندى: تمييع الاعتقاد الدينى هدفه بيع الوطن والأسرةوأوضح الشيخ خالد الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "الحزن ليس من الأمور المحمودة، وقد اعتبره الإمام ابن القيم -رحمه الله- غضبًا من الله، حيث علق على كلام الإمام الهروي، الذي كان يعتبر الحزن من المنازل التي يجب أن يسلكها العابد للوصول إلى الله، ورفض هذا الرأي قائلاً: الحزن لا يجب أن يكون هدفًا أو وسيلة".
وأضاف الجندي: "الحزن يعوق الإنسان ويثبطه، وبالتالي فهو ليس طريقًا للوصول إلى الله، بل هو أمر يعيق الفرح الداخلي والسلام النفسي، النعمة التي يحمد عليها أهل الجنة في القرآن الكريم هي نعمة التخلص من الحزن، كما جاء في قوله تعالى: «الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن»، وحتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستعيذ من الحزن، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أعوذ بك من الهم والحزن»، إذاً، الحزن ليس من درجات الوصول إلى الله، بل هو أمر يجب تجنبه".
وأوضح أن القرآن الكريم في العديد من المواضع ذكر أن المؤمنين لن يصيبهم الحزن، بل هم في حالة من الطمأنينة والسكينة، كما في قوله تعالى: «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».