بوابة الوفد:
2024-06-30@00:11:48 GMT

رؤية مصر الثاقبة أمام الإدارة الأمريكية

تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT

ما زالت مصر تؤدى دوراً بارعاً بشأن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على غزة، والعالم كله بلا استثناء يقف مشدوهاً أمام هذا الدور العظيم، والثوابت المصرية فى القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتغير، ولا أكون مبالغاً فى القول إذا قلت إن المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ يتراجع قليلاً عن مواقفه المتشددة تجاه القضية الفلسطينية، رغم الجرائم البشعة التى تقوم بها إسرائيل حتى كتابة هذه السطور، وتعد مصر الدولة الوحيدة التى تصر إصراراً شديداً على عودة الحقوق الفلسطينية طبقاً للشرعية الدولية، وإيمانها القوى بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.

على مدار الأيام الماضية التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع عدد من وفود العالم بشأن التباحث فى وقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة. وعلى رأس هذه الوفود مبعوثون أمريكيون من الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ والنواب. ووجه الرئيس إلى أمريكا ست رسائل بالغة الأهمية، وهى تعبر تعبيراً صادقاً عن الرؤية المصرية منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر الماضى. هذه الرسائل المصرية البالغة الأهمية يجب على المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا الامتثال لها، والضغط بها على إسرائيل لتنفيذها، حتى يعود الاستقرار الكامل للمنطقة، بدلاً من شبح الحرب الذى يخيم عليها، والقضاء على التوتر السائد فى منطقة البحر الأحمر الذى ينذر بكارثة بشعة ليس فقط على الشرق الأوسط، وإنما على دول العالم أجمع.

الرسائل المصرية إلى أمريكا تتضمن ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية التى تتم من خلال إبادة كاملة للشعب الفلسطينى سواء فى غزة أو الضفة الغربية، وهذه الحرب التى طالت تعرض خلالها الأشقاء الفلسطينيون إلى كل ويلات الجرائم من قتل وذبح وانتهاك للحرمات وخلافه مما يتعارض تماماً مع القانون الدولى الإنسانى. والرسالة الثانية تتلخص فى ضرورة تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية من خلال هدنة طويلة يعقبها وقف دائم لهذه الحرب البشعة.. والرسالة الثالثة هى الرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين سواء من غزة إلى سيناء أو من الضفة الغربية إلى الأردن، أو إلى أية دولة فى العالم كما تريد إسرائيل، وكذلك الرفض التام لعمليات التطهير العرقى الذى تقوم به إسرائيل حالياً، بهدف تصفية القضية الفلسطينية. أما الرسالة الرابعة فهى ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتأمين وصولها إلى الأشقاء بدون أن تتعرض لها قوات الاحتلال بالقصف أو خلافه من وسائل المنع المختلفة. والحقيقة فى هذا الشأن أن المساعدات المصرية للقطاع بلغت ما يعادل كل المساعدات التى تم إرسالها من العديد من الدول. إضافة إلى أن مصر حرصاً منها على الشعب الفلسطينى نجحت فى إقامة مخيم مؤخراً داخل خان يونس لإيواء الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب البشعة.

أما الرسالة الخامسة فهى ضرورة إجراء تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، ووقف التعنت الإسرائيلى الذى يعرقل كل المفاوضات، ويكفى أن القاهرة نجحت فى توحيد صفوف الفصائل الفلسطينية مؤخراً، وتم الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطنية تتحدث باسم الفلسطينيين، إلا أن الاحتلال لم يرقه هذا، وبعدها قامت بارتكاب جريمة اغتيال قيادى فى حماس مع رفاقه فى جنوب بيروت، بهدف تعطيل أية مفاوضات قد يتم إجراؤها وكل ذلك لمنع إقامة المباحثات الخاصة بالسلام.

أما الرسالة الأخيرة والمهمة فهى ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فى إطار تفعيل حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

هذه هى رؤية مصر الثاقبة تجاه الحرب والقضية الفلسطينية، وقد أعلنتها القاهرة من البداية ولن تتراجع عنها أبداً.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وجدى زين الدين الدكتور وجدى زين الدين رؤية مصر الثاقبة أمام الإدارة الأمريكية الحرب الإسرائيلية الغاشمة غزة القضية الفلسطينية الدولة الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)

عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلًا.. كنت عائدًا من عملى متجها نحو منزلى.. فجأة... اقترب منى شاب لا يزيد عمره عن العقد الثانى، نحيل الجسم، ضعيف البنية، قواه منهكة متعب، يحمل فوق كتفة كرتونة ضخمة، يتحرك بصعوبة بسبب إعاقة ألمت به، لا يستطيع رفع صوته من التعب والإجهاد الواضح على وجهه المجهد.
أسرعت إليه لأحمل عنه جزءا مما يحمل على كتفه النحيلة، محاولة منى لأخفف عنه، ولكن لم استطع أن أحركها من على كتفه لثقل ما بها، ورفض رفضًا قاطعًا أن أساعده.
وكان بيدى علبة من عصير الجوافة فتحتها وحاولت بكل إلحاح ان يشربها لتسد جزءا من عطشه المميت، ويبلل ريقه الذى جف بسبب ارتفاع درجات الحرارة القاتلة، ورفض أن يأخذها ولكن أمام إصرارى أخذها منى ولكن لم يشربها، وشكرنى بكل أدب ثم قال: «أستسمحك تدلنى على هذا العنوان الموجود فى هذه الورقة» نظرت للورقة وقلت له هذا العنوان فى العمارة التى بجانبى، تعالَ معى أدلك عليها، ولن أخفى سرا فالعنوان المدون بالورقة بعيد عن منزلى، وتعمدت الا أصارحه بالحقيقة حتى لا يرفض أن أصاحبه فى الطريق ليصل إلى العنوان المشار إليه، نعم سيرفض لأنه رأى إصابتى وما أعانيه، فقد كنت متكئا على عكاز بسبب الكسر الذى أصاب قدمى.. وعندما قلت له إن المنزل الذى يبحث عنه فى العمارة الملاصقة لمنزلى فرح وتهلل وجهه ووافق على الفور.
ترجلنا سويا بخطوات بطيئة، وللوهلة الأولى شعرت بأن هذا الشاب فى أشد الحاجة للتحدث لأى شخص يخفف عنه معاناة يومه التى لا يعلم تفاصيلها إلا الله، فبادرته بالحديث وسألته عن اسمه ليرد وقد بدت على أساريره ارتياح وطمأنينة، ودار بيننا حوار مبكٍ هذا تفاصيله
أنا اسمى أيمن
بتشتغل ايه يا أستاذ أيمن؟
أنا بشتغل دليفرى من سنة، قبل كده اشتغلت حاجات كتير كلها متعبة ومرهقة، والحمد لله إنى مستور أنا وأمى وأخوتى
أنت ساكن فين؟
أنا ساكن فى عين شمس
وجاى من عين شمس إلى مدينة نصر فى الحر ده ازاى؟.. أنا بخرج من بيتى يوميًا الساعة ٧ صباحًا، أتوجه بعدها إلى مخزن الشركة لأستلم البضاعة المقررة لى، وأنا وحظى فى خط السير الذى يتحدد بعد الاتصال بالزبائن.
استلمت البضاعة وحملتها على كتفى، وتوجهت إلى عربة الفول علشان أفطر، تخيل يا أفندم أن ساندوتش الفول سعره ٨ جنيه وأحيانا ١٠ جنيه، يعنى أنا محتاج كل يوم ٣٠ جنيه على الأقل علشان أفطر نص بطن، الحمد لله ربنا كبير، المهم وأنا بفطر لازم أتصل بالزبائن، علشان أعرف أحدد خط السير، وأنا وحظى، يا ترى مين اللى هيرد ومين اللى وقته يسمح بالذهاب إليه أولا بالبضاعة المطلوبة، وبعد عدة اتصالات تحركت أولا من عين شمس متجهًا إلى مدينة ١٥ مايو، ثم بعد ذلك توجهت إلى منطقة المقطم ثم عدت إلى مدينة حلوان، ومن حلوان توجهت لمنطقة زهراء المعادى، حتى وصلت إلى مدينة نصر.. ثم التقط أنفاسه واستكمل حديثه قائلًا: تخيل يا أفندم.. مفيش حاجة دخلت بطنى من الصبح حتى الآن غير ساندوتشين فول وطعمية، وأنتهى من عملى يوميًا فى الثانية صباحًا.. اندمج الشاب فى الحوار وأحسست بالفطرة السليمة والطيبة التى تنساب من حروف كلامه وعزة نفسه التى تناطح السحاب.
يا سادة.. تخيلوا معى، فهذا الشاب يعانى من إعاقة قوية وواضحة فى قدمه تعيقه بشكل شبه كلى فى المشى، ورغم ذلك لم يقترب من قريب أو بعيد عن وجعه اللانهائى الذى أصاب قدمه، رأيت بعينى حركته البطيئة، ورغم ذلك يتحرك بكل ألم حاملًا على كتفه حملا ثقيلا يلازمه يوميًا منذ الصباح الباكر.
هل أنهيت التعليم يا أستاذ؟
نعم.. أنا حاصل على ليسانس الآداب قسم عبرى بتقدير تراكمى جيد جدًا، وبحثت فى كل مكان عن فرصة عمل ولم أجد إلا السراب، وعملت بحرف كثيرة وكان العائد بسيطا جدًا، وجلست بالشهور فى البيت دون عمل فقررت إلا أجلس فى البيت مرة أخرى مهما حصل وخاصة أن حالتنا المادية صعبة جدًا وزادت الصعوبة فى ظل تلك الظروف التى يعانى منها معظم البيوت المصرية، أسكن بالإيجار مع والدتى وأخوتى، والدى متوفى وأنا كنت فى الثانوية العامة، لى ثلاثة من الأشقاء ولد واحد وبنتان كلهم فى مراحل التعليم المختلفة.
وهنا أحسست بالألم الذى عاوده مرة أخرى، فقطعت حواره، ليخرج من هذه الكآبة، وسألته عن أحلامه التى يتمنى أن يحققها، فكانت إجابته صاعقة لم استطع استيعابها حتى هذه اللحظة.
قال: كل ما أتمناه وأرجوه من الله أن يعينى حتى أستطيع أن أدبر مبلغًا من المال أشترى به موتسيكل حتى ولو بالتقسيط.. «ياااااه يا أستاذ نفسى أقدر أحقق الحلم ده، لأنه هيوفر عليا حاجات كتير، تعب ووقت ومجهود، وطبعا دخلى هيزيد لأنى ساعتها هقدر أتحرك لاى مكان بسهولة ويسر».
تبسمت فى وجهه وقلت له «إن شاء الله سوف تحقق حلمك العادل».
وهنا انتهى من سرد حلمه وأمانيه البسيطة، فى نفس لحظة انتهاء طريق الوصول إلى العنوان الذى يريده، وقف ليشكرنى، ولمعت عينيه فرحا ربما لأنه وصل إلى مشواره الأخير لينهى عذاب يومه، أو لربما بسبب تفريغه شحنات سلبية كانت مكبوتة ومكتومة بداخله، شحنات سلبية متراكمة كادت أن تقضى عليه نفسيًا وإنسانيا.
ودعت الشاب على وعد باللقاء قريبًا بصحبة الموتسيكل الذى يتمناه.
أيتها الحكومة الرشيدة هذا الشاب لم يقصر ولم يكنّ يومًا عبئا عليك، متى يسترد هذا الشاب حقه العادل.
هل تعى الحكومة الرشيدة إحساس هذا الشاب بعدم الثقة والانتماء الذى عشش فى كل جوارحه.
هل تعلم الحكومة الرشيدة أن هناك الملايين من الشباب تبخرت أحلامهم وانهارت دون رحمة وضاعوا دون رجعة.
وأخيرًا.. رسالة الشاب الشفهية الموجهة لكل مسئول فى الحكومة الرشيدة إليكم نص الرسالة «أنا شاب عمرى ٢٣ سنة فقدت الأمل ولم يكن عندى ثقة فى شيء، فكل سبل الحياة أمامى مغلقة تماما، ولم يكن أمامى سوى سراب أحلام، هل أستطيع حماية أمى وأخوتى من السؤال والتشرد، حلمى بسيط، فهل أستطيع ان أحققه!!
أيتها الحكومة الرشيدة ماذا أعددت لهذا الجيل من الشباب، فعليًا نحن أمام أزمة حقيقية يعانى منها نصف المجتمع الذى هو حاضر ومستقبل هذه الأمة.. فماذا أنتم فاعلون؟

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق فوري لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان مع تصاعد التوترات
  • السفير الفلسطيني بالقاهرة: المجاعة تضرب غزة.. وأمريكا تقول ولا تفعل
  • أيمن عقيل يكتب: ثورة 30 يونيو.. ما الذي تغير؟
  • الأردن يدين مصادقة الاحتلال على 5 بؤر استيطانية في الضفة الغربية
  • صراحة رئيس الوزراء
  • «إقامة دبي» تدرّب كوادرها الإدارية على الذكاء الاصطناعي
  • ترامب لبايدن في المناظرة: أنت تشعل فتيل الحرب العالمية 3
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مصطفى غنايم يصدر "أركان الإيمان" ضمن مشروع رؤية للنشء بـ 6 لغات
  • بهدف خفض التصعيد جنوبا.. موفد قطري في بيروت